الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلمي 2011 في مصر

نشأت المصري

2011 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مسلمي 2011 في مصر

لقد كتبت مقال بمناسبة رأس السنة الميلادية بعنوان مسلمي 2010 في مصر, وكان هذا المقال بمثابة موعد مع ثورة الشعب المصري 25/1/2011م ولمن لم يقرأ هذا المقال أهديه له وهو على موقعي المفضل الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=239932

ولكن نظراً للأحداث الأخيرة في إمبابة أكتب هذا المقال بعنوان مسلمي 2011م السنة التي لم ينتهي فيها سوى أربعة أشهر وأيام قلائل.

الثورة في مصر كانت بمثابة عوامة تلقفتها عناصر المجتمع أجمع وهم يغرقون في بحور النظام السابق,وهي بالنسبة للجميع المتنفس بعد اختناق دام أكثر من خمسون عاماً, أي منذ ثورة الضباط الذين أطلقوا على أنفسهم أحرار ولكني أطلق عليهم مزوري التاريخ.

لقد قلت في مقالي مسلمي 2010 في مصر بالحرف الواحد:ـ
(لقد زادت المجاملات والأهداف المشتركة للمسيحيين والمسلمين على حد سواء, وأعتقد أن النقطة المفقودة في العلاقة المجتمعية بدأت تظهر وتتضح, وهي الهدف المشترك الذي يجعل المصريين متكاتفين لتحقيقه وهو القضاء على الفساد واحتكار رأسمالي لا يرحم لينعم المصريين جميعاً بثروات مصر والتي توزع على فئات معينة دون النظر لباقي المصريين المطحونين الغلابة.)

وها قد اتضحت النقطة المفقودة وتحقق الهدف المشترك والذي اجتمعت عليه جميع القوى السياسية والمذهبية في مصر, بل اختفت الفوارق بين الجميع حتى أحس فعلاً الشعب المصري أنه غلب التاريخ الأسود وتغلب على العنصرية والطغيان, والجميع أحسوا بفرحة الثورة البيضاء النقية.

حتى طالب الجميع بفتح المعتقلات وخروج جميع المعتقلين السياسيين حتى المدانون منهم بقضايا قتل وإرهاب وترويع الشعب المصري في فترة السبعينيات من القرن الماضي,و لقد طالب الجميع أن تعم فرحة الثورة كل طبقات الشعب حتى المساجين والمعتقلين والذين من بينهم كثير من عناصر الإسلام السياسي في مصر, من الإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية وغيرهم.

ومن بعد ذلك وبواسطة عناصر دخيلة على الشعب المصري, وبتحريض من دول تدعي أنها صديقة تم تجنيد هؤلاء وبصور متعددة أفسدوا الثورة وساعدوا على الثورة المضادة لصالح النظام السابق والذي كان السبب الرئيس في إيداع هؤلاء تحت طبقات الأرض السفلى في ظلمات معتقلاته فماذا تريدون :ـ
• أتريدون مصر إسلامية!!! فهي إسلامية وقادتها على مر التاريخ منذ أكثر من 1400سنة إسلامية, فهل منع هذا البطش والنهب والسلب لخيرات مصر على مدى هذه العصور, وهل منع هذا سجنكم وإيداعكم المعتقلات, وأنتم على قمة الإسلام السياسي, أم أن الثورة والثوار والحكومة الانتقالية, والديمقراطية هي الحيطة الواطية لتنفيذ مخططاتكم الاستعمارية باسم الإسلام السياسي.
• أتريدون مصر تحت حكم الثورة المضادة وأشباه العصر البائد من النظام السابق وسطوة رجال الأعمال والفاسدين والمفسدين بالمجتمع, والذين لا يفترون من تجنيد البلطجية والخارجين عن القانون بتنفيذ مخطط السيطرة على مصر مرة أخرى.
• أم أنكم تريدون تدخل الأمم المتحدة وأمريكا وتعطونهم المفتاح الذهبي لدخول إلى مصر تحت مسمى حماية الأقليات وفرض النظام ومنع سفك الدماء, وهذا المطلب هو الملاذ الأخير لأقباط مصر من الاضطهاد والتفرقة العنصرية في ظل حكومة انتقالية متراخية واهية لا تهتم بالشأن الداخلي مثل اهتمامها بالشئون الخارجية والصلح بين الفصائل الفلسطينية, وهذا راجع لأن التحديات الداخلية أصعب وأعقد من مثيلتها الخارجية, فهذه الحكومة تسعى بأن تكتب اسمها في التاريخ بتعدد الإنجازات والتي لا يمكن أن تكون هذه الإنجازات داخلية لأن التحديات كبيرة كما ذكرت.

لقد تلطخت صورة مصر في الأشهر الأخيرة وكادت أن تبشر بعهد أسود, حتى يقول الجميع مصر رايحة على فين !!!!!!

لقد فرق السلفيين مسلمي مصر وزعزع إيمانهم بوسطية الإسلام المعتدل فيها , بل زعزع انتماء كثير من المسلمين العاميين للأزهر الشريف الذي هو على مر العصور منارة الإسلام في العالم, وهو من علّم المسلمين الإسلام الوسطي بقيمه السامية في العالم أجمع وفي الشرق الأوسط خاصة, والتي تتعارض مع السلفيين وأهم هذه القيم احترام قيمة الفرد وعدم إباحة دمه تحت أي مسمى.

وأيضاً الأخوان المسلمين كان لهم نفس دور السلفيين في تفريق المجتمع وبنفس الكيفية بتشكيك باقي المسلمين المصرين في الأزهر, وعلمائه وتعاليمه, ولكن بأسلوب مختلف باستعمال أسلوب التقية,, وركوب الموجة, ورفع شعرات الوسطية حتى يأخذوا الأرض ثم يظهرون بالحقيقة المكبوتة داخلهم وهي الحكم بالشريعة والإسلام هو الحل.

ولكن القاعدة العريضة للمسلمين في مصر فهي مازالت وليدة الثورة وانتمائها الحقيقي للوسطية حتى نضع مع بعضنا نهاية لهذه الفترة الانتقالية والتي سوف تعبر بنا لبر الأمان بمصر.

وليبقى سؤال مهم إلى متى سوف تستمر القاعدة العريضة من مسلمي مصر بهذا الحال؟؟ في ظل كل هذه المعوقات ومنها قوة الإرهاب والصوت العالي والدهاء والغرف المظلمة والتي كلها من نصيب الإسلام السياسي في مصر,, وها قد شهدتم معنا زعزعة القاعدة العريضة من المسلمين في غزوة الصناديق الكبرى,,وحادث كنيسة أطفيح وحادث إمبابة.

ومع كل هذا فإني متفائل بأن مصر سوف تعبر هذه المحن وسوف تنتصر عليها بسواعد شعبها مسلمين منهم ومسيحيين لأنها الآن أمام أكبر تحدي للشعب المصري,, بواسطة اخطر عدو لمصر وشعبها والمتمثل في مثيري الفتنة الطائفية.

لنرجع ونقول أن مسلمي 2011م على قدر المسئولية والتحدي وسوف ننتصر معاً بعون الله.

نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أكاد أجزم
George Nabil ( 2011 / 5 / 9 - 21:48 )
ربما أنا مخطىء وربما مجرد تراهات
ولكن يوجد لدى إحساس أن الأخوان يرونا ما هو أسوأ منهم حتى نرضى بهم


2 - من هو العدو ايها السادة؟؟
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 5 / 10 - 04:12 )
العدو هم آل سعود الذين لا يريدون لمصر الخير والتقدم بل يريدونها امارة من اماراتهم متخذين من فقر الشعب المصري ثغرة للنفوذ باموالهم الحرام ودليلنا هو ما حدث في قنا والآن في تفجير الكنائس. كونوا يقضين لما تخططه لكم عائلة آل سعود بالتعاون مع الصهيونية لانهم وبعد رحيل عميلهم الاكبر حسني مبارك يبحثون عن بديل له والطريق الافضل لوجود البديل هو التخريب وعدم الاستقرار. حمى الله مصر من مخططات الاعدء. نعود ونقول كونوا يقضين.


3 - اعلام السعوديه ... ايه اللى رفعها فى مصر
حكيم العارف ( 2011 / 5 / 10 - 05:06 )
اما انا فأوكد لكم ان الجيش والشرطه هم الذين يعطون الضوء الاخضر للسلفيين ... وبعد الجريمه يشجبون ويستنكرون ويقولوا جميعا ... هذا ليس هو الاسلام ..... ياحرام.

اين العقوبات الرادعه واين قوة الجيش فى المواجهه ... ام هو كلام..

حديقول لى ... اين ذهب المتهمين فى هدم كنيسة صول ؟؟
اين هم الجناه الباقين فى مذبحة الاسكندريه وقبلها نجع حمادى والمقطم!!!
من المتابع لكل الجرائم السابقه وماوصل اليه القضاء المفترض انه عادل ....

طنطاوى هو اكبر ارهابى .... ولم نرى الا كلام مساطب وحسان رايح جاى ... يشعللها ليظهر بطلا فى الاطفاء ....اعلام السعوديه ايه اللى رفعهافى مصر ... دولة داخل دوله .... لعبة قذره يلعبها شيوخ السلفيين ... ..

اخر الافلام

.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها