الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التوازن والخلل!

ماريا خليفة

2011 / 5 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




" الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار يحتقرهم الناس، لكن في عدادهم من هم أذكياء جداً وساعين بإفراط إلى تحقيق الإنجازات." دنيس ستابلفيلد

ما نعتبره اليوم أموراً "عادية" كان مغايراً لذلك منذ خمسين سنة. الأمور العادية اليوم يفرضها المربّون والإعلام ويمارسون ضغوطاً على الناس ليعتبروا التفوق في الانجازات هو المعيار الطبيعي. هذا يسلبنا الإحساس بالرضا عن إنجازاتنا الذي كنّا نتمتع به ويجعلنا نشعر وكأن علينا أن نفعل المزيد والمزيد. هذا الإحساس بضرورة أن ننجز أشياء أفضل وأكثر يخلق في حياتنا عدم توازن ويقضي على العديد من مشاعر النجاح والرضا عن الذات.
تعلمون أنني أوصي الجميع بأن يكونوا هم التغيير. وهذا لا يعني أن تتخلوا عن الاحتفال والاستمتاع بحياتكم وأنتم تعملون على تغيير أنفسكم، بل يحقّ لكم أن تسترخوا وتستمتعوا وتحتفلوا بإنجازاتكم لتفرحوا بنجاحاتكم.
إذا كنت قد أصبحت من أولئك الأشخاص الذين يبالغون بالعمل ويهملون التوقّف للمرح ولأخذ نفس عميق بين نجاح وآخر، فمن المرجّح أنك تعاني من التشكيك بالذات ما يجعلك تقول:" هل سأتمكن يوماً من أن أحقق ما فيه الكفاية." قد تحكم مثلاً على نفسك استناداً لنجاحك في العمل وتهمل زوجتك وأولادك في خضم نشاطاتك المهنية.
إنها لفكرة جيدة أن تفكّر باللحظة الحاضرة. هل تستمتع بهذه اللحظة؟ هل تفكر فيما تقرأ هذه المقالة بما عليك أن تفعله لاحقاً؟ هل تفكر بمفاوضات عليك أن تجريها في وقت لاحق اليوم؟ هل تشعر بأنك ترهق نفسك إلى آخر الحدود وأن انشغالك يجعلك تهمل بعض الأشخاص الأساسيين في حياتك؟
تستحق حياتك بأن تنظر إليها ككل: جزء منها عمل، والجزء الثاني لهو والجزء الثالث تفكير جدّي والرابع استمتاع وراحة. من المثير للاهتمام أن ترى نسبة الاهتمام التي تعطيها لكل من هذه الأشياء الأربعة. فإذا حصل خلل في توازنها، ستتراجع روحك المعنوية. وفرضاً أن ذلك حصل فعلاً، ما هي الخطوات الإيجابية التي يمكنك أن تتخذها لكي تستعيد التوازن؟
ما هي الأشياء التي لها قيمة في حياتك؟ هل هو منزلك وزوجتك وأولادك وعائلتك واستثماراتك ومركزك وروحانيتك؟ هذه مسؤولية كبيرة جداً! عليك أن تقرّر بأيّ من هذه الأمور يمكنك أن تهتم من دون أن تلحق الأذى بحياتك ككل.
أنظر إلى الشخص الذي يحظى بإعجابك. ما الذي يعجبك فيه؟ والآن أنظر إلى نفسك. هل تلك الأمور التي تعجبك فيه موجودة لديك وفعّالة؟ إذا كان جوابك إيجابياً فاحتفل! أما إذا كان سلبياً فاكتب حالاً لائحة بثلاث خطوات يمكنك أن تقوم بها هذا الأسبوع لتبدأ باكتساب هذه الميزات. أنت تستحق أن تشعر بالإعجاب بنفسك بمقدار ما أنت معجب بشخص آخر.
إذا كان حبك للانجاز قد تحوّل في مكان ما إلى هوس بضرورة تحقيق المزيد والمزيد يمكنك أن تعيد التوازن إلى هذه الطاقة غير المتوازنة التي تحكمت بك. ركّز طاقتك على النواحي التي اكتشفت حاجتك للاهتمام بها وحاول أن تشعر بالمزيد من الرضا عن نفسك. إن استعادة التوازن بين الأشياء المهمة في حياتك سيساعدك كثيراً على تحقيق أقصى درجات الرضا والفرح.

" الشخص المهووس بالإنجاز هو شخص يستطيع أن يمسك بيده أشياء أبعد مما تطال يده. هذا أمر جيد لكن المشهد ليس جميلاً." فرانز ليبوفيتش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص