الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيادة المشير طنطاوي: لحظة من فضلك

مرثا فرنسيس

2011 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سيادة المشير طنطاوي: لحظة من فضلك
كل التقدير والاحترام لك، وللجهود التي تبذلونها للقيام بالمسئوليات الملقاة على عاتقكم. ولا يمكن ان ينكر مصري ثقل هذا العبء في فترة انتقالية تكتنفها الضبابية وتحيطها مشكلات اقتصادية واجتماعية ودينية وفئوية، يختبر فيها الشعب المصري نوعا من الحرية التي لم يألفها من قبل، وقد تؤدي ممارسة هذه الحرية بدون خبرة سابقة الى بعض اشكال الفوضى، ونحن المصريون نحلم بأن يكون بلدنا مستقرا آمنا ديموقراطيا ينعم فيه كل منا بالعدالة والحياة الكريمة.
ولكن صدقا هناك تساؤلات ليس لها اجابات واضحة، مع صمتك المستمر ومقاطعتك المتواصلة لوسائل الإعلام، الذي يعطي الفرصة للتخمين والاحتمالات والافتراضات والاستنتاجات والإشاعات التي تتعب اكثر مما تريح. بداية من لجنة تعديل الدستور التي تم اختيار عدد من أعضائها من الاخوان وأنت تعلم يا سيدي ان الاخوان لا يعبرون عن كل اطياف المجتمع المصري، وكان بالأولى اختيار اللجنة محايدة لا تميل لفئة على حساب اخرى، خاصة وانك تقود البلاد في مرحلة تبدأ مصر معها عهدا جديدا، وقد بدأ افراد هذه اللجنة في الاعلان عن الوجه الحقيقي والرغبة الحقيقية الكامنة في دواخلهم بأن تكون مصر دولة دينية اسلامية. وأظن أنك قرأت بعضا من كتب المستشار طارق البشري، واستمعت إلى أحدث تصريحات السيد صبحي صالح الذي يقول لولا الاخوان ما اكتملت الثورة وقد شن هجوما لاذعا على مؤتمر الحوار الوطني والمشاركين فيه، بل انه يعتبر ان عدم تعيين أي محافظ أو رئيس مؤسسة صحفية من الإسلاميين عدوانا على الاسلام وإجحافا للمسلمين! ولم يكتف بهذا بل انه ردد شعارات متعصبة مثل: اسلامية اسلامية لاشرقية ولا غربية! وهو شعار يخالف ما تنادي به الثورة من دولة مدنية. هل كان خافياعنك ياسيادة المشير شخصيات واتجاهات لجنة التعديلات الدستورية تماما؟
لماذا الصمت امام كل هذه الاحداث ولم نر موقفا واحدا ايجابيا تجاه الاحداث المؤسفة التي يدفع المصريين دماءهم وشبابهم ثمنا لها؟
من اخطر ماقيل حول رئيس النظام السابق-وهو مايمكن ان يقال عنه عذر اقبح من الذنب- انه لم يكن يعلم مايحدث وكان المحيطين به يخفون عنه امور جسيمة حتى يظل مطمئنا وهذه الامور كانت تخرب وتدمر وتقتل وتحرق في قلب مصر؛ فهل مازالت سياسات النظام تخيم بظلالها على مصر الثورة؟
سيادة المشير، لم نعرف موقفك تجاه حادث كنيسة القديسين فحتى هذه اللحظة لم يُحسم الأمر، وكذلك موقفك من الاعتداء على كنيسة رفح؟ و هل ترى يا سيادة المشير ان مندوب الشرطة الذي قتل مواطنا واصاب 5 اشخاص اخرين على الأقل في سمالوط داخل القطار- هل ترى انه بالفعل مختل عقليا؟
هل تعتقد فعلا أن الجلسات العرفية هي حل مثالي عند الاعتداء على مواطن مصري وحرق سيارته وبيته وقطع اذنه؟ هل تعتقد أن الموضوع بهذه البساطة؟ هل مثل تلك الموضوعات تحل بجلسة عرفية وصلح؟
مارأيك يا سيدي فيماحدث في اطفيح؟ نحن لا نبحث عن مباني وحوائط-فقد حزننا كمصريين عندما تم تدمير وحرق اقسام الشرطة وفتح السجون، وحزننا ايضا عندما اقتحام المتحف المصري وسرقة بعض الآثار منه- فمصر ياسيدي لا تتجزأ- ولكن اين اماننا كمصريين؟ رغم الادلة والاثباتات عن هوية المعتدين، لم يتخذ اي قرار رادع لموقف يستحق الوقوف امامه. وماهو موقفك من التظاهرات والتهديدات العلنية المسجلة بالصوت والصورة مرة بسبب كاميليا، ومرة بحرق كنائس امبابة وقتل واصابة مصريين مسالمين في نفس الحدث بسبب اخرى تدعى عبير وتهديد امان دولة بأكملها بسبب شخصية كاذبة مزورة ؟ هل حاولت سيدي ان تتأكد من الروايات التي قيلت ؟ هل بحثت عن الشيوخ والسلفيين الذين خرجوا على شاشات الفضائيات يفترون ويدعون ولم نسمع لهم صوتا بعد ان تكشفت الحقائق، ترى هل يشعرون بالخزي والندم؟ بعد ان حولوا مصر الى ساحة قتال وهجوم من المصري ضد المصري بسبب سيدة كاذبة؟ هل أجهزة الدولة بحثت وتحرت؟ الا ترى ان امان مصروالمصريين بكل اطيافهم قضية تستحق الاهتمام والبحث والحلول الجذرية.
هل تختلف موقعة الجمل التي تم فيها الاعتداء على متظاهرين مسالمين في التحرير وقد شجبها الكبير والصغير، هل تختلف عن موقعة المولوتوف امام ماسبيرو التي اصيب فيها اكثر من مائة شخص معتصم للمطالبة بانهاء الظلم وتحقيق العدل واستجابة المطالب؟ هل توافق على تعليق كل المصائب على شماعة فلول النظام؟ والبلطجية؟
هل يمكن ياسيادة المشير ان تعرف لنا كلمة بلطجية؟ اين هم ولماذا يتركهم المجلس العسكري يعتدون على المصريين بدون وجه حق؟ وهل تحول كل هذا العدد من المهاجمين البلطجية فجأة ليوجهوا اعتدائهم على المسيحيين المصريين بشكل خاص؟ لماذا يكره البلطجية الجدد الأقباط؟
ما الذي يمنعنا من تسمية الاحداث باسمائها؟ ولمصلحة من نترك امن الوطن وامان المصريين لعبة في يد بلطجية او متطرفين او ارهابيين، اتوقع ان تكون قد اصابتك الدهشة عندما شاهدت وسمعت من يدعون ان الكنائس والاديرة تحتوي على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة! هل يمكن تصديق هذه الشائعة ؟ هل حاولت سيادة المشير التأكد من الشائعات التي تطلق جزافا؟ إن من أطلق هذه الشائعة يريد أن ينال من منصبك يا سيدي قبل أن يفتري على قاطني الأديرة والمصلون في الكنائس. هل ستحل المشكلات ويأتي الأمان عندما نلصق كل الاحداث العنيفة التي تحدث بفلول الحزب الوطني والبلطجية؟ كيف يمكن ان نكذب ماشاهدته اعيننا وسمعته آذاننا وقطعا شاهده وسمعه اغلب المصريين؟ فهذا يهدد بحرق الكنائس وهذا يطالب المختلفين بالرحيل عن الوطن تماما! هل تقبل لمصر وللمصريين هذا الانقسام الذي يطلق عليه افتراء فتنة طائفية؟ الفتنة الطائفية يتورط فيها كل الاطراف ؛ فهل لديك سيدي المشير اي ادلة على احداث قام بها مسيحيي مصر بشكل محدد؟
صدرت بعض الاحكام الصارمة كالحكم على ناشط سياسي بثلاث سنوات سجن ومهما كانت التهمة الموجهة اليه؛ فالحكم صدر اسرع مما تصورنا! ماهي الاولويات؟
سيادة المشير لا يتصور.. ولم يحدث في العالم أن شعبا لم يسمع صوت حاكمه خلال فترة إدارته للبلاد التي بلغت ثلاث أشهر.
تسمية كل مشكلة باسمها الحقيقي هي عمل الطبيب الماهر الذي يتمكن من وصف العلاج اذا شخص المرض بشكل دقيق، السكوت على الظلم والتعدي جريمة سوف تسبب انقسام المصريين اكثر واكثر وتُمكِن المجرمين والمتطرفين من ممارسة اجرامهم في حماية المسميات غير الحقيقية سواء دينية او سياسية، سيادة القانون قد تحقق العدالة للجميع ، الاعتراف بحرية كل مواطن في اختيار نوع وشكل الحياة التي يرغب بها، مواجهة التطرف والارهاب بشكل جذري حاسم حازم مهما كانت هوية وخلفية القائم بهذه الاعمال، ارجوك الا تسمح بهذه النقط السوداء ان تلوث ثوب مصر وثورة شعبها الرائعة ، لا تسمح لقلة متطرفة ان تحرق قلب مصر وتذهب بمستقبلها الى غير رجعة.
محبتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشير طنطاوي
على عجيل منهل ( 2011 / 5 / 16 - 20:21 )
المشير طنطاوي اجتمع سرا بمبارك لحثه علي رد أموال منهوبة
صحيفة الديار الللبنانية أشارت الى أن رئيس المجلس العسكري الاعلى والذي يدير السلطة في مصر ، المشير حسين طنطاوي اجتمع مع الرئيس السابق حسني مبارك سراً في شرم الشيخ، ليطلب منه إعادة ودائع بأسماء السيدة سوزان مبارك ونجليه جمال مبارك وعلاء مبارك، لأن الامر خطير والنائب العام قد يتخذ اجراءات جزائية . واضافت صحيفة الديار،والتي لم تذكر مصدرا للخبر ، أن الاجتماع بقي سرياً وحضره اللواء عمر سليمان. ولم يتم تأكيد ى الخبر من اي جهة اخرى-
الفاضلة مرثا تحياتى لك على الموضوع المهم والجيش له دور مهم فى تاريخ مصر الحديث واسئلتك واقعية وضرورة التوقف عندها


2 - عزيزتي مرثا
ليندا كبرييل ( 2011 / 5 / 17 - 10:40 )
إن غموض مواقفهم يزيد الأمور تعقيداً ، الوضوح والشفافية ضروريان لتهدئة الخواطر وخاصة بالنسبة للأقباط ، لكني أعتقد أن هناك ما يحاك بالظلام وأرجو ألا نستيقظ في يوم قريب على مصيبة أكبر مما يحصل . تمنياتي لكم بالانتصار لتطلعاتكم المشروعة وشكراً


3 - تكلم حتى أراك
عرفة خليفة الجبلاوي ( 2011 / 5 / 17 - 10:50 )
سيدتي الكريمة دعيني أضم صوتي إلى صوتك فيما جاء بمقالك. لم أسمع سيادة المشير من قبل، اللهم إلا الكلمة الصغيرة التي قالها متذ بضع ساعات في حفل تخريج ضباط الشرطة، وما ذكره عن امن البلد والفتنة الطائفية والحالة الاقتصادية فكانت عبارات قصيرة مفككة على سياق الكلام المرسل، وللأسف لم يضع حلولا أو رؤية لأية قضية.
الشعب المصري يعيش في حالة إحباط وتوجس بسبب عوامل كثيرة لعل أهمها أنه لا يعرف حكامه وبرنامجهم ورؤيتهم لقضايا الوطن، وهذه الضبابية التي تكتنف حاضرنا ومستقبلنا تخيف الشعب أكثر من البلطجية والسلفيين
تقديري لشخصك الكريم


4 - الفاضل علي عجيل منهل المحترم
مرثا فرنسيس ( 2011 / 5 / 17 - 18:40 )
شكرا لمرورك الطيب
لا اجابة حتى هذه اللحظة على تساؤلاتنا الشرعية، خرج المشير امس في حفل تخريج ضباط الشرطة ولم يقل حرفا واحدا يريح نفوسنا، تكرار للجملة التي لم يعد لها تأثير: سنضرب بيد من حديد!! كيف ومتى ومن الذين سيضرب عليهم بيد من حديد بينما هناك ادلة مثبتة بالصوت والصورة على المتهمين المخربين لوحدة وامان مصر، ولا تعليق
تقديري واحترامي


5 - الوطنية أخر مايفكر به الطغاة
سرسبيندار السندي ( 2011 / 5 / 17 - 18:52 )
بداية تحياتي لك ياعزيزتي مرثا فرنسيس !؟
1: هناك مثل مقول عندما يسقط الثور تكثر سكاكينة ، وهاقد سقط الرئيس المصري فتجمعت حوله الهاينة ( نوع من الضباع ) والتي لاتقتات إلى على الجيف ، فصراع ألأخوة اليوم ليس حبا بالحسين بل بالهريسة ، فكل المسرحية ليس لإعادة الأموال المسروقة لخزينة الشعب المصر ي بل كيفية تقاسمها ورذ البعض منها في العيون ، لأن غالبية من كانو في قطار السلطة وعلى رأسهم الشيخ طنطاوي لايقلون عن مبارك إرتزاقا وفسادا وإلا كيف يسكتون على كل هذا الفساد والمال الحرام ؟
2 : ، كما أن الشباب المصري لم يعد ينخدع اليوم بمن يعتكف في وزارة الدفاع أو الداخلية أو بمن يعرض الزبيبة ويطيل اللحية ، ولا بمن كان كان يعتكف في غار حراء ، فبعد اليوم لايصح إلا الصح ، والسذج من يعتقدون عكس ذالك !؟
3 : هناك نوع من البشر لايستطيع يعيش في غير مزابل التاريخ ، وكأنها قد أعدت له مسبقا فترنيه كالمغناطيس ينجذب إليها لا إراديا ، لأن صفحات التاريخ الناصعة هم مدركون جيدا يستحيل عليهم نيلها أو حتى تسلقها ، لذا ترنيها حكرا للأبطال والثوار الذين قبل أن يزكيهم الناي قبل التاريخ !؟


6 - عزيزتي ليندا
مرثا فرنسيس ( 2011 / 5 / 17 - 20:30 )
سلام لكِ وكل نعمة
لم نسمع صوت المشير منذ بداية توليه امور الدولة كمرحلة انتقالية حتى يوم امس، وبكل اسف لم يضف جديدا ولم تتخذ اجراءات حاسمة في الامور المعلقة التي تخص امان وسلام مصر كشعب ولم نخرج من الحديث الا بتكرار لوعود وكلمات لم تعد تؤثر فينا
حفظك الله يامصر ووحد شعبك الرائع
تقديري واحترامي


7 - الفاضل عرفة الجبلاوي المحترم
مرثا فرنسيس ( 2011 / 5 / 18 - 15:45 )
سلام لك ونعمة
نعم خرج ولم يتغير في الأمر شئ ، رغم انني تعرفت على صوته لأول مرة
سيادة القانون فقط هي السبيل لتحقيق الامان لكل المصريين، وسيحميهم القانون حتى من انفلات الامن وانفلات الحرية التي لم نتدرب عليها من قبل
محبتي واحترامي


8 - الفاضل المحترم س. السندي
مرثا فرنسيس ( 2011 / 5 / 18 - 21:27 )
سلام لك وكل نعمة
بالفعل صفحات التاريخ البيضاء لن يستطيع تسلقها او نيلها ذوي النوايا والخطط السيئة، وسيسجل التاريخ انه كما انكشف الخداع الذي استمر اكثر من ثلاثين عاما سينكشف الخداع الذي يدبر ويخطط ضد هذا الشعب العظيم
شكرا لك
تقديري واحترامي

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah