الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج3

دانا جلال

2011 / 5 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد تعزيز خِطاب "حروب الجزيةِ " بفكر شوفيني اقتبسَ قوَّتِه من نصٌ ديني شرَّع السيف وشرعَّنه ، مُتَّرجِماً و راوياً ، بل و مؤرخاً ، أقبحُ أنباءه ، في" كُتبٍ " وصلتنا مُشَّوَهةً ومُشَّوِهَةٍ لمقاومين وصِفوا بالكفرة. المقاوم والمتمرد على دين أو فكرة يتم إشاعته بحد السيف وبغض النظر عن جوهره هو شهيد وقاتله مُرتَّزق ومُنَّظِرهُ مُختَّلْ . خلل واختلال " الجزية " إنها عمليات نهب منظمة ومسلحة وموجهة للخارج ، انها " تراكم بدائي لراس المال " ومساهم رئيسي في نشأة الإمبراطورية الإسلامية التي دخلت وبقوة في صراع الإمبراطوريات وكانت كوردستان إحدى أهم ساحاتها . المتغير الجديد للمشهد الكوردستاني هو إضافة صورة جديدة لــ " تراجيديا التغريب" الناتجة عن مصادرةً الهوية وحروب الإبادة الثقافية التي جعلت من رحلة "تحقيق الذات " بحثا عن شظايا التاريخ الذي رُحِلّ وبجرة قلم مؤرخي المنتصرين إلى فصل من فصول التاريخ " العربي" و "التركي "، أو "الفارسي" حيثُ حصة الأسد. مصادرة الهوية و فسيفساء تجاور وتداخل شعوب كوردستان يجعل من إضفاء ( الهوية الكوردية ) على الحدث من خلال ديموغرافية المدن اسقاطة شوفينية باتجاه الماضي ومنهج يتعارض مع التاريخ ، لان التعامل الشوفيني واللا ديمقراطي مع التاريخ هو نقيضه ومحاولة لعرقلة صيرورته.
البعض من الإسلاميين الكورد استعاروا صوت المٌكَّبِر بحروب الجزية ، أعلنوا إن أجدادهم استحقوا القتل ، قبَّلوا يد القتلة وصوَّروهم قديسين بعد تبرئتهم من جرائم مطالبون بالاعتذار منها. دخول أي دين ليست بجريمة ، الجريمة تتمثل بالعنف الذي رافق دخول الأفواج والأمم المقهورة. باستثناء" يثرب"و"اليمن " فان الحديث عن "الطريق السلمي " أكذوبة .
لم يدخل الكورد الدين الإسلامي سلماً لان الإسلام الذي خاطب أهل المدينة واليمن ذاته قد تَغَّيرْ. صور عديدة تتشوه بعد تحول( الإيديولوجية أو الدين) إلى" دولة " إن كانت (دينية أو قومية أو اشتراكية) . في الدولة الدينية ، أول المُتَّغيرين هو "صوت الرب" وهذا يفسر اختلاف السور المكية عن المدنية، تتغير صورة الأنبياء وهذا يفسر َتغَّيرْ صورة "محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب"من "الصادق " "الأمين" بل والحالم بغد أكثر إنسانية إلى صورة ترسخت عند المسلمين الأوائل قبل غيرهم وهي صورة قاطع طريق يبحث عن البعير رغم فشله في ثلاثة غزوات سبقت بدر وهي ( الابواء و بواط والعشيرة).
لقد ترسخت صورة ألعنف والغنيمة في مخيلة جند جيوش الجزية، فعدا نص الكتاب ، هناك سيرة نبوية ، يفتخر الخلف الصالح بالاقتداء بها ، فها هي توجيهات عمر بن خطاب إلى سلمة بن قيس الأشجعي (( سر باسم الله، قاتل في سبيل الله من كفر بالله، فإذا لقيتم عدوكم فادعوهم إلى الإسلام، فإن أجابوا وأقاموا بدارهم فعليهم الزكاة وليس لهم من الفيء نصيب، وإن ساروا معكم فلهم مثل الذي لكم وعليهم مثل الذي عليكم، وإن أبوا فادعوهم إلى الجزية، فإن أجابوا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم، وإن تحصنوا منكم وسألوكم أن ينزلوا على حكم الله ورسوله أو ذمة الله ورسوله فلا تجيبوهم، فإنكم لا تدرون أتصيبون حكم الله ورسوله وذمتهما أم لا؛ ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليداً، ولا تمثلوا.قال: فساروا حتى لقوا عدواً من الأكراد المشركين فدعوهم إلى الإسلام أو الجزية، فلم يجيبوا، فقاتلوهم فهزموهم وقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية فقسمه بينهم، ورأى سلمة جوهراً في سفط فاسترضى عنه المسلمين وبعث به إلى عمر. فقدم الرسول بالبشارة وبالسقط على عمر، فسأله عن أمور الناس وهو يخبره، حتى أخبره بالسفط، فغضب غضباً شديداً وأمر به فوجىء به في عنقه، ثم إنه قال: إن تفرق الناس قبل أن تقدم عليهم ويقسمه سلمة فيهم لأسوءنك. فسار حتى قدم على سلمة فباعه وقسمه في الناس. وكان الفص يباع بخمسة دراهم وقيمته عشرون ألفاً. (الكامل في التاريخ - ابن الأثير- الصفحة 1206)
إن الحديث عن اعتبار الآخر عدوا (فإذا لقيتم عدوكم فادعوهم إلى الإسلام) وعمليات القتل ( وأتى جرير بن عبد الله خانقين، وبها بقيةٌ من الأعاجم، فقتلهم. ولم يبق من سواد دجلة ناحية، إلا غلب عليها المسلمون وصارت في أيديهم (- فتوح البلدان – البلاذري - الصفحة : 107) والسادية ( حدثني إسحاق بن سليمان الشهرزورى قال: ثنا أبي، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن بعض آل عزرة البجلى أن عزرة بن قيس حاول فتح شهرزور وهو والٍ على حلوان في خلافة عمر فلم يقدر عليها. فغزاها عتبة بن فرقد ففتحها بعد قتال على مثل صلح حلوان. وكانت العقارب تصيب الرجل من المسلمين فيموت.وحدثني إسحاق، عن أبيه، عن مشايخهم قال: صالح أهل الصامغان ودراباذ عتبة على الجزية والخراج، على أن لا يقتلوا ولا سبوا ولا يمنعوا طريقاً يسلكونه.وحدثني أبو رجاء الحلواني، عن أبيه، عن مشايخ شهرزور قالوا: شهرزور والصامغان ودراباذ من فتوح عتبة ابن فرقد السلمي. فتحها وقاتل الأكراد فقتل منهم خلقاً،( فتوح البلدان – البلاذري -133)
عمليات القتل والنهب والسبي جزء من لوحة حروب الجزية ويبقى الجزء الأهم الذي لم يسلط الضوء عليه بشكل معمق، هو تحويل الأعداء من كفرة الأمس إلى جامعي الجزية ضمن جيشه بعد الشهادتين (اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله) أي راية تقتل الإرادة في الإنسان ويحوله إلى قاتل و مرتزق ؟
ثقافة الارتزاق ( الجحوش) في كوردستان احد قراءاتها نجدها في النص التوجيهي للخليفة الثاني لجيش الجزية وهو ينطلق صوت مدن وقرى الأكراد ( فإن أجابوا وأقاموا بدارهم فعليهم الزكاة وليس لهم من الفيء نصيب، وإن ساروا معكم فلهم مثل الذي لكم وعليهم مثل الذي عليكم) (الكامل في التاريخ - ابن الأثير- الصفحة 1206)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في القرن السابع لم يكن بعد اسلام
al telal t samad ( 2011 / 5 / 24 - 23:03 )
الاخ الفاضل
لقد ظهرت الحقيقه مؤخرا حيث لا توجد جريمه كامله للمزيد ارجوك ان تقرا بحثي المنشور في الحوار رقم 3228 في 27-12-2010
اتمنى ان تعلق وترد على بحثي وشكرا
صمد


2 - منهجية
السموأل ( 2011 / 5 / 25 - 03:07 )
في الحوار المتمدن تمنع الإهانات و العنصرية و كل ما يمس الأصل العرقي أو الديني! و لكن هناك دائما استثناءات، أولا إن كنت تشتم العرب فلا بأس بذلك فالكل يفعل ذلك على كل حال فلا ضير بمسبة أو اثنتين، و إن كنت تسيء للإسلام فحبذا لأن الموضوع أصبح من صرعات العصر الحديث، إذا ماذا نسمي -الجحوش-؟ لا هذه عديها، و ماذا نسمي -العربان-؟ لا هذه خليها، هذه مقالة علمية متجردة يجوز فيها ما لا يجوز لغيرها خاصة إن تعلق الأمر بهؤلاء القوم، المهم أن تقدح و تسب و تكيل الاتهامات عن جهل أو عن علم لا يهم، إن لم يصدق ألف اتهام، فلربما يصدق الواحد بعد الألف، فإن لم يصدق بعد المائة ألف زيناها بأبيات شعر تستحي العربية من أن تنسب إليها و قليل من عبارات اليهود لاستجداء الشفقة على المحرقة و لا بأس إن طعمنا هذا ببعض مفردات ما بعد الحداثة لكي نعطي للمقالة شكلا علميا و إن أمكن أن نزيد عليها رواية أو روايتين عربيتين نقرؤهما من اليسار إلى اليمين، ألم نقل لكم أنها علمية أو علمانية، لا فرق، المهم أن تكتب في الموضوع ملتزما الحياد، في أقصى اليمين أو الشمال، لا فرق ما دمت ملتزما بالمنهج، صحيح صدق القائل
Beati pauperes spiritu


3 - الاسلام ..دين القتل والنهب
الحقيقه ( 2011 / 8 / 8 - 10:26 )
الى الاستاذ دانا المحترم...
وهكذا الحقيقه التي يحاول الاسلام طمسها تحت شعار انه دين المحبه والسلام والتقوى
تظهر.انه دين القتل والسرقه...دين النهب والسلب.
شكرا لك ولقلمك المبدع.

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah