الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية عند السلفيين

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما سُئل السلفي عن معنى الديموقراطية اجاب أنهم سوف يعتزلونها لو انها لم تتوائم مع روح الاسلام ، وهو الوجه الدبلوماسي للاجابة بأن الديموقراطية التي يفهمها العالم من حرية وتداول للسلطة غير تلك التي يفهمها السلفيون ومن والاهم ، وبالطبع فان روح الاسلام ومبادئه وقواعده مهما قالوا أنها لا خلاف عليها فانه فعلا لا خلاف عليها اذا ما اقتصرت على العبادات والطقوس الروحية كالصلاة والصوم والزكاة والحج وبالطبع الشهادتين وان كان هناك بعض الخلافات حول كل من الزكاة ومصارفها والحج ومواعيده ، ولكن هذا ليس موضوعنا اليوم ، المهم أن الخلافات الحادة تظهر فيما عدا هذا وخاصة فيما يتصل بالسياسة والحكم وهو ما نحن بصدده اليوم وهو ما يمثل الاطار العام الجامع والذي من خلاله تزداد الهوة بين السلفيين والاخوان من ناحية وغيرهم من ناحية أخرى .

أي أنهم وفقآ لتصريحاتهم وهو الواقع فعلآ سينقلبون على ما يعرف باسم الديموقراطية حال وصولهم الى الحكم من خلال تشكيل وارساء قواعد سياسية جديدة لنظام الحكم والمجتمع تتوائم مع افكارهم وميولهم وتفسيراتهم الدينية ، وبالطبع ليس خفيآ على أحد المذاهب الفقهية والأيديولوجيا اللاهوتية التي يستند اليها هؤلاء والتي تنطلق من مقاربة وحيدة (مهما تعددت تسمياتها التجميلية خاصة من قبل الاخوان ) .

تلك المقاربة تقوم على أنهم هم فقط في النور والآخرون في الضلال والظلام ، وهو بالطبع الأمر الذي يمهد لنظام سياسي واجتماعي يخرج من اطار الرأي والرأي الآخر الى نظام الايمان في مواجهة الكفر وكلام الله في مواجهة كلام الضالين او حتى البشر أي بتعريف آخر الجنة والنار ،وبالطبع فانه لا تفاوض ولا مساومة على كلام الله ، ناهينا عن الاقصاء المتعمد للفئات الدينية المغايرة بالاضافة الى اقصاء رعبهم وهمهم الأكبر ألا وهن النساء .

وقد أكد السلفيون والاخوان أكثر من مرة أنه لا ديموقراطية ولا اشتراكية ولا ليبرالية بل هي اسلامية واسلامية فقط ، والمشكل هنا يتمحور حول عن أي اسلام يتحدثون والى أي فقه يرجعون وبالطبع فانه من خلال ممارساتهم وأقوالهم التي يسود عليها العنف والاقصاء والكراهية للآخرين (فيما يتعلق بأغلبهم) فانه من الجلي ما هي طبيعة اسلامهم ، وما هي ماهية الفقه والتفسير البشري لكلام الله الذي يعتدون به ويرفضون ما عاداه (والذي يحض عادة على انتهاج مبادئ الليبرالية والمسامحة والعلمانية الحقيقية في الفكر والتعامل مع الآخرين) .

ذلك الاسلام الذي ينظر للمخالفين والمعارضين باعتبارهم لا أعداء القائمين على الحكم ولا أعداء الوطن بل أعداء الله سبحانه وتعالى وبالطبع فان معاداة الله تعالى (معاذ بالله) لها حكم غير أية معاداة اخرى ، فسوف تجهز الماشنق والمقاصل والرجم بالحجارة للمخالفين اعداء الله ونور الاسلام ، لقد قال العلامة العظيم ابن خلدون في مقدمته الاجتماعية الخالدة أن الفتن التي تستند الى المتاجرة بالدين عادة ما تظهر في فترات التراجع والتأخر الحضاري والفكري ، ومن الواضح أننا لا نعيش مرحلة الازدهار الفكري والعلمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديمقراطية كفر
Amir Baky ( 2011 / 6 / 4 - 06:23 )
الديمقراطية كفر لأنها نتاج الغرب الكافر فى نظرهم و أن الشورى هى البديل. لا للإنتخابات. لا لتداول السلطة. لا الخروج عن الحاكم. نعم لغزو البلاد ومحاربتها لنشر الإسلام. نعم للسبايا و الغنائم و أسواق النخاسة لبيع العبيد من الأسرى. والغريب تكفير من يخالفهم الرأى.

اخر الافلام

.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا


.. 161-Al-Baqarah




.. 162--Al-Baqarah


.. 163-Al-Baqarah




.. 165--Al-Baqarah