الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرطان الفساد في دولة العراق الفاسدة

علي الطائي

2011 / 5 / 5
المجتمع المدني


سرطان الفساد في دولة العراق الفاسدة
الفساد الإداري والمالي ينخر جسد الدولة العراقية بشكل كبير وقد صبح داءا لا دواء له وسرطان يدمر البلد
للأسف إن محاربته تقتصر على صفار الفاسدين إما الحيتان الكبيرة فهؤلاء فوق القانون ولا يشملهم قانون النزاهة لأنهم من وضع هذا القانون فلا يكونون مشمولين بة
كيف يتسنى لموظف صغير ( سمكة صغيرة ) إن يكون فاسدا ويرتشي أو يسرق لو لا أنة يعلم إن السمكة الكبيرة هي مرتشية وفاسدة وهكذا إلى أخر سلسلة الهرم في بلد تحول إلى بلد ومرتع للفاسدين والمفسدين
باسم الحرية والديمقراطية أموال تهدر بلا مبرر إلا لإشباع بطون الفاسدين
سأضرب مثلا لأحد المشاريع التي كانت نهبا وهدرا للمال العام
تم التعاقد مع احد المقاولين لإعادة أعمار وترميم بناية بمبلغ 250 مليون دينار عراقي هذا المقاول لم يصرف إلا بحدود 53 مليون دينار عراقي على إعادة الأعمار والترميم وعند انتهاء العمل رفضت اللجنة المكلفة بالاستلام استلام البناية لوجود نواقص وخلل في شروط التنفيذ قام المقاول بدفع مبلغ 20 إلف دولار أمريكي إلى لجنة أخرى تم تشكيلها للاستلام واستلمت البناية
الله على بلد الشفافية والحرية
كم هدر من مال وكم من جيوب امتلاءات من خلال هذا المشروع وهو نموذج على مدى فساد مؤسسات الدولة العراقية وإفساد المقاولين والمهندسين المشرفين على المشاريع ( البعض منهم طبعا هناك أناس شرفاء )
من الصعب جدا إن نجد مشروع نفذ بدون سرقة وفساد لان عدم الفساد والسرقة في تنفذ المشاريع صبح حالة نادرة بعد ما كان هو العكس
تسال قد لا يجد له جواب
لماذا لا تنفذ دوائر الدولة مشاريعها بطريقة التنفيذ المباشر وبما تملك من إمكانيات علما إن الكثير من الدوائر يوجد فيها كوادر هندسية لا عمل لها سوى الجلوس وراء المكاتب واستلام الراتب أخر الشهر
المشكلة أظنها تكمن في تلك السلسلة من المفسدين الذين يحمون بعضهم لان سقوط إي واحد منهم هو سقوط لكل السلسلة
إن العدل والنزاهة تبدأ من رأس الهرم في أي مؤسسة والى أخر هرم الدولة متى كان الأعلى نزيها لا يستطيع الأدنى إن يكون فاسدا لان العقاب في انتظاره
أكاد اجزم إن أكثر من نصف الأموال المخصصة للأعمار تذهب هدرا وتساهم في تضخم أرصدة الفاسدين والمفسدين في العراق الجديد
السبب الأول هو ضعف الوازع الديني وعدم الخوف من الله
مع العلم انك ترى هذه النماذج في الصفوف الأولى في الصلاة وأول من يسارع للصلاة
هذا نوع من النفاق يمارسونه لتحسين صورتهم إمام الناس وإبعاد لشبهات عنهم باسم الورع والخوف من الله
وثانيا هو عدم الخوف من العقاب لأنهم محميون من جهات تدعميهم تأخذ حصة من تلك العمليات الفاسدة
وضعف الرقابة على تلك العقود وعدم وجود جهة مراقبة تتابع التنفيذ وشروط العقود
لقد دمر سرطان الفساد البلاد وهدر اموالة

وكل فساد وإفساد ومشروع منهوب وانتم بألف خير
علي الطائي
13/ نيسان 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية