الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحدود في الشريعة الاسلامية

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بالنسبة لحد السرقة وهو قطع اليد فهو أولآ يتطلب شروطآ محدده كعدم وجود حاجة ماسة للسارق ، أو أن المسروق ليس بذا قيمة كبيرة ومؤثرة في حياة المسروق منه ، وكذلك ألا يكون المسروق منه قد ساهم بتقاعسه وعدم انتباهه بالحرص اللازم على ماله وممتلكاته في اتاحة الفرصة للسارق لكي يسرق كأن يسرق سارق المال من خزنة تركها صاحبها مفتوحة أو يسرق ممتلكات من منزل ترك صاحبه بابه أو شباكه مفتوحآ ، ناهينا بعد كل ذلك عن ضرورة القبض على اللص متلبس وبشهادة عدة شهود عدول .

أن في زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، لم تكن هناك سجون ولم تكن هناك قوات بوليس وحراسات خاصة ، مع ازدياد هجمات الأعراب وقطاع الطرق على البلدات الصغيرة الصحراوية التي تضم خيامآ ومنازل من طين يسهل سرقتها والاستيلاء على ما فيها ناهينا على تشجيع المشركين والكفار وأعداء الدين للصوص وقطاعي الطرق بالتعرض للمسلمين ونساؤهم وممتلكاتهم فكان لابد في ظل كل هذه الظروف ومع غياب قوات متخصصة في الأمن والحراسة كالشرطة الآن ، أن يكون هناك تشريع باتر ومخيف لردع اللصوص والمجرمين .

كما أنه في حالة تطبيق الحد وهو قطع اليد ففي مجتمع صغير الكل يعرف بعضه بعضآ فان مقطوع اليد سيكون معروفآ ما اذا كانت يده مقطوعة بسبب مشاركته في الحرب أم بسبب سرقته لمال غيره ، وهو بالطبع الأمر الغير وارد الآن بعد التطور والتضخم المهول والخيالي في حجم المجتمعات البشرية للدرجة التي لا يعرف الناس فيها بعضهم بعضآ ناهينا على ظهور وانتشار أسباب جديد لم تكن موجودة على عهد المسلمون الأولون كحوادث السيارات والمصانع وأمراض السكر والسرطان وغيرهما من الأمراض والحوادث التي قد تسبب لمصابيها البتر لأحد أعضائهم فساعتها هل سيستطيع هؤلاء المصابين التعامل والتعايش مع مجتمع قد ينظر اليهم فتثور تساؤلاته عن طبيعة هذه الاصابات هل كانت بسبب السرقة أم بسبب مرض أم حادث ، وهو بالطبع ما سيدفع هؤلاء الأشخاص المصابون الى الشعور بالخجل الى حد الشعور بالعار.

كما أن اللصوص الحقيقيون ساعتها سيتحججون أن سبب اصابتهم كان مرضآ أو حادثآ فلا أحد يعلم عن أحد شئ ، أورد تلك الأمثلة كعارض جانبي لقضية الحدود التي جعلها كثير من الفقهاء محور الدين بل كل الدين رافضين الاقتناع بأنها كانت علاجات مرحلية باترة تتناسب مع ظروف الزمان والمكان وطبيعة البشر والمجتمع الذي نزلت فيه ، فما أن استطاع العقل البشري وتطور الطبيعة الحياتية من ايجاد الوسائل والسبل لتحقيق العدل وهو المراد النهائي للعباد من رب العباد ، فان في ذلك طريق الى الله أيآ كانت الوسيلة طالما تحقق العدل ولا تكافئ المجرم ولا القاتل ، وبالطبع فان القوانين المدنية التي أنتجها العقل البشري طوال مئات السنين منذ نزول آخر الرسالات السماوية كفيلة بتحقيق ذلك بعون من اللع سبحانه وتعالى .

أما القتل فيوجب الاعدام لبشاعة هذه الجريمة التي لا يمكن التعويض فيها فحتى الدية وهو ترخيص الهي للعفو عن القاتل لم تعد تجدي ولا يمكن القبول بها في عصرنا بعد أن ازداد الفقراء بشكل كبير فلا يمكن اخضاعهم لسيطرة وتكبر فريق من الأغنياء في ظل مجتمع تغيب فيه وفقآ لمفاهيم الحداثة والتطور تغيب فيه الطبائع والعادات القبلية التي كانت موجودة في كل المجتمعات البشرية قبل نزول الرسالات السماوية فيما يتعلق بالقصاص من القاتل من قبل أهل القتيل وعشيرته وقبيلته وهو في حد ذاته الأمر الذي كان فيه درجة عالية من الردع لم تعد منتوافرة في وماننا لغياب الانتماءات القبلية وحلول العقد الاجتماعي المدني محلها بقياد الدولة ممثلة في جهاز الشرطة والقضاء بالقصاص من القاتل .

وفي هذا اثبات أننا كمناصرين لمدنية الدولة لا نبحث عن التساهل وانما نبحث عن العدالة الحقيقية في اطار قراءة النصوص لا ملتزمين بحرفية النص قدر التزامنا بزمنية العصر ، وساعين الى تحقيق العدالة في اطار سعينا للوصول الى الحقيقة الالهية .

أما بالنسبة لحد الرجم في الاسلام فانه لايوجد رجم في الاسلام وهو لطول الموضوع قليلآ سنقوم بتبيانه في مقالات لاحقة باذن الله تعالى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظات حول الحدود
محمد عيسى الموسوي ( 2011 / 9 / 17 - 17:23 )
في الدولة العلمانية التي احلم بها لن تكون هناك ‘عقوبة اعدام- وحتى اذا اسلمنا جدلا بوجود الرب فمن المنطق ان نقول ان الذي منح الحياة هو الوحيد المخول بسحبها.وهول الاعدام بالنسبة للقاتل ينحصر في الساعة او نصف الساعة التي تسبق التنفيذ ولعل حجز الحرية المديد أي السجن المؤبد اكثر مضاء ولو انه لن يمنح اسرة الضحية ذلك الشعور بالتشفي الذي يقدمه الاعدام
في الجاهلية و صدر الاسلام من الواضح ان البنية النفسية للناس كانت قاسية كقساوة البيئة التي عاشوا فيها فببساطة كان يتخذ قرار بدق عنق زيد من الناس لانه لم يعتنق الاسلام وهكذا فان اجراءات كقطع اليد او الرجم او غيرها لعلها كانت تبدو مقبولة والمقفع (والد ابن المقفع) علق بدعابة بعد ان قفـّعوه
اما بالنسبة للسيد ابو العباس فيؤسفني ان اقول له نعم ان الدين قد مات ولكن اي دين؟ الدين الذي مات هو دين وبالوالدين احساناً ولا تقل لهما أف... الخ الدين الذي مات هو دين وما اليتيم فلا تقهر وام السائل فلا تنهر والدين الحي في ايامنا هو دين الحجاب وحف الشارب واطلاق اللحى وختان البنات وغيرها

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا