الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالمواطنة؟

ابراهيم تيروز

2011 / 4 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المواطنة علاقة تجمع بين مجموع الأشخاص العينيين المنتمين إلى بلد ما، و ذلك عبر علاقة أساسية تجمع كل شخص منهم مع شخص آعتباري هو ~ الوطن~, و تتبلور هذه العلاقة في إطار نظام مؤسسي يتحدد بميثاق تعاقدي بين مجموع المواطنين, وهكذا يتخلى كل مواطن عن حقه في الحرية الطبيعية لصالح الحرية المدنية التي يكفلها ويسهر على حمايتها و ضبطها القانون المنبثق من هذا الميثاق و المؤسسات التي تعمل على فرضه و تطبيقه, وبهذه الصورة يصبح كل مواطن ملزم بالولاء أولا لهذا الشخص الإعتباري أو المعنوي الذي هو الوطن و قادر ثانيا بفضل مؤسسات هذا الأخير على ضمان آستقلاليته و حريته كفرد إلى الحد الذي يحميه من كل آستغلال أو آستعباد قد يمارسه عليه شخص آخر أيا كان.

وهنا تظهر أهمية المؤسسات في ضمان تحقق وقيام المواطنة الحقيقية و الفعلية لمالها من دور فعالْ وفاعلٍٍٍٍ في حماية آستقلالية الفرد و حريته المدنية و ضبطها ضمن الحدود التي يكون معها من المتعذر وجود لقاهر أو مقهور أو لظالمِ أو مظلومْ.

وما المؤسسة سوى تقنية آجتماعية و تنظيمية تسمح بتحرير العمل أيا كانت نوعيته من نزوعات الأفراد الأنانية أو الظرفية فهي بمثابة آلية تضمن سير العمل الإجتماعي أو الإقتصادي أو السياسي في آتجاه محدد لا رجوع عنه فهي إذن تجسيد لما يصطلح عليه بظاهرة الترس و السقاطة, أي أنها بمثابة ترس لا يمكنه الدوران سوى في آتجاه واحد تحول بينه السقاطة وبين الدوران في الإتجاه المعاكس الذي هو إتجاه مصالح قلة معينة ونزوعاتها دون المجتمع ككل.

وهكذا يمتلك الشخص بفضل هذه المواطنة المُمأسسة و القائمة على المؤسسات حريته المدنية الفعلية حيث يضمن حرية التفكير و آستقلالية الإرادة وشروط العيش الكريم على آختلافها ويصبح بالتالي شخصا بالفعل لا مجرد شخص بالقوة أو مشروع شخص أو شخصا صودرت آستقلاليته و حريته الممكنة و سار بالتالي تابعا أو مستعبدا في وجوده كما هو الحال لدى الموجودات الأخرى غير الإنسان.

وهكذا لا يسعنا إلا أن نلحظ أن المواطنة تقتضي وجود أشخاص و أن وجود الأشخاص يقتضي حتما سيادة المواطنة, الأمر الذي يؤكد التلازم الجدلي بين أن يكون أي منا شخصا و أن يكون مواطنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر
بوبكر الفلالي ( 2011 / 5 / 2 - 23:50 )
اشكر اخي ابراهيم على مواضبته وعلى افقه الانساني الكبير سؤال المواطنة فعلا جدير بالطرح اليوم في ضل المتغيرات الشرق اوسطية المتسارعة لكن السؤال هو هل الارضيات الفكرية لطرح قضية المواطنة متبلورة في الفكر العربي الاسلامي ام ليس بعد اكاد اميل الى النفي اتمنى ان يكون اخي ابراهيم ممن سيتولى هدا الهم الخطير


2 - المأسسة
ابراهيم تيروز ( 2011 / 5 / 3 - 19:40 )
بالفعل هذا هم في غاية الخطورة اخي وصديقي بوبكر لكنه ايضا هم جماعي و لايمكن النهوض به بغير توحيد الرؤية ومجانسة الفعل في الاتجاه الصائب واخص بالذكر في هذا الافق الذي تحدثت عنه اعلاه الرافعة المؤسسية واستعمل هنا كلمة رافعة بمعناها الحقيقي وليس فقط المجازي فالمؤسسسات آلات اجتماعية تصبح معها المواطنة ومايترتب عنها من حقوق حتمية فعلية وليست هبة من احد لكن مايعوق هذا الافق بعد في عالمنا العربي هو في اعتقادي عدم تأصل الفكر العلمي في الذهنية العربية وقصورها عن استيعاب روح الحداثة التي يمكن ان نمثل لها بروح الآلة وعقلانيتها ومعقوليتها وما تنتجه من ضرورة وحتمية وهذا بعد نقلها من الصناعات الميكانيكية الى التفاعلات الاجتماعية . للأسف لازال للوجود الفردي ونزواته انفعالاته في عالمنا العربي ليمتلك الغلبة على الوجود المؤسسي الذي لا يتعدى مستوى الظاهر .... اشكرك اخي بوبكر عل مرورك الطيب

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال