الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناوشات في التراث - في صحبة الصحابة

إبراهيم رمزي

2011 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مناوشات في التراث - في صحبة الصحابة

زنا
نص من: تاريخ الخلفاء - السيوطي
أخرج اللالكائي في السنة عن ابن عمر قال جاء رجل إلى أبي بكر فقال: أرأيت الزنا بقدر؟ قال: نعم. قال: فإن الله قدره علي، ثم يعذبني؟ قال: نعم، يا ابن اللخناء، أما والله لو كان عندي إنسان، أمرت أن يجأ أنفك.
التعليق:
هل يعطل أبو بكر الحد لعدم وجود من يستعين به على تنفيذه؟ واكتفى بتهديد هذا الشخص - فيما بينه وبينه - حتى لا يعود، وبالتالي سيبقى الأمر طي الكتمان وسرا بينهما؟ أم إن في الأمر اجتهادا لأبي بكر وتقرير حد آخر "الوجء" بدل الرجم؟ كلمة "رجل" تشعر بالرغبة في التستر على "الفاعل"، وفي ذلك تستر محاباة، نظرا لما يفترض له من منزلة ومكانة يحظى بها هذا "الرجل" في مجتمع لم يقر له قرار بشأن عدد من القضايا.

ثروة
نص من : حياة الحيوان الكبرى - الدميري
وكان ابن عمر "ض" لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج عنه لله تعالى، وكان رقيقه يعرفون منه ذلك، فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابن عمر "ض"، على تلك الحالة الحسنة عتقه، فيقول له أصحابه: إنهم يخدعونك. فيقول: من خدعنا بالله تعالى، انخدعنا له. وطلب منه خادم بثلاثين ألفاً، فقال: أخاف أن تفتنني دراهم ابن عامر، وكان هو الطالب له، فقال للخادم: اذهب فأنت حر لله تعالى.
ولذلك قال أبو سعيد الخدري "ض": ما منا أحد إلا وقد مالت به الدنيا، الا ابن عمر "ض"، ولم يمت إلى أن أعتق ألف نسمة أو أكثر من ذلك.
التعليق:
درسونا أخبارا عن تقشف عمر، ورده لبيت المال مقدار ما كانت توفر زوجته من طحين، وما أصاب جسمه في عام الرمادة تبعا لنوع تغذيته ... فهل كان كسب ابنه لثروته خلال هذه الفترة، أم بعدها؟
فإذا كان خلال فترة حكم عمر، فلماذا لم يبادر للتخفيف عن أبيه وأمه؟ هل حاول ذلك ولقي رفضا من عمر؟ وهذا التساؤل محاولة لدفع العقوق عن الابن.
وإذا كانت الثروة تجمعت لابن عمر بعد موت أبيه، فما مصدرها؟ ميراث من أبيه المتقشف؟ تجارة رابحة أينعت بعد موت عمر؟ وكيف تأتى للخدري استثناء ابن عمر من طائفة "الذين ذهبت بهم الدنيا" وإلا فما معنى كل هذه الثروة التي تزهد في "الثلاثين ألف" وتسمح بعتق "ألف نسمة أو أكثر"؟
أين ضاعت الحقيقة؟ أهي عند الأب أم عند الابن؟ أم إن الرغبة في تمجيد "كرم" ابن عمر سمحت للخيال بنسج هذه "التحفة"؟

تناقض في إقرار الطلاق
نص من: محاضرات الأدباء - للراغب الأصفهاني
وقال عمر بن الخطاب "ض" لرجل هم بطلاق امرأته: لم تطلقها؟ قال: لا أحبها. قال: أوكُلّ بيت يبنى على المحبة، أين الرعاية والذمم؟.
ومن نفس المرجع - أيضا -:
وتزوج عبد الله بن أبي بكر عاتكة بنت زيد بنت عمرو، وقد ألفها حتى اشتغل بها عن كل شيء. فقال له أبوه: طلقها. فطلقها، وقال:
فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها في غير شيء يطلق
فقال أبوه: راجعها يا بني، فإني أراك محباً لها.
التعليق:
نلاحظ التناقض في مواقف "الصحابة"، أبو بكر يدفع بابنه إلى طلاق زوجته رغم حبه لها. وعمر لا يمضي طلاق رجل لا يحب.؟ فهل موقف كل واحد منهما يعتبر اجتهادا؟ أم إن المرجعيات التشريعية متباينة؟ والأهواء متضاربة؟ والفهوم والاستنباطات مختلفة؟

نموذج للمساواة
نص من: نثر الدر - الآبي
خطب سلمان إلى عمر بن الخطاب ابنته، فلم يستجز رده، فأنعم له. وشق ذلك عليه وعلى ابنه عبد الله بن عمر. فشكا عبد الله ذلك إلى عمرو بن العاص، فقال له: أفتحب أن أصرف سلمان عنكم؟ فقال له: هو سلمان، وحاله في المسلمين حاله. قال: أحتال له حتى يكون هو التارك لهذا الأمر، والكاره له. قال: وددنا ذلك.
فمر عمرو بسلمان في طريق، فضرب بيده على منكبه وقال له: هنيئاً لك أبا عبد الله. قال: وما ذاك؟ قال: هذا عمر يريد أن يتواضع بك فيزوجك. قال: وإنما يزوجني ليتواضع بي؟ قال: نعم. قال: لا جرم والله لا خطبت إليه أبداً.
التعليق:
كم مرة تزوج عمر؟ وكم مرة تزوج ابنه؟ هل لاقيا انتقاصا من أصهارهما؟ هل يؤمنان بالمساواة بين المسلمين: " وشق ذلك عليه وعلى ابنه عبد الله بن عمر"؟ هل يؤمنان بما أسبله النبي على سلمان من تمييز بإنزاله منزلة أهل البيت؟ ولماذا الاستعانة بمكر ابن العاص للتخلص من سلمان؟ أم إن "المباديء" في وادٍ (يُلزَم بها الآخرون) والممارسة في واد (لا تلزم آخرين).

الصراع السياسي ينتقل إلى الآخرة
نص من: نثر الدر - الآبي
قيل لمديني: إن عثمان بن عفان إذا كان يوم القيامة يحكم بين القاتل والخاذل. قال: فبكى المديني، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف والله أن يعفو.
التعليق:
يمكننا أن نقرأ "يَحْكُم" و"يُحَكَّم" وكلاهما يتعارض مع الآية " إن الحكم يومئذ لله". ونفس الشيء يمكن أن يقال عن العفو.
بعد هذا لا يبقى من فائدة للخبر/ النكتة سوى مظهر التلفيق والعسف، وخدمة أغراض سياسية لفئة حاكمة تسعى لضمان الولاء لها في مجتمع غارق في نزاعاته الطائفية، ونوازعه المذهبية. فالأمويون من صالحهم تصوير عثمان بصاحب القدرة في الحياة والممات، وكل "عفو" منه قد ينسف مبررا من أسباب وصولهم للحكم، وبالتالي يستدعي البكاء مخافة أن يتحقق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 110-Al-Baqarah


.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل




.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر