الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه مؤامرة ضد الشعب المصري

رضا عبد الرحمن على

2011 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن ما يحدث منذ أيام في محافظة قنا من اعتصام يندد ويرفض تعيين محافظ قبطي لهذه المحافظة ، أعتبره من وجهة نظري جزء من مؤامرة تحاك ضد الشعب المصري وضد الثورة المصرية البيضاء النظيفة التي أطاحت بأكبر طاغية في تاريخ مصر ، وهذه المؤامرة لها اتجاهات وطرق وأساليب متعددة تم فيها توزيع الأدوار بدقة لشل حركة حكومة تسيير الأعمال من ناحية وإرهاق المجلس الأعلى للقوات المسلحة والتشويش على عقول المصريين ، ونشر الفوضى والخوف والرعب والفزع في البلاد مما يؤدي لإيقاف عجلة الإنتاج ، ويشرف عليها عصابة متكاملة تريد تخريب مصر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا ، كما يطمح المشرفون على هذه المؤامرة ـ في الداخل والخارج ـ إغراق مصر في بحر من الدماء بسبب الفتنة الطائفية التي تدق أبواب مصر وتريد الدخول من محافظة قنا.

فهناك عصابة كبيرة جدا يريدون الانتقام من الشعب المصري الذي استطاع قهر الخوف والظلم وكسر حاجز الصمت والخضوع والخنوع ، وحوّل الحاكم إلى محكوم ومتهم ، وحول العزيز إلى ذليل ، هذا الشعب جدير بأن ينتقم منه المجرمون الفاسدون الذين لم يتم القبض عليهم حتى الآن ، ويعاون ويساند هؤلاء الفلول والمجرمون بعض الحكام العرب الذين لا يرضيهم ولا يعجبهم محاكمة مبارك حاكم أكبر دولة فى المنطقة ، ويشعر كل واحد منهم أن الدور سيصيبه لا محالة ، فبعض الحكام العرب يحاولون دفع أموال لقتل الثورة المصرية التي ستكون سببا في الإطاحة بهم واحدا تلو الآخر.

هذه المؤامرة تريد لعجلة الإنتاج أن تقف ولا تتحرك ، وذلك عن طريق المطالب الفئوية في كل مكان ، كما تريد أن تعم الفوضي البلاد ، وذلك ما يقوم به البلطجية في كل مكان من قتل وترويع وخطف وهجوم مسلح وقطع للطرقات هنا وهناك ، كما تريد تخريب البلاد ، وذلك بحرق مصنع أو شركة كل يوم أو يومين ، وتريد اختلاق فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط الذين عاشوا معا أياما تاريخيه لن ينساها التاريخ حينما كانوا جنبا إلى جنب يرسمون ثورتهم البيضاء في ميدان التحرير.

وبكل أسف يشارك في هذه المؤامرة جماعات تدعي أنها تدافع عن الإسلام ، ولكن أي إسلام هذا الذي يفكر أهله في ركوب ظهور من صنعوا الثورة ، والبلاد في مرحلة حرجة ويجب على الجميع التفكير في العمل من أجل بناء وتنمية هذا البلد ، ومن أجل إصلاح ما أفسده الفاسدون ، ومن أجل توفير لقمة عيش قد تكون عزيزة غدا أو بعد غدٍ.

مشايخ السلفية الذين ظهروا فجأة مثل الوباء ، وفجأة يريدون السيطرة على كل شيء ، ويريدون الظهور في جميع وسائل الإعلام ، فلا تجد وقفة احتجاجية هنا أو هناك إلا ويسيطر عليها السلفييون و دائما ما يظهرون على الشاشات ، فهي عملية مقصودة ومدروسة ، لفرض أنفسهم على الساحة بصورة أو بأخرى حتى لو كانت على حساب الشعب المصري كله ، ولو كان هؤلاء الناس يفكرون في مستقبل هذا البلد لما فعلوا كل هذا وما قالوا هذه التصريحات التي من شأنها تشعل نار الفتنة من جديد ، والأخطر من هذا تقتل الثورة المصرية العظيمة التي كانت سببا في خروجهم من جحورهم وإيقاظهم من سباتهم الطويل ، فيكون رد الجميل للثورة هو المساهمة في زيادة التوتر والاحتقان ونشر الفوضى في البلاد.

أحدهم ذهب ووعدد الناس في محافظة قنا أنه سيقنع الحكومة بتغيير المحافظ ، وهذا ليس من حقه أن يفرض أمرا ما على الحكومة بهذه الطريقة ، لأن هذا التصرف سواء فعله الداعية السلفي بقصد أو بدون قصد زاد من حدة التوتر حينما رفض رئيس الوزراء تغيير المحافظ.

وقال آخر مهددا ـ إن لم يتم الإفراج عن كاميليا شحاته سيقومون بمهاجمة الأديرة ، ولابد من وضع خط تحت كلمة الأديرة لأن هذا الكلام يثبت أن ما يفعله هؤلاء هو مؤامرة كاملة الأركان ، لأنهم لو يريدون كاميليا شحاته فقط سيقومون بمهاجمة دير واحد فقط يفترض انها محتجزة فيه ، ولكن لماذا يقول الشيخ السلفي سنقوم بمهاجمة الأديرة ، وهذه الكلمات كافية لشحن كثير من المراهقين من أنصاف المتعلمين وآلاف من ضحايا التعليم الفاسد في الأزهر والتربية والتعليم ، ولو حدث هذا ستكون هذه أول خطوة في دخول البلاد في مغبة حرب أهلية قد تحول شوارع مصر لحمامات دم.

وقد نظم تيار ديني آخر وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية ، اعتبروها رمزية هذه المرة للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن ، على الرغم أن شيخ الأزهر أطلق المبادرة الأولى للإفراج عن الشيخ عمر بصورة محترمة ، ولكن الجماعة أيضا تريد الظهور والعودة للشارع مرة أخرى ، والسيطرة على جزء من الحالة السياسية والإعلامية الحالية حتى لو كان كل هذا على حساب مستقبل مصر ، وعلى حساب طعامنا في الأيام القادمة ، فاليوم يطالبون بعودة عمر عبد الرحمن ، وغدا سيطالبون بعودة الظواهري.
وقام أخرون بتوزيع منشورات يحذرون فيها من الدولة المدنية ، ويقولون أنه لابد من قيام دولة إسلامية لأن الدولة المدنية ستكون سببا في الصراع بين المذاهب والفوضي الفكرية واستعباد الشعوب الفقيرة ، وهنا ظهر شبح الخوف داخل السلفية حيث يخافون من الدولة المدنية التي ستكون سببا في الفوضى الفكرية التي يخاف منها السلفييون لأنهم لو أتيحت لغيرهم مناقشتهم بحرية دون تكفير ودون اتهام بالردة ستكون نهايتهم الحتمية ، وهم يخافون من صراع المذاهب واستعباد الشعوب الفقيرة ، وهنا لابد من سؤال : لمن كتب هذا المنشور الذي ينم عن جهل وسطحية ، أريد من أكبر داعية من دعاة السلفية بنفسه أن يقوم بإجراء مقارنة عادلة بين الفقراء في البلاد الإسلامية والبلاد الكافرة على حد وصفهم مثل اوروبا وأمريكا ، ويخبرنا بعدها مدى القهر والاستعباد للفقراء هنا وهناك ، ويخبرنا أيضا ما هي أنواع الصراع بين المذاهب في الدول المدينة ، وما هي أضرار الفوضى الفكرية التي سمحت لهذه الجماعات بكل انواعها بالجهر بدعوتهم بكل حرية في جميع بلاد العالم التي يعتبرونها بلاد كفر ودار حرب.

كما تفضل أحد شيوخ السلفية برفع دعوى قضائية تجرم التظاهر في ميدان التحرير ، وهذه عجيبة من عجائب الزمن ، لن هذا الشيخ لم نسمع له صوتا منذ يوم 25 يناير وحين ظهر تفضل برفع هذه الدعوى ليساعد بصورة واضحة فلول النظام ومن يديرون الثورة المضادة في إحكام السيطرة على الثوار الشرفاء ، ومنعهم من إكمال مسيرة الإصلاح التي بدؤها.

كلمة أخيرة

بالنسبة لاهتمام هؤلاء بموضوع كاميليا شحاته ـ أقول لهم جميعا ، نبي الله نوح عليه السلام كان ابنه كافرا ، خليل الله إبراهيم عليه السلام كان أبوه كافرا ، نبي الله لوط عليه السلام كانت زوجته كافره ، ولم يعترض أحدهم على قضاء الله ، ولم يعتصم ولم يفكر في وقف عجلة الحياة ، وكل هذا كان قبل الإسلام الذي منحنا الله جل وعلا الحق في الإيمان والكفر ، وجعل الحساب يوم الحساب يا من تريدون محاسبة الناس قبل الحساب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حكومة مؤقته و محافظين مؤقتين
Amir Baky ( 2011 / 4 / 23 - 23:05 )
مشكلة قنا مشكلة سطحية جدا فهذا المحافظ ستنتهى ولايته مع إنتهاء الحكومة المؤقته. وهل قطع الطرق و خطوط السكك الحديدية أسلوب متحضر للمظاهرات. فمظاهراتهم لم تكن سلمية بل تخريبية و عن قصد و ملايين المواطنون من محافظات أقصى الصعيد مهددون الآن لعدم وصول الدقيق و السكر و المستلزمات الأساسية لهم بسبب تصرفات المتظاهرين. ففى مظاهرات التحرير رفع الشباب العلم المصرى و قال مدنية مدنية وفى قنا رفعوا علم المملكة العربية السعودية و قالوا إسلامية إسلامية فلصالح من إجهاض ثورة الشباب؟


2 - لا استقرار قبل قطع راس الافعى
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 4 / 24 - 04:26 )
لا استقرار ولا سلام ولا حرية قبل طرد الفكر السلفي الوهابي الارهابي من ارض الكنانة بل من كل بلاد العرب والمسلمين. ان السعودية هي الداء الوبيل ومن شك في هذا فلينطر دورها المخرب في ليبيا واليمن والبحرين. فاذا كان تدخلاتها في ليبيا واليمن بالمال والسلاح فان تدخلها في البحرين كان غزوا لاجهاد الثورة الشعبية المنادية بالحرية والكرامة. اما في سوريا فقد بدى وجهها القبيح يتكشف بدعمها للسلفيين ليس طلبا للحرية والكرامة بل لايصال من هم على شاكلتها الى الحكم باعتبار ان الحاكم هو علوي علما بان حكم سوريا لا علاقة له بالدين ابدا بل هو حكم بعثي.ان السلفية الوهابية الارهابية لا تريد لمصر الخير والحرية ابدا والدليل مساندتها لنظام حسني مبارك والآن لـ علي عبد الله صالح. اقطعوا راس الافعى قبل فوات الاوان.


3 - وما وجه المقارنة
عادل الليثى ( 2011 / 4 / 24 - 13:52 )
أبن نوح كافر ... أبو إبراهيم كافر ... زوجة لوط كافرة
نفس الأسلوب الوهابى ... ما الفرق بينك وبينه ؟
وماعلاقة هذا بكاميليا ؟ ... هل هى كافرة ضمنياً


4 - هذا ما كنت أخشاه ، كل يوم موضوع جديد للسلفيين
رضا عبد الرحمن على ( 2011 / 4 / 24 - 13:58 )
هذا ما كنت أخشاه ، كل يوم موضوع جديد للسلفيين ولن يتوقفوا
تعديل التعليق |

كل يوم يخرج علينا السلفييون بموضوع جديد يفرضون أنفسهم ويظهروم حقيقة فكرهم وحقيقة منهجهم لإدارة البلاد والعباد ، ورويدا رويدا سستحول مصر لإمارة سعودية تحكمها كما قلت من قبل جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، السلفييون خطر والأخطر ان السعودية تمولهم ببذخ وتنفق عليهم ولابد للشعب المصري أن يستيقظ حتى لا يقع في براثن الثيوقراطية والدولة الدينية

أخر

أخبار السلفيية

دعا شباب الحركة السلفية بالجامعات المصرية إلى تنظيم تظاهرات حاشدة داخل الجامعات وأمام دار الافتاء وأمام المجلس العسكرى يوم الاثنين المقبل ردا على حكم إلزام المنقبات بخلع النقاب داخل لجان الامتحان الصادر أمس .






www.dostor.org/politics/egypt/11/april/24/40679


5 - الأستاذ المحترم / عادل الليثي ـ هناك لبس
رضا عبد الرحمن على ( 2011 / 4 / 24 - 14:29 )
الأتستاذ الفاضل / عادل الليثي
صاحب التعليق رقم 3
يبدو أننى لم أوضح وجهة نظري بصورة سهلة أو مـُيـَسرة
ويبدو أن حضرتك لم تفهم وجهة نظري بصورة صحيحة
يا سيدي الفاضل أنا لم أقارن بين هذه الأمثلة وبين كاميليا شحاته بغرض أن جميعهم كفار ، أنا أقارن بين موقف الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله وأوحى إليهم لتبليغ رسالاته للناس ، وكانت هذه مسئوليتهم التي كلفهم بها الله جل وعلا ، ورغم أنهم مكلفون بهذا العمل ، ألا وهو تبليغ رسالات الله للبشر بهدف الهداية وعبادة الله وحده بلا شريك والدعوة للأخلاق والقيم العليا والمباديء والرحمة والعدل والمساواة وكل التعاليم الإلهية السمحة إلا ان بعض هؤلاء الأنبياء لم يفلح في هداية أقر الناس إليه ، وهم الابن كما في حالة نوح عليه السلام والأب كما في حالة خليل الله إبراهيم عيه السلام ، والزوجة كما في حاكة لوط عليه السلام ، ومقارنتي هنا هي بقصد المقارنة بين رد الفعل الذي صدر عن أنبياء الله ، وبين رد فعل السلفيين الذين يطالبون بحرية كاميليا شحاتة ، فهذا ليس من حقهم ، لكني لم أقول على الاطلاق أن كاميليا شحاته كافرة ، .... يتبع


6 - الأستاذ المحترم / عادل الليثي ـ هناك لبس
رضا عبد الرحمن على ( 2011 / 4 / 24 - 14:35 )
يتبع

ولولا أن القرآن الكريم وصف الشخصيات محل المقارنة بصفة الكفر وأنهم ماتوا وهم كفار لم أكن أتجرأ وأصف أحدهم بالكفر لأنه ليس من حقي على الاطلاق أن أصنف البشر من حيث الدين والمعتقد ، وأقول هذا مسلم وهذا كافر ، فهذا ليس عملي ولا وظيفتي هناك يوم للحساب سيحكم بيننا ربنا جل وعلا بيننا جميعا فيما كنا فيه مختلفين
أخيرا :: أقول أن جميع السلفيين صغارا وكبارا شبابا وشيوخا لا يمكن أن يصل أحدهم لدرجة الأنبياء وغير مقبول على الاطلاق أن يـُحمل أحدهم نفسه أكثر مما تطيق بخصوص عقائد الناس لأنه ليس من حقهم أن يتدخلوا في حرية الدين والمعتقد فهذا شأن خاص بين كل إنسان وخالقه ولا دخل للسلفيين أو الأخوان أو الجماعة الاسلامية أو أنصار النسة أو غيرهم فيه
ولكن الأهم أن نتعاون جميعا لبناء بلادنا ونطور انفسنا من أجل اولادنا وأحفادنا حتى نترك لهم بلدا علميا تكنولوجيا متكطكطورا متحضرا ، ولكي يدعون لنا بالرحمة بلاد من أن نترك لهم صراعات طائفية واحتقان وكره وبغض سيحول مستقبلهم إلى جحيم وعندها لن يغفروا ولن يستغفروا لنا
أرجو أن أكون وفقت في توضيح وجهة نظري


7 - المقال رائع
محمود شوقي ( 2011 / 4 / 24 - 16:45 )
واضح إن المقال بيتكلم عن موضوع الأهلي والزمالك ومشكلة التحكيم

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد


.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس




.. قوات الاحتلال تمنع الشبان من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء


.. صرخة آشور بانيبال ..هل هي نبؤة؟




.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: أي دور للقوميين المسيحيين؟