الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات تُسيرها مكبوتات

عبد العزيز الخاطر

2011 / 5 / 15
المجتمع المدني



بودى لو لم تسم هذه الجمعة بجمعة الحرائر فى سوريا, الجميع شركاء والجميع على إستعداد للتضحية, بل أن هذه التسمية تحيل إلى رمز آخر تدمغ به الشخصية العربية كمحرك لها وهو "الجنس"بالاضافة الى الرمزين الآخرين وهما الدين والسياسة , جرى إستخدام الرمز الاول وهو الدين بعد قيام الثورات لإسلابها واليوم تستخدم المرأه كرمز محرك ودال على المكبوت داخل هذه الشخصية وغدا تتنازعها السياسة العربية بمكبوتاتها مثل القبيلة والطائفة والعائلة.

فى حين أن هذه الثورات جاءت تجاوزا لذلك جميعا , جاءت إنعتاقا من أغلالها ورموزها , ولكنه يبدو حتى مع ثورة التوتر والفيس بوك وبراعة الجيل الحالى إلا أن هناك من يريد أن يعيده الى نمطية العقلية العربية السائدة قبل الثورات , ويبدو الوضع يعانى من مراوحة كبيره الى الوراء ومقاومة عنيدة للإنعتاق من أغلال ثقافة سادت وتأبى أن تبيد. من المفروض أن تنتج هذه الثورات مفاهيمها الجديدة والدافعة الى الأمام. وتخلص العقلية العربية مما علق بها من مثبطات , جعلت من الأوضاع بين واقع مؤلم ومستقبل مظلم وأغلال من الوهم ترى فى إعمال العقل محظورا , وفى التفكير فى المنقول حراما وذنبا. لانريد لثوراتنا أن تسيرها مكبوتات الأمة , التى حرصت الأنظمة على مرً التاريخ على تركيزها فى ذهنية الفرد العربى والمسلم لإدراك هذه الأنظمة أن مثل هذه المكبوتات تعمل بشكل غير مباشر على إدخال النظام نفسه داخل دائرة الممنوعات والمحظورات, فإقتلاعه إطلاقٌ للشيوعية الجنسيه وسفك لشرف النساء, والثورة عليه تجن وخروج على الدين وتعاليمه , والمناداه بإزالته خروج عن الشرع والسياسة العامة. هكذا يحمى الإستبداد دائرته. لذلك يجب الحرص على نقاء هذه الثورات كما بدأت بعيدا عن محظورات ومكبوتات الشخصية العربية التى ذكرتها, لأنها كما أشرت جاءت تجاوزا عليها, فهى ثورات تهدف للصالح العام , للإنسان على هذه الأرض , للديان فى هذه المجتمعات, للحريات المكفولة , هذه هى شموليتها وهذه هى أبعادها فلا تدخلوها مرة أُخرى الى جحر الضب الذى إختاره وزينه لنا الاستبداد . عليكم بإختيار الحرية أيها السادة ولاتركنوا الى الماضى إلا بقدر مايخدم الحاضر, ولا بالمفهوم من الدين الا إذا كان دافعا للكرامة , ولا الى المرأه الا لكونها رمزا للمواطنة على قدم المساواة مع أخيها الرجل. لقد كان لنا فى ميدان التحرير مثالا لتجاوز هذه المكبوتات الخانقة والمؤبدة لأنظمة الاستبداد فاجتمعت الأديان, وتشارك الرجال والنساء , وبرزت السياسة التوافقية فى أزهى حللها. فلم العودة الى الوراء والأمه تنظر وتنتظر المستقبل القادم, لماذا التجزئة , أطردوا دعاتها ومروجيها , قبل أن تعود المياه إلى مجاريها دون تقدم ملموس فيما يتعلق بالفكر والثقافه لأنهما هما من يعوُل عليه فى التغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين