الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقشف الديني وخبايا الدهليز

واصف شنون

2011 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


زرت مدينة النجف العراقية مرة واحدة في حياتي ،كانت عام 1986 لإحياء أربيعينية واحد من أصدقائي العديدين الذين احترقوا بلا سبب في حرب ايران والعراق في عقد الثمانينات من القرن الماضي ، لكني ومنذ تلك الزيارة التي استغرقت ساعات فقط، وجدت ان مدينة النجف بدهاليزها وسراديبها وحاراتها الشهيرة المشراق والبراق والعمارة والحويش..ومغسل الموتى - بئر عليوي- ناهيك عن تلك المقبرة الخرافية ، لها حدود اكبر من اسمها وتفاصيل اعرض من ازقتها.

عرفت ومنذ الصغر أن لهذه المدينة أهمية خيالية – واقعية - تجارية – دينية – سحرية – اسطورية – ثورية ..الخ ،اضافة الى أحداثها الجسام المعروفة في التاريخ العراقي الحديث ، أقصد اثناء الحكمين العثماني المتأخر والبريطاني الإمبراطوري للعراق على الخصوص ، ثم ما تبعهما حتى الأن ، وما انتجته من شخصيات معروفة للجميع ، متعددة ومتنوعة ومتناقضة بالأفكار والنيات ،على سبيل المثال ( حسين الرضوي(قائد شيوعي تاريخي ) ومحمد باقر الصدر(قائد اسلامي تاريخي) ،عبد الأمير الحصيري واحمد الوائلي ،الجواهري وكاشف الغطاء )..الخ ، ولعل البعض قد لا يصدق ان هذه المدينة الدينية الشيعية المتدينة !! قد انتجت رجالا ونساء ً متحررين ومتحررات اكثر من اي مدينة عراقية اخرى بما فيها العاصمة بغداد ،لكنها مدينة تم اختصارها الأن وقبل بضع سنين فقط ، لتكون مركزاَ إطفائيا ً لحرائق العراق ،كونها مركزاً للمرجعية الشيعية الدينية في العالم بالتنافس الديني مع مدينة قم الفارسية الشيعية بدورها .
ورغم الثقل الإيراني الشديد على كاهل (النجف)وكذلك (كربلاء ) فان نتائج انتخابات المحافظتين الدينيتين العراقيتين الأخيرة ،ارشدتني الى ضرورة التبصر والتحير والتفكر ثم سؤال الأصدقاء من ذوي الشأن ولدي منهم الكثيرون ، يقول احد النجفيين: ولد صدام يحكم او ولد الصدر أو اولاد القوقاز : الناس سوف تستمر بالموت والقتل ونحن (أهل النجف )فقط من ندفنهم، لأنها ارض مباركة، بينما يقول لي صديق نجفي قديم :"نحن اصل العراق،المرجعيات الدينية مثل السلطات السياسية ، نحن نعترف بها ولا نعترف ، ونعم نحن أبناء علي ( تسمية تطلق على النجفيين )، ولو اني لا اعترف بكل المشكلة " وهنا يقصد النزاع التاريخي في بدايات الإنشقاق الإسلامي الأول .

لقد تقشف النجفيون في كل تواريخهم ومصائبهم بسبب الأزمات والحصارات حتى اصبح من التقليد الثابت ان يكون المرجع الشيعي الكبير متقشفا ً مثلهم ، فاصبحوا على استعداد ابدي لتحمل مشقات الإعتداء على الضريح (ضريح الأمام علي ) وقد حصلت تلك الإعتداءات على مر الزمان حتى عام 1991، اثر هزيمة الجيش العراقي الصدامي النكراء في حرب الكويت ، وقد احتضنت مدينة النجف العراقية ،القيادات الشيعية المتقشفة التي لاتتبع سوى اسلوب حياة الخليفة الرابع الهجري الذي يجلس على الأرض وهو يحكم الأقاصي ، بينما عاشت فيها وبرزت قياداتان :واحدة تمثل الأرستقراطية الدينية الشيعية والثانية تمثل الطبقات المسحوقة العاطفية الشيعية بدورها .

لقد اصبحت النجف الأن مثل (بنتاغون) عراقي ، غرضه حماية الأتباع من الأطماع وخراب الأمّة الإسلامية ( الطائفةالأثني عشرية ) الشيعية !!وفقاّ لتفسيرات قادة النجف من علماء الفقه الديني ، حتى قرر فيما مضى سياسي حليف لأميركا في استفزاز النجفيين ، فسقط بعد حين ، فالنجف هي (كينغ كونغ ) العراق،ولايجب معارضتها ابدا ، إن خابت وإن بزغت، فالنجف مدينة القبور الصامتة ، لكنها مدينة الفتاوى الصارخة، يوم امس فقط قالت مصادرموثوقة أن ابن "المرجع الأعلى" السيد محمد رضا السيستاني يستغل اسم ابيه ومكانته ومرجعيته فيقوم بسرقة نفط العراق ورعيته ، ألا يخدش ذلك الضمير ، ضمير كل بشر ، بل يخدش ضمير النجفيين،فما عاد صمت ولا بهاء ولا حسن ولا رياء كفى اقبروا الجيف..!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعض خبايا
رزاق الصفار _سدني ( 2011 / 5 / 18 - 14:50 )
صديقي واصف
مررتَ على بعض الخبايا.. وما خُبي كان اعجب.
اوصيكِ بالتقيه النجفيه!
فالكاتم اليوم كاد يكون ناطقا باجرامه!
فالذي لا يستحي يعمل ما يشتهي


2 - شاهد عيان
سرسبيندار السندي ( 2011 / 5 / 18 - 16:10 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي واصف ولكل أهل النجف ألأحرار وصدقت بما قلت ، فلولا سبق الناصرية في تبني الفكر الشيوعي والأفكار اليسارية ، لأخذته النجف بجدارة رغم إتساع مقابرها ومتزمتيها !؟

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah