الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمر جامعي

رائد محمد نوري

2011 / 4 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


تطالب الجامعات العراقية خرّيجيها من طلبة الدراسات العُليا الذين نوقِشت رسائلهم و أطاريحهم و أقِرَّت من قِبل لجان المناقشة ، الذين يرومون استصدار أوامر جامعية بمنحهم الشهادة العُليا – الماجستير و الدكتوراه – بوجوب إثبات براءة ذممهم من المصادر و الوسائل التي أفادوا منها في أثناء مدّة دراستهم ، و تطالبهم أيضاً بوجوب تقديم وصولات استلام تثبت أنهم سلّموا نسخاً من رسائلهم و أطاريحهم إلى الجهات المطلوب تسليمها إيّاها .
ولكن جامعة بغداد و جامعةً أخرى أظنها جامعة الديوانية أصابتهما حمى تصويب المسيرة العلمية و ترصين العملية التعليمية فعمدتا إلى اتخاذ إجراءٍ تعسّفيٍ بحق طلبة الدراسات العُلْيا فيهما ، و ذلك بمطالبتهما فضلاً عن ما تقدّم بوجوب دفع مادّة بحثية للنشر في مجلة محكمة كشرط ملزم لإنجاز معاملات منحهم الشهادة .
وهنا نسأل:-
ما علاقة النشر بإجراءات منح الشهادة العُلْيا ؟
و كيف يمكن لهذا الإجراء أن يسهم في رفد المسيرة العلمية بما يصوّبها و يطوّر العمليّة التعليميّة في العراق ؟
و ما مدى آفاق تعاون المجلات المحكمة مع طلبة الدراسات العُلْيا الذين يطرقون أبوابها فقط لتسهيل إجراءات منحهم الشهادة العُلْيا ؟
للإجابة عن هذه الأسئلة اسمح لي عزيزي القارئ أن أقصّ عليك قصتي أنا مع هذا القرار الظالم طلبةَ الدراسات العُلْيا في جامعتي بغداد و الديوانية، و المُجْحف بحقـ جامعة بغداد و عراقة اسمها بين الجامعات العراقية:-
فقد أجريت في الساعة التاسعة من صباح الأحد الموافق 30-5/ 2010 . على قاعة اللغة العربية في قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة بغداد المناقشة العلَنيّة لرسالتي الموسومة بـ(البناء القصصي في رسائل أبي العلاء المعري) التي هي جزء من المتطلّبات لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية و آدابها . قُبِلت الرسالة بدرجة جيد جدّاً بعد إجراء بعض التعديلات . أجريت التعديلات ، و أقرّت الرسالة من قِبَلِ لجنة المناقشة ،فراجعت شعبة الدراسات العُلْيا في كلية الآداب لإنجاز معاملة منحي الشهادة ، هناك طُلِب منـّي في ما طُلِب من طلبات أن أقصد مجلّة كلية الآداب ، ارتقيت السلّم المؤدي إليها ، قابلْتـُ موظـّفةـً طلبت منـّي أن أملي عليها فقط عنوان أحد مباحث رسالتي و أن أدفع لها مبلغاً مالياً قددره 40 ألف دينارٍ لا غير لتسلّمني هي وصل قبض بالمبلغ المذكور و تأييداً بأنـّ البحث المقدَّم من قِبَل فلان و الموسوم بكذا قُيِّم و صار جاهزاً للنشر في العدد القادم من أعداد مجلة كلية الآداب .
سألْتـُها في ما إذا كان بمقدوري النشر في المجلة . رفضت و قالت:- ممنوع ، المجلة لا تنشر االبحوث المستلّة من الرسائل و الأطاريح الجامعية .
أذعنْتـُ مجبراً ، أمليْتـُ عليها العنوان و دفعْتـُ لها المبلغ المطلوب ؛ لأستلم منها الورقتين المهمّتين جدّاً في إنجاز معاملة استصدار الأمر الجامعي بمنحي شهادة الماجستير .
رجعْتُ بالورقتين إلى شعبة الدراسات العُلْيا و أنا على يقين من أنّ قرار ربط إجراءات منح الشهادة العُلْيا بالنشر في مجلة محكمة لم يرد منه إلا استنزاف جيوب الطلبة و الإضرار بالعمليّة التعليميّة في جامعتي بغداد و الديوانية .
قد تكون النوايا من وراء اتخاذ هذا القرار طيّبة ، إلا أنّ النوايا وحدها لا تكفي . إذ يبدو أنّ القرار اتـُخِذ على عجلٍ ، و لم يخضع لدراسة جدوى تتناول الموضوع من جوانبه كافـةً.
و إذ أسلّط الضوء على هذه القضيّة أتمنـّى على من يملك سلطة اتخاذ القرار في جامعتي بغداد و الديوانية إلغاء قرار ربط إجراءات منح الشهادة العُلْيا بالنشر في مجلة محكمة ، و أتمنـّى عليهم أيضاً التروّي و عدم الارتجال في اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا علاقة لها بالمسيرة العلمية وتطوير العملية التعليمية لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش