الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الـحـــاجــات والـمـتـطـلـبــات المـعـرفـيــة

ساسي سفيان

2004 / 10 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة باجي مختار - عنابة BADJI MOKHTAR - ANNABA UNIVERSITY السنة الجامعية :2005-2004
كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية

قسم علم الاجتماع
الباحث : ساسي سفيان

يطرح دراسة بعنوان :
الـحـــاجــات والـمـتـطـلـبــات المـعـرفـيــة
- دراسة مقاربة للشباب العربي -

الحاجة إلى المعرفة العلمية والتعلم :
إن عملية اكتساب المعرفة تجد عدة تفسيرات لها بحسب الاختصاص العلمي ، لذلك وجدنا انه تتعدد المقاربات الحاجة إلى المعرفة العلمية والتي تطرقنا من بينها إلى :
-1 المنظور النفسي:
إن الاهتمام بالحاجة إلى المعرفة والتعلم قد ظهر واضحا في الفقه التربوي كنتيجة لحركة شهيرة عرفت باسم " التربية الحديثة " تلك الحركة التي وصفها المربي السويسري كلاباريد claparede بأنها تمثل " ثورة كوبرنيكية "
ولقد أجمع مفسروا التربية الحديثة على تأكيد الرأي القائل بفائدة تنظيم عملية نقل المعرفة العلمية استنادا إلى الاهتمامات والاحتياجات ومن الملاحظ على الدراسات التي تناولت مفهوم الحاجة إلى المعرفة والتعلم من هذا المنطلق اتجاه نظرتها إليه من منظور " نفسي شخصي " وحول هذا المعنى تدور تعريفات كثيرة تحفل بها الكتابات التربوية وتفسير هذه الحاجة على هذا النحو معناه : " إن الحاجة من وجهة النظر النفسية هي ما يشعر به الفرد من ميول ورغبات وأمنيات ومشكلات وما يستطيع التعبير عنه من هذه النواحي ".
المنظور الاجتماعي :
وفي مقابل وجهة النظر هذه كانت هنالك وجهة نظر أخرى بمنظور اجتماعي ، تـبـدى ذلك من قـول كـونت A.COMPTE " أن قـيام الـمـدرسـة بـتـقديـم علم الاجـتمـاع للـبـشــرية يقوم على الـدراسة العلمـية المنهجـية للوقـائع والظـواهـر الاجتماعية من شانه أن يعمل على تطوير الميول الغيرية وروح التضامن كما أن من شانه أن يعمل على تراجع الدوافع الأنانية التي شجعت على ظهورها فكرة الخلاص الشخصي التي قالت بها المسيحية ، لنجد أن المقاربة الاجتماعية لاكتساب المعرفة العلمية تتلخص في الدور الذي تلعبه المدرسة كمؤسسة تعليمية
ويزيد في توضيح هذا الاتجاه قول دوركايم EMILE DURKHEIM " أن النظام التربوي الذي يصطنع هو الذي تتطلبه الأوضاع وتسمح به ون غيره "
إذا كان هنالك مفهوم حاجة بالمعنى النفسي وأخرى ترتبط بالمعنى الاجتماعي ، فليس معنى ذلك الانفصال الكامل بينهما ،فمن المؤكد انه ربما يؤدي إشباع المطالب الاجتماعية إلى تحقيق غايات نفسية إما يتم إدراكها حال حدوثها أو أنها تكون متضمنة في الحاجة الاجتماعية ذاتها وفي ضوء ذلك نستطيع أن نؤكد لمعنى الحاجة مستويين هما :
-1 المستوى الأول : بيولوجي نفسي
-2المستوى الثاني : اجتماعي بيئي
بناءا على ما تقدم فالحاجات تشابك في مجالات شخصية وأسرية واقتصادية واجتماعية ، أي أنها لا تنشأ ولا تعمل في فراغ وانما في سياق القوى والبنى الاجتماعية العاملة في المجتمع ، ومن هنا فالدراسة الحالية تميل إلى اخذ الحاجات المعرفية على أنها حاجات نفسية اجتماعية بالنسبة للشباب على أساس أن مجالات نشاطهم وارتباطهم في الأسر وفي العمل وفي الجماعات المختلفة ، والمجتمعات المتباينة ، ومن هنا نستطيع أننا نعرف الحاجات المعرفية والتعليمية الأساسية بأنها : " مجموعة المعلومات والمهارات والاتجاهات القـيم الـتي تمـكـن الفــرد والجماعات مـن التـعامل مع مشـكلات الحيـاة اليوميـة الأساسية هذه المشكلات تتعلق بالطعام ، الصحة الإسكان ، المشاركة الاجتماعية ، السياسية وبالإنتاج والتسويق والتعلم إذا فهي مشكلات يومية تتصل بمختلف ميادين الحياة دون أن تختص بإحداها .

الحاجات والمتطلبات المعرفية :
وإذا كان أنصار المنظور النفسي يميلون إلى استخدام مصطلح "الحاجات" فان علماء التربية يميلون إلى استخدام مصطلح آخر هو" المتطلبات " على أساس أن المتطلبات أقل قوة من الحاجات فهي تتصل بالرغبات وهي قد تؤدي بالفرد إلى أن يقوم بعمل يرضي به رغباته وقد تحول ظروفه عن قضاء رغباته فتظل متطلباته قائمة لا تلبى ، أما الحاجات فهي تتصل بضرورة ملحة ، وهي تفرض على الإنسان بإنجاز نشاط ليزيل توترا نسبيا أو يخفف منه ، أو يحقق لدى الفرد توازنا نفسيا .
وللتعرف على الحاجات والمتطلبات المعرفية للشباب يجب التعرف على الميزات الفكرية والعقلية لهذه الفئة ، ويمكن تقسيم هذه بمرحلة العمرية حسب خصائصها العقلية إلى فترات هي :
الفترة الأولى : 18-15 سنة و وتتميز بما يلي :
- يتفهم المعارف التي يكتسبها من خلال خبراته وتجاربه ويستطيع الحكم فيما يفكر فيه لتحقيق أغراضه وحاجاته الشخصية.
- تقوى نزعة الاستقلال الشخصي في تصرفاته وأرائه المستقلة ،
- يتوسع في بحث الشؤون العقائدية والدينية والفلسفية باحثا ومنقيا على المسببات أو مناقشته الفكرية ،
- تنضج القدرات الفكرية لديه ويتوسع عقله فتظهر قابليته الثقافية والفنية ،
- ينشغل في أمر ضمان مستقبله في تحديد العمل الذي يضمن فيه تكوين ،
- تطوير مهاراته اليدوية والرياضية ،
- السعي نحو تحقيق مستوى معرفي ، وتعليمي عال ،
- يهتم بالتخصص في الدراسات النظرية أو المهنية ،
- يمتاز بخيال خصب ويميل إلى الفنون الجميلة وقراءة الكتب التي توسع ،
- يشعر بالحاجة إلى ثقافة عامة ومهارات علمية مفيدة وخبرات اجتماعية تعينه في رفع مستواه العام في حياته ،
- يستمر في قراءة سير العظماء والأبطال والقصص العاطفية ومتابعة الأحداث اليومية ،
- يحتاج إلى فهم أسباب الانفعالات النفسية للتغلب على المخاوف والعقد النفسية الناتجة عن الفشل بسبب القلق أو الخجل أو الارتباك ،
- يميل إلى المساهمة في الخدمات العامة والإصلاح الاجتماعي وتحسين كل ما يحيط به ،
- تزداد رغبته في مشاركة زملائه لتبادل الآراء والأحاديث العامة والخاصة بالفعاليات الرياضية والجنس والملابس والأزياء ،
- تميل الفتيات إلى التحدث في قضايا الزواج وتكوين الأسرة إلي غير ذلك من الشؤون العائلية ،
- تزداد حساسية الشباب بسبب تصرفات الكبار نحوهم الأمر الذي يوجب تحاشي ما يؤثر في نفوسهم وعلاقاتهم العامة ،
- يميل إلى كسب المال عن طريق العمل و تعلم المهارات لشعوره بالاستقلال والاعتماد على موارده الخاصة ،
يميل إلى حياة المغامرة والتجوال واكتشاف المناطق التي تحيط به ، له اسـتعـداده فـي مشـاركة الجـماعـات والـمنظمات والـتعـاون معـها والاستجابة لأهدافها وأغراضها ويكون عادة عنصر مفيدا ومنتجا ، لتحرره ،
المرحلة الثانية : 22-18 سنة و تتميز بما يأتي :
يتعاظم تقدير الشاب للقيم والمثل العليا وينعكس ذلك على التحول الظاهر في ميوله
واحتياجاته المعرفية والثقافية- التعليمية ،
- يحاول الشاب أن يدعم مركزه الاجتماعي عن طريق المناقشات والأحاديث مع زملائه ومن يجالسهم من الكبار ليكسب ثقتهم ،
- يستسيغ الحديث عادة في القضايا العامة والموضوعات التي يميل إلى تناولها فيما يخص السياسية الرياضية والفنون والموسيقى إلى غير ذلك من الأحاديث العامة وكذلك التي تعني بالمعلومات الجنسية وما يتعلق بأخبار الجنس الآخر ،
- يفكر في المستقبل الأمر الذي يحثه على الاستمرار والتركيز في دراسته أو مهنته وهي خير ما يمتاز به من قدرة في التفكير لضمان مستقبله آمن ،
- يزداد اهتمامه بالألعاب الذهنية ، وخاصة التي تمتز بالمراهنة والمنافسة ،
- يختار الهواية التي تعود عليه بالفائدة ،
- يميل إلى قراءة القصص والمغامرات ومشاهدة أفلام الإثارة ودراسة أحوال الشخصيات التاريخية و الأدبية القصصية المشهورة ويتابع أنباء السياسة والرياضة والفكاهة والفنون في الصحف والمجلات المحلية ،
- يحتاج إلى الإرشاد والتوجيه والعناية والرعاية بأحواله ومشكلاته الخاصة ،
المرحلة الثالثة : 30-22 سنة
- قراءة الـموضوعات الديـنية والسياسية ومـتابعة الأحـداث والأخـبار المحلية ،
- التفكير المطول و المستمر في المسؤوليات الملقاة على عاتقه و القرارات التي يجب اتخاذها ،
- يزداد الشاب تركـيـزا فـي الـموضوعات الفـكرية المتـميزة ، والتي تتطلب نوعا خاصا من التتبع فـنجده مـيالا إلى والخارجية في الصحف والمجلات كما يميل إلى
الاستمتاع إلى الإذاعة والأحاديث الاجتماعية ، وتركز الفتاة اهتماماتها بالإضافة إلى ما تقدم بشؤون البيت و رعاية الأطفال
-5تصنيف الحاجات المعرفية والتعليمية :
وقد تعددت الجهود العلمية في سبيل تحديد مختلف الحاجات بصفة عامة والمعرفية - التعليمية بصفة خاصة ومن ذلك تصنيف البعض لها في ثلاثة أنماط :
-1 الحاجة إلى تعليم عام :
ويتمثل فيما يحتاج إليه الفرد من خلفية معرفية أساسية وفقا لمتطلباته ، ومن اجل تمكينه من أداء دوره في المجتمع على نحو كاف يضمن له وعي تام بما يحدث حوله من تغيرات علمية ومعرفية .
-2 الحاجة إلى تدريب مهني :
وقد يكون في مجالات تجارية ، اقتصادية أو حرفية ، وعند أي مستوى خاص بالعمل اليدوي .
-3الحاجة إلى تربية مدنية واجتماعية :
وذلك من اجل إتاحة الفرصة لكل فرد أن يفهم المجتمع والعالم الذي يعيش فيه ويتمتع بالرضى والسعادة الناجمين عن تحقيق الذات .
لكن تصنيفا آخر قد يكون أقرب إلى التوقف مع معطيات مجتمعنا حيث حاول من خلاله بعض الباحثين أن يضعوا قائمة لمجموعة من الحاجات النفسية والاجـتـمـاعـيـة للفرد والـتـي تـخـتـلـف كـذلك بـاخـتـلاف مراحل الـعـمــر، والتعرف على هذه الحاجات بعدا أساسيا وجوهريا لتحديد المتطلبات المعرفية – الـتـعـلـيـميـة الـلازمـة لـمد الـبـاب بـجـمـلة الـمـعـارف
و الاتــجـــاهــات و الــمــهـــارات التي تؤهلهم وتمكنهم من إشباعها .
لهذا يطلق على هذه المرحلة العمرية بـ " مرحلة المسؤوليات " وانطلاقا من الحاجات النفسية والاجتماعية لفترة الشباب يمكننا أن نصيغ بعض الخطوات المقترحة من اجل ضمان تصنيف سليم للحاجات المعرفية التعليمية ، وهي :
-1البدء بتصنيف البرامج التعليمية تبعا للحاجات الفردية التي تحاول إشباعها وضمان وجود توازن صحيح داخل تكوين كل مجتمع محلي .
-2 تقسيم الأفراد المكونين لهذا المجتمع إلى مجموعات رئيسية أو فرعية مستهدفة تبعا لتسلسل الحاجات وقد تكون مثل هذه المجموعات الفرعية كبيرة مثل مجموعات محو الأمية أو صغيرة مثل عاملات لدوريات بالمصانع .
الباحث ساسي سفيان




الجزائر
البريد الإلكتروني :[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر