الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريكا

واثق غازي عبدالنبي

2011 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمهيد:

لعل الكثير من ابناء العالم العربي والاسلامي لم يطلعوا إلا على وجه واحد من وجوه امريكا المتعددة، وهو الوجه الذي تعرضه لنا افلام وسينما هوليود، وهو الوجه اللبرالي المتحرر المنفتح، وربما الوجه اللاخلاقي من وجهة النظر العربية والاسلامية، ولكن هناك وجه آخر، وجه مخفي لم يطلع عليه اغلب العرب والمسلمين، وهو الوجه المتدين والمتطرف والعنصري لملايين من الامريكان، خصوصاً اولئك الذين يسكنون في الولايات الجنوبية وفي حزام البايبل (حزام الكتاب المقدس). أنه حقاً وجه مليء باحتكار الحقيقة وما يترتب عليها من تعصب وتطرف وعنف، وكذلك كراهية وتعالي واحتقار للمخالف لهم في الرأي أو العقيدة في كثير من الاحيان. هذه المقاله هي محاولة متواضعة جداً لالقاء القليل من الضوء على هذه الوجه الخفي البغيض في الشخصية الامريكية، وتحديداً شخصية الامريكي القاطن في ولايات حزام البايبل. ومن الجدير بالذكر اننا سوف نعتمد على مشاهداتنا الشخصية لهذا الوجه، وتجربتنا في التعايش والتحاور والاستماع لما يدور في بعض مناطق حزام البايبل هذا، لذلك سوف نكتفي بذكر بعض القصص والحوارات التي تُعرف القاريء على الوجه المحتكر للحقيقة في امريكا دون اللجوء الى المصادر المكتوبة، على الاقل في هذه المقالة فقط.

حزام البايبل:

البايبل (Bible) هو الكتاب المقدس لدى المسيحيين والذي يضم العهدين القديم والجديد. العهد القديم يضم التوراة ومجموعة الاسفار القديمة، والعهد الجديد يضم الاناجيل الاربع ومجموعة رسائل التلاميذ. وبذلك فأن حزام البايبل تعني حزام الكتاب المقدس. وهي تسمية تطلقها الصحافة الامريكية على عدد من الولايات المتدينة التي تقع جنوب ووسط الولايات المتحدة الامريكية لتشمل تقريباً أكثر من ثلاثة عشر ولاية من مجموع خمسون ولاية. هذه الولايات الثلاث عشر هي: (فلوريدا، ساوث كارولاينا، نورث كارولاينا، جورجيا، الباما، ميسيسبي، اركنساس، أوكلاهوما، تكساس، ميزوري، تينسي، كينتاكي، فيرجينيا). هذا فضلاً عن اجزاء من ويست فرجينيا، ايلينوي، واوهايو. اغلب سكان هذه الولايات من المتدينين المسيحين البروتستانت مع اقلية من الكاثوليك وبقية الطوائف والاديان. ومن الجدير بالذكر ان أول من استخدم مصطلح حزام البايبل هو الصحفي الامريكي هـ. ل. مينكين (H.L. Mencken) في عام (1924).
قدم تشارلز هيتول (Charles Heatwole) في عام (1978) دراسة عرف فيها حزام البايبل على انه المنطقة التي تسيطر عليها اربعة وعشرون طائفة بروتستانتية أصولية، من بينها طائفة الكنيسة الانجيلية، والميثودست، وكنيسة المسيح، والبابتست، اللوثريون. والطائفة الاكثر انتشاراً في حزام البايبل هي طائفة البابتست والتي تضم بدورها عدد من الطوائف الفرعية اشهرها البابتست الجنوبي، والبابتست الوطني، والبابتست الامريكي. وطائفة البابتست عموماً هي من اشد المذاهب البروتستانتية احتكاراً للحقيقة، وبالتالي اكثرها تعصباً وتطرفاً وعنفاً.
من الجدير بالذكر أن حزام البايبل هذا يلعب دوراً كبيراً في مجالات السياسة، والعلوم، والتعليم في امريكا، وهذا رائي يدعمه ويؤيده العديد من الباحثين والمفكرين في امريكا. ولعلنا سوف نقف عنده في مكان اخر من هذا الكتاب.

حوار مع صديقتي الأمريكية:

كنت احدثها عن احتمالية كون المسلمين على حق في إيمانهم بدين محمد، ولكنها كانت مصرة على أنه لا حق لديهم في اعتناقهم لدين جاء به رجل أدعى أنه تلقى الوحي من السماء في حين أن كل ما فعله هو اقتباسه لبعض ما جاء في الكتاب المقدس من قصص وشرائع واعاد ترتيبها لتنسجم مع طبيعة المجتمع الذي كان يعيش فيه، وقد ذكرت، أنه نجح في ذلك لأنه كان إنسانا ذكياً متفهماً لاحتياجات مجتمعه، ولكن ذكائه هذا لا يعني أنه كان نبياً أو على علاقة مع السماء.
سئلتها، كيف تتأكدين من صحة ما تقولينه عن محمد وعن المسلمين؟ قالت أنا متأكدة تماماً، فقد جاء في الانجيل، أن الانسان الذي لا يؤمن بأن المسيح هو المخلص لخطايانا التي ورثناها عن أبانا آدم وأُمنا حواء نتيجة لمعصيتهم للرب، وان الإنسان لا منجي له من عذاب هذه الخطايا سوى إيمانه بالرب يسوع المخلص.
سئلتها مرة أخرى، وكان غرضي أن أصل إلى نقطة محددة، وكيف تتأكدين أن ما جاء في الكتاب المقدس هو حقيقة مطلقة لا شك فيها؟ قالت انه كتاب حق، لا يمكن ان اشك فيه ابدا. فقلت: وكذلك يفعل المسلمون، انهم يرون في كتابهم القرآن كتاب حق لا شك فيه، وهم يعتقدون ان الدين عند الله الإسلام، وانكم المسيحيون اذا لم تؤمنوا برسالة محمد فانكم لن تنالوا جنة الله.. هذا ما يقوله المسلمون يا صديقتي.. انكم متشابهون في طريقة التفكير سواء كنتم مسيحيون أو مسلمون أو يهود أو بوذيون أو هندوسيون أو غير ذلك.. كلكم تعتقدون أن دينكم هو الحق وأن الآخرون على ضلال.. لذلك فان الحروب سوف تبقى قائمة والعداوة والبغضاء سوف تبقى ديدن البشر على هذه الأرض.
صديقتي هذه كانت فتاة امريكية بعمر العشرينات، وهي مسيحية بروتستانتية متدينة، تواضب على حضور الكنيسة كل يوم احد، وتشارك في جميع نشاطاتها التطوعية، ومحبة جداً للمسيح، وهي طيبة تحترم الجميع وتحبهم، ولكن حبها للمخالفين لها في العقيدة أقرب إلى الشفقة منه إلى الحب، لأنها موقنه أن المخالفين لها سوف لن يحضوا بنعمة الخلاص من الخطيئة لعدم إيمانهم بالمسيح.
عندما سئلتها، هل تستطيعين أن تقولي: ربما يكون المسلمون على حق في عدم اتباعهم للمسيح واعتباره الرب المخلص؟ قالت: لا .. لا استطيع ان اقول ربما، فهذه الكلمة تعني اني اشك بخلاص المسيح واضع احتمالية كون عقيدة المسيح على خطأ. قلت لها، لذلك أجد أن كل مشاكلنا تكمن في كلمة واحدة هي (ربما)، لو استطعنا أن نقول ربما لزالت كل الكراهية من قلوبنا ولاحببنا بعضنا البعض بصدق، وليس بطريقة الشفقة.
وحواري هذا مع صديقتي الامريكية لم يختلف كثيراً عن حواري مع صديقي المسلم الشيعي الذي طلبت منه ان يقول عبارة واحدة وهي: ان المسلم السني الذي لا يؤمن بولاية علي بن ابي طالب ربما يكون له مكان في جنة الله. فقال لي: لا ابداً.. لا يمكن لأي إنسان لا يؤمن بولاية علي أن يدخل الجنة، فأبواب الجنة بيد علي، اعطاها له الله لانه يستحقها، وهذا هو فضل علي على باقي البشر. وكذلك فان حواري هذا لا يختلف عن حواري مع صديقي الوهابي السلفي الذي يرى أن الشيعة كلهم كفرة لأنهم يقدسون القبور ويذهبون إلى زيارتها وتقبيل جدران الاضرحة التي بُنيت حولها.

راندي الكورن وأحتكار الجنة:

ذات يوم، وانا في أمريكا، دعاني احد الاصدقاء الامريكان إلى بيت سيدة كبيرة في السن كانت تقيم حفلة على شرف مؤلف مشهور يدعى راندي الكورن (Randy Alcorn)، كان قد حظر في زيارة قصيرة إلى الولاية التي كنت اعيش فيها، وكانت هذه السيدة محظوظة جداً، على حد قولها، لأن هذا المؤلف قبل دعوتها. ولأن هذه السيدة مسيحية متدينة وصالحة، ولأن هذا المؤلف مختص بالكتابة عن الجنة وعن الحياة ما بعد الموت، فقد قررت أن تدعو عدد قليل من اصدقائها المقربين، وأكبر عدد من الطلاب غير الأمريكان القادمين للدراسة في جامعات هذه الولاية، وكنت أنا من بينهم، وذلك للإستماع إلى كلمات هذا المؤلف المشهور والتعرف على افكاره ومؤلفاته.
بعد تناول العشاء، وبعد حوار قصير، رأيت من أحدى نوافذ البيت، سيارة فخمة سوداء اللون يترجل منها ثلاث اشخاص، سيدة ورجلان، عرفت فيما بعد ان احدهما كان المؤلف راندي الكورن، الذي استقبلته سيدة المنزل بترحيب واعتزاز بالغين. طلبت منا سيدة المنزل ان نجتمع في قاعة متوسطة الحجم، حشرت فيها المقاعد حشراً.
قامت سيدة الدرا بتقديم الضيف الينا، على انه مؤلف مشهور جداً، لديه عدد كبير من المؤلفات، وانها غير مصدقة انه قد قبل دعوتها للحضور، فهو رجل مهم ولديه الكثير من الارتباطات، وان جدول اعماله مزدحم جداً، ولكن حضوره هذه الامسية يعد فضلاً وتدبيراً من الرب ليجعل هذا المؤلف ناطقاً باسم الرب ومبشراً بكلمة الخلاص يسوع المسيح.
بعد تصفيق حار، جلس الضيف في كرسي واسع وجلس بقية الحضور من حوله. من حالفه الحظ وجد كرسياً، ومن لم يحالفه الحظ افترش الأرض تحت قدمي المؤلف المشهور، ومن رفض الجلوس بقي واقفاً مسندا ظهره إلى الجدار.
بدأ راندي الكورن الحديث بالاشارة الى حياته ونشأته، ولكن بشكل مقتضب جداً، لينتقل بعدها إلى الحديث عن مؤلفاته، وسبب اختياره الحديث عن الحياة بعد الموت وعن الجنة في جميع تلك المؤلفات. ومن ثم طلب من الحاضرين طرح الأسئلة، وكنت اتوقع ان تكون الأسئلة بمستوى شهرة الضيف ومكانته، ولكنها للاسف جاءت هزيلة ومجاملة في اغلب الاحيان، وربما يعود السبب في ذلك إلا ان الكثير من الحضور لم يكونوا راغبين بازعاج الضيف أو صاحبة الدار باسئلة استفزازية. ولكن لكل قاعدة شواذ. والشواذ هذه المرة تمثل بصديق حضر معي. كان ملحداً، لا يعترف بالخالق ولا بالدين. وقد رفع يده استئذاناً في طرح الاسئلة، ولاني اعلم جيدأ قدرته الكبيرة وولعه في الجدال، فقد قلت في نفسي، بدأت الاسئلة الحقيقة، ولنستعد للمعركة الكلامية، ولنرى ماذا سوف يكون رد فعل صاحبنا المؤلف المشهور المختص في شؤون الجنة.
بدأ صديقي هذا بالسؤال عن بعض التفاصيل الخاصة بوصف الجنة وابعادها وموقعها ومكان الله فيها، وجاءت اجوبة الضيف لتؤكد استحالة معرفة الاجابة على مثل هذا الاسئلة، بعدها بدأ صديقي بطرح اسئلته الحقيقية والتي كان من بينها سؤال مهم جداً لفت انتباه الحاضرين جميعاً ووضع المؤلف في وضع محرج خصوصاً مع وجود عدد كبير من الضيوف ومن مختلف الديانات. السؤال هو: هل هناك مكان في الجنة لغير المسيحين؟ هل هناك مكان في الجنة مثلاً لليهودي أو المسلم أو البوذي؟ فجاء جواب المؤلف، بعد تردد كبير: (لا بالتاكيد، ليس هناك مكان لغير المسيحين المؤمنين بخلاص المسيح الفادي، الذي جاء ليحمل خطايانا بموته على الصليب). واضاف قائلاً: (ولكني اشعر بالأسف لعدم ايمان أتباع بقية الديانات برسالة وخلاص المسيح، واتمنى أن يلحقوا بركب المؤمنين بخلاص المسيح حتى يكون لهم مكان في جنته).
كانت تجلس إلى جواري سيدة عربية سمعتها تتمتم بسخرية، وباللغة العربية، حتى لا يفهما بقية الحظور: (كنت أضن أن صلاتي وصومي طيلة السنوات السابقة من عمري سوف يصلان بي يوماً ما إلى الجنة، لكن هذا المؤلف خيب أملي، إذ انه لا مكان لي في الجنة، رغم كل اعمالي الصالحة، إلا بالايمان بالمسيح كرب مخلص وحامل لخطايانا، وأنا اؤومن فقط بان المسيح هو نبي ارسله الله رحمة للناس.. كم انا مسكينة).
هذه صورة واحدة صغيرة جداً من صور احتكار المسيحيين البروتستانت للحقيقة والجنة، فمثل هذه الجلسات امر شائع جداً ومئلوف للغاية في أمريكا، خصوصاً في منطقة حزام البايبل.

موقف المتدين الأمريكي من غاندي:

كنا عائدين أنا وصديقي الامريكي من الكنيسة يوم الأحد، وكنت قد اعتدت على الذهاب معه لغرض الاستماع والتعرف مباشرة على الأفكار التي تروج لها المؤسسة الدينية في منطقة حزام البايبل. وكان حديث الواعظ في ذلك اليوم عن ضرورة الولادة الجديدة عن طريق الايمان بالمسيح كرب مخلص. وأن هذه الولادة تنقل صاحبها من حياة الظلام إلى حياة النور. وأن الكثير من البشر يعتقدون أنهم يحيون وسط النور لمجرد أن اعمالهم صالحة في هذه الدنيا، ولكن هذا غير صحيح من وجهة نظره، فالأعمال لا تبرر الفرد وتجعله مستحقاً لنعيم الجنة، ولكن الولادة الجديدة عن طريق الايمان بالمسيح هي التي تؤهل صاحبها لنيل الجنة ونعيمها.
وفي طريق عودتنا من الكنيسة قال لي صديقي: (كنت أفكر بغاندي عندما كان القس يتحدث عن ضرورة الايمان بالمسيح وعن الولادة الثانية لنيل الخلاص). وقد كُنا قد شاهدنا فلم (غاندي) قبل أيام قليلة. فسألته: (وما العلاقة بين غاندي والايمان بالمسيح والولادة الثانية). فقال: (إن غاندي إنسان صالح وبذل كل حياته لأجل تحقيق السلام ونبذ العنف والحرب، وعمل على تحرير الهند عن طريق المقاومة السلمية غير العنيفة، ولكنه للأسف لم يكن مسيحياً، ولم يؤمن بخلاص المسيح، ولم يولد ولادة جديدة، ونتيجة لذلك كله فأن غاندي لا مكان له في الجنة).
إن فكرة التبرير بالايمان أو الخلاص بالمسيح وليس بالأعمال هي التي جعلت البروتستانت لا يكترثون بكل العظماء والمفكرين والمخلصين في هذا العالم والذين قدموا للبشرية الخير والسلام لمجرد أنهم لم يكونوا مسيحيين، أو بالاحرى بروتستانت، بمعنى لمجرد أنهم لم يؤمنوا بالمسيح كفادي ومخلص لهم من خطيئتهم الأصلية. هذه الفكرة جعلت الكثير من البروتستانت أيضاً مجرمين عقائديين يمارسون العنف والتحقير والأزدراء ضد الآخر المخالف لهم. وهي الفكرة التي جعلتهم يشعرون بالتعالي واصابتهم بالغرور. وهي أيضاً الفكرة التي جعلتهم يحتقرون العلم والعلماء والمصلحين ويقللون من شأنهم ويستهزؤون بهم وبأفكارهم لمجرد أنهم غير بروتستانت. وهذا ما لمسته بنفسي من خلال معايشتي للبروتستانت واستماعي المتكرر لمواعظهم في أيام الاحد وغيرها، ولربما يكون لنا وقفة أطول مع هذه الموضوع في مقالة أخرى.
من الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن فلم (غاندي) قد أُنتج عام (1982) إلا اني وجدت عام (2010) أن الكثير بل أغلب الامريكان في الولايات المتدينة الثلاثة عشر الواقعة ضمن حزام البايبل لم يشاهدوا هذا الفلم. وربما يعود السبب في ذلك إلى أن هذا الفلم لا ينسجم مع توجات الرأي المتطرف والمتشدد في شخصية المسيحي البروتستنانتي البابتستي. فالفلم يهدف إلى اشاعة ثقافة اللاعنف التي لا يقبلها المتدينون في هذه الولايات. فضلاً عن ذلك، فان غاندي رجل غير مسيحي، وبالتالي فان جميع اعماله الصالحة لا تشفع له يوم الدينونة ليحصل على مكان ولو صغير جداً له في جنة الرب، وذلك ببساطة لأن هذه الجنة ووفقاً لعقيدة المسيحي البروتستانتي مخصصة فقط للمؤمنين بالمسيح كرب ومخلص.

الخلاصة:

حاولنا في هذه المقالة ان نلقي القليل من الضوء على شخصية الأمريكي المحتكر للحقيقة في حزام البايبل (حزام الكتاب المقدس) الذي يحتل اغلب الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة الامريكية. وهذه الشخصية الامريكية تدعي لنفسها احتكار الحقيقة والجنة معاً، أي انها تحتكر لنفسها الحقيقة الدنيوية والحقيقة الاخروية. وقد استعرضنا بعض من هذه الشخصيات ابتداءً بالمواطن الامريكي العادي مرورا بالمؤلف راندي الكورن وصولا إلى رجل الدين المتخصص الذي يوعظ الناس في الكنيسة قائلاً لهم أن الاعمال الصالحة لا قيمة لها مادام صاحبها لا يؤمن بالمسيح كرب ومخلص. إن المسيحي المحتكر للحقيقة لا يستطيع ان يقول كلمة (ربما). ربما ان يكون اليهودي على حق أو ربما يكون المسلم على حق. إن الحقيقة في نظر الأمريكي البروتستانتي (خصوصا البابتستي) هي ملك له وحدة بنسبة مئة بالمئة، وأن الآخرين لا يملكون حتى واحد بالمئة منها. وهذا الاحتكار في شخصية الامريكي البروتستانتي تجعله شخصاً متعصبا ومتطرفا وعنيفاً. وهي شخصية لا تختلف عن شخصية اليهودي أو المسلم المحتكر للحقيقة. فكلهم يدعون أن الجنة من حقهم وحدهم وأن الجحيم مصير المخالفين لهم. ولعل الصواب في أن يقول الجميع أن الجنة ملكٌ للرب يمنحها لمن يشاء من خلقه ولا يحتكرها اليهودي، ولا المسيحي، ولا المسلم، ولا أي إنسان على هذه الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حزام البايبل
تحسين خليل ( 2011 / 4 / 24 - 04:50 )
اخي العزيز , لماذا تستعمل جمع التفخيم ؟ لم ارى يوما كاتبا مسيحيا واحدا استعمل هذه الصيغة التعظيمية . ان من اكثر الشعوب في العالم بساطة هم الاميركان ولهذا السبب هم ضحية السياسة التي يكرهونها ولهذ ايضا كانوا دائما يحتضنونك . اما عن غاندي فقد قال السيد المسيح ( طوبى لصانعي السلام فانهم ابناء العلي يدعون ) الموعظة على الجبل - وايضا قال( لي خراف اخرى آتي بها ) فيكون غاندي وغير غاندي في الجنة. الربط بين البروتستانتية كعقيدة دينية وبين البروتستانت المحافظون او المسيحية الصهيونية هو خطا كبير فالاولى دينية بحتة بينما الثانية سياسية لا علاقة لها بالدين الا الاسم . اذا كنت منزعجا جدا من حزام البايبل فلماذا يا اخي تعذب نفسك بالدراسة في جامعاتهم؟ ابحث عن جامعة اخرى . ثم هل تريد من عشرات الملايين ان يغيروا من عقيدتهم فقط لانها لاتعجبك؟


2 - الباب الي يجي منه الريح سده واستريح
نورس البغدادي ( 2011 / 4 / 24 - 07:10 )
يا سيد واثق من يؤمن بجنة محمد ومزاياها الدنيوية فلماذا يشغل باله بالدخول بجنة اخرى كجنة المسيح الخالية من الترف والخمر وخالية من الأولاد المخلدون ؟ هؤلاء اتباع المسيح الذين تحدثت عنهم لا يستعملون السيف للدعوة الى جنتهم ولا يأخذون الجزية من احد فدعهم يقولوا ما يقولوا ولا تلبي دعواتهم مستقبلا لأنهم متشددين وقد يستفسوك يوما ما ويقولوا لك بأن القرآن من اساطير الأولين ، تحياتي


3 - تنويه
نورس البغدادي ( 2011 / 4 / 24 - 07:57 )
آسف للخطأ المطبعي في كلمة يستفزوك فقد وردت يستفسوك خطأ مع الشكر


4 - يا طالب العلم
مدحت محمد بسلاما ( 2011 / 4 / 24 - 08:27 )
يبدو لي أنك أخطأت المكان الذي ذهبت للدراسة فيه. ما الذي دفعك إلى الدرس في ما نعتبره ديار كفر؟ لماذا لم تلجأ إلى طلب العلم في كبرى جامعاتنا الأزهرية في القاهرة أو مكة المكرّمةأو المدينة المنوّرة على العالم, رغم تحرري من الأديان إلا أنني لا أرى ما الذي يدفع مسلما إلى انتقاد الآخرين ويكفرهم وفي الوقت نفسه يلهث على أبوابهم طلبا للعلم والمأوى والاستشفاء والراحة . أليس هذا جانب التناقض في شخصية الكائن المسلم الذي يعيش طيلة حياته في التناقضات والاستماتة في الدفاع عن دين يدعو إلى تكفير الآخرين وقتلهم واضطهادهم وإذلالهم. يا أخي في الإنسانية إفتح عينيك على الأمراض المزمنة التي يعاني منها المسلم المغلوب على أمره وحاول إنقاذ نفسك من مآسيها قبل أن تسلط منظارك على هفوات الآخرين. أبتعد عن أرض الكفر إذا كنت مؤمنا صادقا، وإلا ستعيش طيلة حياتك في الازدواجية وانفصام الشخصية، والسلام عليك.


5 - ليس نقداً للمسيحية
واثق غازي عبدالنبي ( 2011 / 4 / 24 - 15:35 )
تحية طيبة إلى جميع المعلقين الاعزاء
شعرت بالاسف الشديد لردود الافعال غير المتوقعة على هذا المقال. المقال ليس نقداً للمسيحية كما يتصور المعلقون. أنه باختصار نقد لاحتكار الحقيقة لدى فئة من المسيحيين. وهم موجودون في كل مكان سواء في امريكا أو في اوربا او في الشرق الاوسط. لا فرق. لذلك فان نقدي للمسيحيين المحتكرين الحقيقة في امريكا لا يعني نقداً للمسيحية ولا إلى امريكا. فضلاً عن ذلك، فاني كتبت قبل ذلك عدد من المقالات عن محتكري الحقيقة في العالم الاسلامي. وما اردته في مقالتي هذه عن احتكار الحقيقة في امريكا هو المقارنة بين طريقة التفكير التي ينتهجها كل محتكري الحقيقة في العالم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود. ان المقارنة هي شرط مهم من شروط البحث العلمي. مرة اخرى، ان هذا المقال وغيره من المقالات هو ليس نقدا لدين بعينه بل هو نقد لواقع يعيشه اصحاب كل الديانات دون استثناء، وهو واقع احتكار الحقيقة، فاغلب ابناء هذه الديانات ينسبون لانفسهم الحقيقة والخير والصلاح والجنة في كثير من الاحيان، وينسبون للاخرين كل الشرور والمساويء. ختاماً، لا داعي للغضب ايها الاحباب، وعذراً لسوء الفهم


6 - فلم هندي
نبي دجال ( 2011 / 4 / 25 - 02:19 )
الاخ واثق غازي المحترم ان مقالتك ولا في الافلام الهنديه وحسب ادعائك ان ثلاث عشر ولايه متزمته لدينها او معتقدها هل تعرف ما هو تاثيرها في الكونكرس الامريكي لو كانت فعلا هذه الولايات متزمته اولا كان من المستحيل ان تدرس في احدى جامعاتهاوخاصه انك من دين لا يعترفون به اصلا او كانوا اجبروك او خيروك بين ان تترك دينك وتنتمي الى طائفتهم او لا مكان لك في جامعاتهم لانك ومن خلال مقالتك اعطيت صوره وكانهم جيش احدى الغزوات اسلم تسلم فكيف يكون هذا وقد سمحوا لك ولصديقك الملحد من حضور الامسيه وحرية طرح الاسئله فهذا شئ لا يشبه شئ وان مقالتك ينسف بعضها البعض ولا مصداقيه فيها فابحث عن موضوع اخر واشكرك


7 - ابحث في الانترنيت
واثق غازي عبدالنبي ( 2011 / 4 / 25 - 04:33 )

تحية طيبة إلى الاخ العزيز نبي دجال

اشكراً جزيل الشكر على التعليق. واود أن اقول لك أني قد فوجئت وذهلت ولم اصدق عندما سمعت بوجود حزام البايبل في امريكا، وقلت لنفسي أن حزام البايبل هو فلم هندي، ولكن بعد البحث والتقصي، أُرغمت على التصديق بما لم اشأ أن اصدقه. وقد تسنى لي الاطلاع على عدد من الكتب التي تتحدث عن حزام البايبل وكلها باللغة الانكليزية، لأن المكتوب بالعربية قليل جداً بل يكاد يكون معدوم. ولعل هذا ما دفعني إلى كتابة هذا المقال بالعربية والذي شكل صدمة لعدد من القراء الذين لم يصدقوا ما يقرأون. ولهم كل العذر بعدم التصديق، فالامر جديد عليهم. ولكن حقيقة اتمنى منك ومن بقية القراء الاعزاء أن يقرأوا عن الموضوع. وأسهل طريقة لفعل ذلك هي أن تبحث في الانترنيت باللغة الانكليزية عن هذا الموضوع. ويمكنك أن تبدأ بموسوعة الويكيبيديا. سوف تجد خارطة لامريكا مؤشر عليها حزام البايبل والذي يحتل تقريباً ربع مساحة الولايات المتحدة الامريكية، وكذلك معلومات عن التأثير السياسي القوي لهذا الحزام على السياسة الامريكية الداخلية والخارجية

مع خالص تحياتي .. شكراً مرة أخرى على التعليق


8 - الحزام المقدس
مالك إصفير ( 2011 / 4 / 26 - 03:08 )
سأخذ الإذن بالحديث من منطلق كوني أحد سكان ولاية اركانسا والتي تعتبر أحد أهم الولايات في الحزام المقدس. يحز في نفسي أن اتابع التعليقات هنا فـ لا اتفاجأ! كون أن طبيعتنا التي لا أدري من أين جاءت قد جعلتنا نصطدم مع كل شيء دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث والإستكشاف. إن تواجدي في ولاية اركانسا يجعلني أكثر قرباً للحقيقة ـ إن وجِدت ـ والتي تجعلني أؤيد ما قاله الكاتب هنا، كون الأحداث تلك تتشابه مع هذه التي اتعايش معها بشكل يومي. يجب أن نزيل هذه الغشاوة عن اعيننا لنرى أنه لا توجد بيئة اجتماعية يسكنها البشر كاملة، وامريكا وإن وجِدت فيها الحرية فهي ليس سائدة، وليست مطلقة. ونصيحة عابرة للمارين من هنا أن يبحثوا أكثر إن كانوا يريدون أن يفهموا أكثر، أن لا شيء كامل

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة