الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية المرأة مابين الرجولة والدين والمجتمع الطبقي

بيان صالح
(Bayan Salih)

2004 / 11 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


مفهوم الرجولة له دور كبير على ذهنية كل فرد في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية,ليست فقط على تصرف وسلوك الرجل، بل على ذهنية المراة ايضا ,حيث نجد النساء انفسهن يتكلمن عن أوضاعهن حسب المعاييروالمفاهيم الذكورية المهيمنة الداعية والمحرضة علىالحط من أرادة النساء و تشديد ضعفهن الذاتي و الرغبة في تكبيل و تدجين المراة.


التميز والرجولة منذ الولادة

حيث من يوم الولادة تزرع هذه المقولة في ذهن كل طفل ذكر بانه الاقوى ,الاحسن ,الصلب والمسيطر ,الشجاع و الاذكى , والقادر على على حماية الاخرين . ان زرع بذرة الرجولة عند الولد يولد حالة نفسية عنده بانه يجب ان يكون عند المسؤولية لحمل تلك الصفات الذي غرستها فيه الاسرة والمجتمع, ويجب عليه ان لايخيب امل الاسرة وبانه عند حسن ظنهم , ان يكون قويا وحكيما ومجردا من احاسيس العطف و الحنان لان هذه الاشياء او المقولات صفات خاصة بالانثى وعليه ان لايكون هزيلا وان لا يبكي اذا فقد شئ او صادف سوءا (انك رجل والرجال لا يبكون),هذه جمل نسمعها دائما
وحتى تهديد الامهات لاطفالهم بالاباء عند غيابهم في العمل خارج البيت ,بان الاب فقط له القدرة الكاملة في عقاب الاطفال سواء بنت او ولد. واعطاء الولد دور حماية البيت والبنات وحتى الام نفسها في حالة غياب الوالد. حتى اختيار اللعب التي تباع في الأسواق تساهم وتعزز من تقسيم الادوار الى ولد وبنت لا من الناحية البيولوجية فقط، بل من حيث تقسيم الادوار الاجتماعية,الطفل الذكر يختار له اللعب الحربية (المسدس ,السيف والبندقية .....الخ) او لعب السيارات والقطارات او جميع اللعب الذهنية كالشطرنج والألعاب الالكترونية. اما البنت يجب ان تختار او يفرض عليها ان تختار تلك اللعب التي تعزز من دورها كانثى (المراة المقموعة المسلوبة الارادة )
حيث اختيار الدمية وتقمص شخصية الام المسؤولة عن تربية الاطفال او لعب مثل ادوات المطبخ لتكون ام ناجحة تجيد الطبخ في المستقبل ,او ادوات التجميل و الخياطة.

منذ الولادة نجد أن الادوارقد وزعت علينا واذا اردنا مخالفة تلك الادوار فأننا غير طبيعيين في نظر من حدد لنا تلك الادوار,مثلا اذا اختار الولد دمية فستتم اهانته لانه ولد والاولاد لا يلعبون بالدمى بل هي لعبة البنات وانه يريد ان يجعل من نفسه بنت.


الانقسام الجنسي و الطبقي

واذا رجعنا الى اصل انقسام الادوار بين الرجل والمراة فجذوره تعود الى عصر العبودية أي عصر ما بعد المشاعية البدائية حيث ظهرانقسام المجتمع الى اسياد و مضطهدين وحيث لم يكن هناك استغلال او قمع ودور المراة لم يكن مقتصراَ على البيت و تربية الاطفال، بل هي كانت صاحبة القرار والنسب كان يحدد نسبة الى الام ,ولهذا السبب كانت المراة هي الزعيمة داخل العائلة .
ولكن بعد الهزيمة الكبرى و اخذ زمام السلطة منها ، أي بعد عصر المشاعية وظهور الملكية الخاصة فأن الرجل اخذ زمام المبادرة بسبب الاعمال التي تتطلب قوة جسمانية في تقسيم العمل و ضرورة معرفة والد الطفل الذي سيكون الوريث بعده ،كل ذلك ادى الى زحزحة دور الام من موقع الزعامة.
وبالتوازي مع هذا ايضا برز الانقسام الطبقي بين العبيد و المالك و المراة التي اصبحت من فئة العبيد أيضاَ لا بل انها تقوم بدورين في آن معا،فهي من عبيد الملاك او صاحب العمل وتخضع لعبودية الزوج في البيت .
وهكذا انتهى نظام الامومة وحلت محلها العائلة الابوية التي يتزعمها ويقودها الرجل وفقدت المراة مكانتها الرئيسية في عملية الانتاج و دورها في ادارة الحياة الاجتماعية ,وهنا يتبين دور الملكية الخاصة في تحويل المراة الى اداة لمتعة الرجل و اداة لانجاب الاطفال وكأنها لم توجد الا من اجل خدمة الرجل .


الاديان والعداء للمراة

ان الاديان التي ظهرت ضمن سياقات تقدم البشرية قد عززت من انقسام المجتمع الى الغني و الفقير،السيد والقن،المالك والمملوك، الدفاع عن الملكية الخاصة وتصوير ان تلك الانقسامات والتفاوت الطبقي الموجود انما هي تقسيمات أزلية , لقد كان للدين الدور الكبير في تحميق الانسان و ابتعاده عن العصيان والثورة ضد الواقع الموجود و الانتظار و الصبر حتى يوم الجنة الموعودة وأن الله هو الذي يعوض الذين لم يعيشوا حياة سعيدة على الارض وسلب ارادة الانسان بالادعاء بان الله القادر على كل شئ و ليس للانسان القدرة على تحقيق امانيه وآماله .
للاديان دور في تعزيز الدور الدوني للمراة و تسلط رجال الدين على الوعي و التفكير الاجتماعي وتم استخدامه لصالح المجتمع الذكوري المستند على دونية دور المراة وبناء احكام قبلية و سلفية متخلفة التي تقيم شرف الانسان من خلال جسد المراة , وتقديس مقولة الشرف وديمومته من خلال مجموعة تقاليد و اعراف سائدة في ظل النظام الذكوري و من ثم دمج والتحام تلك العادات و الاحكام القبلية مع اعراف واحكام الدين .
مشكلة المراة في الدول المتخلفة و الاسلامية تكمن في الدورالذي يضطلع به الدين الاسلامي في مناهضة المراة و اعتبارها ناقصة عقل ودين ولا تصلح لان تكون في مراكز صنع القرار و شؤون الحكم حسب حديث محمد بن عبد الله (لن يفلح قوم ولو امرهم امراة)
فيما ركز القران في ايات عدة على قوامة الرجال على النساء و تبعية المرأة المطلقة للرجل.ان من اسس الشريعة الاسلامية فيما يتعلق بشؤن الاسرة و العائلة : لا يحق للمراة الخروج من البيت و لا العمل و لا السفر ولا حتى زيارة لاهلها بدون موافقة الرجل , واعتبار شهادة المراة نصف شهادة الرجل.


ومع استمرار الصراع الطبقي عبر مراحل المجتمع البشري من عصر العبودية والعصر الاقطاعي ومن ثم العصر الراسمالي وحتى عصرنا هذا حيث عصر العولمة و الترابط المتزايد للاقتصاد العالمي ونشر الثقافة البورجوازية للطبقات الراسمالية الحاكمة بسرعة فائقة في كل شبر من العالم ,فأن اضطهاد المراة و عدم المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية و دورها الثانوي في عملية الانتاج و البناء في المجتمع ما زال موجودا مع اختلاف اسس النظام الاقتصادي وعملية الانتاج السائدة . وبالرغم من حصول اصلاحات كبيرة مكنت من نيل الكثير من حقوق المراة وخاصة في الدول الغربية نتيجة لنضال واحتجاجات الحركات النسوية ودعم الاحزاب اليسارية و الراديكالية والمنظمات الدولية لحقوق الانسان .وخروج المراة من الدور التقليدي والمساهمة في عملية بناء المجمتع ولكن المساواة والتحرر الكامل مازال امل المجتمع البشري ولا يمكن ان يحدث في ظل المجتمع الراسمالي الطبقي أي في مجتمع منقسم الى طبقة تمتلك الكثير وطبقة لا تملك سوى قوة عملها.
ولهذا يجب ان ندرك ان تحرير المراة هو جزء من تحرير المجتمع من النظام الراسمالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام


.. المشاركة أمال دنون




.. المشاركة رشا نصر


.. -سياسة الترهيب لن تثنينا عن الاستمرار باحتجاجاتنا المطالبة ب




.. لبنى الباسط إحدى المحتجات