الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كراهية إسرائيل واجب وطني أما واجب ديني !!!!!

جورج فايق

2011 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تكن معظم الشعوب العربية و منها الشعب المصري كراهية شديدة للشعب اليهودي و السبب في هذه الكراهية أنهم يهود و ليس لأي سبب أخر مثل أنهم صهيانة محتلون كما يحاول البعض دفع تهمة كراهية اليهود عن العرب و المسلمين فيقولوا أن مشكلاتهم مع الصهيونية و ليس الشعب اليهودي و أن اليهود أهل كتاب و إلى أخره من هذا الكلام المكرر و المعاد و هذا غير صحيح
فجزء من عقيدة المسلم المتشدد هو كراهية الغير و خاصة اليهود و أسمى أهدافهم و أولها محو إسرائيل من عن الخريطة و من الوجود و القائها في البحر كما عبر نجاد في أحد خطابته الهتلرية ثم يأتي باقي الأهداف التي يعرفها كل الجهاديين و هي جعل الأرض كلها لله و رسوله و القضاء على الكفر و الكفار
و الكافر هو أي إنسان لا يتبع دينه أو مذهبه أو جماعته أو قبيلته و أن لم يجدوا أخر يقتلوه فيقتلو بعضهم بعضاً لأنهم لا يقدرون أن يعيشوا بدون سفك دماء فهم خطر على أنفسهم
حتى لو تنازلت إسرائيل فرضاً عن كل أرضها للمسلمين هل تنعم إسرائيل أو العالم بالسلام كما يروجون؟ بالطبع لا فالهدف هو محو إسرائيل أو (من يخالفهم ) من الوجود و القائها في البحر و ينتظرون هذا اليوم على أحر من الجمر
لو كان العرب لديهم القدرة الأن على محو إسرائيل ما ترددوا لحظة في فعل ذلك و ما كانوا تحاوروا أو تفاوضوا معها و ما كان أختاروا السلام كخيار أستراتيجي بل كان سيكون الخيار هو الحرب و الحرب فقط لأنهم يكرهون اليهود و يريدون القضاء عليهم ثم القضاء على الهندوس و السيخ و البهائيون و و المسيحيين ... ليبقوا وحدهم على الأرض و أخيراً يقتلوا بعضهم بعضاً كما يفعلون الأن في العراق و أفغانستان و باكستان
و يشترك مع المسلمين المتشددين في كراهية اليهود المسلمين المعتدلين و عدد كبير من المسيحيين المصريين مجاملة منهم للغالبية المسلمة الكارهة لليهود ولهم في نفس الوقت لكن كره اليهود درجته أعلى بكثير من كره المسيحيين
و لأن مسيحيين مصر فئة مسالمة فتحاول أيجاد عدو مشترك مع المسلمين وهو اليهود رغم أن الدين المسيحي لا يدعو لكراهية أي أحد بل يدعو إلى محبة الأعداء و قال السيد المسيح :- ( أن كننتم تحبون الذين يحبونكم فأي فضل لكم ) لكن عدد كبير من مسيحين مصر يظهرون كراهية لليهود و يجاهرون بها بمناسبة و بدون مناسبة مجاملة للمسلمين وحتى لا ينصب كرههم و أذاهم عليهم هم فقط و لسان حال المسيحيين يقول دعهم يينفثون كرههم في اليهود الغير موجدون في مصر بدلاً من يأذوا المسيحيين الموجودين في مصر بكرههم و أن لم يظهر المسيحيون كرههم لليهود لزاد أستعداء المسلمون لهم من منطق صديق عدوي يصبح عدوي
و رغم أن اليهود هم الذين صلبوا المسيح نجد أن هناك من يربط بين المسيحيين واليهود على طريقة العلاقة بين أمريكا و إسرائيل و يدعوا إلى الأنتقام منهم
سبب أخر بسببه يظهر المسيحيون المصريون عدواة لليهود حتى يدفعوا عن أنفسهم التهمة التي أعتادوا الأتهام بها وهي عدم وطنيتهم و التشكيك في أنتمائهم و خاصة أن تجرأوا و طالبوا بحقوقهم و هددوا باللجوء إلى المجتمع الدولي لينالوا أبسط حقوقهم رغم أن المسيحيين لم يظهر من بينهم جاسوس واحد على مصر لصالح دولة أخرى و خاصة إسرائيل وكل قضايا التجسس في التاريخ الحديث لصالح إسرائيل على مصر كان المتهمون بها مسلمون
والمسيحيين المصريون يفصلون بين دينهم و جنسيتهم فولائهم لمصر لا ينفص من دينهم شيئاً فهم لا يخلطون بين الوطن و العقيدة كما يفعل غيرهم و لا يعتقد المسيحيين أن الأرض كلها هي أرضهم و أنهم سوف يستولون عليها و يفتحوها لا يحتاج الدين المسيحي إلى فتوحات لكي ينتشر ولا ينظر المسيحيين إلى الديانة على أنها عدد فزياد أعداد المؤمين في بلد ما لا يدل على قوة الدين و العقيدة كما يتخيل البعض
كما أن المسيحيين واثقين أن الله قوي ليس في حاجة إلى أن يدافع عنه أحد من البشر بل أن البشر هم الذين في حاجة إلى حماية الله و دافعه عنهم
فلم نسمع مثلاً أن وعظ مسيحي وقف في الكنيسة في قداس الأحد و صرخ في مكيرفون خارجي قائلاً و مسيحاه.... فخرج المسيحيون بأسلحة لنصرة المسيحية و أعتدوا على كل ما هو غير مسيحي و حرقوه بعد قداس الأحد
كذلك لا يعتبر المسيحيين في مصر أن كل مسيحي أرثوذكسي هو أخاه يجب عليه حمايته و نصرته ونجدته حتى أن كان هذا على خراب مصر و أضر بمصلحتها
فلم نجد مثلاً أن المسيحيين الأرثوذكس ثاروا من أجل العملية العسكرية لحلف الناتو ضد صربيا المسيحية الأرثوذكسية رغم أن هذه العملية لم تكن بموافقة الأمم المتحدة و قتل فيها الكثير من المدنيين و الكثير منهم نساء و أطفال
هل بسبب هذه الحرب أعتدى المسيجيين في مصر على سفارة أي دولة مشاركة في هذه العملية أو حتى تظاهروا أمامها؟
هل قام كهنة الكنائس الأرثوذكسية في مصر أثناء قداس الأحد بالدعاء على أمريكا بالدمار و الحرق لأنها قادت أو دعت لضرب صربيا المسيحية الأرثوذكسية و تدميرها؟
هل قام المسيحيون المصريون أو غيرهم من مسيحيين العالم بتكوين خليات أرهابية بدعم من دول مسيحية للدفاع عن صربيا المسيحية ضد العدوان الغاشم و القيام بتفجيرات أرهابية و أطلقوا عليها جهادية يتم فيها قتل أبرياء مما لا ذنب لهم؟
هل تكونت فرق أرهابية لمحاربة كوسوفوا المسلمة الذي أستقلت بدعم أمريكي غربي رغم أنها جزء لا يتجزاء من صربيا ؟
هل دعا المسيحيين لطرد االسفير الأمريكي لدعم أمريكا لأستقلال كوسوفوا المسلمة عن صربيا المسيحية رغم تألم صربيا لأستقلال جزء من أرضها غصباً عنها و لم تعترفها بها حتى الأن ؟
لكن ما دخلنا نحن كمصريين مسيحيين أرثوذكس في هذا ؟ هل نثور و نرهب من ساعد في أستقلال كوسوفوا ؟ هل ندمر بلدنا من أجل صربيا ؟ هل نقطع العلاقات مع كل دول الناتوا و نضر بمصالحنا أن كان من غير المنطقي أن نفعل هذا من أجل صربيا فليس من المنطقي أن نفعل هذا أجل فلسطين أو غيرها من الدول فيجب أن تكون مصر أولاً و لتكن صلحة مصر و المصريين بالنسبة لنا قبل مصلحة أي دولة أخرى
و الذين يكرهون اليهود يفعلون ذلك أجل عقيدتهم الإسلامية و من أجل قوميتهم العربية و ليس من أجل مصر التي لو كان كره اليهود من أجلها لكان هناك من يبرره و على هؤلاء أن يذهبوا إلى فلسطين و يحاربوا إسرائيل من هناك لأنهم يفضلون مصلحة فلسطين عن مصلحة مصر و يريدون تدمير مصر و اقحامها في نازعات و حروب من أجل فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي