الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قليل الكلام:الدولة المدنية الديمقراطية سمة التغيير

حسين سليم
(Hussain Saleem)

2011 / 5 / 28
المجتمع المدني


ابتليت الشعوب العربية، طيلة تأسيس دولها الحديثة بأنظمة شمولية متوارثة وأحزاب وحدانية السلطة، فكانت الدولة والديمقراطية والدستور والإعلام والمواطن، وكل ما يمت للبلاد والعباد ملكا للحزب الحاكم، إن لم يكن للقائد الحاكم. وكان الأكثر إيلاما تخلف التنمية البشرية والاقتصادية بعقود عن دول مجاورة مثل جنوب شرق أسيا أو بلدان العالم الثالث الأخرى.
وبحجة المشروع "الوطني " و " القومي " نزفت الثروات وتدهورت حياة الشعوب العربية وبلدانها على مختلف الأصعدة وتطورت إسرائيل إلى مصاف الدول المتقدمة.
فجاءت رياح التغيير الديمقراطي في البلدان العربية، طليعتها الشباب المتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي العالمية، كرد فعل، طال انتظاره، مستفيدة بما حققته التكنولوجيا الحديثة، متطلعة كبقية شعوب العالم المتمدن إلى دولة ديمقراطية وكرامة إنسانية.
لقد كانت شعارات وأمنيات الدولة المدنية الديمقراطية وإنشاء برلمان عبر انتخابات حرة ونزيهة وسن دستور جديد مبني على المؤسساتية وتداولية السلطة ، كمفاهيم جديدة وسمات لهذه الحركات الجماهيرية ، جذبت إليها حتى أحزاب المعارضة العربية ، أفاقتها من سباتها ، إذ جعلتها تعيد النظر في برامجها ، مواكبة للعصر، وأرغمتها بالانحياز إلى رياحها العارمة .لقد قادت الجماهير الأحزاب ولم تقد الأحزاب الجماهير نوعا ما ، انسجاما مع اختلاف التراكم الثقافي الشعبي والتجربة الحزبية ،والتطور الاقتصادي –الاجتماعي للبلدان العربية التي حدثت فيها الانتفاضات الشعبية.
لقد برهن" الربيع العربي" إلى أن زمن الحزب الواحد والحاكم الواحد قد ولى ، وان عصرا جديدا قد بزق ، عصر الدولة المدنية والمؤسسات الديمقراطية . وبرهنت الاحتجاجات الشعبية ، انه ليس لحزب أو طبقة أو طائفة معينة الدور الرئيسي في إشعال لهيب التحرك الجماهيري، بل كانت ولا زالت التصريحات الجماهيرية تدعو المنتفضين بالابتعاد عن المسارات التفاوضية التي تجريها الأحزاب التقليدية بألوانها المختلفة مع السلطات الحاكمة ، بل وصل الأمر بمساواتها معها .
القول القليل:
الانتفاضات الشعبية ، هي انتصار لفكرة الديمقراطية ضد الديكتاتورية ، وهي انتصار لفكرة الدولة المدنية الديمقراطية ضد دولة الحزب الواحد ،ودولة الحاكم الأوحد . هي انتصار للكرامة والعدالة ضد الاستلاب الإنساني . الانتفاضات الشعبية نهاية ثقافة دولة الحزب والقائد الواحد، وهي بداية مرحلة جديدة في عالمنا العربي، مرحلة تأسيس دولة ديمقراطية تداولية مبنية على أسس دستورية جديدة يكون فيها الشعب هو الحكم عبر صناديق اقتراع حقيقية.
و تبقى الأيام القادمة حبلى بالأماني أن يحافظ هذا" الربيع العربي" على ازدهاره وان لا تخطفه قوى متخندقة بالحزبية الضيقة وأخرى مرتبطة بأجندة خارجية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية