الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فايروس حب العراق يجري في دماء يهوده

محمد خضير عباس

2011 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتبر العراقيين اليهود من اكثر الطوائف العراقية حبا واخلاصا لبلدهم بالقياس الى بقية المكونات الاخرى التي تشكل الطيف العراقي وذلك يرجع الى انهم اقدم الطوائف التي سكنت بلاد وادي الرافدين حيث يرجع تاريخ وجودهم الى اكثر من 2500 سنة وعلى هذه الارض عاشوا وعملوا مع اقرانهم العراقيين بكل جد واخلاص ولهم ذكريات ممزوجة بالحنين يعبرون عنها حاليا بالكتابة او الغناء للحفاظ على تراثهم العراقي الاصيل ويدعي الكثير من الكتاب العرب والاسرائليين ان هذا الحب قد انتهى بانقراض الرعيل الاول من المهاجرين العراقيين اليهود الذين غادروا العراق عام 1950 قسرا بسبب المؤمرات الدولية التي حاكتها الصهيونية العالمية انذاك بالتعاون مع الحكومة الملكية ابان تاسيس دولة اسرائيل عام 1948 ولم يتبقى منهم في الوقت الحاضر الا اعداد قليلة جدا وان الجيل الثاني والثالث الذي ولد وترعرع في اسرائيل لا يمت باي صلة للعراق . ان هذا الطرح بعيد عن الصواب وذلك لان حب العراق متجذر في كيانهم ينتقل من الاجداد الى الاباء ومن الاباء الى الاحفاد وهكذا والدليل على ذلك هذه الواقعة التي حدثت عام 2005 اثناء انعقاد مؤتمر المعلوماتية الدولي في تونس برعاية منظمة الامم المتحدة حيث تم توجيه الدعوة الى اسرائيل لحضور هذا المؤتمر باعتبارها احدى الدول الاعضاء فيها وحضر الوفد الاسرائيلي المشارك ممثلا بوزير خارجيتها انذاك المدعو سليفان شالوم وهو تونسي الاصل يرافقه وزيرة الاتصالات السيدة داليا ايتسيك العراقية الاصل والمولودة في عام 1952 في القدس وكان في استقبال الوفد الاسرائيلي حشد كبير من الصحفيين ووسائل الاعلام وعدد كبير من التونسيين اليهود وهم يحملون الاعلام التونسية ولافتات الترحيب والورود والذي يبلغ تعدادهم حوالي 2000 نسمة وبدا التاثر واضحا لدى الجميع وكانت مشاعر الغبطة والفرح بادية على الوجوه بسبب هذا الحدث التاريخي ولشدة تاثرها بالموقف صرخت الوزيرة الاسرائيلية قائلة (متى سيتاح لنا ان نهبط في مطار بغداد ) ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي دعى هذه الوزيرة الى التفوه بهذه العبارة وهي التي ولدت في اسرائيل ولم يسبق لها رؤية العراق ورغم المواقف العدائية والكره التي يكنها حكامه الى دولتها التي تمثلها منذ تاسيسها ولحد الان . اكيد هنالك شي خفي اقوى من كل المؤثرات الاعلامية والمسؤوليات والمناصب الحكومية والرسمية لم تستطع اخفاءه ونتيجة تاثرها بالمشهد الذي عاشته مما ادى بها الى البوح به وهو حب العراق . لقد استحضرت الوزيرة في هذه اللحظة كل الاحاديث التي رواها والديها لها عن بغداد وايام بغداد التي عاشوها بكل فخر واعتزاز وحب ممزوج بالاشتياق والحزن لفراقها والرغبة الشديدة في العودة اليها وحكايتهم عن اهلها الطيبين وعاداتهم التراثية الجميلة وحسن الضيافة لديهم وكرمهم الشديد وعن حاراتها القديمة (البتاويين – ابوسيفين – الصدرية – باب الشيخ – سوق حنون ) وغيرها المؤطرة واجهات بيوتها بالشناشيل والاقواس ودرابينها الملتوية وحكياتهم عن النوم فوق اسطح منازلها في فصل صيف وكيف تداعب نسمات دجلة العليلة اجسادهم وعن مقاهيها المطلة على ضفاف نهر دجلة التي تفوح منها رائحة الشاي السيلاني المهيل والتي تصدح منها الموسيقى الشرقية وصوت المقام العراقي الاصيل وعن مطاعمها الشعبية المختصة بتحضير السمك المسكوف على الطريقة العراقية وعن الاحتفالات والمراسيم التي كان يحيونها سوية بغض النظر عن دياناتهم او قومياتهم في المناسبات الدينية والاعياد وكأن هذه الاجواء مجتمعة هي قصة من قصص الف ليلة وليلة مما ولد لديها الحافز والرغبة الشديدة لزيارة ديار اهلها واجدادها التي عاشوا فيها الالاف السنين ان حنين العراقيين اليهود الىى العراق هو حنين متاصل في قلب كل يهودي عراقي خرج من العراق مرغما وسكن في اسرائيل او غيرها من الدول ولا مجال للتنازل عنه وتم تشبيهه كمن منع طفلا من شرب حليب امه قبل فطامه . ان الكثير من يهود العراق مازالوا يحلمون بالعودة الى موطنهم الاصلي ولكن الى متى تبقى السياسة تقف عائق امام استمرار تدفق الالام الانسانية المفجوعة لمواطنيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمات صادقة
طلال ألربيعي ( 2011 / 5 / 6 - 20:23 )
كلمات صادقة وصحيحة. قد ترغب في الرجوع إلى موقع اليهود العراقيين في
Facebook
وهو
http://www.facebook.com/pages/Iraqi-jews/110318758988163
مع أطيب التحيات


2 - وشئن المسلمين
انس احمد علي ( 2011 / 5 / 8 - 18:41 )
الاخ محمد لقد تقطعت قلوبنا وانت تصف مشاعر اليهود وهم متشوقون للاجواء الخلابه في العراق لاكن اريد ان اذكرك بئخونك المسلمين والمسيحيين العراقيين داخل العراق هل هم يعيشون بنعيم كل النعيم الذي يعيشه اي عراقي يهودي في العالم او نوع بسيط من انواع الحرية التي يتمتعون بها
انا الذي سأقول لك اليوم دعوا الخلق للخالق

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah