الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستويان للتطرف الديني

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2011 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جميل ان يتدين الفرد ، فالديانات كلها دعوة للخير والتسامح ،ولكن المشكلة في فرض الفرد " تدينَّهُ" على الجماعة ، اما حين يبالغ المتدين في التشديد على نفسه ويصدر احكامه على الاخرين ويتهمهم بالكفر والمروق عن جادة الصواب والخروج من الملة ، يكون هنا قد دخل فعليا حدود التطرف ، ومع ذلك فالمتطرف لم يخرج عن القاعدة الاخلاقية والقانونية ،ولا يزال في المستوى الاول ،و هو مستوى شعبي عام يوفر للمتدين المناخ المناسب من خلال بنية الموروث الديني السطحي وما يحصل عليه المتدين من قبول اجتماعي واحترام وتشجيع من الاخرين ، ولا بأس ان يؤخذ بتعاليم الدين ودعوة الناس للاقتداء ، فهو يمارس نشاطه ويتحرك ضمن حدود القانون مستفيداً من عدم مقدرة التشريعات المدنية على وضع مؤشر لبداية التطرف الذي يمارَس على انه نشاط لإعتقاد ديني وان حق الاعتقاد مكفول للجميع ، و هو حق اساسي من حقوق الانسان فما بالك في النظم الديمقراطية التي تراه حق دستوري مصان ، بيد ان الصعوبة تكمن في ذلك ، إذْ ليس هنالك ما يحدد الاعتدال في التدين ،لذا نرى ان حدود الاعتدال هلامية غامضة الملامح ونسبية ، وسرعان ما يتفق التطرف والاعتدال على صفقة تبادل الادوار ، وان هذه الحدود وان كانت تختلف من مجتمع الى آخر ،الا انها يجعها قاسم مشترك واحد هو ارتفاع المنزلة الاجتماعية للمتدين المتشدد وان هذه المنزلة "الرفيعة "تغري المعتدل بإعادة النظر في تدينه ويصبح المتدين المعتدل -مثل الماسك على الجمر – تشده ثقافته ووعيه وانسانيته الى اعتداله، من جانب ، وتشده من الجانب الاخر جملة من بواعث الزهو ورغبات الارتقاء الاجتماعي ، وقد يفضي به الحال الى الوقوع في دائرة التطرف ضمن المريدين من القاعدة الشعبية العريضة في المجتمع التي تمنحه الاحترام والتبجيل، وفي هذا المستوى يكون التطرف فرديا وهو لا يشكل خطرا كبيرا بحد ثاته ، الا في حالة كون الفرد ذي شخصية "كارزمية" تمده بالمقدرة على الارغام و القابلية على اسكات الاخرين ويعمد الى فرض رأيه بالحوار المبطن بالوعيد والمدعوم بأمتلاك "موهبة " التأليب ضد المخالفين ، وقتئذٍ يكون التطرف قد دخل المستوى الثاني ولبس لامة حربه ، ليطول أهل الرأي من النخب المثقفة الذين لا يملكون الا رفع الراية البيضاء مستسلمين للترهيب نتيجة للارضية التي يتحرك عليها المتطرفون والمستندة الى ما ترسخ في الذاكرة الجمعية من تعاليم دينية منتقاة من "الأوجه" التأويلية التي تنسجم ورغبات المتطرفين ، ضاربين عرض الحائط ما تحمله "الاوجه" الاخرى للدين من القيم التنويرية والانسانية النبيلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سئمنا التحليلات
محمد باغي ( 2011 / 5 / 5 - 13:50 )
بإختصار نحن نبحث عن الحلول الشافية ولا نريد تحليلات تنبع من عواطف وميول مصرفة بالكامل لأصحابها ونترك توضيح المنهج الديني الصحيح الخالي من التطرف والتشدد وفي ذات الوقت فيه العزة والقوة وردع المفسدين


2 - التطرف الديني
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2011 / 5 / 5 - 14:22 )
الاستاذ الفاضل ابو عمر تحية طيبة لك ولمدينتي الديوانية
ليس هناك اعتدال ديني كل وخاصة الدين الاسلامي اما شمال واما يمين وكل من يطلع على الافكار الذي يحملها العلماني واليساري يعتبره ملحد بعقليته الدينية في كل الطوائف الاسلامية قاطبتاً .لقد مارست القوى الدينية السياسية المتطرفة في القرن العشرين نماذج صارمة للسادية الدينية التي يمكن أن تتجلى في سلوكية مأخوذة بالدين أو المسكون فيه , اذ يمارس ذلك بإسم الدين وهو مرتاح الضمير , إذ التعذيب في الإسلام والديانات الأخرى لا يخرج عن هذا التصميم .
ولأساليب التعذيب التي مورست من قبل الحكام في العهود السابقة ردت فعل لدى المواطنين,
وعن ظاهرة التعذيب والقتل كردة فعل عن الاستبداد نفسه في نفسية المواطنين الذين يقاومون
الاستبداد ويرفضون العنف والتعذيب والقتل عندما يكونوا هم تحت وطأته وضحاياه المباشرين
دفاعاَ عن النفس إزاء سلطة كان همها حماية المواطنين وتوفير الأمن والاستقرار والعدالة.
لقد مورس التعذيب والقتل في عهود سابقة بأشد وسائل التعذيب انطلاقاَ من مواقع العصبية
القبلية والتأييد الأسري في التأثير على المواقف المذهبية التي شملت بتحولها إلى الط

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان