الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفيين وخراب مصر

مايكل سعيد

2011 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن ما يحدث في مصر الآن من بلطجة سلفية أمر مرفوض تماماً , فهؤلاء الشرذمة لا يلتفتون إلى مصالح البلد بأي حال من الأحوال , كما أنهم ضد إستقرار البلاد كلما بدأت في الإستقرار , وهم عدو الدولة الأول و أكثر عداوة من كل التيارات المختلفة , بل أن اللوبي الصهيوني اليوم أصبح يتعلم منهم كيفية خراب البلدان و إحداث الوقيعة والفتن الطائفية على أتفه الأسباب .

إن ما حدث اليوم من محاولة إقتحام الكاتدراية من قبِّل الجماعة السلفية هو أمر خطير للغاية ويذهب بالبلاد إلى مستنقع الطائفية والفتن الطائفية بل والحرب الأهلية و أن قضية كاميليا شحاته محسومة منذ ظهورها في شريط فيديو تنفي فيه كل ما تردد حولها , كما أن الزهر نفسه نفى أنها إعتنقت الإسلام ونفى ايضاً المفتي وسليم العوا ووزير الاوقاف والكثيرين من المسلمين , لكن ما يفعلة السلفيين أمر مثير للدهشة , فماذا يريدون؟ أحقاص يريدون الافراج عن كاميليا كما يزعمون؟

يبدو أن التيار السلفي نسى أنهم صنعوا البدع في عام2006 بسبب قضية وفاء قسطنطين وقام النائب العام بإستدعاءها وقالت أماه انها ولدت مسيحية وستموت مسيحية من المفترض أن الأمر إنتهى ! لكن سرعان ما خرج الزغلول الفشار و أعلن أنها قتلت بأحد الأديرة و انه كان على اتصال معها وكانت تحفظ أجزاء من القرآن , نفس الأحداث تتكرر اليوم مع كاميليا شحاتة وبالرغم من ظهور شريط فيديو لها تنفي فيه إسلامها وبالرغم من إعلان عدد كبير من مشايخ الإسلام أنها لم تعتنق الإسلام وبالرغم من أن القضية منظورة أمام القضاء وجاري التحقيق فيها حتى هذه اللحظة لكننا نجد أن السلفيين لا يحترمون مشايخهم ولا يحترمون القضاء ولا يحترمون المجلس العسكري ويتعدون حدودهم ويمارسون إرهاب وبلطجة علانية , فماذا ينتظر المسلم من هؤلاء؟

إن السلفيين هم أكثر خونة للثورة المصرية التي قامت يوم 25 يناير 2011 لأنهم كانوا قد أفتوا بتحريم الخروج عن الحاكم (مبارك) وذلك لأن مبارك صاحب الفضل في إعطائهم المساحة للظهور لمحاربة الإخوان المسلمون إلا إنهم قفزوا على الثورة وركبوا الموجة وبدأوا يتحدثون بإسم الثورة بالرغم من أنهم من أفشلوا الثورة ومعهم الإخوان المسلمون الذين ركبوا الثورة منذ يوم 28 يناير 2011 وقاموا بالدخول في مواجهات مسلحة مع قوات الأمن المركزي وظهرت خلايا من حزب الله للإفراج عن محتجزيهم بإقتحام السجون وفتح أبوابها وبعد ذلك بغضون أيام قاموا بإقتحام مقار أمن الدولة في وقت واحد مثلما فعلوا سالفاً يوم جمعة الغضب كما أطلقوا عليه مع أقسام الشرطة والسجون وكل مراكز الأمن في الدولة لكي تغرق البلاد في مستنقع الفوضى .

إن السلفيين اليوم أداة في يد الإخوان المسلمون لكي يظهروا وجه متطرف لا يقبله الشعب ويظهرون هم بوجه معتدل ويدخلون في نقاشات ويعقدون ندوات , و للأسف الكثير من الناس لا يفهمون تلك الأمور وتلك المخططات بل سينقاضوا ورائهم و سينخدعون فيهم , لقد إستغل المخطط الإخواني كراهية الشعب للشرطة ولم يتعاطف الشباب مع الشرطة لكراهيتهم الشديدة لهم بسبب أفعالهم المعروفة , ونجح الإخوان في المخطط وهو أن المواجهات كانت بين الشرطة والشعب وليس بين الشرطة وجماعة الإخوان , ولكن الحقيقة هي أن الإخوان هم من خطط ليوم جمعة الغضب مستغلين نزول الشباب الشارع من يوم 25 يناير ومستغليين أيضاً إرهاق جنود الأمن المركزي في الثلاث ايام الذين سبقوا يوم جمعة الغضب المشؤؤم.

قد يقول البعض أنني متعاطف مع الشرطة ولكن هذه ليست الحقيقة بل هو جزء من الحقيقة لأنه حدث مخطط أضعف الشرطة ونفس المخطط هاجم مقار أمن الدولة ونفس المخطط رفض محافظ قبطي ونفس المخطط يحاصر الكاتدرائية اليوم , أنه مخطط مسلسل مدروس للقفز على السلطة و إعلان الإمارة الإسلامية .

والدليل على ما سبق أننا لا نسمع صوت شباب الثورة في ظل الأحداث الجارية و خلو الساحة تماماً للتيار السلفي و جماعة الإخوان المسلمون وان السيطرة الكاملة على مجريات الأمور في البلاد للإخوان و أعوانهم السلف رغم إختلافهم في نظم القيادة و النظم السياسية لكن أهدافهم واحدة .

والحقيقة أن التيار السلفي هو تيار تخريبي من الدرجة الأولى ولا يستطيع الوصول للحكم مثل الإخوان أصحاب التنظيم الدولي و المخططات المدروسة , لكنهم أصبحوا اليوم أداة في يد الإخوان و أصبح الشعب المغلوب على أمرة يتحسّر على شهداء الثورة بل وعلى ايام مبارك التي هي في كل حال أفضل من فوضة وهمجية السلفيين و الإخوان.

إن السلفيين هدفهم خراب مصر وسيكون ذلك في مصلحة الإخوان في المقام الأول , وسيكون أمام الشعب الخيار بين الدولة العسكرية لحفظ الإستقرار أو ترك الساحة للإمارة الإسلامية و للجماعات التخريبية ووداعاً للديمقراطية والدولة المدنية التي أصبحت مستحيلة اليوم ويبدو أن الخيار العسكري هو أنسب الخيارات لحال مصر اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حذاري من ...خدعـــة الأيمان الزائف
أشـورية أفـرام ( 2011 / 4 / 29 - 21:59 )
المسيح قام...حقا قام هليلويا + سؤالي هل الشعب المصري كله تبعية سلفية (أقصد الأخوة المسلمين جميعا) ؟؟؟؟؟ولو كان هناك عقول مستنيرة ومنفتحة لماذا لأ يقفوا يد بيد مع أخوتهم في الأنسانية المسيحيين ويزيحوا هؤلأء المتحجري البصر والبصيرة من طريقهم ويرجعوهم للقمقم وللحاويات التي كانوا مدفونين فيها لسنوات طويلة( ويعاملوا كالنفايات النووية ليتقوا شرورهم ومساوئهم المميتة والمهلكة)...الموت أفضل مئات المرات من أن يحيا الأنسان تحت سيطرة هؤلأء المتشيطنينين وهو ليسوا الأ الشيطان الملعون الساقط من السماء العليا بسبب كبريائه وحسده وغيرته...فلأ يغركم لحاهم المنثور البشع وشكلهم المفزع فكله تدين ظاهري زائف,والله لأ ينظر المظهر والقشور الخارجية الباطلة للأنسان بل يخترق مكنونات القلوب...يقول القديس يوحنا ذهبى الفم :هذا الرياء( رياء المتدينين المظهريين) يمثل لصاً خطيراً يسلب المتدينيـن كل ما لديـهم، فهم لا يخدعون الآخرين فحسب، وإنما يخدعون أيضاً أنفسهم، فيرون فى أنفسهم أنهم أفضل من الآخرين،ولا يقبلون التعليم والنصح...هم قبور مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة -(متى 23 : 27)


2 - سطور من المقالة تكشف المستور..شكرا
محمد بن عبد الله ( 2011 / 4 / 29 - 22:14 )
كتب مايكل سعيد:

(((إستغل المخطط الإخواني كراهية الشعب للشرطة .......ونجح الإخوان في المخطط وهو أن المواجهات كانت بين الشرطة والشعب وليس بين الشرطة وجماعة الإخوان

الحقيقة هي أن الإخوان هم من خطط ليوم جمعة الغضب مستغلين نزول الشباب الشارع من يوم 25 يناير ومستغليين أيضاً إرهاق جنود الأمن المركزي في الثلاث ايام الذين سبقوا يوم جمعة الغضب المشؤؤم.

.... حدث مخطط أضعف الشرطة
نفس المخطط هاجم مقار أمن الدولة
نفس المخطط رفض محافظ قبطي
نفس المخطط يحاصر الكاتدرائية اليوم ,

أنه مخطط مسلسل مدروس للقفز على السلطة و إعلان الإمارة الإسلامية . )))

صدقت !


3 - الاستاذ / مايكل سعيد
هشام حتاته ( 2011 / 4 / 29 - 23:58 )
اعذرنى فلأول مرة اقرأ لك فى الحوار .
اهنئك على هذه القراءة الجيدة للواقع بدون تشنج وبدون عبارات ملتهبة ، وان كان هناك بعض الاختلافات البسيطة معك فى قراءة الاحداث ، ولكنها فى المجمل تستحق التقدير .
خالص تحياتى


4 - يجب ان تظهر الآن
Amir Baky ( 2011 / 4 / 30 - 12:40 )
أرى أن الأقباط يدفعون فاتورة بين فضح رموز أمن الدولة وتعاونهم مع السلفيين فى بعض المواضيع و بين الشعب الذى يرى ان من حقه معرفة الحقيقة حتى ولو كانت مريرة. فالفيديو المذكور كان أيام تسلط أمن الدولة و تم ذكر أن كاميليا مسيحية. لم يذكر هل كان هناك مشاكل مع زوجها الكاهن أم لا؟ هل سافرت بدون علمه لأقاربها أم لا؟ هل تم خطفها أم لا؟ هل كان عليها ضغوط من أمن الدولة أم لا؟ أنا مقتنع أنها لم تسلم ولكن هناك العديد من الأسئلة يجب أن نعلمها لأن الموضوع أصبح قضية رأى عام و يتم تهديد الأقباط بسببه ولا اقبل ان تكون الكنيسة تحت تهديد حتى لا تظهر كاميليا.ظهور كاميليا فى هذا التوقيت وفى قناة فضائية سيخرس جميع الالسنة و سيفضح أمن الدولة السابق وفضح شعبة مكافحة التنصير و مكافحة التشيع وشعبة خطف القبطيات. فهذا الجهاز كان يستخدم كل السبل الغير شريفة ليتحكم فى البلد وللأسف دائما تبلع إدارة الكنيس الطعم لأنها بسيطة فى تفكيرها..


5 - قراءة صحيحة % 100
ليلى ابراهيم ( 2011 / 4 / 30 - 13:27 )
اوافقك على هذه القراءة الصحيحية للاحداث فهذا رأى من يوم 28 يناير2011 واحب ان اضيف ان الفراغ الامنى ايضا جزء من الخطة فهناك شبهة عمالة. فلماذا لم يحاكم حتى الان من هاجموا السجون وهدموها واحرقوا مقار الشرطة وسرقوا الاسلحة وقتلوا الجنود واحرقوا المحاكم وغيرها من مبانى خدمية مدنية ؟ انه مسلسل هدم الدولة (وليس النظام) وهو سيناريو معد سلفا طبقا لفكرة الخلايا النائمة وشكرا مرة اخرى على هذا التحليل وارجوا ترجمته الى الانجليزيه حتى يفهمه قادة الغرب الاغبياء. ولكن املى فى الشباب المثقف الثائر الحقيقى من اجل الحرية والعدالة والمساواة ان لا يسمحوا لهؤلاء الارهابيين ان يسرقوا الحلم المصرى لثمانيين مليون مصرى.. .


6 - شكراً لكم على المرور
مايكل سعيد ( 2011 / 4 / 30 - 16:30 )
أشكركم جميعاً على المرور والخلاف في الرأي وارد ومقبول

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب