الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقيدة الضعفاء

اسراء الجزائري

2011 / 5 / 27
المجتمع المدني



العقيدة او المعتقد هي كل فكرة يعتنقها الانسان ويؤمن بها ايمانآ يقيني, جازم بحيث لاتقبل الشك لديه او النقاش بغض النظر عن مدى صحتها او بطلانها وهي عبارة عن مجموعة مفاهيم يكتسبها من بيئتة ومحيطة وبفعل التاثيرات الخارجية المسلطة عليه,,فهي اشبه بخط عام من المفاهيم متفق على صحتها واهميتها وعلو شانها فترة من الزمن بحيث تكتسب قطعية التطبيق ووجوبية التنفيذ,رغم كونها قد تتتاثر سلبآ وايجابآ بخضوعها لمجموع عادات ومبادئ قد تكون سائدة في محل انبثاقها مما يفرض لها دور في تغيرها تدريجيآ حتى تحرفها عن مسارها او تنتزعها كليا عن بذرة الاولى لقيامها,,,وهذا الشكل العام ومختصر للفلسفة المعتقد!!!!
وهذا طبعآ محصور بفكرة المبدأ والمعتقد التي يتبناها الانسان في حياته ومن محيطه الاول وفق اساسيات المرجع والانتماء وهي التي تحدد بتالي مساره ومواقفه,واراءه وهذا منهج طبيعي لكل انسان يعيش في وسط مادي مشترك متفاعلآ مع كل ماحوله من افكار قد تتصادم او تشترك بأطار وحيثيات معينة,وهذا كله ضمن المرجعيات الفكر الانساني,التي تكون بمنأى عن المبادئ والمعتقدات الدينية التي من المفترض ان تكون الاطار التنظيمي والحجر الاساس لمبادئ الاولية للمنظومة البشرية,من خلال تعاليم واضحة بنصوص مقننة وثابتة وعامة غير محصور بزمان او مكان وغير خاضعة لاهواء ومزاجيات وهذا نقيض تام لما نجده ونلمسه على ارض الواقع,فنصوص الدين وتعاليمه هي اكثر شيء معرض في هذا الزمان لتغيير اوالتنقيح بصورة تتناسب مع اهواء واضعيها وتجاري ظروفهم وافكارهم ,وكأن الدين بدعائم ومرتكزات اسفنجية قابلة لضغط او تقليص حسب الرغبة او الطلب وكأن مبادئه نسيجة سهلة الحياكة وفق ما يرتئيه ممثلوا الدين او بلاصح المدعين بتمثيله وتطبيق مبادئه,,حتى بات لدين بنظر الاغلبية وخصوصا الناشئة صورة ممقوتة,ونظرة مخيفة,ينفر منه الجميع,ويتبرمون من وصاياه,ويصمون اذانهم عن الاصغاء لتعاليمه التي باتت حتى الان اشبه بتعجيزية,لان لايمكن لبشر العادي القيام بها الا اذا كان يحمل شئ من جنيات جنس الملائكة,حتى تُكون نتيجة لذلك فكرة ان الاديان السماوية لاتتلائم مع تتطورات الحياة ومفاهيم الحداثة,فطفت على سطح الواقع فكرة ان الحياة والدين على نقيض لان كل منهما يسير بتجاه معاكس ومتوازي كضفتي النهر لايلتقيان ابدآ!!!!!
وهذا كله بفضل التعاليم المحرفة التي تصلنا بأسم الدين عن طريق اشخاص اقل ما يمكن وصفهم بجهلة,ولان اغلب ما يرددونه باسم الدين هو حقيقة من وحي افكارهم,وبحدود نظرياتهم وعقولهم,الضيقة والمحددة ,حتى طوقوا الدين بشكليات مرتبطة بعداء لامنطقي تجاه الاخر ,والحضارة, والحداثة,والمرأة والتغيير, والحرية وكل هذه المفردات المماثلة التي تسعى لبناء منظومة بشرية سوية,وصحيحة وبدلآ من اخذ دور الارشاد والتوجيه السليم والتهذيب باتت الاديان هي اكثر جهات تحرض على الجهل والتمسك بامور الغيبية للامنطقية والبعيدة عن الواقع حتى اقترنت المصطلحات الدينية بلعنف والتخلف,,متناسين ان الدين هو من صحب الانسانية منذ نشأتها الاولى وهو الاساس لتقدم الامم ولنهوض الشعوب وازدهارها فهو يمتلك جميع الوسائل التنظيمية لاقامة العدل واحلال السلام والمنهجية الاساسية لتعايش السلمي القائم على اساس احترام الاخر على اختلافه,وهذه الافكار لم يعها للان من ينعتون انفسهم برجال الدين او الكهنة,فلطالما لعبوا ادوار سلبية على مر تاريخ البشري تقف شاهد على مدى جهلهم بتعاليم والمبادئ الدين,وتطرفهم الاخلاقي والعقائدي وتفضيلهم لمصالحهم الشخصية على المصلحة العامة,فهم يعملون وفق مبدأ اتحدث ضمن مبادئي واعمل ضمن مصالحي ,فهذه النظرة المادية البحتة جعلتهم ينظرون لدين نظرة مادية كذلك متغافلين عن الابعاد الروحانية التي يجسدها الدين ,,فدين عبارة عن علاقة روحية تربط الانسان بخالقه وهي من الضروريات التي لايمكن لشخص الطبيعي الاستغناء عنها اوالعيش من دونها بكرامة,فهي من الاساسيات الغير قابلة للقياس او الوزن او احلال شيء بديل عنها,لانها تخرجنا من عالمنا المحدود الى العالم لامحدود واللا نهائي!!!!!!
وهذه الفكرة بعيدة كل البعد عن رجال الدين والكهنة,الذين البسوا الدين حلت الجهل والرجعية والتعصب حتى انفر اغلب الناس منه لانه اصبح كما وصفه _نيكوس كازنتزاكس_بدت الكنيسة في الحالة التي اوصلها اليها رجال الدين كحضيرة بها الالاف من الاغنام المذعورة,,,وذلك من خلال ممارساتهم لجميع انواع الغلو والاحتكار للمناصب والمتاجرة بما يسمى بصكوك الغفران وغيرها من الاساليب التي تستغل البسطاء وتدعو لتعايش على حسابهم,وكما ذكر القران الكريم_ ان كثير من الاحبار والرهبان لياكلون اموال الناس بلباطل )
يقول احد دعاة السلام اليهود لولا الفكر العنصري والتعصب الذي يتمتع به الاحبار والذي اشاعوه بين الناس لما قامت دولة اسرائيل ولا صهوينة,التي بُنيت على اساس فكر تعالي اليهود ودونوية من دونهم.....
وهذا الفكر العنصري لم يتميز به احبار اليهود وحدهم بل كذلك الاسلامين المتشددين الذي كان لهم الدور الامثل لتدنيس الدين الاسلامي وجعله من ابرز اسباب انحطاط البشر ورجعيتهم وعنفهم المفرط,واللامنطقي,حتى تسربت تعاليمه بشكل مشوه وناقص,بحيث استقرت بلعقول مبهمة ومجللة,,متعارضة مع الواقع بحيث سادت تدريجيا فكرة تصادم الدين مع مجرى الطبيعي للحياة,,وظهرت تلقائيا حركات وتيارات معادية لدين ومناهضة له بنيت على اساس الافكار المغالطة التي اشاعوها من ينعتون انفسهم برجال الدين,,كلماركسية التي وجدت لنيل ومعاداة تعاليم الدين,,وكذلك العلمانية التي تقوم على اساس القوانين الوضعية والمصلحة العامة وحكم العقل بعيدا عن التعاليم الدينية والسماوية التي تتصف بثبات والانصاف والكمال,وحصرها بحياة الفرد الخاصة المتعلقة بشعارات التعبدية ومراسيم الوفاة والزواج ونحوها لتبقى حبيسة ضمائر الافراد ولاتخرج تعاليمه للمجتمع ليقوم بدوره على نحو المحدد له من ارشاد وتوجيهه وتهذيب وعلى جميع الاصعدة,,مدعين عجزه وعدم مرونته في الحكم والسياسة,,وهذا بفضل احكام وتعاليم الخاطئة المتسربة لهم ليجهروا بكل علانية عجز الدين ونقصه وليتبنوا تيار يعني لفظا اللادينية بلحكم ولكنها شاعة بلعلمانية لكونها اقل اثارة,,,,,,
يقال ان العقيدة الدينية وحدها مثار لجدل والخلاف على مر العصور البشرية فركون لتعاليمها من دون تحكيم العقل شيء لايمكن التسليم اليه بسهولة,وبما ان ديننا متكامل ووفق العقل والمنطق فهو لايتعارض او يتجابهه مع مصلحة احد,فهو الضابط الموزون والضرورة القصوى لحياة متكاملة وصحيحة وسوية,وكما يقول الروائي الروسي _تولستوي _ان الدين اساسه الايمان والايمان هو قوة الحياة وجوهرها..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في غياب آخر الشهود.. من سيحكي للطلاب قصص الحرب العالمية الثا


.. الإعلام الإسرائيلي يناقش المخاوف من إمكانية إصدار مذكرات اعت




.. سيناريو إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو


.. مذكرات اعتقال محتملة بحق مسؤولين إسرائيليين ونتنياهو يؤكد ال




.. تهديدات وتحذيرات من إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق -نتانياهو-