الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-القذافي-،-مبارك-– أسماء العرب الحسنى

علي جديد

2011 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعد اغتصاب العرب لأراضي الشعوب العجمية تحت مضلة "الفتوحات" و عوض أن يتركوا هذه الشعوب تقرر مصيرها في شأن اختيار أسماء أبنائها بحرية، تراهم يستنجدون بالسنة حينا لتعليبها في قالب عروبي .. و يستغيثون بالقرآن أحيانا للمزيد من التطهير العرقي .. ويتذرعون لتضييق الخناق عليها بدساتير أعدت في مطابخ الاستبداد تستفتى عليها الشعوب وهي مدركة أن "لا" ءها لن تجد إلى صناديق الاقتراع سبيلا .. وما خرافة الأسماء العربية الإسلامية المقدسة إلا إيديولوجية عروبية وهابية إذن يستغلها العرب لتعريب الشعوب العجمية لطمس معالم جريمة غزوهم لها و محاولة يائسة لإخفاء كل ما يذكرهم بأن هذه الشعوب عجمية و أن الأرض "ما بتتكلمش عربي" .. و سأنبئكم بأسماء بعض "العظماء" العرب الذين لم تملك لهم أسماءهم "المقدسة" ضرا ولا نفعا عند الشدة، حتى يتبين لكم أن ما قلناه عن الايدولوجيا القومجية حقا ..

"علي" ،"حسن"، "عبد الله"، "صالح" و."جمال".. أسماء حملها العرب في جاهليتهم ولما دخلوا في الإسلام تشبثوا بها و أحاطوها بهالة من التقديس و فرضوها على العجم باسم الإسلام فرضا متذرعين بأنها أحد أركان الإسلام تمكن حاملها من البركة و الحسنات و تقربه من الله وتيسر له أموره كما تساعده على المساهمة في نهضة شعبه وأمته .. "مبارك" اسم حمله الرئيس المصري طوال حياته وبينت الثورة ضده أن هدا الاسم لم يكن مباركا لا على حامله ولا على شعبه .. وزير ماليته "يوسف" بطرس غالي لم يمنعه حمله لنفس اسم النبي يوسف أمين مالية فرعون من عدم التصرف في أموال فقراء مصر و كأنها ملكا له و لا رائحة لنزاهة يوسف في معاملاته .. أما الحبيب العادلي وزير الداخلية فلم يكن اسمه يدل عليه لأن قتل المتظاهرين السلميين في ساحة التغيير لم يكن يوما عدلا .. و مؤخرا اتهم رئيس الوزراء أيضا بالفساد المالي بإهداره ل290 مليون جنيه مما يبين أن اسمه المركب من "احمد" اسم نبي المسلمين و صفة "نضيف" بما لهما من معنى عند المصريين لم يكن اسما على مسمى وقد حمله باطلا..

أما العائلة الحاكمة بليبيا فلم يكن حالها أفضل من مبارك و أعونه .. فالملاحظ أن هناك تناقض صارخ بين الشطرين المكونين لاسم الأب .. فلا ينتظر ممن يحمل اسم "معمر" أن يرسل القذائف لهدم البنايات على أصحابها وهم نيام .. فمتى يبلغ البنيان أشده إن كان "معمر" يدمر و" القذافي" يهدم .. هكذا لم ينجح على ما يبدوا من أي قرار اتخذه .. فتسميته لنجله ب"سيف الإسلام" تيمنا ربما بالقائد العربي الإسلامي خالد بن الوليد الملقب ب"سيف الإسلام" بينت الأحداث الدائرة بليبيا أنه سيف بلا شك و"سيف ألقذافي " الذي يرعب به عدوه بكل تأكيد .. أما ابنه الآخر المسمى ب "الساعد" فقد أتبث فعلا أنه "الساعد" الشرير لأبيه .. ذلك الساعد الذي يرسل قذائف أبيه بدقة متناهية فتصيب الأطفال ولا تخطيء الأمهات .. فالقذافي لم يسط على بترول الليبيين فحسب بل سطا على تاريخهم أيضا فتجرأ على تسمية أحد أبنائه ب"حنبعل" تيمنا بأحد الجنرالات الأمازيغ البواسل دون الاعتراف لهم حتى بوجودهم في ذلك البلد الأمازيغي العظيم .. إلا أن "حنبعل" القذافي لا يملك مثقال درة من شجاعة "حنبعل"، الأمازيغي الذي حاض حروبا طاحنة مع إمبراطورية روما في عقر دارها عندما كانت أعظم قوة على وجه الأرض .. ولا يملك نقطة من بحر نبله و إنسانيته .. بل هو نسخة طبق الأصل من أبيه بتطبيقه لتعليمات ملك ملوك أفريقيا بالزحف على "الجرذان" للانقضاض عليهم أو الاستعانة بالسب والشتم إذا تعذر الأمر و ذلك أضعف الإيمان..

إسم "الأسد"لا يشرف أحدا أن يحمله من يقتل شعبه و يحكم مواطنيه وكأنهم قطعان من الثيران في الأدغال و يسلبهم حقهم في الجنسية و استعمال لغتهم .. لقد استبشر السوريون خيرا بتدخل القدر لتخليصهم من الأسد الكبير و استبداله بالأسد الصغير لعل عهده يكون مختلفا عن عهد أبيه ولعله يكون أسدا على الأعداء لا عليهم و يقتل من الأعداء 30 ألفا الدين قتلهم أبوه في مدينة "حماة" في ليلة واحدة و كلهم مواطنين سوريين أبا عن جد ذنبهم الوحيد أنهم فتحوا أفواههم مطالبين بمعاملتهم كالبشر .. و لكن الأحداث بينت أن ذلك الشبل من ذلك الأسد بأكله من الثوار ما لم يأكله "الأسد" من الثيران في غابة ابن المقفع.. إلا أن شباب ساحات التغيير أدركوا أنهم لن يؤكلوا كما أكل آبائهم في عهد الأسد الكبير مستلهمين قول المتنبي: "إ ذا لم يكن من الموت بد *** فمن العار أن يموت الإنسان جبانا" ..


قائد عربي في بلد عربي آخر لم يكن في مستوى ذلك الاسم الذي وجد الناس مند صباه ينادونه به بفخر و اعتزاز كما هو شأن العرب مع أسمائهم.. إلا أنه بعد الفرار المخزي من البلاد تحت جنح الظلام لينضاف إلى لائحة من "العظماء"، على الطريقة العربية، اتضح للعالم أن هذا الرجل بقتله للمدنيين و حكمه لبشر بقبضة من حديد لمدة 23 عاما لم يكن في منجزاته أي "بين" و لم يكن في نظر العالم الحر أكثر من "زين" العابثين بحياة و أموال المساكين و المحتاجين فلقبوه ب "زين الهاربين" عن جدارة و استحقاق ليلتحق بالرفيق الأعلى في لائحة الزعماء العرب المغضوب عليهم –طبعا- بعد أن خذلتهم بركة أسمائهم العربية "المقدسة" ..

وأين سلوك الرئيس السوداني "عمر" البشير الذي لا شك أنه يفتخر بحمله لاسم أعدل الخلفاء الراشدين من عدالة "عمر ابن الخطاب" وإنصافه وخوفه من دعوة بغلة إن تعثرت بالعراق إن لم يسو لها الطريق .. و هل حمله لاسم رجل بمقام عمر الفاروق يعفي "عمر" السودان من الجرائم ضد المسيحيين أهل الكتاب في جنوب السودان و الأفارقة العجم في دارفور من المسؤولية بالمشاركة أو بالصمت؟ أبدا .. فهروبه من العدالة الدولية و بقائه في السلطة باستخدام السلاح و البهلوانية الروحانية ولا حتى اسمه العربي لن يجدي نفعا عندما تنضج الثورة و ينفجر بركانها لأنها تقلع الأنظمة من جذورها قلعا و تجبرهم رياحها على الصعود مكرهين إلى قطار الذل والمهانة المتجه كالبرق نحو مقبرة الطغاة "جدة" ..

و الآن بعد أن تبين خيط العجم الأبيض من خيط القومجية الأسود و تبين أن لا هدف للقومجيين من فرض الأسماء العربية سوى تعريب الشعوب لتسهل الهيمنة عليها .. والآن و بعد أن صدمنا بما فعله هؤلاء السفهاء و الطغاة من مجازر مادية و معنوية في الأكراد الذين رمى بهم حظهم العاثر في عرين "الأسد" .. ورمى بالأمازيغ في مرمى قذائف "القذافي" ..و بالأقباط في زنازن "العادلي" .. ورمى بالمصريين البسطاء تحت رحمة التجويع على يد ميزانيات ا"نضيف" المجحفة الذي نظف صناديق بيت مال مصر .. فهل مازال هناك من مبرر في الإبقاء على تلك المذكرة المشؤومة التي تمنع الأسيماء الأمازيغية بمكاتب الحالة المدنية بالمغرب .. والتي لم يعد خافيا على أحد أن محو الأمازيغية وراء القصد ؟!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا تنسون شهيد الأعراب جرذ الحفر
محمد علي العراقي ( 2011 / 4 / 24 - 11:09 )
في خضم ما يسمى حاليا بثورات العربان ينسى الكل دوما وعن قصد وخبث ذكر ثورات وبطولات العراقيين ضد اعتى طاغية ومجرم في كل العصور: صدام العار
اليس هذا المجرم المقبور هو سيد العربان و سيد اسمائهم الحسنى؟ فما بال كاتبنا إذ أصابه عمى و صمم؟
لم يعتذر هؤلاء الرعاع المسمون ثوارا للعراقيين عن اساءاتهم وكل همهم اليوم ان يستبدلوا سيدا باخر وان يكونوا عبيدا لشيوخ الأسلام بدلا من عصابات العسكر او الأسر المتفرعنة

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر