الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار سياسي

طارق الحارس

2011 / 5 / 16
المجتمع المدني


مَن يعتقد أن الرياضة في منأى عن السياسة ، أو أن السياسة في منأى عن الرياضة فهو خاطىء . الأمر لا يستحق الى أدلة فأحداث عديدة تؤكد ذلك . دعونا نعود الى الوراء ونتذكر أولمبياد موسكو ( 1980 ) وكيف أن أمريكا ودول عديدة من أوروبا الغربية قاطعت هذا الأولمبياد لأسباب سياسية . دعونا نتذكر أيضا كيف تم استبعاد منتخب يوغسلافيا من بطولة اوروبا ( 1992 ) لأسباب سياسية . أيضا نتذكر كيف تم استبعاد المنتخبات العراقية من الأولمبياد الآسيوي الذي أقيم في الصين في العام 1990 بسبب غزو النظام الصدامي لدولة الكويت ، ومن بعده استبعاد المنتخب العراقي لكرة القدم من بطولات الخليج العربي لدورات عدة للسب نفسه .
ومادمنا بصدد الحديث عن بطولة الخليج العربي فأن عودة العراق الى هذه البطولة قد حصلت بعد سقوط النظام السابق وهذا يعني أن استبعاد العراق وعودته حصلتا لأسباب ليست لها علاقة بالرياضة مطلقا .
على هذا الأساس نحن نعتقد أن التصريحات التي أطلقت من طرف أمين سر الاتحاد الاماراتي لكرة القدم أثبتت ما لا يقبل الشك أن قبول استضافة مدينة البصرة لبطولة الخليج القادمة تحتاج الى قرار سياسي من حكومات دول الخليج العربي .
لقد بدأت الحجج والذرائع تنهال خلال الأسابيع الأخيرة تمهيدا لصدور القرار السياسي في عدم اقامة البطولة في مدينة البصرة فمرة وجوب استحصال موافقة الاتحادين الآسيوي والدولي ، ومرة استحصال ضمانات من منظمة الصحة العالمية بعدم وجود مادة اليورانيوم في مدينة البصرة ، تلك الشاعة المغرضة التي أطلقها وليد طبرة بسبب موقفه السياسي ضد حكومة عراق التغيير .
من المعروف أن بطولة الخليج العربي ليست بحاجة الى موافقة الاتحاد الآسيوي ، أو الاتحاد الدولي لأنها بطولة غير معترف بها من قبل هذين الاتحادين ، أما إذا كانت الحجة حول موضوعة الحظر الكروي على العراق فلابد لنا من وضع هذا السؤال : لماذا بدأت بعض الأطراف الخليجية أثارت هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات ؟
لقد كان الأجدر بهذه الأطراف عدم الموافقة على اقامتها في البصرة قبل استحصال موافقة الاتحادين الآسيوي والدولي وقبل أن تشرع الحكومة العراقية في مشروع بناء مدينة البصرة الرياضية وتصرف عليه فعليا ملايين الدولارات .
ربما كانت الحكومة تفكر في بناء ملعب واحد في هذه المدينة وتقرر بناء عشرات الملاعب في مدن عراقية أخرى من المبلغ الذي خصص لبناء ملاعب وفنادق كبيرة في مدينة البصرة لغرض اقامة بطولة الخليج فقط .
أما الحجة الأخرى التي تتعلق بمادة اليورانيوم فهي حجة ساذجة جدا بدءا من مطلقها وليد طبرة الى التصريحات التي صدرت من بعض الخليجين ، إذ هل من المعقول أن يقبل أهل البصرة ( زهاء مليوني نسمة ) العيش في مدينة تعاني من هذه المشكلة الكبيرة . هي حجة ساذجة لا يمكن مناقشتها ، أو حتى السماح بطرحها .
بصراحة ووضوح أكثر نقول : أن هذه الحجج وغيرها التي ستظهر خلال المدة القادمة سببها الموقف السياسي الذي أعلنته العديد من الأطراف السياسية والدينية العراقية حول موقفها المساند للمظاهرات الشعبية التي خرجت في البحرين مطالبة بحقوقها ، تلك المظاهرات التي لا يختلف حالها عن حال المظاهرات التي خرجت في تونس ، ومصر ، وليبيا ، وسوريا ، فضلا عن وقوف هذه الأطراف السياسية والدينية ضد التدخل العسكري لقوات درع الجزيرة لقمع هذه المظاهرات .
هذه هي القضية ، لذا نعتقد أن أرادت الحكومة العراقية اقامة هذه البطولة في مدينة البصرة وفي موعدها المحدد التحرك من الآن عبر وزارة الشباب والرياضة لاتخاذ الاجراءات المناسبة ونقترح في حالة رفض دول الخليج المشاركة في هذه البطولة فهناك فرصة ومتسع من الوقت لاقامة بطولة على مستوى دولي كبير يتناسب وافتتاح مدينة رياضية كبيرة مثل المدينة الرياضية في البصرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة


.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل




.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة