الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم النجاح في المجتمعات المتخلفة

حسن طويل

2011 / 6 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كثيرا ما يلاحظ في المجتمعات المتخلفة، تلازم صعود الافراد على المستوى الدراسي و المهني و الحياتي مع تزايد تخلفهم و إفتقادهم للعقل النقدي و عقمهم المعرفي . فكأن النجاح ظريبة الفاشلين ، ففي مجتمع تسوده لغة التخلف من إحتقار للعلم و تقدير للشعودة و إضطراب على مستوى طرق التفكير و سيادة إرتداء الأقنعة لايمكن أن ينجح فيه سوى من يجيد فك رموز التخلف . عملية الفك هذه ، لاتتم إلا بالتشبع بالقيم السائدة حدود التخمة و رمي الفكر النقدي في سلة المهملات . فالعلاقة بين الفرد الناجح و مجتمعه تنبني على أساس العبد لسيده ؛ فكلما بالغ و أظهر طاعة أكثر يجازى من سيده أكثر .
في مجتمع الزيف و الرداءة الكل يصبح مسخا ، ثقافة و قيما و سلوكا . إنه مجتمع لايكتفي بإنتاج قيم التخلف و الغش و الفصام بل يبدع في خلق آليات و ميكانيزمات هذه القيم عبر الأسرة و المدرسة و الإعلام . المدرسة تلعب دورا محوريا في هذا ، فالنمودج التعليمي السائد يتميز بغياب العقل النقدي و زرع شيزوفرينيا معرفية و وجودية حادة و خلق حدودا قوية بين المدرسة و المجتمع و تلقين العلوم بطريقة الحفظ المتبعة في المدارس القرآنية العتيقة كنصوص فاقدة للمعنى ومجرد صيغ رقمية (وليس رياظية ) يجب التمرن لدرجة الحفظ لإستعمالها في الإمتحانات العقابية ( بدل التكوينية )و السلوكات السائدة في المحيط التعليمي من غش و فساد و سيادة منطق الإمتياز بدل الكفاءة ، يصبح مشتلا لصناعة الفشل ( هناك ملاحظة مهمة في الجامعات العربية ، حيث الكليات المنتجة للإصوليين هي الكليات العلمية مما يفسر رداءة التعليم العلمي الدي يجب أن يكون مولدا للفكر النقدي التنويري ، بإعتبار العلم ينبني على الفكر النقدي المشجع على الإبداع و ليس على الفكر المسلماتي . احد الأسباب الأساسية زيادة على رداءة طرق التعليم هو غياب للإبستمولوجيا كمادة تفتح نقاشات مهمة حول المعرفة العلمية و تاريخها ) .
أما في الميدان المهني فثقافة الإرتقاء ترادف القبول بقواعد اللعبة السائدة في العمل من ولاءات و زبونية و رشاوي و حتى مزاج المسؤول يلعب دورا رئيسيا في مصير عماله و موظفيه ، فالتواكل و الغش و القدرة على العمل أقل للحصول على الأكثر و إستغلال العلاقات و الإنظباط الشكلي العبيدي تصبح ثقافة تدبيرية مكان الإخلاص في العمل و المردودية و الحكامة الجيدة . فأغلب الناجحين في عملهم هم من يطيعون و يقدمون الولاء لرؤاسهم و ليس لعملهم و المتشبتين بالمحافظة على العلاقات السائدة البعيدون كل البعد عن ثقافة الإنتاج و التجديد و الإبداع . وهذا مايفسر سيادة كراهية العمل في الثقافة العربية و عدم الإبداع في مجال العمل و الإحساس بالروتين القاتل و عدم الحياة في أماكن العمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة