الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمَ هذا العداء ؟

طارق الحارس

2011 / 5 / 9
المجتمع المدني


ما الذي يجري ، لمَ هذا العداء ضد العراقيين المقيمين خارج العراق . أصر على كلمة ( المقيمين ) لأننا وبالرغم من حصولنا على جنسيات أخرى ، ومهما طال الزمن سنعود الى العراق فهو بلدنا ( غصبا ) عن أي حاقد ، أو جاحد ؟
ما الذي يجري ؟ بالأمس خرج أحدهم محاولا حرماننا من المشاركة في الانتخابات البرلمانية ، ثم خرج آخر محاولا حرماننا من الترشيح لمنصب رياضي ، وآخر ربما لن يكون الأخير محاولا ابعاد أولادنا من تمثيل المنتخبات الوطنية العراقية .
الغريب في الأمر أن بعضهم يحاول التشكيك بوطنيتنا وبولائنا للعراق بذرائع تافهة مثل موضوعة الحصة التموينية وكأننا لم نأكل منها سنوات طويلة ، وكأننا لم نعش أزمة انقطاع التيار الكهربائي في عز الصيف ، وكأننا لم نحمل قناني الغاز وبراميل النفط على أكتافنا ، وكأننا لم نعش سيول الدم الجارفة لأهلنا في زمن النظام المقبور ، وفوق هذا وذاك فأننا نعيش منذ سنوات طويلة جدا ، ليس في عددها حسب ، بل في معناها النفسي نعيش غربة قاتلة لا يعرف معناها الا الذي تغرب مرغما بعيدا عن أرضه ، وأهله ، وأصدقائه ، وجامعاته ، وأئمته ، وكنائسه . لا يعرف معناها الا الذي فقد أمه ولم يتمكن بسبب غربته من دفنها بيده . لا يعرف معناها الا الذي انهمرت دموعه من قلبه وهو يشاهد من شاشة التلفاز جثث أهله الذين قتلهم الارهابيون في مسجد ، أو مطعم ، أو شارع ، أو كنيسة .
نحن ننتمي الى هذا الوطن مثلكم جميعا ، لنا وعلينا فيه مثلما لكم وعليكم . أخاطب الحاقدين والجاحدين هؤلاء الذين يحاولون بشتى الطرق سلب حقوقنا التي ضمنها لنا دستور العراق الجديد .
هذه المرة أخص بالذكر بعضهم الذي يستكثر على أولادنا تمثيل المنتخبات الوطنية العراقية بذريعة " أنهم عاشوا خارج العراق ولم يشعروا بما شعر به اللاعب العراقي الذي عاش وتحمل المعاناة منذ عشرات السنين " .
يالها من مهزلة فأهل مصر استقبلوا ابنهم محمد زيدان في مطار القاهرة حينما استدعاه مدرب المنتخب المصري حسن شحاته لصفوف المنتخب الوطني وهو الذي عاش وعائلته في الدنمارك وألمانيا ، وأهل الجزائر قاتلوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم الى أن حصلوا على قرار يسمح لأبنائهم المغتربين المشاركة مع المنتخبات الجزائرية ، ومثلهم العديد من الدول الأفريقية ، أما نحن فيحاول بعضنا زرع الشوك في وجه أهله من المقيمين خارج العراق ، بل ويشكك في وطنيتهم وانتمائهم ، أ ليست هذه مهزلة المهازل !!.
من حقنا أن نخدم عراقنا . من حق المهندس الذي اكتسب خبرة خلال وجوده خارج العراق أن يساهم في بناء العراق الجديد ، ومن حق الطبيب والاداري والرياضي المساهمة في بناء بلده الذي يعشقه الى حد لا يمكن أن يفهمه حاقد ، أو جاحد .
الأمر الغريب حينما يلعب أي مغترب عراقي مع منتخبات عربية أو أجنبية يتهمه هؤلاء بخيانة الوطن ، أما حين تتاح الفرصة لهذا المغترب في المشاركة مع المنتخبات العراقية فيتهم بسلب فرصة لاعب عراقي من فريق الزوراء ، أو ديالى ، أو سامراء ، أو الناصرية .
هل هذا منطق ؟ لاعب الزوراء ، أو الناصرية ، أو ديالى ان كان يستحق تمثيل المنتخبات العراقية لا يمكن سلب حقه مطلقا ، إذ أن كرة القدم بالذات لا تفرق بين ابن الناصرية وابن ريو دي جانيرو البرازيلية .
العراق بحاجة لأهله جميعهم سواء مَن كان يعيش في الديوانية ، أم البصرة ، أم بغداد ، أم أربيل ، أم لندن ، أم ستوكهولم ، أو سيدني وفي مجالات عديدة منها كرة القدم التي وصلت الى أدنى مراحل الانحدار بسبب اختطافها من طرف مجموعة من اللاعبين الذين أكل الدهر عليهم وشرب ، لذا نحن نشد جدا على الخطوة التي أقدم عليها المدرب الألماني سيدكا والتي تتمثل في متابعته العديد من اللاعبين العراقيين في دوريات أوروبية عسى أن يضع يده من خلال هذه التجربة على جراح المنتخب الوطني التي اصبحت ثقيلة ومزمنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج