الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلاسم المدنية

ماريو أنور

2011 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخوف ... كلمة السر ... تنتمي إليها ألفاظا أخرى في معطيات أكثر صعوبة ...انه إدراج وليس تكميل يحجب عقولهم نحو المستقبل المقلق ... أنها "لماذا ؟" ... هي الفعل و السؤال ... هي القول المفتون و المحرم ....

شعارهم " العجلة من الشيطان " ... أنهم يصغوا إلى قصص الأولين و أساطيرهم مرة بعد مرة وهو سعيد بها و يشعر أنه سائر في سبيل الخلود الذي لا عناء فيه ..

يتخيل إلى بعض المفكرين أن المجتمع البشرى قادرً على أن يكون مطمئناً مؤمناً متمسكاً بالتقاليد القديمة من جهة ...و أن يكون متطوراً يسير في سبيل الحضارة النامية من الجهة الأخرى ...وهذا خيال لا ينبعث إلا في أذهان عقول تصدعت و اعتقدت في الهدوء و التقليد استقرار نحو مستقبل يغفلون قلقه الدائم بالمستجدات و انتظاره الدائم للتجديد ...

يقول توينبى المؤرخ المعروف ... أن الصفة الرئيسية التي تميز المدنية عن الحياة البدائية هي الإبداع ...فالحياة البدائية يسودها التقليد بينما الإبداع يسود حياة المدنية ...

" القلق " هو ما يرعبهم ...فالبشر كانوا قبل ظهور المدنية في نعيم مقيم ... لا يقلقون و لا يسألون " لماذا؟ " ... كل شيء جاهز بين أيديهم قد أعده لهم الآباء و الأجداد ... فهم يسيرون عليه و لسان حالهم يقول : " إنا وجدنا آبائنا على ملة و إنا على آثارهم مقتدون " ....

يحدثنا الأستاذ حافظ وهبة ما حدث بين فقهاء نجد عندما أدخل الملك عبد العزيز آل سعود في بلاده المدارس الحديثة و المحطات اللاسلكية ...

إليكم القصة بشيء من الاختصار كما ذكرها الأستاذ وهبة :في أوائل شهر يونيو 1930 قامت ضجة بين علماء النجديين ... و اجتمعوا في مكة ... و بعد التشاور فيما بينهم وضعوا قراراً يحتجون فيه على إدارة المعارف بمكة ... لأنها قررت في برامج التعليم أولاً تعليم الرسم ... و ثانياً تعليم اللغة الأجنبية ... و ثالثاً تعليم الجغرافيا التي منها دورن الأرض و كرويتها ...

وها هو الاعتراض من لسان أحد المشايخ : " إن المفاسد التي ترتب على هذه العلوم ... هي الأتي ... الرسم هو تصوير وهو محرم قطعاً ... و اللغات فإنها ذريعة للوقوف على عقائد الكفار و علومهم الفاسدة ... وفى ذلك ما فيه من الخطر على عقائدنا وعلى أخلاق أبنائنا ... و أما الجغرافيا ففيها كروية الأرض و دورانها ... و الكلام عن النجوم و الكواكب مما أخذ بع علماء اليونان و أنكره علماء السلف ... لذلك قررنا و لسنا في حاجة للجدل المنهي عنه شرعاً ... " ....

إن تلك الحجج التي أدلى بها مشايخ نجد في تحريمهم للرسم و الجغرافيا و اللغات هي في الواقع حجج ظاهرية ... و لعلهم متأكدون باطناً من أنها لا تنافى الدين ...

إن أخوف ما يتخوفون منه في الواقع هو إثارة الجدل " المنهي عنه شرعاً " إنهم يعلمون أن تلك الأشياء لا تضعف عقيدة من يتعلمها ... إنما تجر من جدل و تساؤل و تفلسف مما يقلقه ...

إن التجديد في الأفكار هو الذي يخشاه مشايخ الدين لا الأفكار ذاتها ... فهم لا يخشون كروية الأرض ... بل الجدل الناشئ عن المعرفة ...

لذلك نجد في المجتمعات الراكدة تنازعاً عنيفاً ... هذا ولكن تنازعها قائم على أساس شخصي لا يمس التقاليد بشيء ... و كثيراً مل يكون تنازعهم ناشئاً عن تنافسهم في القيام بتلك التقاليد و محاولة كل منهم أن يتفوق على أقرانه فيها ..

قال أبو الطيب المتنبي في إحدى قصائده :

ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله ................. و أخو الجهالة بالشقاوة ينعم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب