الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا المطوعون ؟!

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 5 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1-هل القوم حديثوا عهد بكفر اعتادوا معاقرة الخمور ومعاشرة البغايا يكونوا في طباعهم وسلوكياتهم وأعمالهم وعباداتهم قريبوا شبه بقوم درجوا على الايمان بالواحد الأحد الفرد الصمد والعلم بآياته ونواهيه وتوارد الى مسامعهم ومداركهم أن الحلال بين والحرام بين ، ويعيشون في مجتمع مسلم لا يكون فيه محال للخمور وأخرى للميسر وأخرى للدعارة أي ليس على حال الجاهلية ؟

2-أليس (والحمد لله على ذلك) الله وحده الذي يحدد من يدخل الجنة ومن الى النار ملقى وعلى هذا فانه الوحيد الذي له حق الحساب والمساءلة على الحلال والحرام لأنه الوحيد القادر على الاضطلاع على مافي القلوب والعقول ويعلم ما يحدث في الخفاء والعلن وادراكآ لنوايا العباد وكل ذلك بالمناسبة ليس من قدرات البشر ؟

3-ألم يحرم الله على نفسه الظلم ولا يشوب حكمه شائبة من هوى وعاطفة (الا رحمته التي وسعت كل شئ) وهو أيضآ بالمناسبة لا يستقيم مع البشر وطبائعهم وما يجول في النفس وما يحمله الهوى ؟

4-أليس الله أولى بأن يتبع ويهاب أم البشر هم الأولى فنكون مع تواتر الزمان أمام أمة تخشى غضب العباد لا غضب المعبود وهو ما يؤدي الى أمة تفتقد الى معايير الاختيار الحر والقدرة على الفعل والتقدم لأن الخوف من الناس مدمر ومذل والخوف من الله محبة ونماء واستقلال وكرامة ؟

5-هل الناس بحاجة الى ان يخضعوا للوصاية والتعامل معهم على أنهم لم يشبوا عن الطوق ؟

6-هل افضاح الناس ومطاردتهم وتجريسهم واحتجازهم وضربهم لاتيانهم بعمل يفسره هذا أو ذاك وفقآ لتفسيره القاصر عن ادراك النوايا واستشراف المقاصد والخاضع للهوى والمزاج أيكون هذا هو الحل الامثل لاقامة المجتمع الصالح ؟
7-أيكون تطبيق القرآن الكريم نابعآ من الرغبة في الصلاح والاصلاح أم نابعآ من الرغبة في دعم السلطة والنفوذ ورياء الناس والهائهم عن تدبر أفعال الحاكم وكيفية وصوله الى السلطة ؟

8-والسؤال الأخير هل كان في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحتى في الزمن اللاحق عليه مباشرة هل كان هناك ما يعرف بأجهزة الأمن والشرطة والمحاكم المناط بها حفظ الأمن والنظام والعدل ورد المظالم والقضاء على مظاهر الفساد والافساد ؟

اذا كانت الاجابة عن هذه الاسئلة واضحة فما الداعي لوجود ما يعرف باسم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (المطوعون) .

اذآ هذه الهيئة تؤدي دورها فيما يتعلق بتحقيق التطبيق الشكلي للاسلام الشكلي ، في اطار الخديعة الكبرى التي يمارسها النظام الحاكم السعودي ضد الشعب السعودي ، من خلال الظهر بمظهر المطبق لدين الاسلام والحاكم بأمر الله ، بما يضفي الشرعية الدينية على نظام ديكتاتوري قبلي عائلي محتكر للبلاد والعباد بالتعاون مع ما يعرف بهيئة كبار العلماء وفي اطار تقسيم الأدوار بينهما ، والضحية الوحيدة هو الشعب السعودي .

إن الإسلام ككل هو في رسالته القرآنية أنجز تحولآ نوعيآ وهائلآ في الجزيرة العربية ولم يكن هذا الإنجاز راجعا إلى تغيير في أفكار، بل كان تغييرا في منهج التفكير ذاته وذلك بتأسيس مفهوم التوحيد ، وتحديد الوحي كمرجعية للتفكير . فلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يشغل نفسه بتهديم الأصنام الحجرية ، بل هدم منهج التفكير الوثني الذي يؤسس لطبيعة الرؤية إلى الصنم وهو قلب منهجي .

لذا نؤكد هنا أن الخطاب الإسلامي المعاصر يحتاج إلى نقلة منهجية ، ولن يتحقق التجديد ما لم تتحقق تلك النقلة بمدلولها المنهجي ، وبالتخلص من حكم الطواغيت المستشري في أمتنا الاسلامية ، ودليلنا على ذلك آت من استقراء لحظات التحول الكبرى المنجزة في تاريخ الفكر الإنساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلم يراعك يها الكاتب القدير
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 5 / 19 - 04:33 )
اخي الكريم ان هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ما هي الا دعاية للتستر على موبقات العائلة الحاكمة وهي اولى ـ اي العائلة الحاكمة ـ بالنهي عن المنكر التي ترتكبه ولكن هيهات انى للهيئة الآمرة بالعروف ان تنبس ببنت شفة للعائلة الحاكمة وهي ترنزق من الاموال المنهوبة لذى اوجدوا مخرجا شرعيا باطلا باستنادهم على آية اطاعة ولي الامر وان كان فاسقا وبهذا برروا لآل سعود ارتكاب الموبقات وجعلوهم يستعبدون الشعب وفي الوقت ذاته يدعون بانهم خير امة اخرجت للناس.متى ينتبه المسلمون من سباتهم ويلقوا حكامهم الفسقة في مزبلة التاريخ ويقيما الدولة العصرية المحتضنة لكل ابنائها وجعل الدين لله والوطن للجميع. تبا لامة مدجنة يحكمها ظغاتها باسم الله.

اخر الافلام

.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah


.. 210-Al-Baqarah




.. 212-Al-Baqarah