الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوحات وطن

لقمان محمد

2011 / 5 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


شبابٌ في ربيع عمرهم، يُضحّون بزهرة سنينهم لتزداد سهوب الوطن رونقاً وتتزركش جباله جمالاً في الربيع...لتترصع السماء ببريق أحلامهم، لترتسم البسمة على شفاه الأطفال، تضحك الحياة للأنسان، ويتحوّل الوطن إلى لوحة سعادة...
قافلةٌ أخرى من الشهداء تنضم إلى قوافل الخلود في شهر الشهداء، وهي تبحث عن الحرية في ذرى شموخ "الجبال المروية بالدم" وعن الآمال المجهضة والأحلام الضائعة على أطلال الحب العذري "ممو زين" في براءة لثمة الريشة للورقة ونقاء حبر "الخاني"...
نثر الشباب قلوبهم في تربة الوطن، لتشق الصخور وتتبرعم الحرية وتزهر في ربوع حديقة الشهداء. و رووا بدمائهم الطاهرة ظمئ الأرض، لتدبّ الحياة في الجذور اليابسة و الأرواح السباتية. فكل واحد منهم قد رشف من حنان الوطن وجمال الحياة، لتزداد لوحة السعادة الانسانية جمالاً،و ليتركوا أثراً على جبين الزمن. لتتحدث هذه الآثار للأجيال على مدى التاريخ والمستقبل عن مقاوماتهم وتضحياتهم وملاحمهم البطولية التي سطروها في ظل ظروف النضال الصعبة...وتصبح بريق الغد في عيونهم، نجوماً تتلألئ في سماء ليالي السمر العشقية ويحمون أحلام الأطفال...
مع بزوغ فجرٍ ربيعي، النجوم تغوص في زرقة السماء، والشمس تشرق بأرجوانيتها، لتنثر الحياة على وجه الخليقة وتهدي المحبة للانسان. هدير طيور معدنية محملة بالموت، وقذائف مجنزرات ودبابات محشوة وحشية، وأزيز رصاص تنفث حقداً، أرادت أن تمزق تغريد البلابل و زقزقة العصافير وهم يعزفون سمفونية الفجر الجديد وتخنق الربيع برائحة البارود... فاحت أريج التراب المبلل بندى الدماء الزكية والمعطر بعبق عشق الحرية، ولينتشر نسيم الصباح في كل أرجاء الوطن، وينتفض الشعب ليرسم مع فلذات أكباده لوحة سعادة الوطن...
الشعب شيباً وشباباً رجالاً ونساءً خرجوا في ذاك الصباح ليزفوا أولادهم. ثلاثة أجيال خرجوا الجد والابن والحفيد بذات العاطفة والاحساس وبنفس الفكر سلكوا درب الشموخ إلى الجبال، ليقوموا بواجبهم تجاه أبنائهم البررة. متحدّينا بذلك أفظع أنظمة الخوف، وأعتى أساليب إرهاب الموت وأحدث تقنيات الأسلحة الفتّاكة، وهم بوحدتهم ومحبتهم يسطّرون بذلك ملحمة جديدة في تاريخ نضاله من أجل غدٍ أنساني...
هاهي أم الشهيد زنار هكاري، تعجن الحناء بدموع الشوق والحنان، وتزين صحن الحناء بألوان الحرية وتزف فلذة كبدها بزغردة حب إلى الوطن...
هاهو نعش خبات كار كوباني يتعمّد ببحيرة سيدنا ابراهيم عليه السلام و يمزق الأسلاك الاستعمارية ، ونعش حقي عفرين يمرُّ بنمرود ليقول له "لقد انهارت امبراطورية الظلم " و المكفن بعلم الحلم يُرفع عالياً فوق الراحات ليرفرف في سماء كردستان حرة ومستقلة...
أما نعش مصطفى آرفين حفيد سيمكو، يجوب جزيرة بوطان لتنحني زهرة العشق القدسي أمامه، ماراً بآمد ليلقي التحية على شيخ سعيد ليوارى مثواه الأخير بجانب أحمد الخاني في ظل جبال آكري...ويقول والده " لقد امتزجت دماء شبابنا لترسم لوحة الوحدة الوطنية "...
أما الطبيعة فقد ارتدت الحِداد، والأرض بكت آلماً وهي تحتضن أطفالها، وانهمرت دموع الوطن بصمت...
إلى شهداء الوطن، شهداء قلابان...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ