الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوسترداموس برؤية تفكيكية (2)

وليد مهدي

2011 / 6 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(1) آلية التنبؤ وهيكل الرؤيـــا

لكي نفسر رباعيات نوسترداموس وفق منهج علمي دقيق وموسع ، كان لابد من كتابة كل هذه المقدمات للتعريف بالمنهج العلمي الذي نحتاجه لفك ألغازها العميقة جداً في تكويننا النفسي ...
هذا المنهج يعتمد على تحليل بنية الدلالة اللغوية وعلاقتها بالبنية الكلية الأسطورية للوعي الجمعي المسيحاني في ذلك العصر والسعي من ثم لترجمتها إلى صور مقابلة في عصرنا الراهن ..
فالعملية ليست إحالة لغز أو " شيفرة Code" إلى بيانات مفهومة فقط ، القضية تأخذ بعداً تحليلياً أعمق يتضمن مقابلة الرموز الأسطورية في القرن السادس عشر ، حيث عاش نوسترداموس ، برمزية الثقافة في عصرنا الراهن .
نوسترداموس ، كونه طبيباً ، منجماً ومن " بني إسرائيل " حسب انطباعاته التي تربى عليها ، فهذا بحد ذاته يكون مهيِّـئاً له ومعداً لسيكولوجيته أن تكون في محل الإنفتاح على إنثيالات الاعماق كما كانت تحصل للأنبياء ، فجلهم كان في " بني إسرائيل " أو أولاد إبراهيم عموماً والذين من بينهم الإسماعيليين الذين تحدر منهم الرسول العربي محمد كما هو معروفٌ تأريخياً..
إنثيالات الوعي الباطن هذه وبمنظار وجودي معرفي ، وفي دلالة بنيتها وما تتمتع به من خصائص ، هي نتاج التلاقح بين عمق الاركيولوجيا الجمعي الكلاني التاريخي من جانب ، وبين " الثقافة الشخصية للمتنبئ " وواقعها الاجتماعي البيئي المحيط الفردي عادة من جانب آخر ، حيث نجد إن الأنبياء اغلبهم من سلالة عرقية واحدة ، الموروث العائلي " الملقن " تربوياً منذ الطفولة يلعب الدور الأبرز في ذلك ، ويؤكد لنا بان النبوة و الانفتاح على الأعماق عمل تجريبي موجه في الغالب وليس بمصادفات عشوائية كما هو معروف عنها .
سبق و تحدثنا في مواضيع سابقة في سلسلة ( نحن والدين ) عن الآلية رباعية الابعاد التي تجعل من المستقبل مجرد " خريطة " يمكن للوعي الاعماقي ( اللاوعي ) تقدير مساراتها بمستوى لا باس به من الدقة ( انظر أيضاً مقال : الوعي والزمن ) ، في الغالب ، الخطأ يكون في المكون " الشخصي " من النبؤة ، والذي ندعوه عادة " التخمين " ، والذي في حقيقة الامر لا يستثنى منه حتى انبياء الديانات المعروفة انفسهم ..
برأيي كباحث ، ما الانبياء بنبوءاتهم إلا تجسيد واقعي وفعلي لهذا التلاقح بين الموضوعي ( اللاشعوري العميق الكلي ) من جهة ، و ( الذاتي ) الفردي المحسوس من جهة مقابلة ...
في حضارتنا المعاصرة ، وتكويننا الثقافي المعرفي ، ننزع إلى تسمية " الموضوعي " بانه ذلك الكيان المجرد من المعرفة والمتشكل نتيجة لتراكم خبرات وثقافات عامة للمجتمع الإنساني ، نتعلمه ونؤمن به احيانا كضد ٍ لتصوراتنا الشخصية القـبْـلية المسبقة ، أي دون إنحياز أو ميل فردي او شخصي في تبنيه ، فالموضوعي هو المعرفة العامة المتفق عليها ..
في حالة " التنبؤ " ، هناك شبه كبير بالنسبة لتوظيفي لمصطلح " الموضوعي " ، مع فارق إن المعرفة الباطنية تنساب من اللاوعي العميق جداً في النفس البشرية وليس الوعي والإدراك الذاتي الفردي الممثل للمستوى السطحي من هذه النفس ..
فالموضوعي في المعرفة الباطنية هو الحقائق العامة التي تجري بها نواميس الطبيعة الإنسانية .. أو لنقل هو عموم ركام تجربة الطبيعة " البشرية " اجتماعياً وبيولوجياً التي تنساب ُ بشكلٍ لا إرادي من أعماق سحيقة جداً في تكويننا النفسي .
( علماً إن الانثروبولوجيا المعاصرة تتناول دراسة الطبيعة البشرية الكلية المشتركة )
فاللاوعي يشتغل كمنظومة اعماقية وحسبما يخبرنا به الراحل علي الوردي في كتابه ( خوارق اللاشعور ) حين يتوقف عمل " الوعي " فجأة ..
أي حين يتوقف الإدراك الفردي الظاهري ، المتعلق بالثقافة الواقعية ، لهذا السبب نجد بعض الاحلام المسماة عادة بالرؤيا كأوضح انثيالات الاعماق تحمل رمزية وتشفير لا يمكن فهمه بوعينا الظاهر ، فنجد الناس يلجئون لتفسير الأحلام بعلمٍ خاص منذ عصور ..
( الرباعيات سنتناولها بنفس الكيفية ) ..
ولا يعني هذا إن " الإشارة التنبؤية prediction signal " لا تحمل بعض رواسب المتعلقات الشخصية للفكر ، لكن ، وبسبب ظروف خاصة وممارسات خاصة من عوامل احباط الوعي الظاهر تقود بالنتيجة إلى بروز " الإشارة " مشفرة بين بين ، كمثال الدكتور ميشيل نوسترداموس الذي هو موضوع بحثنا في هذه السلسلة ..
فرباعياته وإن كتبت بلغة وواقع الثقافة الشائعة في العصور الوسطى ، المشابهة للثقافة العربية الإسلامية في ذلك العهد ، لكنها لم تخل من " تناقضات " منطق العالم الكمي أو الكوانتي Quantic World الغريب ، وهو الاصل الاعماقي لقوانين عالمنا الكلاسيكي المرئي المحسوس بالوعي الظاهري ..
فحين نتحدث عن وعي باطني ، وجب علينا ان نفهم إن الوعي الباطن يتضمن قوانيناً ومنطقاً يختلف بشكل كبير عن قوانينا ومنهجنا العقلي المعروف اليوم ( وهو ما أسميناه في مواضيع " الإنسان و الروبوت " بالمنطق الطبيعي و الذكاء الطبيعي ) .
هذا الاختلاف بين قوانين العالم الباطني وقوانين العالم الظاهري هو نفس الاختلاف بين قوانين عالم الكم تحت الذري غير المرئي ... والعالم الكلاسيكي النيوتوني المرئي !
علماً إن رباعيات الدكتور ميشيل نوسترداموس تحمل في طياتها منطق العالمين معاً ، العالم الموضوعي العميق الخاص ، العالم الظاهري الشخصي المفهوم ، كما سندرسها ..
الإشكالية الأساس المعترضة لطريقنا سواء في تفكيك وتحليل هذه الرباعيات أو أية مباني لغوية أخرى مصدرها الأعماق ( مثل آيات القرآن ) ستكون التوصل إلى آلية علمية رصينة للفصل بين الإشارات ومدلولاتها العميقة وتلك السطحية الفردية ..

(2) قوانين العالم الباطني

يرى الكثير من العلماء والباحثين في الذكاء الصنعي Artificial intelligence ومنهم روجر بنروز وأيضاً جون سيرل إن الوعي والذاكرة في ادمغتنا ولكي نفهمها كفاية ، وجب علينا ان نتقدم في مجال معرفتنا بقوانين العالم الكوانتي الكمي ..
وبالتالي ، الكتب السماوية ، اراجيز العرافين والمتصوفة ، ورباعيات نوسترداموس موضوعة بحثنا اليوم يمكننا مقابلتها بقوانين العالم الكمي لنفهمها كفاية باعتبارها انثيالات من عالمٍ اكثر احتمالية ولا منطقية من عالمنا الحسي المدرك ذي سياقات الفكر المنطقية المحددة الواضحة..، حيث تتشكل هذه المباني الرمزية من تلاقح بين الواعي واللاواعي ..
فعلى سبيل المثال هناك ظاهرة " التزامن synchronic " المعروفة في العالم الكوانتي وتتمثل في حدوث احداث متزامنة لقسيمين تحت ذريين في آن واحد دون اي ترابط موضوعي بين القسيمين ... حتى لو كانت بينهما مسافة ملايين السنين الضوئية ..!
فعندما ينبعث فوتونين من ذرة ، توأمين لهما نفس الطور والتردد وباتجاهين مختلفين ، فإن انكسار احدهما عن مساره بفعل وسط معين أو تاثير ما يؤدي في نفس اللحظة إلى إنكسار الآخر بدون مؤثر ولو على مسافات شاسعة جداً ، وقد جربت مثل هذه الحوادث مخبرياً ..
لهذا السبب ، فإن الحضارات الإنسانية الأولى كانت " تعمم " قوانين الباطن العميق على الواقع السطحي الحسي .. عكس حضارتنا العصرية ، التي تعمم منطق العالم الحسي المعاين حتى على نظرتنا للعقل والباطن ، وكلا النهجين " التعميمين " خاطئ ..
وهذه هي العلة الأساس في تفسير القرآن وكذلك موضوعة بحثنا " رباعيات نوسترداموس " ..
فنحن بحاجة إلى الفصل بين مصادر الترميز العميقة الكلية من جانب والسطحية الفردية من جانب آخر ومن ثم تفسير كل واحدة حسب قوانينها الخاصة ..
وكما نجده في تراث بابل القديمة ، كانت هناك ثقافة باطنية رائجة تؤمن بان الحوادث الكونية مترابطة مع بعضها بغير وجه ارتباط موضوعي ومنطقي بما نسميه اليوم دلائل التزامنية Synchronic Evidences ..
على سبيل المثال ، ذبح الاضحية ومحاولة قراءة علامات دالة في كبدها على نتيجة معركة قادمة او كارثة كونية متوقعة كالفيضان أو الجفاف أو الاعاصير المدمرة ..إلخ
أو دخول كلب اسود " اعور " للمدينة فهو علامة نحس على وجود نية لاحد جيوش الاعداء لغزوها ... ، أو ولادة " مسخ " في مدينة معينة فهو نذير شؤم بحصول الحرب العالمية الثالثة كما سيتضح لنا في رباعيات نوسترداموس لاحقاً ..
وهكذا ، لا نجد اي ارتباط موضوعي وفق منطقنا الحسي التقليدي بين الكلب الداخل للمدينة وبين جيوش الاعداء , الاعداء لم يرسلوا كلباً ... لكن .. الكهنة في بابل كانوا على قناعة بأن " الآلهة " هي من ارسلته كعلامة لهم للذي سوف يحدث ...!
وفي مثالٍ قريب جداً ، فورة بركان " أيسلندا " أواخر العام 2010 ، وفق منطق الرؤيا في الشرق القديم فإن " الأرض " تعني أمة ، البحار تعني " أفكار وثقافة هذه الأمة " ..
وجود جزيرة معزولة في عرض البحار ، تعني امة معزولة ومميزة ثقافياً ، صغر حجم هذه الجزيرة يدل على " دورها " وليس حجمها ، تسمى " أيسلندا " , ارض الجليد ، شعوبها خاملة باردة ... تثور على حين غرة .. !
بعد أسابيع معدودة من فورة البركان الذي جعل أجواء أوربا تضطرب ، ثارت الشعوب العربية التي لم يكن ليصدق احد إن جليدها سوف يذوب وتكسر حاجز الصمت بهذا الشكل .. لتجعل " أجواء الغرب السياسية " تضطرب ..!
لا يوجد أي ترابط موضوعي مدرك في عالمنا الحسي الكلاسيكي بين هذين الحدثين ..
لكن ، الكهنة في بابل والحضارات القديمة الاخرى وحدهم من كانوا يدركون ذلك ..!
ووجود علاقات إسقاطية حسب مفاهيم تأويل الرؤيا على النحو السابق ، إنما يؤكد وجود ترابط موضوعي ، لكنه واقع للخارج من إدراكنا الحالي ( الواقع الميتافيزيقي المخفي ) ...
علماً إن الموجات الكهرومغناطيسية ومعادلات ماكسويل ، وكذلك النظرية النسبية الخاصة والعامة ، كانت جميعاً وقائع ميتافيزيقية غير مدركة قبل عصر النهضة ..!
والواقع الميتافيزيقي الحالي عن الذاكرة والوعي والعلاقات بين الأحداث " التزامنية " لابد أن تلفها عجلة الإدراك المعرفي التقني يوماً لتصبح حقائق ملموسة ويكون واقعها واقعاً موضوعياً لا تشوبه " شبهة " الميتافيزيقيا .

بالرغم من هالة الخرافة التي تؤطرها ثقافتنا لمثل هذه التزامنيات حالياً ، لكن ارفع النظريات شأناً في الفيزياء لا تجد لظواهر التزامنية اي تفسير على المستوى الكوانتي تحت الذري ..!
أليس من الضرورة أن نعتبر إذن ، بأن رباعيات نوسترداموس وما ذاع عنها من صيت و نبؤآت مدهشة في توقعاتها هي من قبيل الاستشراف " الأعماقي " في القوانين ذات السببية الغامضة التي لم يحل العلم الحديث ألغازها بعد ، وتنتظر منا أن نكتشفها شأنها شأن أي علمٍ آخر ليس إلا ....؟؟
ألا يعتقد اغلب منظري النسبية في مدرسة اينشتاين بان " المستقبل " في حقيقته موجود ووعينا هو الذي يتحرك على مسطرة تدريجات الزمن ليس إلا بما يسمونه الحاضر الأبدي وفق النموذج الكوني رباعي الأبعاد الجامع للماضي والحاضر والمستقبل كخطوط أو مسارات أو " متوازيات " زمنية من الأحداث يؤثر بعضها بالآخر ..؟

ما يهمنا من موضوع رباعيات نوسترداموس ، هو إن هذه الرباعيات مبنية ومؤسسة على " دوال " و " مدلولات " حسبما يعرف بقاموس الدلالة للبنيويين عامة ..
سنجد في اغلب الرباعيات هذه البنية المزدوجة التي لا تحمل بين بنياتها اي ترابط موضوعي ، ولعل هذه من الاسباب التي جعلت الشراح الغربيين لنبوءاته رغم إمكانياتهم وسعة خبرتهم الواسعة في هذا المجال يقعون في أخطاء كثيرة لعدم محاولتهم فهم الرمزية التي تشير لها النبوءة كفاية ..
اهم سمات هذه الرباعيات هي " الرمزية " الإنسانية المشتركة ( مصدرها الأعماق ) التي تشترك بها حضارات الشرق آنذاك ، مثل تجل الامة كإمرأة .. او تجل الرجل كنظام حكم ، او حضور الصوت الإلهي كضمير متكلم ، وهي ما يتم اهماله في كثير من شروحات الرباعيات ، يضاف إلى ذلك احتواء اغلب الرباعيات على ترميزات " كونية " شاملة وواضحة تمثل خلفيته الثقافية الجمعية مع ترميزات ذاتية تمثل رؤيته الخاصة ، سنعمد إلى مزيدٍ من تفصيلها في كل رباعية حسبما يقتضيه التوضيح ..
هي إذن ، وبصورة عامة ، انثيالات من وعيه الباطن ، وتحتاج منا إلى قراءة متانية وتفكيك وفق منهج واضح ومبسط ، ارجو بانني ساوفق بها بما متاح عندي من ادوات معرفية خاصة بهذا التحليل والشرح ..

(3) اهم رباعياته المتحققة في العصر الحديث وتحليلها

أولاً : ثورة التكنولوجيا وظهور الآلة الناطقة

لم اجد لها اثر في الموروث الميثولوجي العبري ، فقد ظهرت بوضوح للمرة الأولى كنبوءة مستقبلية في سورة النمل في القرآن :
(( و إذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون .. ))

لكن نوسترداموس يذكرها لنا بلغة اقرب لواقعنا العصري ، اذ يقول في القرن الثالث ، الرباعية 44 :

حينما يبدأ الحيوان الذي دجنه الانسان بالكلام
بعد جهود مضنية ومشقة ،
البرق المؤذي جداً للقضيب
سوف يؤخذ من الارض ويعلق في الجو ..

ها هو نوسترداموس يعطينا رباعية جديدة تكشف تأثره بالاحاديث الكثيرة التي ناقشت قضية " دابة الارض " في الثقافة الإسلامية طيلة قرون ..
لكنه ، وبموضوعية " باطنية " ينتقل عبر متوازيات الزمن ليرينا صورة مختلفة عن دابة الارض الإسلامية كثيراً ..
إذ نلاحظ وضوح الرؤية لدى نوسترداموس عن جهود مضنية لأجل الوصول إلى هذه النتيجة ، اي بدء " الحيوان " بالنطق ..
لكن ، ما حكاية البرق المؤذي للقضيب .. ؟

ربما كان المعروف في عصر نوسترداموس " مانعة الصواعق " .. التي تساهم في تفريغ شحنة الكهرباء النازلة كصاعقة من الجو ..

باستخدامنا لمنطق " التزامن الكمي " في تفسير علاقة التوازي بين البيتين الاولين عن مخلوق مدجن سيبدأ في الكلام ، ومن ثم معلومات البيت الثاني عن عصر " الكهرباء " ، نفهم إن العلاقة الموضوعية المشتركة بين تطور " الكهرباء " و " نطق الحيوان " هي علاقة تطور الآلات التي صنعها البشر ، فالبيت الأخير يقول بان الكهرباء ستؤخذ من الأرض .. وتعلق ربما كأسلاك في الجو ، وربما هي إشارة لتحول مسار الإنجاز التقني الهيدروليكي – الكهربائي من السيارات الأرضية وصولاً للطائرات ، هذه الآلات عموماً يصفها نوسترداموس كما سنلاحظ بأكثر من رباعية بالمخلوقات المخيفة ..او الطيور الرمادية المتقاتلة في السماوات ...

إن وصف نوسترداموس للكهرباء جعل الكثير من شراح الرباعيات يعتقدون بان الحيوان المقصود كان اجهزة الراديو حين يتم تشغيلها في سيارات الشرطة أو قمرة القيادة في الطائرات ..
حتى إن بعض الشراح لهذه الرباعيات ذهب إلى ان طريقة نوسترداموس في التنبؤ كانت تتضمن " مشاهد مرئية " من الرؤيا بدليل سماعه للكلام الصادر من الحاكيات في السيارات والطائرات والسفن و كأنها حيوانات كبيرة ناطقة ..
( و ربما " روبوتات " القرن الحادي والعشرين الجديدة الناطقة كما هي اليوم في اليابان هي من كان يشاهدها ايضاً ) ..
في غير موضع يقدم نوسترداموس وصف " المخلوقات " للغواصات والاجهزة التي يصنعها البشر مستقبلاً ..
وفي الميثولوجيا الإسلامية ، فإن " دابة الارض " تعد العلامة الاهم من علامات ظهور المهدي كما يعتقد ..
إذ ينسب للنبي محمد حديثاً يقول بانها حين تظهر سيتم التعرف على الكافر بسهولة من جبينه ... ( فتسم الناس على خراطيمهم ..إلخ ) ..
لو كانت هذه النبؤة صحيحة ، ستصنع آلات في المستقبل لها امكانية التعرف على بيانات الذاكرة البشرية عبر تقنيات متطورة في علم الاعصاب لتخترق " خصوصية " ذاكرة فردٍ ما للتعرف على سلوكه المسبق ، خصوصاً في تحقيقات الجنايات لدى اجهزة الشرطة ...!
دابة الارض في عموم الميثولوجيا الإسلامية تسمى " الجساسة " ، ويعتقد بأنها دابة تجس الأخبار ..
لعل مثل هذه الصورة ، حيوان يتجسس الاخبار ويميز بين الناس من خلال دواخلهم وليس ظاهرهم ، هي صورة من الف ليلة وليلة أو من قصص " هاري بورتر " و " سيد الخواتم " عن عوالم الجن والشياطين والحيوانات الذكية ..
لكننا ، ورجوعاً لمنطق المتوازيات الزمنية بفك " ترميزات " الصورة ، سنكتشف إننا بإزاء التباس في الرؤيا يضع استشرافها بموضع الخرافة ، مع إنها ليست بخرافة ..!
في الرباعية التالية ، ستعيدنا لتوضيح القصد من الرباعية السابقة ولكن بجلاءٍ أكبر ، وهي تنطوي على رؤيا تتحدث عن الطائرات والطيارين ومعارك الحرب العالمية الثانية :
يقول في القرن الاول ، الرباعية 64

سوف يعتقدون انهم رأوا الشمس في الليل
عندما يرون الرجل نصف الخزير
ضوضاء ، صرخات ، معارك يرونها تقع في السماوات
ستسمع البهائم المتوحشة وهي تتكلم

النسخة القديمة التي احتفظ بها من " تنبؤات نوسترداموس " وهي اول ترجمة عربية ظهرت في العام 1973 ، القاهرة ، يرى الشارح فيها بان هذه الرباعية تصف طياري الحرب العالمية الثانية الذين كانوا بالضبط بشكل نصف خنزير بفعل البذلة التي يرتدونها وخطم الاوكسجين والنظارات التي تبديهم كرجال بشكل الخنازير حسب رؤية نوسترداموس ..
ورؤية الشمس بانتصاف الليل فهي تدل على وميض القنابل التي تحيل الليل وكان الشمس تطلع .. ويرى بان نوسترداموس كأنه كان يشاهد في رؤيته تقريراً من تقارير الحرب العالمية الثانية التي يسمع منها حتى أصوات هطول القنابل ( صرخات ) و جلبات الماكينات ( ضوضاء ) واخيراً .. صوت الاتصالات اللاسلكية بين الطيارين في الجو ، وكأن " البهائم " .. الطائرات المتقاتلة في السماوات .. يحاكي بعضها بعضاً ( تسمع وهي تتكلم ) ..!
فهو ، وإن كان شبهها برمزية صورية اسطورية تناسب عصره ، لكنه اقترب كثيراً من ايصال الصورة ..
إن الرباعية التي تسبق الرباعية اعلاه (64 ) في الترتيب في كتاب نوسترداموس ، اي الرباعية (63 ) ، تعطينا فكرة عن ذهنية نوسترداموس وهي تقترب كثيراً من فهم " صورة " التطور التقني الحاصل في العالم بعد قرون من الزمن الذي عاشه ، ، إذ يقول في القرن الأول ، الرباعية 63 :

يقضى على الأوبئة ويصبح العالم اصغر
وستسكن الارض مدة طويلة بسلام
سيسافر الناس بامان عبر السماء وعلى البر والبحار
ثم ستندلع الحروب من جديد

أليس غريباً أن يتحدث رجلٌ من القرن السادس عشر عن " عولمة " القرن الحادي والعشرين والعالم وقد تضائل حتى كأنه قرية ٍ صغيرة .. " العالم اصغر "؟
كيف أمكنه الحديث في ذلك الوقت عن سفر عبر السماء و اختفاء الأمراض الفتاكة مثل الطاعون الذي قضى نوسترداموس شطراً كبيراً من حياته وهو يتنقل بين المدن الفرنسية لمكافحة الاوبئة ، اذ كانت الامراض الوبائية الفتاكة هي الهاجس الشائع في ذلك الزمن .. ؟؟
كان من الصعب حقاً التفاؤل لدرجة ما عليه نحن اليوم ..
المواضيع القادمة ، سنتناول بها اهم الرباعيات التي تنبأت بحوادث سياسية كبرى في القرن العشرين مثل الثورة الإسلامية في ايران التي وصف مسارها بدقة عالية جداً ، وكذلك وصول الرئيس الروسي " فلادمير بوتن " للسلطة منتصف العام 1999 واستشرافه لحوادث محتملة في القرن الحادي والعشرين ترتبط بروسيا ودورٍ لها محتمل ٍ في حربٍ عالمية كبرى في هذا القرن ..
هذا بالإضافة إلى وصفه العجيب لهجمات الحادي عشر من سبتمبر وتسميته الرمزية لناطحات السحاب واحتراقها على مرآي العيون .. ، وتلميحه الواضح للجهة التي خططت لها ..!
هذه وسواها التي تتعلق باحتلال العراق ومحاكمة الرئيس العراقي صدام حسين والفتنة الطائفية في العراق ، والحرب في ليبيا ، والحرب المحتملة في الخليج العربي ضد إيران حسبما ألمحت لها تلك الرباعيات سنتناولها بالتفصيل في المواضيع القادمة ..

يتبــــــــــع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 6 / 1 - 23:11 )
اخي الكاتب المحترم تحية لك على جهدك . رغم أن متابعة النص أتعبتني لكن يستحق القراءة , هناك ملاجظة تاريخية ورد ت في مقالك أن الرسول من سلالة ألإسماعليين أبناء عمومة العرب ..؟!
طبعاً لو سلمنا جدلاً برواية - أب رام - الأسطورية أو إبراهيم فإن والدة إسماعيل مصرية فرعونية وليست عربية وهي هاجر. وأبوه كلداني من أور أما يعقوب كما تعرف أمه سارة من أور وكذا أبوه . وإسم إسماعيل هو إسم يهودي المنشأ من أسمى أئيل . ترى هل الرسول من هذه السلالة. ثم من صاحب رواية أبناء العمومة ..؟ أتمنى أن تبحث في التاريخ ربما نصل الى قناعات مشتركة ..أخي المحترم تحية لك


2 - العزيز الأستاذ وليد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 6 / 2 - 15:04 )
تحيه وشكر
كانت الرباعيه الثالثه واضحه وفيها قبول او سهولة قبول للتفسير اما ما قبلها فكأنه اسقاط الماضي على الحاضر يصعب قبول تفسيرها
اتمنى ان تعزل تفسيرك وتصوراتك للرباعيات عن تفسيرات الأخرين وان تشير لتفسيراتهم في هامش بعد الموضوع حتى تتوضح الصوره وحتى نجد هناك نص ثاني لتفسير الرباعيات يضاف للمكتبه
ان تفسيرات المصدر الذي اشرت اليه كأنه يحاكي في سرده ما يلجاء اليه الباحثين عن اعجاز القران حيث يحاولون ايجاد نص يلائم كل انجاز علمي وفي هذا اعادة تفسير الكلمات والتلاعب بمعانيها واعادة توضيفها
انه موضوع جميل ويعطي للعقل المحلل مداه للتوسع اتمنى ان ينسحب على امور اخرى بهدف توسيع مدارك البحث عند الشباب كما اشرت في تعليقي على الجزء الأول
تقديمك للتالي يحفز على الأنتظار بشوق
تقبل الأحترام ايها الواثق


3 - ورطة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 2 - 15:25 )
لقد سبق لي أن قرأت شيئا من هذه الرباعيات مترجمة إلى الفرنسية عن اللغة التي كتبت فيها وهي خليط من الفرنسية القديمة واللاتينية واليونانية ولهجات محلية.
ولهذا استفزني اسم نوستراداموس في عنوان مقالة أخينا مهدي فقرأتها، ولكن الحق أقول أن السيد مهدي ورّط نفسه في مغامرة لا تستحق كل هذا العناء لأنه لم ولن يتمكن من أن يقدم لنا ولو رباعية واحدة يمكن أن نعتبرها نبوءة يصدقها تاريخ الوقائع البشرية قديما وحديثا أي منذ وفاة صاحبها. وكيف له أن يفعل وقدر عجز كل من سبقه، بمن فيهم من زعموا أنهم على وصال مع الله علام الغيوب.
هذه الرباعيات التي تقترب من الألف هي أقرب إلى التنجيم والتحايل اللفظي منها إلى العلم. لعل لجوء صاحبها إلى الغموض والإلغاز والتمويه والتلميح والابتعاد التام عن المباشرة والصراحة والوضوح هو ما جعل البعض من عشاق الغيبيات والخرافات يهتمون بها. لكنها في الواقع لم تتنبأ بشيء يمكن الاعتداد به.


4 - من السهل فبركة رباعيات
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 2 - 15:37 )
القراءات الجدية لنقاد رباعيات نوستراداموس لم تجد فيها شيئا مفيدا. لكن بالعكس من ذلك اشارت إلى أن النسخة الأصلية اختفت إلى الأبد. وتعرضت الرباعيات إلى التحريف والإضافة على مدى قرون مع حرص المدلسين دائما على الغموض مثلما تعرضت له رباعيات الخيام. نقرأ مثلا لشاب كندي أراد أن يبين أنه بالإمكان فبركة رباعيات تعتمد على الغموض والإلغاز بحيث تحتمل أي تأويل ولهذا اشتهرت رباعيته مباشرة بعد غزوة نيويورك رغم أنه نشرها قبل ذلك بعدة سنوات أي سنة 1997. لنقرأ:
In the City of God there will be a great thunder,
Two brothers torn apart by Chaos,
while the fortress endures,
the great leader will succumb,
ويمكن أن أضيف أنا اليوم أن البيت الأخير من هذه الرباعية يشير إلى بن لادن!!!!!!!!!!
لعل قراءة السيد مهدي لا تبتعد عن تلك القراءات الإسلامية التي وجدت في القرآن علوما حديثة وحتى تنبؤات عن طريق تأويلات غريبة عبر لي أعناق الكلمات والجمل لتستجيب لأي تأويل. ولقد عانينا منها طويلا حتى بع أن انهزم أصحابها وولوا الأدبار لكنهم أوقعوا في مجتمعاتنا دمارا عقلا ليس من السهل الشفاء منه. فماذا يريد مهدي؟
تحياتي


5 - مداخلة فقيرة
عماد البابلي ( 2011 / 6 / 3 - 09:37 )
الأستاذ وليد المحترم .. المقال متكامل من الناحية التقنية في تناول المضامين الداخلية لشفرات نوستراداموس وأتفق معك في بعض النقاط ولكن نقطة أثارت أنتباهي هنا مااوردته :
(( حيث نجد إن الأنبياء اغلبهم من سلالة عرقية واحدة ، الموروث العائلي - الملقن - تربوياً منذ الطفولة يلعب الدور الأبرز في ذلك ، ويؤكد لنا بان النبوة و الانفتاح على الأعماق عمل تجريبي موجه في الغالب وليس بمصادفات عشوائية كما هو معروف عنها )) ... النص هنا جعلني أسبت عقليا بصراحة ، وانت تعرف جيدا وأكثر مني من أي المغارات الغريبة الأطوار ولدت النبوة ( تجارة عقول البشر ) ..شكرا لك ياصديقي


6 - الاستاذ سيمون خوري المحترم
وليد مهدي ( 2011 / 6 / 3 - 10:52 )
اخي الفاضل الكريم
منهجي هو بحث الطبيعة البشرية الاعماقية
ولستُ مسئولاً كما اعتبر نفسي عن من ماذا يعني النسب الحقيقي لمحمد او عيسى أو
موسى

كما عهدتك سيدي الكريم صاحب نظرة ثاقبة ودقيقة في الامور
اطلب منك فقط سيدي الكريم التامل في هذا النص مرة اخرى ... والنص السابق له الذي قدمته فيه لموضوع هذه الصفحة

الرسول محمد ... وكما هو معروف في الهوية الجمعية للامة الإسلامية من نسل اسماعيل بن ابراهيم البابلي الكلداني

العرب يبترون النسب البابلي

الشائع إن محمد من نسل اسماعيل , لكن , هل كان فعلا من نسل اسماعيل ام داريوس الفارسي ... فهذا ليس بموضوع بحث التكوين البنيوي الاعماقي للاسطورة

ففي النهاية سيدي الكريم كلنا نعود إلى سلالة من الرئيسيات العليا نحن والقردة نكون فيها اولاد عم ...!!


7 - للاستاذ عبد الرضا حمد المحترم
وليد مهدي ( 2011 / 6 / 3 - 11:03 )
تحياتي ابا الحيدرين
ما ذكرته صحيح سيدي الكريم
كل شيء وارد , لكن هذا لا يعني ان نترك هذه البنى الاسورية وراء ظهرنا

مشروعي هذا في حقيقته , وكما قدمته في الموضوع السابق هو مشروع مؤجل لسنوات قادمة وانت سيدي الكريم علقت على هذه الفقرة تحديدا

قيامي بنشره هو محاولة لاستعراض الآراء في الموضوع
وها انا ذا اجس رد الفعل
فقبلك الاستاذ الفاضل سيمون نظر له من زاوية تاريخية
وانت الآن سيدي الكريم تنظر له من زاوية المصداقية والحرفية اللفظية

المشروع في حقيقته
يدرس البنى الاسطورية الرمزية وغمكانية اسقاطها في واقعنا اليوم

ربما رايك بوضوحه منطقي , وسبق ان نبهني عليه الكثير من الاخوة الزملاء في الفيسبوك

فالرباعيات يمكنها ان تنبق باكثر من حادثة
مع ذلك , وكما سترى في الموضوع القادم
رباعية العام 1999 ووصول رئيس يحي امة من التاريخ تستحق ان نتوقف عندها

كذلك رباعيته المشهورة في الثورة الإسلامية التي تنطلق باعمال من فرنسا اذهلت شراح الرباعيات الغربيين

بالنسبة للمصدر , لدي مصدر وحيد , اثق به لانه في العام 1973 من مكتبة مدبولي في القاهرة

بقية المصادر المعاصرة تتعرض للتحريف غالبا
واؤكد لك
التحليل اكاديمي صرف


8 - الاستاذ عبد القادر انيس المحترم
وليد مهدي ( 2011 / 6 / 3 - 11:13 )
اهلا بك , وسعيد ان نلتقي من جديد
واشكر نوسترداموس الذي جعلك تتكرم بايقاف عجلتك المسرعة لتدلي بدلوك هاهنا

انعم واكرم بما ادليت سيدي الكريم

القضية ايها الغالي ليست - ورطة - كما تظنها , او ربما تحاول ان توحي بها

المسالة هي إنها رباعيات مموهة غامضة لكن فيها بعض المتوازيات الزمنية كما يسميها شراحها في الغرب يمكنها ان تنطبق على اكثر من زمن

وفيها نبؤات قوية ( حسب رايي ) , أما ان تكون مفبركة فلدي يا سيدي منهج معرفي خاص بتحليل مباني الرباعيات الاسورية

واستطيع كما ادعي ان افصل فيها بين ماهو - جمعي كلي - وبين ما هو فردي خاص

وهذا المنهج يمكن ان اطبقه مستقبلا حتى على الكتب السماوية
خصوصا القرآن
يمكن من خلال وضع منهج لسبر اغوار الاعماق البشرية أن نفصل بين الغث من السمين , ولن تاخذني يا سيدي في هذا لومة لائم ...!!


9 - اخي وصديقي البابلي
وليد مهدي ( 2011 / 6 / 3 - 11:21 )
اهلا بمرورك الكريم النادر هنا

في الحقيقة , النبوة كانت في بني اسرائيل
ولا يزال القوم يعتقدون بانهم ابناء الله واحباءه وملوك هذا العالم

اين وجه الغرابة ؟
وكيف لا تتقاع التجارة بعقول البشر , مع التجارة بقطعان البشر كما يذكرها السفر الصهيوني العتيد ؟

الم يظهر محمد في مكة ؟
وعبد المطلب صاحب المقولة للكعبة رب يحميها ؟

حتى لو كانت كلها فبركة تاريخية

في النهاية , الاستعداد السيكولوجي مهم في ذلك
وإلا .. ما كنت انا شخصياً امضي بكل هذا المنحى يا صديقي الذي يعرفني جيداً


10 - ملاحظــة لكل الاخــوة المعلقين
وليد مهدي ( 2011 / 6 / 3 - 14:23 )
اشكر الجميع على كل ما ابداه

الاستاذ سيمون خوري ..... ربما وقع التباس في عبارة - المعروف تاريخيا - والتي من الاولى ان اصححها ... - كما يعرفها المسلمون تاريخيا -

الاستاذ عبد الرضا حمد .... ساراعي توضيحاً اكثر بفصل الشارح عن رايي في المواضيع القادمة عن رباعياته

الاستاذ عبد القادر انيس ..... رغم اختلافاتنا الشديدة ... ما ذكرته اثرى الموضوع وسآخذ به في الإعتبار في مواضيعي القادمة عن هذه الرباعيات

الاستاذ الزميل عماد البابلي ....... ساوضح وجهة نظري والالتباس الذي اثرته في موضوعي القادم ايضا عن هذه الرباعيات

شكرا لكم جميعاً

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ