الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هذه ظاهرة-علمانية فوبيا-....؟!

آيا الجوهري

2011 / 5 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل إصطلاح "الإسلامو فوبيا" مألوفاً فقد تردد كثيراُ حيث خوف المجتمعات الغربية
من زحف الجماعات الإرهابية المتطرفة والتي تقوم بأعمال العنف والقتل والإرهاب
ومعاداة الأغيار وذلك لأن في رأيهم أن هذا دفاع عن الدين أو لأن الدين أمرهم بذلك
ولذلك فقد أحس الغرب بالخوف من الإسلام والمسلمين وتعميم التطرف عليهم وهذا التعميم
سببه أن الغالبية العظمى متطرفة وهناك دول إسلامية متطرفة تُعلم أطفالها أصول التطرف
وتنشر جماعاتها في دول مجاورة وتستقطب الدول الفقيرة وتقوم بأعمال عنف ووحشية ترفضها كل الشرائع
وتظهر الإسلاموفوبيا في تعاملات بعض الدول الغربية مع الأفراد حاملين الديانة الإسلامية والتعامل معهم بشدة
لخوفهم من أسلمة أوروبا ومن زحف التطرف إليها....

لكن ماذا عن العلمانية فوبيا وهل هي ظاهرة جديدة حقاُ؟؟؟!!!
فعلى النقيض نجد في المجتمعات الشرقية او بالأخص الشرق أوسطية علمانية فوبيا
فهو أيضاً خوف غير مبرر من العلمانية...
فقد نجحت الجماعات المتطرفة بشتى صورها في أن تنشر فكر يضلل الناس عن الحقيقة
فأجد في مصر بالأخص غالبية المواطنين إذا سمع أحدهم لفظة "علمانية" إنتفض وكانه سمع لفظة مُخلة!!
فالإصطلاح لايعني لديهم الكفر فحسب بل أيضاُ الإنحلال والفساد الأخلاقي والفكري والثقافي والإجتماعي
والفوضى والتعدي على حريات الآخرين ومعنى اللفظة أيضاً أن يسير الناس في الشوارع مُجردين من ملابسهم!!
نعم بل وأسوأ من ذلك فهكذا قال لهم شيخ الجامع الذي لم يدرس شريعة ولا فقه ومستواه الثقافي شبه منعدم فكل مؤهلاته أنه مُلتحي!!
ويعرف تمام العِلم أن العلمانية ضد وصول الجهلاء أمثاله للسيطرة على العامة
هكذا نشرت الجماعات المُتطرفة فكر مضلل للناس عن طريق إستمالة تعاطفهم حيث إستغلال قداسة الدين لديهم

فلا يعرف العامة أن ما يفعله هؤلاء هو إنتهاك لقداسة ما يقدسه العامة
وهو خداع وخش وزيف وتضليل للناس وإستغلال جهلهم للسيطرة عليهم
فهذا هو الفساد الفكر والثقافي وليس العلمانية
الحقيقة أن مايعيشه المجتمع المصري الآن هو صورة للفساد والإنحلال الأخلاقي والفكري والإجتماعي والفوضى وإنتهاك الحريات...إلخ فهذا ما تفعله هذه الجماعات الفساااد وتضليل الناس
لأن ليس من مصلحة هذه الجماعات أن يصل النور لرجُل الشارع!!

فإذا وصل النور لرجُل الشارع فلن يشتري منهم نفط لكي ينير مصباحه البدائي
إذا رأى رجُل الشارع النور الحقيقي لن يكتفي بالضوء الخافت الذي يضلله الطريق
أكثر وإذا حدث وتمرد رجُل الشارع
فلن يستطيعون السيطرة عليه وإقناعه أن هذا الضوء المضلل للظلام هو الضوء الحقيقي
فقد رأى النور وعرف فكيف سيعود مرة أخرى للظلام والمصباح البدائي والساعة الرملية؟؟!!
وفي هذا الوقت لن يجدوا من يسمعهم ومن يسيطروا عليه لخدمة مصالحهم
ولذلك هم يستغلون الدين لتضليل الناس
لديهم المال فيتاجرون في كل شئ
إتجار بالدين بالبشر بالأخلاق والمبادي بالقانون بـ جهل الناس وضعفهم بـ حاجتهم.... بكل شئ
إنها دعارة تتاجر في كل شئ وأي شئ تسحق كل من يعترضها هدفها المصلحة فوق اي شئ

وعلى هذا فكانت النتيجة أن أصبحت مفاهيم الأشياء لدى الناس غير صحيحة
ويسير الناس يقولون لا للعلمانية أي لا للحرية لا للعدالة لا للمساواة لا لفصل الدين عن العمل السياسي
لا لجعل الدين مسألة شخصية لا لعدم التدخل في شئون الآخرين وإنتهاك حرياتهم لا لسلب السيطرة والسيادة من رجُل الدين لا لتقديس رجُل الدين لا لإنهاء الغش والتضليل والزيف والرياء والكذب والفساد
لا للحق والإنسانية والمحبة لا لتنحية العنف والوحشية بعيداً لا لترك الهمجية والتخلف والرجعية لا لعدم إضطهاد المرأة والأغيار وإحتقارهم
لا للرقي واللحاق بركب الحضارة لا للتقدم خطوة واحدة للأمام لا لترك العادات البدائية والتقاليد البائدة
لا للثقافة والإنفتاح والأخلاق الإنسانية لا للعقل والتفكير والإبداع
لا للفن لا للموسيقى غذاء الروح لا للمواطنة والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان
لا لترك الكراهية والصراع والفتن الطائفية.........إلخ
هل يعلم من يقول لا للعلمانية أنه يقول لا لكل هذا؟؟؟؟!!!

فوبيا العلمانية وصلت لأبعد مدى حيث لايستطيع الفرد أن يقول عن نفسه علماني أمام العامة أو أن يقول أريد المجتمع علماني
فالناس سوف يهاجمونه بشكل مرضي بدون أدنى مبررات أو حتى أدلة عقلية فأصبح من يريد أن يتحدث يقول دولة مدنية
حتى لا يصطدم مع الناس!! فالمشكلة أصبحت في اللفظة ذاتها!!
أتمنى حقاً أن تتخطى مصر هذه الفترة التي سادها صراع الجماعات المتطرفة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran