الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكافرون ملائكة التسامح والحياة

فريد الحبوب

2011 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أجدني في بعض الأوقات وسط صمت خانق وروحي تجول في سحابة هشة يجذف في أفولها الحزن فيجرني الكلام معها حتى نهايات الليل وأسهب في توعدها بالكف عن الحزن الذي ينجرف صوبها من رياح عاتية تحمل في طياتها وجع البلاد وآلامه غير أني لا أستطيع النسيان، وأعاني من ديمومة هوس غالباً ما يتركني في مفترق طرق، أما عقلي ألان فمفتوح النوافذ تهب به ريح كل اللغات، وقبالة قلبي تصطف الأفكار ويتجدد نسياني ما أنا عليه.فكلما توضح شيء يأتي صوت أخر ويقول هناك ما هو اخطر.
في بادئ ألأمر أتسأل أن كان بالإمكان أن يغير ألإنسان مذهبه الفكري والعقائدي في الحياة من أجل إن ينصف نفسه وينصف ألآخرين ؟؟؟؟؟؟ أعتقد إن الجواب لدى الإنسان وليس لدى الفقهاء.
تنبع معرفة معاني الكفر من خلال التشريعات الأولى فتطلق لفظة الكافر على من لا يؤمن بالله أو ينكر نبوة النبي أو لا يقر بأصول الدين الإسلامي كالعدل والميعاد وبعد ذلك تكاثرت تأويلات الكفر وتشظى فوق كل شيء كما الزجاج المهشم ليطال البشرية جمعاء. الكافرين، الكفر، كافر مذهبي وكافر ذمي وكافرين بالعموم وتلاحق هذه التصنيفات تجزيئات متعددة تطال كل شيء حتى يجد الإنسان نفسه دونما شيء ينعت بالنجس والكافر ولم ينجو حتى غير الإنسان من هذا الكفر فبعض الحيوانات شملت فمنها نُجس ومنها كُفرت. أنني على مضض أتحدث في موضوع يرتبط ارتباط وثيق بالجريمة وموروثات رديئة لا يُقبل إن تجري حتى على الحيوانات، لكنني أسعى إلى المشاركة في غربلة ألأفكار الهمجية ومعرفة سلبيات خفية نثرها الفقهاء في أرائهم الجرمية المقيتة فكل ما يناقض الخير ويقلل من قيمة الإنسان تبنوه وجعلوه في رحال ظنهم السيئ بالحياة والإنسان، ويتجلى هذا المعنى من خلال كتبهم التي تبين مدى طغيانهم في تجريح واحتقار الناس وتكفيرهم وهو من أخطر ألأمور التي تبيح القتل ومصادرة الحقوق وتنشأ الظلم وسط الشعوب التي ينبغي إن تعيش في أعلى مراتب المساواة والعدل، هذه الكلمات مثل الكافرين والكفر والكفار ترتبط ارتباط وثيق بعقيدة المتدينين وبفقههم ومشرعيهم الذين أبادوا جذور ألإنسانية وغبروا حياتنا لقرون بأيديولوجية التكفير، باعتبار كل من لا يقتفي أثر أفكارهم وينصاع لها فهو كافر، كل من لا على دين الإسلام كافر، وهذا يعني أكثر من أربعة مليارات من البشرية هي كافره وعليها أن تستعد للنار والعذاب وويلات صراخ الجحيم بقلوبهم الغير مسلمة، أما المتبقي فهم المسلمون والجميع في نظر الأخر كافر وبهذا يكون العالم كله من الكافرين، أما بين المذاهب الإسلامية فالأمر فاجعة والفتاوى كأكلة لحوم البشر أو محرقة تحاصر مدينة لم ينجو منها أحد. ويدخل التكفير في المذاهب السنية نفسها كما هو الحال في المذاهب الشيعية وروافدها فهم يتكافرون إلى حد التقزز، وعلى مدى سنين وسنين يؤلفون ويكتبون في الكفر وتبرير كفر الأخر والعجيب يستشهدون بخطاب النبي والقران لتسويغ جرمهم بحق ألإنسانية ليرغموا أجيال على نكران إنسانيتهم.... ومما يؤسف له غرقت حياتنا بالانحطاط والتراجع والكذب والقتل والإبادة والتمزق في جميع ميادين المجتمع وتهاوت أدميتنا مدماة بالخنوع والذل والعجز عن أي عطاء تنويري يضيء جادة الحياة ولم يعد هناك بعد أخلاقي وفلسفي بعد الصدامات مع فكر الفقهاء يدلل إن الإنسان مخلوق كريم، فحين يكفر ألإنسان تُكفر الحياة أيضا وتنحرف المفاهيم من الخير والعدل والمساواة والتسامح والحب والاحترام إلى مفاهيم مغايرة تماماً إلى عقائد موهمة بالتضارب ومزلزله بالتناقضات تتبدل على أثرها الاصطلاحات الحياتية الجميلة إلى اصطلاحات سوداوية تموج بوحل الكراهية والنجاسة والكفر، وهذا البون الشاسع بين عقيدتين عقيدة حياة وعقيدة موت (الكفر) يجعل منها ظلماء حانقة ليس فيها سعادة أو أمل ونتنه والبشر فيها فيروسات معدية تميت بعضها البعض، إن الصورة الحقيقية التي لم تعد تتوارى وتخفى عن الفهم هي إن مجتمعاتنا بسبب التكفير وصيغه الكثيرة لم يتحرر حتى ألان من روابط الجهل والعداء والضغينة وهذا سيبقي الظلام والقتل ولن تولد لنا نبتة تكون لنا حياة.... وسنظل نصدر مئات الآلاف من الناس ليعيشوا بسلام وحقوق وهناء مع "الكافرين" ونظل نحن نعيش مع مشوشي الحياة والجلادين وقاطعي الأيادي الذين لا تحتل الحياة الكريمة قدسية لديهم بل القدسية للنجاسة والتكفير والكفر وإلغاء ألأخر والضحك من بعيد حين يقتل طفل خوفاً من إن يكبر ويكون على دين أبوة، لقد ضفروا "الكافرين" بالحياة وبنوا وعمروا وشيدوا كل ما يسر النفس البشرية وابتكروا العلوم وصنعوا التكنولوجيا وخففوا من عذاب الإنسان وآلامه وقننوا كل صغيرة وكبيرة وفق معيار المساواة والحقوق ومازالوا يبحثون عن كل ما هو مثالي من أجل تحقيقة، قال لي شخص ذات مرة في أحدى البلاد ألأوربية فيما كنت أتأمل الجو النقي والناس المهذبة وحلاوة كل شيء قال هنا تتلاقح الروح بالجمال.... ونحن سطونا على حياة الله وخنقنا الجمال وغزونا ذات الإنسان وجردت الموازين من أثقالها العادلة لنشيد إمبراطورية أقل ما يقال عنها ساحة حرب للكفر والتكفير والكافرين. لقد أتت النجاحات والازدهار بعد إن استغنى الأوربيون وغيرهم من فقه وعقيدة الكراهية والعداء التي جاء بها الإنسان من اجل منافع ومكاسب لا بأس إن يحصل عليها في مقابل إن تسحق البشرية، فلا شك أن لدى هؤلاء الفقهاء مثل ما لدى الآخرين من حب الذات وما يترتب عليها من حب المال والأنانية والجشع والتعصب وفقههم هو تجارة محض كما يمارس ألاخرون تجارتهم في صنع السلاح والبيع الممنوع واستغلال كل ما يمكن إن يعود بالنفع. نعم نحن نعاني أزمة فتاوى وفقهاء وتكفير ففي كل يوم تتوالد المذاهب ومن ثمرات هذا التوالد هو الموت الأعمى والمجاني والنكوص أكثر في واقع يخلو من ألانسجام والمودة ويعج بالشر وسموم الكفر.
بالنسبة لي أحب "الكافرين" الذين وضعوا الإنسان في أعلى مراتب الرقي والسلام ونفخوا الحقوق في المجتمع ومسحوا عرق الذل عن جبين البشرية لقد رأيت بعيناي كيف تتجلى ألإنسانية بأجمل مظهر ولا يسلب لك حق أو يمنعك احد من ممارسة إي شيء تعتقد فيه طالما ليس فيه إيذاء للآخرين وكيف يحملون في قلوبهم الرحمة والحب، قلت لصديق يوم ما سأعود من أمريكا لبلدي قال لي أنت في مجتمع ملائكي أتترك الملائكة والتسامح والذوق وتذهب إلى الظلمات، شعرت حينها بالخجل وجفل دماغي وسألته ألا يفترض بنا الرجوع للأصل أجابني بنكهة المعطر بدفء الحياة الطيبة أنت ذاهب إلى الكفر والكافرين والتكفير. تسكعت بهمي بعيداً وصرخت في نفسي ألا يكفي كل هذا الماضي والحاضر من الذل لنواجه حقيقة الحياة ونجعل ميادين الله ميادين أفراح ولهاث خير وعشق وننشر فتنة الحقوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يعنى ايه كافر
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 5 / 12 - 17:16 )
الكاتب المحترم
تحياتى اولا
ثانيا
قرأت موضوعك ..لان العنوان شدنى ..واسمح لى بعد اذنك ان اقول لك ان مقالك كله من اوله الى اخره مبنى اساسا على فهم خاطئ لمعانى الكفر .والا ما كنت اخترت هذا العنوان لمقالك القيم
فكثيرين يخلطون بين معنى الكفر والالحاد ..واخرين يطلقون كلمة كافر دون تمييز ..مع ان فى الاصل الكافر بشئ لابد ان يكون مؤمن بضده ..
يعنى لازم اقول انا كافر بأيه ...ومؤمن بأيه

لا يوجد شئ اسمه كافر كده وخلاص
يعنى انا مثلا كافر بالطاغوت ...فهل يطلق علية وصف كافر ؟؟؟؟
فلكى نفهم معانى الكفر فى الاسلام يجب اولا ان نعرف ما هى مبادئ الاسلام .وما هى شعب الايمان ..كى نعرف الكافر فى الاسلام كافر بايه .وما هى شعب الكفر التى تقابل شعب الايمان
فالايمان كما يقول الرسول الكريم بضع وسبعون شعبة اعلاها كلمة لا اله الا الله ..وادناها اماطة الاذى عن الطريق ..اذا بناءا على ذلك الكفر ايضا بضع و سبعون شعبة اعلاها .انكار وجود الله والشرك به .وادناها .القاء القمامة فى الطريق

يا خبر ابيض!!!
يعنى الذى يلقى قمامة فى الطريق كافر ؟؟!!

طبعا ليس الامر كذلك .لان الكفر انواع :
1 كفر عقيدة
2 كفر ايات
3 كفر نعمة
يتبع


2 - تكملة
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 5 / 12 - 17:26 )
1كفر عقيدة ..اى عدم الاعتراف بصفات الله ..كما هى فى القران .وعدم الايمان بنبوة محمد .وبان القران كلام الله
2 كفر ايات ..اى الاعتراض على بعض الاحكام التشريعية فى القران او الاستهزاء بها وعدم تطبيقها استخفافا بحقها
3 كفر النعمة اى جحودها وعدم استخام النعم فى طاعة الله وعدم الاعتناء بها والحفاظ عليها

اما الالحاد فسمهاهم الله فى القران الدهريين ..(وقالوا ان هى الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر)
فاذا علمنا ان مبادئ وتشريعات وشعائر الاسلام وحقائقه مبينية كلها اساسا على مبادئ الحق والعدل والمساواة ..وتدعوا الى النظام والنظافة والعلم والعمل .والاخذ بالاسباب ...والالتزام وصيانة العهود والمواثيق والتعاون على اعمال الخير والبر ..واتقان العمل واحسانه...فان معنى هذا ان الكافر فى الاسلام .هو من يكفر بكل هذه المبادئ ..ولا يطبقها ..اما جحودا او استعزاءا .او طغيانا .حسب نوع الكفر الذى يتصف به

ارجو ان اكون وفقت الى حد ما فى تعريف حضرتك بمعانى الكفر فى الاسلام كى تعرف ان الاسلام برئ ..برئ.. برئ مما عليه المسلمون الان ..من فوضى ولا مبالاة وتخاذل .واهمال للحياة .وتقاتل وتناحر
واشكرك


3 - سؤال سيد شاهر
عزيز محمد ( 2011 / 5 / 12 - 18:12 )
سيد شاهر تحياتي لك لو ان انسان امن بان الله واحد عزيز حكيو الخ وعمل بكل المبادئ التي تحدثت عنها فقط لا يؤمن ان محمد رسول الله بمعنى اخر اصحاب ديانات التوحيد نفرض انه يطبق كل المبادئ التي تحدثت اضافة الا ايمانه ان الله واحد هل يكون كافر ام لا


4 - اى كفر .. هو صفه تلاحق الشخص بانه كافر
حكيم العارف ( 2011 / 5 / 13 - 05:24 )
اى كفر يا اخ شاهر هو صفه تلاحق الشخص بانه كافر ... انت تطلق كلمة كافر على الشيعى والقرانى ولاتقبلهم رغم ايمانهم بالقران ...

فمثلا القرانى كافر بالسنه والاحاديث
والشيعى كافر بالصحابه
والسنى كافر بايمان الشيعى والقرانى .. هل تنفى هذا الكفر !!!

لقد كفرتم كل العالم فلماذا لاتقبلون تكفيركم لانفسكم


5 - الى عزيز محمد
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 5 / 13 - 12:13 )

الاخ عزيز
شكرا اخ عزيز على ردودك ..واعتذر لك بصدق عن عدم ردى عليك قبل هذا فى كل مداخلاتك التى وجهتها لى ...اريد فقط ان استشعر انك تريد نقاشا حرا .وليس استفزازا او سخرية كما شعرت من خلال بعض مداخلاتك السابقة لى
عموما ..لا ضير .عفى الله عما سلف

التكفير يا اخ عزيز مسألة لا يمكن اطلاقها .كصفة مجردة .كما سبق واوضحت فى ردى
سؤالك يعنى انك لم تستوعب كلامى جيدا
انا كانسان وكمسلم لا يعنينى مطلقا ما هى عقيدتك .فانا لن اكون قاضيا ولا جلادا مهما كانت عقيدتك حتى لو اكتشفت من خلال محاورتك معى انك لا تؤمن باى شئ مما ؤمن به
ليس لى دخل بك على الاطلاق كمسلم وكمؤمن ...انت حر تماما
الذى يربطنى بك هو عملك وتعاملك معى ..وعهدى وعقدى معك كأنسان
اما عهدك وعقدك مع الله .او نظرتك الاسمانية لله ..وكيف تعبده او لا تعبده .فالذى يحكم بهذا هو الله ذاته ولا احد سواه
ما يحكم به بينى وبينك هو الحق ..هو الواجب ..هو الانتماء ..الى وطن واحد وكون واحد ..واب وام هم ادم وحواء
كونك تؤمن بنبوة محمد او لاتؤمن .فهذا شئ لن يضر محمد ولا الاسلام ولا يضرنى انا شخصيا ..ولكن الامر راجع لك او عليك انت
انت الخاسراو المستفيد
وشكرا


6 - الى الاخ حكيم عارف
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 5 / 13 - 12:22 )
تحياتى
لم القاك منذ زمن ..وحشتنا
يا عم حكيم .انا بالقطع اختلف مع الشيعة ومع القرانين ..ولكن لا اكفرهم ...
وحتى من يكفرهم فليس من حقه ان يتخذ تجاههم اى تصرف ..على الاطلاق ...

عندما اقول ان الايمان صفات والكفر صفات .فانا اريد من وراء ذلك ان يستفيد الانسان نفسه من هذا ..فيزن نفسه اولا ويحكم عليها ..نور ينير بصيرته .. يستعرض طباعه واخلاقياته وفق هذه الشعب من الايمان والكفر والنفاق والشرك ..
ثم يسأل نفسه ..يا ترى .انا ايه؟؟؟
مؤمن ولا كافر ولا منافق ولا مشرك ..ولا فية من كل ده؟؟
فية ايه كويس وفية اى وحش .؟
وبكده يستطيع الانسان ان يحدد هويته ويصلح من نفسه قبل ان يحكم على الاخرين بالكفر او الايمان او النفاق
وصدقنى يا حكيم ...لو طبقت هذه الطريقة ..فستجد نفسك فيك من كل هذه الصفات ..كلنا كده ..بس الشطارة انك لما تعرف ان فيك عيب او نقص .انك تحاول تغييره .ولا تتكبر .وتعاند ..او تتهاون ..
فبغض النظر عن الايمان بالله او اليوم الاخر او الاديان او الجنة والنار ..فانت ستجد بالفعل .انك لن تعيش سعيدا وناجحا ومحبوبا فى الحياة الا اذا اتصفت بصفات الايمان وتخلقت بها ..بدءا من لا اله الا الله .وحتى النهاية

اخر الافلام

.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran


.. 95-Ali-Imran




.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة