الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا سنفعل بعد الثورة؟؟

إيمان البغدادي

2011 / 5 / 20
المجتمع المدني


في ظلّ الأنظمة الدكتاتورية
نصبح باهتين..لا لون يميزنا ..
و لا اتجاهات واضحة نختار من بينها ..طريق

يوماً بعد يوم نصير مشوّهين ..متعبين..
نعرج في المسير.. و دائماً للموعد نصل متأخرين.

في أحضان القمع و الرماد..
نكبر بالسن ..و نصغر بالإنجاز والسعادة
تمضي الأيام لنصبح مُتخمين بالمصائب والعُقَد ..


نلعن زنزانتنا... و نتمسك بها بأظافر أيدينا و أرجلنا
نحلم بالحرية في ليالينا ..
وحين نصحو
نقتل الحلم و نقول:
" أطغاث أحلام" " أطغاث أحلام" "أطغاث أحلام"



في ظلّ الأنظمة الديكتاتورية
نفقد الطفولة و لا نعرف ماذا تعني المراهقة
و نهرم و نحن في عمر الشباب
لا نلعب ولا نضحك
ولا نعيش كما كان يجب أن نعيش

نرتدي الكآبة و التناقضات
و نحقد على الفن و الجمال و النجاح..
نتمنى أن نكون سعداء... و نكره السعداء
نتمنى أن نصبح ناجحين..و نحقد على الناجحين

في حظيرة الأنظمة الديكتاتورية
نسمع ملايين الكلمات التي تُقيّدنا و تجلدنا
و تُشعرنا بالنقص و الخيبة
فيموت الإبداع و الأمل و الطموح
و نصبح كالسكارى ندور و ندور.. في مكاننا ثابتين



في شريعة الأنظمة الديكتاتورية
يحقّ للكلّ سحقنا و إذلالنا..

فيرفعنا المعلم من آذاننا
ويصفعنا على الوجه و يضربنا على الرأس
و يهشم عظامنا و يبصق علينا..
فنذهب للبيت و دماؤنا تغلي و دموعنا تسيل
فيقول لنا الأهل:
"قم للمعلم وفّيه التبجيلا..كاد المعلم أن يكون رسولا"
فنكره المعلم و العلم والأهل والرسول والمدرسة
و نكره أنفسنا
و نتعلّم العنف والإقصاء والتهميش و أحياناً التهشيم


في ظل هذه الأنظمة لا قانون و لا عدالة
فيتورّم الحزن و الألم والخوف و الشكّ فينا


بين أحضان الديكتاتورية
تهزّنا نسمة ريح عابرة و نظنّها العاصفة..
فنغلق الأبواب والنوافذ
وحتى ثقوب الأبر النائمة في الدروج..

نشعر بعجزنا فنلعن من نراهم أفضل منّا
و نقول للآخرين: " من أنتم".. " من تكونون" ..
"و من تظنون أنفسكم لتقولوا كذا..أو تفعلوا هذا"؟؟

نكره أن يسفّهنا أحد ..لكننا نسفّه غيرنا قدر ما نستطيع...
نحبّ بعض و نخاف من بعضنا البعض..

نمشي خطوة للأمام ثم نعود مئة خطوة للخلف...
نفكّر بالغد لكننا لا نعرف حتى كيف نعيش اليوم..


في ظلّ الأنظمة الديكتاتورية
نفقد الثقة بأنفسنا و بالآخرين
و في كثيرٍ من الأحيان لا نعرف من نكون


و في ظلّ الصحوة الشعبية
تحطّمت القدسيّة الديكتاتورية
خرجنا من قوقعتنا و من قوقعتهم...
و بأعلى الصوت
قلنا وللمرة الأولى ماذا نريد
فهززنا عرشهم و زعزعنا أركانهم
و اعتزلنا قراءة التاريخ
و بدأنا بصناعة التاريخ


في خضم الثورة الشعبية
خطواتٌ أخرى قليلة..و نستعيد حريّتنا و كرامتنا
و يبقى علينا ما بعد الثورة ...
يبقى علينا الكثير الكثير
يبقى علينا
أن نستعيد ذواتنا التائهة
و نثور على عُقَدِنَا
و نوقظ الإنسان الرائع و الكامن في نفس كلّ واحدٍ فينا


إيمان البغدادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه