الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحتكرون

واثق غازي عبدالنبي

2011 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في العالم اليوم أحد عشر ديناً هي: (الزرادشتية، والجينية، والشنتوية، والبوذية، والكونفشيوسية، والهندوكية، والسيخية، واليهودية، والمسيحية، والإسلام، والبهائية). ويعاني أتباع هذه الديانات جميعهم من مرضٍ خطير هو مرض احتكار الحقيقة. وخطورة هذا المرض تكمن في أن صاحبه يعتقد أنه الوحيد على هذه الأرض ذو علاقة طيبة وحميمة مع الله، وأن الآخرين جميعهم ملعونون محتقرون من قبله سبحانه، لذلك فهو أيضاً يلعنهم ويحتقرهم.

والمحتكر على يقين أنه من أهل الجنة ونعيمها، وأن الآخرين هم من أهل الجحيم وعذابها. وعلامات هذا المرض عديدة أبرزها وأكثرها وضوحاً للعيان هي التعصب والتطرف والعنف. وهي علامات مبكرة لهذا المرض الذي إذا اشتد على صاحبه جعل منه مجرماً عقائدياً يستبيح دماء أبناء الديانات الأخرى وهو مرتاح الضمير ضاناً أنه يتقرب إلى الله بفعلته تلك.

وقد شهد التاريخ حوادث عديدة تكشف جرائم أولئك المحتكرين أبرزها الصراعات أو الحروب الدينية التي لا يخلو منها زمان أو مكان إلا فيما ندر. وهي حروب يخوضها أناس يؤمنون بأنهم على حق وأن أعدائهم على باطل، وأنهم من أتباع الله وأعدائهم من أتباع الشيطان، وأنهم سوف يدخلون الجنة وأعداهم سوف يدخلون النار.

يرى اليهودي أن كل من لم يختاره الله لا يمكن له النجاة، فهو يعتقد بأن اليهود هم شعب يهوه المختار ودليله على ذلك، حسب أقوال الكهنة، أن يهوه أقام لعدة مرات ميثاقاً مع هذا الشعب فقط دون غيره. والمسيحي يرى أن الخلاص لا يتحقق إلا بالإيمان بالمسيح لأنه الطريق الوحيد إلى نعيم الآخرة. أما المسلم فيرى أن الدين عند الله الإسلام، وهو يفهم أن الإسلام هو القرآن والسنة، ومن لم يؤمن بهما فليتبوأ مقعده من النار. وهذا ما جعل أبناء هذه الديانات يتصارعون فيما بينهم إلى خوض الحروب واستباحة الدماء واحتلال البلدان وتشريد الأطفال إلى غير ذلك الكثير.

ولعلي لا أغالي إذا قلت أن أشد الناس تعرضاً للإصابة بمرض احتكار الحقيقة هم رجال الدين أو من يظهرون بمظهرهم. فنحن نجد علامات هذا المرض واضحة في كتاباتهم، فقد كتب احد رجال الدين اليهود قائلاً: (كل شيء في هذا الكون مخلوق من اجل اليهودي, وغير اليهود مخلوقات شيطانية). وكتب رجل دين مسيحي: (الجميع خطاة مرضى بداء الخطية، والعلاج الوحيد للخطية هو الإيمان بالمسيح وقبوله فادياً ومخلصاً. وليس بأحد غيره الخلاص من الخطية، لا في مصر ولا في أمريكا ولا في أي بلاد العالم. ولم يكن غيره في أي عصر ولن يكون إلى يوم القيامة). وكتب رجل دين مسلم قائلاً: (إن العالم يعيش اليوم كله في جاهلية. والمجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم. وتدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض. مثل المجتمعات الشيوعية، والوثنية، واليهودية، والنصرانية، وحتى بعض تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة).

ومن الجدير بالذكر أن الاحتكار لا يقف عند مستوى الأديان بل يتعداه إلى المذاهب، فلم يعد الاحتكار دينياً بل أصبح مذهبياً، بمعنى أن المذاهب المتعددة ضمن الدين الواحد تتصارع فيما بينها حول أيها يحتكر الجنة، فالمسيحي البروتستانتي يتصارع مع المسيحي الكاثوليكي، وكذلك يفعل المسلم الشيعي مع المسلم السني، وضني أن جنة الله تسع الجميع إذا اتسعت قلوبنا لمحبة الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهو الحل
عمر عبدالستار ( 2011 / 5 / 22 - 03:38 )
نعم عزيزي استاذ واثق ان كل الاديان محتكرة للحقيقة او دعنا نقول مدعية للحقيقة المطلقة ولكن على الارجح فإن الحقيقة نسبية....
نحن نرى حقيقة العلاقة مع الخالق بالطريقة التي تمليها علينا مبادئ ديننا التي فرضت علينا منذ لحظة ولادتنا وهي من ضمن القيود التي تكبلنا بها قبل وبعد ولادتنا وكما اسلفت حضرتك في احدى مقالاتك السابقة
السؤال هو كيف يمكننا ان نصل الى الحقيقة ونحن اصلا مكبلين ولا نملك حرية التفكير والتأمل خارج الحدود التي يحددها ديننا
نحن نحصل على ديننا بنفس الطريقة التي نحصل بها على اسمنا مع فارق ان الاسم ليس مقدس وممكن تغييره لكن الدين لا والف لا
اعتقد ان محتكروا الحقيقة وما يترتب عليه من جرائم دينية وعقائدية هم ابرياء لأنهم مرضى ولا على المريض حرج
ماهو الحل؟؟؟؟
الحل بيد الدولة صاحبة السلطة فهي الوحيدة القادرة على سن القوانين وفصل الدين عن الحياة المدنية
الدول المتقدمة استطاعت ان تبعد سلطة الكنيسة من الدولة وبذلك نرى الناس في تلك الدول وهم يتمتعون بحرية الاختيار والتفكير وقد ترتب على ذلك المزيد من التقدم والازدهار في تلك الدول
بالنسبة لنا فنحن مانزال اسرى رجال الدين والتخلف


2 - الاحتكار هو محاربة الاخر من الظهور والمنافسه
حكيم العارف ( 2011 / 5 / 23 - 03:01 )
من قال ان المسيحيه تحتكر فهو خاطئ ...
لان المسيحيه هى الحياة المتكامله ... لمن يقراء ويعمل

ولان فى تعريف الاحتكار هو محاربة الاخر من الظهور والمنافسه
فليس هناك حد رده فى المسيحيه ...

مثلا فمن اراد ان يكون افضل الجميع فليخدم الجميع ... اذا الاحتكار غير موجود وبدلا من الاحتكار نجد الاختيار الذى يقع عليك ..

ثانيا : عرض الطريق لك للاختيار لابد وان يكون مصحوبا بالثقه الكامله ان هذا الطريق يؤدى الى حياه افضل والا فالشكوك حول العقيده نفسها تكون نهايتها عدم القدره على معرفة الحقيقه..
اذا كانت الثقه هى ماتشير اليه بعبارة الاحتكار... فبدونها لايصبح الايمان ذواهميه..

الايمان المسيحى موجود فى معظم بلاد العالم ولم يحاولوا فرض انفسهم بالقوه ومنع الاخرين من ممارسة شعائرهم حتى وان كانوا يعبدون الحجر الاسود

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه