الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبدعون مصيرهم جهنم

واثق غازي عبدالنبي

2011 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البدعة هي نتاج عمل إبداعي يمارسه المُبدع. ومهمة المُبدع هي أن يأتي بجديد. فلا أبداع بدون تجديد. ولأن التراث الديني، وتحديداً الإسلامي، يرى أن كل جديد بدعة، والبدعة ضلال، والضلال في النار، لذلك فأن كل المبدعون مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا. هذه الفكرة الخاطئة جعلتنا نخاف الإبداع لأننا نرى فيه ذنباً وخطيئة يُعاقب عليها الله. ونشأنا لذلك نخاف الجديد ونكرهه ونقاومه بكل ما أوتينا من قوة، فنحن نؤمن بأن العيش في جحيم الدنيا خيرٌ من الخلود في جحيم الآخرة. والغريب في الأمر أننا ندعي احترام الإبداع والمبدعين وفي نفس الوقت نجرم ونكفر البدع، وكأن البدع تنتج بدون إبداع ومبدعين، وهذه هي احد تناقضاتنا اللغوية التي تعكس جانباً من جوانب تناقضاتنا العقلية والفكرية والأيدلوجية.

يكفي في مجتمعاتنا أن يكون الأمر جديداً حتى يكون مرفوضاً. هذه الفكرة الكارثية بكل ما فيها من تناقضات والتي تهيمن على عالمنا العربي والإسلامي جعلتنا نستجدي كل ما نحتاجه من الغرب. فطعامنا منهم، وملابسنا منهم، ومواد بناءنا منهم، وسيارتنا، ومصادر تعلمينا، كل شيء منهم. والسبب هو كونهم مبدعون. ولهذا السبب أيضاً أصبحت أيديهم هي العليا وأيدينا هي السفلى. فهم اليد التي تعطي ونحن اليد التي تأخذ. ولكي تمارس العطاء عليك أولاً أن تمارس الإبداع وتقبل الجديد.

ولولا البدع لما خرج الإنسان من الغابة إلى الحضارة. فالإنسان البدائي أبدع الآلات التي استطاع بها أن يصنع الحضارة. والإنسان البدائي لم يخشى من الجديد فخرج من الغابة، أما نحن فنخاف الجديد لذلك لم ندخل الحضارة. فنحن ما زلنا رغم كل ثرواتنا ننتمي إلى دول العالم الثالث ولن نصبح من الدول المتقدمة بدون قبول الجديد والتجديد. فأما أن نحترم الجديد والتجديد والمجددين وبالتالي البدع والإبداع والمبدعين أو نبقى في غياهب التخلف والجهل والاستجداء. لا يوجد أمامنا طريق ثالث.

وكل المصلحون في العالم كانوا مبدعين لأنهم جاءوا بالجديد الذي يخالف ما تعارف عليه أبناء عصرهم، أي أنهم جاءوا بالبدع، وهذه البدع هي التي جعلتهم مصلحين، فلولا جراءتهم بمخالفة السائد في عصرهم لما استطاعوا أن يقودوا مجتمعاتهم إلى ما هو أفضل وأرقى واشرف. البدع سلاح الإصلاح والذين يرفضونها إنما يرفضون الإصلاح والتنمية والتقدم.

نحن بحاجة إلى استيعاب الجديد وقبوله والتخلص من فكرة كون البدعة ضلالة، لأن البدعة هداية. إننا بحاجة إلى البدع لإحداث التنمية أكثر من حاجتنا إلى النفط أو أي ثروة طبيعية أخرى. فالثروات الطبيعية تستنزف وتستهلك أما البدع فيجب أن تكون مستمرة. يجب أن نرعى المبدعين أي يجب أن نحب البدع. يجب أن تكون البدعة محببة إلى قلوبنا حتى نحقق النماء، كما يجب أن نحتقر كل من يقول أن البدعة ضلال. وفي رائيي إن الإسلام لا يرفض البدع بل يرفض من يقف في طريقها. البدعة يرفضها رجال الدين المتشددين وليس الدين، فكل الديانات في بداياتها كانت بدع في نظر من خالفها، وكانت تجديد وإبداع ونماء في نظر من آمن بها. إذا أردنا أن نحقق النماء علينا أن نحترم الإبداع والمبدعين والبدع. علينا أن نبشر المبدعون بالنعيم وليس بالجحيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فرق بين البدعة والابداع
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 5 / 15 - 16:22 )
لا يا واثق
اولا تحياتى
انت فاهم كلمة بدعة غلط
البدعة المرفوضة فى الدين هو ان تضيف او تبتدع شئ فى تشريعات وشعائر الدين لم يقل به الله او الرسول .وتنسبه اليهما او تعتبره من اصوليات واساسيات الدين
مثلا تلغى صلاة او تغيير فى عدة ركعاتها ..او تقول ان العدة فى الطلاق شهرين بس ...او تعدل فى اى شئ فى الدين ..او ذكرى الاربعين او الخميس فى الاموات ..
كل هذه بدع وضلالات .لانها اهواء وليس لها معنى ..ثم هى ليست من حقك من اساسه ان تضيفها الى الدين

اما الابداع فى الحياة فشئ اخرتماما
اسمه سبحانه البديع
فكيف يكون هو نفسه بديع ويحرم الابداع فى العلم او الفن او الحياة عموما طالما انها لا تأمر بمعصية ولا تنهى عن معروف ..وطالما هى مباحة ولا تضر اى انسان .فلا شئ فى هذا
هناك فرق بين البدعة ..والابداع يا واثق

وتحياتى


2 - كل بدعة ضلالة
جيفري عبدو ( 2011 / 5 / 15 - 17:02 )
عن أي ابداع تتكلم يا سيد شاهر؟ و في أي مجال؟
عن علم الكيمياء الذي حرم بحديث نبوي شريف؟
أم عن علم التشريح الذي قال الامام الغزالي حجة الإسلام ان كل من عمل به كافر؟
أم عن الطب وهو أيضا علم منهي عنه في الاسلام و أرجوك لا تذكر لي الحديث المشهورتداووا فان الله وضع الداء ووضع له الدواء
الدواء عندنا نحن المسلمين هو الرقيا الشرعية والحجامة و شربة العسل و الكي و ما سواها باطل
وخير دليل على هذا هو حال المسلمين اليوم
أم عن الفن و هناك حديث مفاده أن من رسم صورة لانسانأمر يوم القيامة بنفخ الروح فيها و هذا من المستحيلات؟
وحتى وان كانت البدع هي ما أضيف الى صحيح الدين قصد الزيادة أو النقصان فيه الا أن توظيف الدين و تفسيرات المشايخ التي تدخلت في الشادة و الفاذة تجعلنانعتقد بأن البدعة هي كل علم مستحدث لا يراد به وجه الله و هذا ما عليه المشايخ و المعممون الذين ما يزالون يفتون بهذا في القرن الواحد و العشرين
خلاصة القول يا عزيزي ان العلوم العصرية من منظور اسلامي صرف بدع لأنها تصب في المنفعة الدنيوية بينما علوم الدين هي الحق لأنها يراد بها وجه الله تعالى و اسأل المعممين لتتيقن
وتقبل تحياتي ودمت بخير


3 - الى الاخ جيفرو المحترم
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 5 / 15 - 17:44 )
الاخ جيفروا
تحياتى
علم الكيمياء الذى حرمه الرسول هو الاشتغال بالسحر .لانه كان يطلق عليه فى زمنه السيمياء ...وليس علم الكيمياء بشكله الحالى
اما التداوى بالحجامة والاعشاب ..فلان هذا هو الطب فى عصره ..وليس هذا من دواعى النبوة او الرسالة ...لو كان فى عهده صلى الله عليه وسلم اشعة مقطعية او اجهزة حديثة لتداوى بها ...
كل الايات التى تدعوا الى العلم فى القران والاحاديث النبوية لا تكفيك للدلالة على ان الاسلام دين العلم؟؟
وكل العلماء المسلمين على مدى التاريخ لا تثبت لك على الاقل ان الاسلام لم يحرم العلم الدنيوى؟؟
وكل الحضارات الفنية والعمرانية فى العصور الاسلامية المختلفة لا تعطيك دلالة على ان الاسلام لم يحرم الفن؟؟

ولا تقل لى انت ان المقصود هو العلم الدينى او التشريعى ..لان الايات لم تدل على ذلك
هل (قل سيروا فى الارض فأنظروا كيف بدأ الخلق )..علم دينى وتشريعى؟؟؟!!!
هل اطلبوا العلم ولو فى الصين ..علم دينى؟؟؟
الصين اصلا لم تكن مؤمنة حتى يطلب الرسول من اصحابه واتباعه ان نطلب العلم منها
الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيثما كانت
وشكرا لك اخى الفاضل على رقى حوارك


4 - اول المبدعين
طالب عبدالاله ( 2011 / 6 / 21 - 08:57 )

السلام عليكم اخي العزيز انا اتفق معك ان النظرة الحالية للابداع والمبدعين في الزمن الحالي هي انهم كفار ولكن اا رجعنا الى زمن ماقبل الاسلام نرى ان الي اتى به الرسول في لك الزمن هو من البداع لان مفهوم الابداع هو الاتيان بشي فوق العادةوهو ماتى به الرسول العظيم فالمفروض ان اول الداخلين الى جهنم وا

اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا