الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الخروج على الحاكم-أى حاكم لأى عصر

عبد العزيز الخاطر

2011 / 6 / 6
المجتمع المدني


بالمفهوم المعاصر ليس هناك خروج على الحاكم, هناك آليات لإستبداله . ثم من هو الحاكم بالمفهوم العصرى المعاش؟ هو إما رئيس حزب فائز فى إنتخابات عامه أو زعيم تكتل يحظى بأغلبيه شعبيه تمكنه من الحكم.ثم ماهو الحكم بالمعنى المعاصر أيضا؟ هو مده زمنيه محدده تنتهى فى موعدها وقد تمدد لمدد محدوده يجرى الإتفاق عليها من خلال الإستفتاء الشعبى وما ينص عليه الدستور.
هذا هو منطق العصر الذى نجاوره ولم نندمج فيه بعد. ليس هناك حاكما يُخرج عليه اليوم من يدعى ذلك فهو ليس بحاكم أصلا لأن الأصل رضا وإيجاب وقبول المحكومين,تراثنا فى معظمه منقول وليس معمول , يتعامل مع مفاهيم مغلقه لايمكن الخروج منها إلا بإستعادتها والرضوح لها, السياسه فى تاريخنا للحاكم هومن ينتجها ويفصلها , وما عدا ذلك خروج عنها ودخول فى دائرة الفتنه, بمعنى إزالته فتنه, والصبر عليه جزاءه الجنه. فى الأصل االسياسه هى خطاب العامه وليست من وساوس الشيطان. نسمع اليوم بين حين وآخر من يردد أن الخروج على الحاكم مهما كان لايجوز مخافة الفتنه وذهاب الأمن والإستقرار ولايدرك هؤلاء أنه لاأمن مع الإستبداد والظلم ولا إستقرار مع العبث بمقدرات البلاد وإن بدا ذلك اليوم لكن المستقبل ينبىء عن شر مستطير. شعوبنا اليوم ثقافيا هى بين مفهومى "الفتنه" والسياسه" خروجا من الأولى دخولا فى رحاب الثانيه . ليس الدخول فى عالم السياسه المعاصره بالأمر السهل إذيتطلب تضحيات ورؤيه شموليه وإيثار وتقديم للمستقبل على الحاضر وإبعاد للماضى إلا من العيره والموعظة الحسنه. كل مانشاهده وسنشاهده من اليوم حتى يستكين الوضع هو عباره عن إنفصال مؤلم متأخرمن عقلية الفتنه والمخافة منها إلى رحاب السياسه بما أنها فن الممكن والتوافقات. فلا يخاف المرء على دينه ولايعرض المجتمع نفسه للشعور بالذنب عندما يتحسس من مفاهيم الفتنه وأضاليها كالخروج على الحاكم أو عدم إتباع أوامر ولى الأمر بالمفهوم السياسى, لماذا لايكون لدى الآخرين وليا للأمر , لأن الأمر بأيديهم , لماذا لايكون لدى الآخرون أبا أو والدا للجميع ؟ لأن الحاكم هناك ليس أبا لأحد سوى أولاده الشرعيين ,لماذا لايكون للآخرون ربا للعائله الكبيره التى هى الشعب وممتلكاته؟ هذه هى عقلية الفتنه ونحن نستنسخها حتى اليوم. فلما تدخل فى السياسه تبطل أثرها الفعال فى العمل والتغيير وتعطل آلياتها فى ذلك, فكيف يمكن أو يصح تغيير ولى الأمر أو والد الجميع وما إلى ذلك كما رأينا فى الثورات العربيه القائمه اليوم. الشعوب فى طريقها للإنفكاك من مفهوم الفتنه الدينى التراثى ليست على مستوى واحد هناك نقطه معينه هى الفاصل أو القطع االذى قد تصله الشعوب ويتمظهر فى شكل ثوره وهو ما وصل به الحال فى كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والجزائر. ليس يعنى ذلك أن الآخرين فى منأى عن ذلك ولكنهم فى نقطة ما على الطريق لأن الحكم أو المُلك لايزال يمثل فى أذهاننا فتنه وليس برنامج سياسى يُصوت عليه ويقوم عليه رجلا منتخب يبدأ بشعبيه وينتهى بتضآءلها وتآكلها شيئا فشيئا ليأتى البديل الجديد بأفكار جديد, نشاط إنسانى سوى . علينا أن نسرع فى إدخال السياسه كمفاهيم وفكر لنستبعد الفتن والسحر والأحلام والرؤى الليله وتفسيراتها التى حكمت على الأمه بالتأخر والهزال وعلى تاريخها بالشقاق بل وعلى دينها بالخروج عن المنطق والعقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو


.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين




.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب