الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اميل حبيبي

جورج حزبون

2011 / 5 / 16
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



في ذكرى مرور خمسة عشر عاماً على رحيل القائد السياسي والأديب والمفكر الشيوعي / أميل حبيبي / والمتزامن مع مرور 63 عاما على النكبة الفلسطينية ، نستذكر هذا الكبير والشخصية الفلسطينية المتميزة ، نستذكره بالكثير من الاحترام والهيبة ، فلم يكن مجرد مناضل عريق مر في التاريخ المعاصر ، فقد حظي بالكثير من الإعجاب والكثير من الانتقاد ، وظل شخصية متميزة.
جوانب متعددة في حياة أميل حبيبي ، من لحظة الولادة ، إلى حالة الوفاة ، نشئ كادحاً ذا انتماء طبقي واجتماعي للطبقة العاملة ، وظل وفياً رغم إن البعض يعتقد أن ظروف الحياة والموقع والمكانة ، أحدثت تأثيرها في شخصيته ، لكن الحكم على الرجل من موقع بعيد ، او خلاف فكري او أسلوب حياة ، لا يستوي على الحكم الموضوعي ، فقد ظل شخصية بوهيمية ، أحب الحياة ، وهذه طبيعة الشيوعي والمناضل ، فهو ليس في معبد بوذي بل مناضلاً شرساً من اجل تحسين ظروف وشروط الحياة والحرية والعدالة الاجتماعية ، وهذا جانب مهم في شخصية المناضل ، وبالتأكيد مع كل تطور حياتي يكون هناك تطور فكري يرتقي الى الأعلى كطبيعة دورة الحياة ذاتها .
كتب أميل من سداسية الأيام الستة ، الى سرايا بنت الغول ، بالأسلوب الفلسطيني وخصوصيته سواء بالحكاية او الفكاهة ، ونقل بواقعية (جوركي) الحياة الفلسطينية في الثلاثينيات والأربعينيات وبذلك فقد استطاع حين لم يستطع سواه ، ان يبرز طريقة التفكير المجتمعي إبان الصراع السياسي تحت الانتداب البريطاني ، وأيام النكبة ، وفيما بعد واقع الشعب الفلسطيني ، الذي أطلق عليه ( سعيد أبي النحس المتشائل ) .
عرفت أميل منذ الاحتلال الثاني في عام 67 ، وتلاقيته في مواسم ومناسبات عامة وخاصة ، وبقيت ارقب دائما ان ألقاه ، فالوقت معه لا ثمن له ، يحتفظ بالفكاهة والنقد المتواصل والأريحية ، ويضطر من يحضره ان يظل حذراً حتى لا يناله من لدغاته شيء ، ولكن يهتم بان يستمع إليه ، في العلم والثقافة والسياسة والتجربة بلا ملل وبانتباه ، عشق الغة العربية وترقع فيها وداعبها طويلاً ، ولم تستعصي له ، واستخدمها بأسلوب هزلي لإيصاله غايته مثل ما فعل حين استخدم شخصيه ( أبي الشمقمق ) ليوقع بها عموده الدائم أبان رئاسته لتحرير ( الاتحاد ) .
وفي اخر اتصال لي معه ، وكان يعالج في لندن ، سألته عن صحته فقال ( عاطله ) وانتقل مباشرة ليستوضح عن الحال في الأرض المحتلة وطبيعة الواقع على الأرض حيث كانت قد بدأت عملية إقامة السلطة الوطنية ، ثم قال بوضوح ان سيعود الى حيفا في كل الأحوال !!
لقد كتب أميل ملخصا سيرة حياته في ( خطبه المؤلف ) كما سماها في مقمة روايته ( سرايا بنت الغول ) وهي متشابهة مع قصة ( الشيخ والبحر ) فقد روى عن قيامه بأخذ مركب صيد من ميناء (ستاروبل ) صباح احد أيام استراحته في الاتحاد السوفيتي ، وحين اصطاد سمك البوري ، لتهاجمه في عودته طيور النورس ، وتأخذ أسماكه ، ويصل الفندق خالي الوفاض ، ناشداً السلامة ، تلك وصفته لتاريخ حياته بدئه كادحاً وانتهى به خالياً إلا من مدفن في حيفا عائدا لها بعد مسيرة شاقة اتعبه فيها السفر .
وحين يستذكر إميل حبيبي ، يستذكر ذلك الحزب المجيد الذي تربى به ، وخلاله أصبح علما وذاكره شعب ، وذلك الحزب الذي أنجب إميل توما ، ومحمود درويش ، وتوفيق طوبي ، وتوفيق زياد وغيرهم الكثير .
هؤلاء هم الشيوعيون الذين صنعوا تاريخاً يعتبر مرجعاً وذاكرة ، اضطهدتم الأنظمة ، وأحبتهم الشعوب التي لا زالت تأسف لرفض القيادة القومية في حينه الأخذ برأيهم حيث كان ممكناً تلافي الوضع الراهن للشعب الفلسطيني، وهم الشيوعيون الفلسطينيون الذين قسمتهم حرب العام 48 ، ثم قسمت أخرى عام 67 ، وظلوا أوفيا لشعبهم ومبادئهم ، وقد اضطهدتهم إسرائيل والأنظمة العربية وبقوا شامخين ، يذكر شعبهم نضالهم ويتمثل به ، ولعلها مناسبة لان يعيد الشيوعيون الفلسطينيون بناء حزبهم ومواصلة طريقهم المجيد .
فلنبقي عطره ذكراك يا ابا سلام أبدا ودائماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي