الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوًا .. ولكن الشعب وحده أسقط النظام

محمد أبوسالم

2011 / 5 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الله وحده أسقط النظام ... هذا الهتاف تردد في الفترة الأخيرة وقد بدأ أثناء اقتحام مقار أمن الدولة، وربما يفسر هذا أن القوام الرئيسي للذين حاصروا واقتحموا مقار أمن الدولة كان من المضطهدين الذين عانوا الأمرين من هذا الجهاز الإجرامي، وهؤلاء أغلبهم من أصحاب التوجه الديني بدءًا من الإخوان ووصولاً لجماعات العنف المتطرفة، وقد سمعته بكثافة أثناء اقتحام مقر أمن الدولة بالإسكندرية معقل الجماعة السلفية، ثم وجدت مئات المواقع التي تردده وتكرس له حتى موقع المصريون المحسوب على الإخوان المسلمين مما أزعجني جدًا، فهذا الهتاف بالتحديد يرجعنا لنقطة الصفر، ويصر على التشوه الذي أصاب العقل المصري في العقود الأخيرة، ولكن لماذ؟؟ أليس الله هو من بيده الأمر؟؟ أكان ممكنًا أن يسقط النظام دون أن يشاء الله ذلك؟؟؟ صحيح ولكن

أولاً رد كل الأفعال إلى الله من قبيل العبث، ولا نفعله غالبًا، فمن المعلوم أن أي فعل مردود للمشيئة ولكن لماذا لم نقل أن الله وحده عذب الأخوة في مباحث أمن الدولة؟، وأن الله وحده سجنهم في ظروف شديدة القسوة؟ وأن الله وحده أغنى مبارك وحاشيته بالمال الحرام؟ لأن الإرادة الإنسانية هي الفاعل الحقيقي لهذه الأفعال، وإلا ما كان هناك أي داع للحساب، فالله يحاسبنا على ما اخترناه وفعلناه نحن، ولا تعارض بين هذا وبين مشيئته، وبالمناسبة فقد كانت عقيدة رد كل الأمور إلى الله بهذا الشكل هي المنتشرة بين المسلمين في العصر الأموي، واستغلها الأمويون أسوأ استغلال في تبرير قتلهم وتنكيلهم بالناس بأن ردوا أفعالهم الظالمة كلها لله، وادعوا أنه لو أراد ردهم لفعل

ثانيًا هذا الهتاف يعيدنا لنقطة عدم فهم الواقع المعاش، فلماذا أسقط الله النظام الآن ولم يسقطه منذ شهر؟؟ الفارق أن الناس أرادوا، وهذا أمر يجب التذكير به دومًا، حتى وأنت تشكر الله وتحمده فاشكره واحمده على أن وفقك وأعانك، ولكن الله لا يقوم بالعمل نيابة عنا، إن استعادة الشعب المصري لثقته بنفسه وقدرته على الفعل يسقطها هذا الاختزال المعلوم برد الأمر لله، فالله أراد ولكننا نحن أسقطنا النظام، وسنستمر في النضال لإكمال هذا الإسقاط، ثم سنستمر في النضال لبناء نظام جديد ومصر جديدة، كل هذا سيتم بأدوات مادية وقوانين طبيعية وضعها الله لنستعملها ونحقق بها غاياتنا، ولن يتحقق إذا صلينا وصمنا جميعًا لمليون سنة ليل نهار

ثالثًا هذا الهتاف يعيد التكريس لتقسيم طائفي جعلتنا الثورة نتجاوزه في أيام، فهل الله وحده من أسقط النظام أم أنه الرب يسوع، أم لعله الإمام أمدنا ببركة آل البيت، أو الميرزا غلام نفحنا من قدس أنواره، أو حتى كريشنا إله الهندوس ... إن هذا الهتاف يعيد تفريق ما جمعته إرادة هذا الشعب العظيم، كلنا قمنا بالثورة، وكلنا لنا الفخر بما تحقق، ويجب أن نركز على ما حققناه وكيف حققناه لنكمل الطريق

رابعًا وأخيرًا ... الحمد لله فالشعب وحده أسقط النظام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غريب
هلال طه ( 2011 / 5 / 9 - 11:50 )
لأول مرَّة منذ تسجّلتُ لهذه المجموعة أسمعُ كلاما صحيحًا

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال