الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرج التَلَفيون وحدوتة عبير

فاروق عطية

2011 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السلفيون فصائل متعددة لا يجمعهم تنظيم واحد يعنى على كل لون يا بتيستا, فمنهم من يتبع السلف الصالح من الخلفاء الراشدين مستشعرين عدل عمر وصدق أبو بكر وزهد على, ومنهم من يتبع تقوى عمر بن عبد العزيز, ومنهم من ينهج نهج الخلافة الأموية, ومنهم من سحرته أبهة ومجون الخلافة العباسية خاصة عصر هارون الغير رشيد, ومنهم من يتبع الخلف الطالح كابن تيمية وسيد قطب ومحمد بن عبد الوهاب واللا مغفو له إبن لادن, ومنهم من ليس له أى علم ولا معرفة ولا دراية حتى بأصول دينه غير تقليد أعمى بالمظهر كالجلباب القصير واللحية المنكوشة والزبيبة التى تأكل ثلاث أرباع جبهته وهم الأكثر والأشمل والأعم. كان عهد اللا مبارك يعتمد على السلفيين لتيقنه من أنهم أصحاب دعوة "كما كانوا هم يدعون" ولا رغبة لهم فى الحكم فجندتهم مباحث قمع الدولة فى زرع الفتنة الطائفية وتحجيم دور الأخوان المسلمين, ولتأدية الأدوار القذرة, وإخراجهم منها عند الوقوع كالشعرة من العجين. فكانوا نعم العملاء المخلصين للنظام مقابل تركهم يُنكّلون بالمسيحيين وتمكينهم من بعض المساجد التى يبثون من فوق منابرها سمومهم وفتاواهم الهدامة. وكان لهم دور آخر أشد خطرا ليس على المسيحيين فقط بل على سلامة الدولة المصرية نفسها, فمعظمهم صنائع البترودولار السعودى, مجندين بكل إخلاص مدفوع الأجر لنشر الوهابية فى مصر وزعزعة أركان الأمن المصرى لتركيع مصر والخلاص من أهلها الأصليين ليرحلوا ويتحول من يبقى منهم لماسح أحذية, حتى تسود السعودية بفكرها وسياستها على البلدان العربية على حساب وكسة وانكسار مصر, ومن هذا المنطلق أرى أن تسميتهم بالسلفيين تسمية خاطئة والأصح أن نطلق عليهم التلفيون, وعلى فكرة عندنا مثل شعبى يقول: السلف تلف ورده خسارة, فهم تلفيون وتركهم يعبثون خسارة ما بعدها خسارة.
بعد ثورة 25 يناير التى لم يشاركوا فيها إلا بعد أن تيقنوا من نجاحها فأرادوا أن يركبوها, فعليت أصواتهم وزاد صراخهم وانتشرت تظاهراتهم خاصة بعد الصلاة يخرجون من المساجد أفواجا بأصوات حنجورية يسبون كل الرموز المسيحية ومطالبين بإطلاق أخواتهم المسلمات من السجون الكنسية. وقبل أحداث إمبابة بأيام كانوا قد اتفقوا على صفحات الفيس بوك أن تكون غزوتهم المقبلة لكنائس إمبابة والمطالبة بخروج السجينة المسلمة كاميليا شحاتة من سجون الكنائس. وظهرت كاميليا على قناة الحياة مع زوجها وابنها مفندة أكاذيبهم معلنة لهم أنها عاشت مسيحية ولم تفكر ولو للحظة أن تعتنق ديانة غير الديانة التى آمنت بها ونشأت عليها وستموت بها. أسقط فى أيديهم وبارت حجتهم فكان لابد أن يبحثوا عن بديل, وكان البديل هى عبير طلعت فخرى, تلك الفتاة البائسة التى اضطرتها الظروف المعيشية الصعبة مع زوج جهول لا يعرف كيف يرعى أسرته ووقوعها تحت إغراء شاب ماجن مدمن وتاجر للمخدرات عرف كيف يثير غرائزها ويشعل نيران رغباتها, فتركت الجمل بما حمل واندفعت خلف غرائزها غير عابئة بدينها ولا أسرتها ولا شرفها وانساقت خلف هذا الإبليس لتعلن إسلامها ليس اقتناعا بل للتخلص من ماضيها والزواج من عشيقها. زورت فى وثيقة إسلامها وادعت أنها عذراء لم يسبق لها الزواج وارتبطب بعشيقها بعقد زواج عرفى. وكان التلفيون يعلمون قصتها ويعرفون مكانها فاتفقوا معها ومع عشيقها أن يدعيا أنها مختطفة وحبيسة فى كنيسة مارمينا بإمبابة حتى تكون الحجة محبوكة للهجوم على الكنائس. ولأن الكذاب دائما ما ينسى بعض التفاصيل عندما يطلب منه إعادة الرواية, قالت فى أول حديث نشر لها على جريدة الأهرام منقولا عن موقع للسلفيين أن أهلها قد اختطفوها بعد وشاية صديق لها وسلموها للكنيسة بأسيوط وتنقلت بين ثلاث كنائس تم رحلوها لكنيسة مارمينا بإمبابة, وقالت أنها اتصلت بزوجها المسلم وأخبرته بمكانها لتخليصها, وأن كاهنة قد طردتها من الكنيسة بعد هجوم السلفيين على الكنيسة لتخليصها (لم أسمع أن فى المسيحية كاهنات). وفى حديثها مع محمود سعد قالت أنها كانت محجوزة فى بيت ملحق بكنيسة مارمينا فى شقة بها حجرات مفتوحة على بعضها وليس بها لا شبابيك ولا بلكونات, وحين سألها عن اتصالها بزوجها قالت أنها لم تتصل لأنها لم يكن لديها تليفون وأنها غير متزوجة ولكنه فقط صديق سيتزوجها بعد الطلاق من زوجها المسيحى. وفى حديث ثالث على قناة أون تى فى قالت كلاما آخر أنها كانت محتجزة وليست مسجونة فى بيت بجوار الكنيسة وأنها كانت تعامل معاملة حسنة وتستخدم التليفون وأن أهلها لم يكونوا يعلمون بإسلامها وأن الراهبة التى كانت ترافقها قد أخرجتها من الشقة وقالت لها أخرجى نحن أبرياء من دمك, وفى حديث رابع قالت أن أهلها اختطفوها بعد أن علموا بإسلامها وسلموها لمطرانية المنيا لمحاولة الضغط عليها لتعود لملتها, كما ردد التلفيون أنها قد أسلمت منذ خمس سنوات ولكن الأوراق الرسمية تثبت إسلامها فقط منذ ثمانية أشهر (23/9/2010), من هذه الأحاديث المتضاربة يتضح أن القصة كلها ملفقة وغير منطقية ولا مقبولة ويجب على المحقق أن يصحبها لتُريه هذه الشقة التى تحتوى على حجرات مفتوحة على بعضها وليست بها نوافذ ولا بلكونات وسوف يكتشفون بالطبع أن الحكاية خرافية ولا صحة لها من الأساس ولكنها حجة استخدمها التلفيون ليقوموا بغزوتهم التى وفقهم شيطانهم على نجاحها بامتياز.
كان التلفيون قبل الثورة يسكنون الجحور كالأفاعى يلدغون ويهربون, ولكنهم الآن بعد الثورة قد خرجوا إلى النور يصرخون ويهدرون يملأون الطرقات كأنهم وحدهم فى الشارع يتملكون, يروّعون الناس وللسلطة يتحدّون ويستكبرون. وأنا أرى أن هالهم وهيلمانهم الذى به يحتشدون سببه عدة عوامل:
أولا: أنهم مازالوا مدعومون ومتقوون برموز السلطة البائدة ومباحث قمع الدولة وعلى رأسها حبيب الظالمى (العادلى سابقا) الذين يتصلون بهم ويحركونهم كيف يشاءون من محبسهم بسجن مزرعة طره بالتليفونات التى يحملونها بلا رقيب أو حسيب.
ثانيا: أموال البترودولار التى تتدفق عليهم كالسيل من دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية التى تريد عودة مبارك وتخشى على مُلكها من تصدير الثورة إلى بلدانها, كما أنها تريد نشر الوهابية فى مصر التى تؤمن بالوسطية وصحيح الدين, وحاولت الضغط على المجلس العسكرى بالتهديد والوعيد بطرد ملايين المصريين العاملين هناك ومنع المستثمرين العرب من الاستثمار في مصر وتجفيف الأموال الداعمة لها, ولما فشلوا اتجهوا لصنائعهم من التلفيين لتنفيذ مخطط الترويع والتركيع.
ثالثا: أولائك التلفيون يعبدون المال أكثر مما يعبدون الله ولا يستبعد استغلالهم من الموساد أو مخابرات الولايات المتحدة لتنفيذ وتحقيق الفوضى الخلاقة التى بُشرنا بها سابقا لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وتقسيم دولها إلى دويلات وعلى رأسها مصر, مثلما حدث فى العراق والسودان وسوف يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا وغيرها من البلدان التى يعيث فيها التلفيون فسادا وإفسادا.
أخيرا: وجد التلفيون الفرصة سانحة لهم لامتطاء الثورة والقفز عليها حتى يصلوا إلى الحكم ويعيدوا الخلافة والحكم الدينى المتخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل جيد
حمزة بركات ( 2011 / 5 / 19 - 01:43 )
شكرا للكاتب لتحليله الجيد والمنطقى لبزوغ عصر السلفيين أو كما أسماهم هو بالتلفيين وهى تسمية منطقية أيضا. فقد أتلفوا الممتلكات والأخلاق والذمم, لا بارك الله لهم ما كسبت أيديهم ولا وفقهم لما هم يسعون لتحقيقه. وقى الله شر أولائك الشياطين المتنكرين فى زى الشيوخ والمستشيخين


2 - المتاجرون باسم الدين
ماجدة فهمى ( 2011 / 5 / 19 - 02:59 )
ليت المتاجرون باسم الدين أن يتقوا الله فى وطننا الذى كاد أن يصل للإفلاس والتجويع. ماذا يضير المسلم إذا تنصر شخص آمن بالمسيح وماذا يضير المسيحى لو شخص تأسلم وآمن بالإسلام.. يا أخوتى الدين لله والوطن للجميع. وسؤال ملح للتلفيين لماذا الجرى وراء أسلمة القبطيات بالذات وعدم التعرض لأسلمة الرجال؟؟


3 - الرد على تعليق السيدة/ ماجدة فهمى
فاروق عطية ( 2011 / 5 / 19 - 03:06 )
أشكرك سيدتى على اهتمامك بقراءة ما أكتب. ويمكننى أن أجيب على سؤالك الملح والموجه للتلفيين, ولكننى سأرد نيابة عنهم لأننى أعرف السبب. يا سيدتى يهتم التلفيون بأسلمة النساء دون الرجال حتى يحدثوا آثارا مدمرة لدى المسيحيين وأنت تعلمين عقدة الشرف لدى الشرقيين, هذه واحدة والسبب الآخر لأنهم يفضلون انتشار الإسلام وعزة المسلمين عن طريق فروج النساء, قبحهم الله دنيا وآخرة


4 - نتيجة افلاسهم
ناديه احمد ( 2011 / 5 / 19 - 12:42 )
ان كل ما يفعله هؤلاء هو نتيجه لافلاسهم الفكرى , وجريهم المحموم وراء اموال البترودولار. لا أظن ان هذا الذى تزوج عبير كانت ستفرق معه ان اسلمت ام لا . واذا بحثنا أكثر سنعرف كم قبض من التلفيين نظير هذه الورقه . لان هذه الورقه تعنى عندهم كام الف دولار ستدخل جيبهم لا أكثر ولا أقل . ولا تنسى خسارتهم فى كاميليا شحاته بعد ان ظنوا انهم قاب قوسين او ادنى من قبض ثمنها من اسيادهم , وليس ثمن كاميليا كثمن هذه العبير .


5 - موقف المجلس العسكرى
سيد مرسى ( 2011 / 5 / 19 - 16:02 )
مما يشجع التلفيين على التمادى والاستمرار فى كل المهازل الى أسموها غزوات, وهى ليست إلا إجرامات وسفالات ضد الدولة والدين أن المجلس العسكرى الحاكم وعلى رأسه المشير طنطاوى أحد رموز العصر البائد وربيب الأخوان المسلمين لا يحرك ساكنا لوقف هذا التمادى, ولكنى أزعم أنه يشجعه لغرض فى نفس يعقوب. وللتوضيح أقول أنه غازل الأمريكان كى يرحبوا به حاكما لمصر بدلا من اللا مبارك ولكن كان رد الأمريكان قاسيا بأنهم لا يرحبون بحاكم عجوز لمصر ويتطلعون لحاكم شاب. فلجأ للتلفيين مشجعا حتى تحدث الفوضى ويعم الخراب فيدعو العالم الحر وعلى رأسه امريكا إلى تدخل الجيش لقمع الفتن وتكون فرصته متاحة لاعتلاء العرش


6 - نساء فلسطين ينكل بهم فى سجون إسرائيل
ايفون حنين ( 2011 / 5 / 19 - 16:19 )
عجبت لأوئك السفهاء التلفيون خروجهم يقاتلون من أجل حفنة من النساء القبطيات بدعوى تأسلمهم وعودتهم للمسيحية, وتشبثهم وصراخهم لنجدة أخواتهم فى الدين, أليست الفلسطينيات المسلمات المحتجزات بالمئات فى السجون الإسرائيلية ويتعرضن لكل أنواع التعذيب والانتهاك الجسدى والجنسى أخوات لهم؟ لماذا لا يقاتلون غلى الجبهة الفلسطينية لتخليصهن؟ والله إن ما يفعلون لدليل على الخسة والجبن والنذالة


7 - الرد على تعليق نادية أحمد وإيفون حنين
فاروق عطية ( 2011 / 5 / 19 - 16:30 )
شكرا لكما سيداتى لمتابعتكم كتاباتى وتعليقاتكم المميزة. نعم إن ما يقوم به السلفيون يدل على إفلاس فكرى وعدم فهم حتى لصحيح دينهم الذى يعتنقون, ولكنهم كما قلت فى المقال هم يعبدون الدولار أكثر من عبادة رب الكون. أما إصرارهم على غزواتهم لتحرير أخواتهم القبطيات المحتجزات كما يزعمون فهى مجرد حجة إن لم يجدوها لاخترعوها كما حدث فى حكاية عبير لتنفيذ مخططات مرسومة لهم ومدفوعة الأجر, أما سجينات العرب فى إسرائيل فهم ليسو فى حسبانهم ولن ينالهم منها لا جنيهات ولا دولارات ولا تحقق لهم أى منفعة فلماذا يهتمون


8 - ماذا عن الطرف الآخؤ؟
محمود معروف ( 2011 / 5 / 19 - 22:11 )
ليه الكاتب دايما واخد جانب السلفيين ولم يحدثنا عن أخطاء الجانب الآخر من الأقباط؟ أليس هم من بدأوا إطلاق النار فى أحداث كنيسة مارمينا؟ أليس هم من يتجمعون فى مسبيرو لزيادة الاحتقان وتهييج المسلمين؟


9 - الرد على تعليق السيد/محمود معروف
فاروق عطية ( 2011 / 5 / 19 - 23:44 )
يا صديقى لا تخلط المواقف’ فالمسيحيون لا ولم يبدأوا بإطلاق النار فى واقعة أو غزوة كنيسة مارمينا كما تسمونها, لكن الذين أطلقوا النار هم بعض من رجالكم صعدوا إلى سطح البنايات وأطلقوا النار لزيادة الهياج والغليان. من ناحية أخرى حتى لو كان مسيحيا قد بدأ أليس من حقه الدفاع عن كنيسته ضد همج احتشدوا بالمئات مسلحين هادرين مهددين؟ وأدعوك لمشاهدة هذا السلفى القذر وهو يدعو الناس لإحراق الكنائس وقوله أن النصارى مسلحين ونحن المسلمين مغفلين ومنبقاش رجالة إذا ما حرقنا كل كنائس إمبابة


10 - كاتب أحول
بهجت أنور ( 2011 / 5 / 28 - 18:32 )
الكاتب دائما ما يتجنى على المسلمين عامةة والسلفيين خاصة ولم يتحلى بالحيادية ويذكر التطرف القبطى الذى هو أشرس من التطرف الإسلامى.. ولم نر أى من السلفيين يحرض على حرق الكنائس بل العكس هم يدافعون عنها


11 - الرد على تعليق السيد/ بهحت أنور
فاروق عطية ( 2011 / 5 / 28 - 18:44 )
عزيزى بهجت أنا لا أنكر أن هناك متعصبين دينيا فى كل دين ولكننا لم نشهد مظاهرات مسيحية حول المساجد والتهديد بحرقها إذا لم تترك المخطوفات من المسيحيات القصر وهم بالمئات. يا صديقى ليس كل المسلمون متطرفون ولكن التلفيون هم قمة التطرف الأهوج الذى يقود البلاد لحرب أهلية سوف تحرق الأخضر واليابس وقى الله شرها بحكمة أهلها العقلاء. أما كونك تقول أنك لم تشاهد سلفيا يحرض على حرق الكنائس فأنا أدعوك لمشهدة هذا الفيديو وشكرا لقرائتكمك ما أكتب
http://www.youtube.com/watch?v=CBRCgtz0Ofk&feature=related

اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446