الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد المئة يوم الخاوية

علي الشمري

2011 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((ما بعد المئة يوم الخاوية))
المتابع والمترقب للوضع الامني والسياسي في العراق يجد الكثير من المؤشرات على قرب أنتهاء المئة يوم دون ان تلبي الحد الادنى من الوعود التي قطعتها الحكومة العراقية عقب اندلاع التظاهرات في عموم المدن العراقية,,,,
فالوضع الامني الاخذ بالتدهور يسير نحو الاسوء من حيث كثرة جرائم التصفيات الجسدية بكواتم الصوت الاسلامية وخصوصا في بغداد لرجالات الدولة وكبار موظفيها المستائين من العملية السياسية المبنية وفق نظام المحاصصة والطائفية,عصابات الجريمة المنظمة طفحت الى السطح لتنفذ عمليات أجرامية وسطوا مسلح على محال الصيرفة وبائعي الذهب في اغلب مدن العراق,جرائم الاختطاف وخطف النساء خصوصا أصبحت حديث الساعة المتناول بين افراد الشعب العراقي,عمليات تفجير تطال الاجهزة الامنية وتوقع فيها المزيد من الخسائر البشرية والاضرار المادية للبنى التحتية,وسط عجز الاطراف المشاركة في العملية السياسية على التوافق لترشيح وزراء للوزارات الامنية الشاغرة منذ اكثر من عام ,البرلمان العراقي والذي سوف يتمتع بعطلته للفصل التشريعي الاول بعد أيام لم يقر من القوانين المهمة المنتظر أقرارها ,والتي بسببها خرجت جموع المتظاهرين, سوى أقراره الميزانية العامة للدولة ولولا رواتبهم وامتيازاتهم لما اقروه ,تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث واعضاء مجلس النواب لم تقر وربما لم يناقش بعد أنتهاء عطلة البرلمان.,مكتفيا بتادل الاتهامات بين الكتل السياسية وقادتها ,حيث كل يتهم الاخر بتأخير دوران عجلة العملية السياسية.
نسمع منذ أشهر في الفظائيات ونقرأ في المطبوعات بأن الاسبوع القادم سوف يشهد فتح ملفات فساد تطال كبار مسؤولي الدولة ومنهم وزراء ,لكن بقدرة قادر تظل الملفات مطوية لعدم توفر الجرأة الكافية والمصداقية لفتحها,او لانها سوف تفضح قادة الكتل وأعضاء كبار في الاحزاب الحاكمة والمتنفذة.رسائل من تحت الماء متبادلة ما بين علاوي والمالكي ,وكل طرف يتهم الاخر بالفشل والاخفاق في تنفيد ما متفق عليه في مؤتمر اربيل بخصوص حكومة الشراكة الوطنية كما يسمونها هم,.
اليوم خرج المالكي عن صمته مهددا ومتوعدا بانه في حال فشل الحكومة فانه وبحسب صلاحياته الدستورية سوف يعمد الى حل الحكومة وتقديم استقالته ,مدعيا بانه له الحق الدستوري في حل مجلس النواب واعادة اجراء انتخابات مبكرة(لو ألعب لو اخرب الملعب),
الان بدا اعطاء الدور لقادة المليشيات للتحرك من جديد على الساحة السياسية ,بحجة تقديم الوساطات لحل المشكلة البحرينية أو التباحث بشان انسحاب القوات الامريكية من العراق نهاية العام الجاري,لكن المخفي هو عملية ترهيب لاطراف سياسية تحاول ان تأخذ استحقاقها الانتخابي وفق ما متفق عليه,والامر الثاني المهم ,هو الايعاز الى القوى العلمانية والتقدمية بانهم موجودون في الساحة دون أفساح المجال لهم لطرح أنفسهم كبديل بعد ان أثبتت الثمان سنوات الماضية فشلهم في تطبيق الديمقراطية مبررين ذلك بان الديمقراطية لا يمكن لها ان تنمو في أرض العراق الاسلامية,أي انهم يريدون بدلا عنها تطبيق التعاليم الاسلامية وهذا ما متفق عليه لاسلمة الشارع العراقيبين جميع مكونات الاحزاب الاسلاموية.
فالسينالاريوا المتوقع بعد انتهاء المئة يوم ,كما أتوقعها ,
لا منجزات تذكر للشعب الذي طالب بها في تظاهراته,خروج تظاهرات ومسيرات في عموم مدن العراق تطالب بتغيير النظام واسقاط الحكومة وحل البرلمان والتمهيد لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة ,وسط غياب أغلب أعضاء مجلس النواب المتمتعين باجازاتهم خارج أسوار الوطن المنكوب بهم,تحدث عمليات قمع تطال المتظاهرين رغم طابعهم السلمي في التظاهر من قبل الحلقات الامنية المقربة من الحكومة تساندها مليشيات أحزاب السلطة الحاكمة,الجيش سيكون في وضع لا يحسد عليه ,فهو بين خيارين أما يقتل أخوانه وأهله من المتظاهرين ,طمعا في الحفاظ على مناصبهم السلطوية وامتيازاتهم,وأما أن ينظم لجانب اهله واخوانه من الشعب وعلى غرار ما فعله الجيش الليبي عندما اعلن أنضمامه لجانب الثوار لمقاتلة كتائب القذافي الاجرامية التي امنعت في قتل الليبيين وتدمير ممتلكاتهم,,وهل سيكون الجانب الامريكي موقفه متفرجا ام انه ينحاز لاحد الطرفين المتنازعين؟فأذا كان متباكيا على ديمقراطية الشعوب بحسب ادعائاته والتي جاء بجيوشه عبر البحار لاحتلال العراق, فعليه الانحياز لها وكنس عملائه الماجورين الذين اتى بهم في أوقات الظلام الدامس ,وأذا كان لا يهمه حق تقرير الشعوب ,ويعتز بأقزامه من الحكام ,فعندها سوف يحافظ عليهم من أي خطر سوف يداهمهم ,من خلال تقديمه لهم وسائل الموت والدماروالسماح لهم باستخدامها ضد شعوبهم .
,,سيكون هناك حضور ومشاركة للمراة العراقية التي همشت خلال السنوات الثمان الماضية ,وتحملت وزر أفعال الاسلاميين حيث نالها من الترمل ويتم اطفالها الكثير بسبب حروبهم العبثية في داخل المدن العراقية والتنازع حول الحصول على المناصب السيادية.
يبقى شئ واحد احب أن أذكره وأعرج عليه,وهو هل ان القوى العلمانية والوطنية والتقدمية عملت بما فيه الكفاية خلال السنوات الثمان المنصرمة ووحدت صفوفها لطرح نفسها كبديل قادم على الساحة العراقية؟؟؟هل أستوعبت تجارب الثمان العجاف و تلاعب قوى الاسلام السياسي بمقدرات الشعب العراقي تحت عناوين تحقيق الديمقراطيةللعراقيين ؟؟هل أدركت القوى العلمانية والوطنية مسؤوليتها التاريخية كونها القادرة فعلا على بناء مجتمع ديمقراطي ودولة مدنية حديثة كي تتجاوز خلافاتها التنظيرية وتتخذ من خدمة العراقيين كأيديلوجية لها؟
فالمتبقي من المئة يوم بدأت تنفذ بسرعة ,والايام القادمة ستكون عصيبة على العراقيين بما تحمله من مفارقات وتغيير للمسارات ,,والاهم هو من يتعظ وله المقدرة على تخطي الصعاب من خلال تحريك وتفعيل الشارع وقيادته وكسب ود الجماهير المتعطشة لانبلاج فجر جديد لا مكان فيه للظلاميين القتلة والمفسدين .والا فالطامة الكبرى على القوى العلمانية والوطنية أن فوتت الفرصة من يدها وبقيت متفرجة من على السهل على ما يحدت في التل ,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah