الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الى بلد المياه

اكرام الراوي

2011 / 5 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحلقة الثانية
المعتقد

الهولنديون لايعبأون كثيرا" بالدين او المعتقد بالرغم من ان معظم جذورهم مسيحية, ,الا ان معظم الاجيال الجديدة وخلال السنوات العشرون الاخيرة اتجهت الى العلمانية فالدين ياتي بالدرجة الثانية في هذا البلد , اما كبار السن فيهتمون كثيرا" بالكنيسة والمواظبة على اداء صلواتهم صباح كل يوم احد , ربما لانهم شارفوا على نهاية حياتهم كما يفعل الكثيرين من بني البشر وفي جميع الديانات , الا انه لايمكن القول انه لايوجد موضع للعقيدة الدينية في هولنده, فهولنده كانت وحتى الماضي القريب تعد بلدا" مسيحيا" , اذ يعتنق معظم الشعب المسيحية , بالاضافة الى نسبة قليلة تعتنق اليهودية, وكانت مقسمة عقائديا" الى نوعين , الروم الكاثوليك والبروتستانت ,ففي الشمال الهولندي يتمركز العدد الاكبر من البروتستانت , اما الروم الكاثوليك فيتمركزون في الجنوب والوسط الهولندي , ويطلق على الاشخاص العلمانيين والذين لاينتمون لاي دين بالعدم او اللاشيء , والى جانب المسيحيين, أما معتنقي معتنقي اليهودية و فهم يتمتعون بحرية مطلقة في ممارسة شعائرهم الدينية ولهم مقابرهم ومعابدهم ونشاطاتهم المختلفة , بالاضافة الى العديد من الديانات الاخرى,ثم يأتي معتنقو الاسلام بالمرتبة الثالثة, ومعظمهم من المهاجرين من دول اسلامية , اذ يشكل الاتراك والمغاربة النسبة الاكبر منهم, بالاضافة الى الباكستانيين القادمين سورينام( وهي احدى جزر الكاريبي المستعمرة من قبل هولنده) , والاندنوسيين, ا كما يوجد الهندوس والبوذيون وغيرها من الديانات الاخرى . الا انك لاتستطيع ان تفرق بين مسيحيا او مسلما او بوذيا" هنا, من خلال تعاملك مع اي من الهولنديين الاصليين او المهاجرين , فالقانون يحتم على جميع المواطنين والمقيمين احترام بعضهم البعض ,واحترام عاداتهم ومعتقداتهم , كما انك لاترى هنا من يسألك عن عقيدتك او انتمائك الا ماندر, وبالرغم من ان الكثيرين من ذوي المعتقدات والديانات يروون ان الدين اساس الخلق النبيل الانساني والمثل العليا, بالرغم من ان اغلب الاخطاء والسلوكيات المشينه تصدر من اشخاص ينتمون لهذا الدين او ذاك ويدافعون عنه باستماتة ضد مايبدر بحقه من انتقادات , الا ان في الجزء الشمالي من هولنده تتجاوز نسبة المتدينينين من المسيحيين نسبة الى العلمانيين , والشيء الرائع لدى هؤلاء انهم من اكثر الناس تعاونا واستعدادا لتقديم المساعدة لكل من يحتاج لمساعدتهم,و بغض النظر عن انتمائه او عقيدته, والملاحظ ان اكثر من يحتاج للمساعدة بلا شك هم الاجانب وخاصة المهاجرين الجدد, فهم يعشون حياة صعبة من ,خلال السنوات الطويلة التي يقضونها في الانتظار حتى يبت بموضوع طلبهم الهجرة اذ تعد هولنده الاكثر دول العالم تشددا" في موضوع قبول المهاجرين اليها , لذا نجد الافا" من المهاجرين الذين قدموا اليها خلال السنوات العشر الاخيرة يقتلهم الانتظار الذي يمتد لسنوات طويلة وهم يعيشون ظروف معيشية وحياتية سيئة مع عائلاتهم من اطفال وكبار سن, اذ لايجد هؤلاء من يساعدهم في مواصلة حياتهم بشكل طبيعي كالحكومة مثلا" او المؤوسسات الانسانية , لذا تجد الكنيسة ليس ككمؤوسسة بل الهولنديون المؤمنون هم من يبادر دائما لتقديم المساعدة لهؤلاء واحيانا" دون ان يطلب منهم اي بشكل تطوعي , اما في المدن الهولنديه الاخرى وخاصة الرئيسية التي يطلق عليها شمال وجنوب هولندة والتي تتمثل في لاهاي المعروفة لدى الهولنديين باسم (دنهاخ) العاصمة السياسية لهولندة والتي تضم الوزارات والمؤسسات الحكومية وامستردام العاصمة السياحية والاقتصادية وروتردام مينائها الذي كان الى وقت قريب الاكبر بين مؤانيء العالم , في تلك المدن لاتكاد ترى الا اعدادا قليلة تتجه الى الكنيسة يوم الاحد, ولكثرة الاجانب في تلك المدن لاتستطيع ان تميز من منهم المسيحي او اليهودي المتدين عن غيره , كما لاتجد روح التعاون السائدة في مدن الشمال , كما لاتتميز دور العبادة بنشاطها المتميز
وازاء كل هذا تجد الكنيسة الهولندية تتعاطف مع هؤلاء وتمد لهم يد العون والمساعدة في اي وقت , ومعظم من يحظى في تلك المساعدات والعون الاجانب من المهاجرين الذين مازالوا في انتظار الموافقة على طلبات الهجرة لهولنده , , بالرغم من الشعب الهولندي معروف بتقشفه. .

ومن المعروف ان العائلة الهولنديةمهما كانت نوع العقيدة او الديانة التي تعتنق, فهي لا ترغم اطفالها حتى بلوغهم سن البلوغ وهو الثامنة عشر, لاترغمهم على اختيار الدين الذين يريدون اتباعه, ولكنهم ينشأون ويربون وفق لعقيدة الابوين, على اتباع التعاليم الاخلاقية والانسانية من احترام الاخر وعقيدته , واحترام حقوق الانسان والحيوان على حد سواء, والالتزام بالقوانين , والحفاظ على الممتلكات العامة, , وفلسفة الهولنديين في ذلك هي, انهم يرون ان الاطفال لايفقهون معنى الدين , وانهم غير ناضجين فكريا" لاستيعاب معاني الدين الذي يعتنقوه , لذا عليهم ان يقرروا نوعية المعتقد الذين يريدونه عندما ينضجوا عقليا" وفكريا", وهذا الامر يبقى خيارا" لهم , و دون اجبار العائلة لهم , فاذا ما اختاروا مايريدون سيكون ذلك عن قناعة واستيعاب تام لما سيعتنقون الامر الذي يجعلهم لايرتدون عنه , ولايغيرون قناعاتهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة