الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مارقون بلا حدود

واصف شنون

2011 / 6 / 6
المجتمع المدني



(سألوا أعرابي ما هو الحق فقال : أغير على جاري وأسلبه ماله وعرضه ......فسألوه ما هو الباطل فقال : يغزوني جاري غداً ويستعيد ما سلبته البارحة منه)..
هناك دعوات لايمكن للمرء ان يسمعها أو يراها دون أن يفتح فاهّ أما مستغرباً أو متأوهاً،أو مزمزماً برطميه يائساً من مطلقيها ، بل غاسلاً يديه بعشرة بحور من أي أمل في صلاح أو إصلاح سلوكيات وإنحرافات أصحابها على الرغم من علمنا ان بعض المجرمين يرتكبون جرائما قد تفوق الخيال لظروف واسباب مختلفة ، أما ونحن أمام ناشطين سياسيين وروحانيين دينيين ويدعون علناً لإستعباد وقتل وعزل وسنّ قوانين غير انسانية واقامة دول عنصرية في زمن التكنولوجيا والعولمة الإقتصادية والإجتماعية وانفتاح الأديان وتآصر المجتمعات وانتشار الأمال في صون كرامة الإنسان (العربي ) على الخصوص ،فأن ذلك ما يستدعي التشنج والتوتر والطرق على الرؤوس وضرب الراح بالراح ....
فقبل ايام طلّت علينا الناشطة "البدوية " الكويتية لتفتح صدرها للشباب العربي الثائر من أجل الكرامة البشرية وصيانة كينونة الإنسان العربي – اناث وذكور – لكي تقترح إعادة العمل شرعياً ورسمياً ومدنياً ودينيا ً وأخلاقيا ً بقوانين الجواري الذي يتعلق بسبايا النساء والأطفال والعبيد ،حيث صرحت لأهم صحيفة كويتية مايلي وانقل ذلك من الصحيفة " دعت الناشطة والمرشحة السابقة لمجلس الأمّة الكويتي سلوى المطيري إلى سن قانون للجواري يحمي الرجال من الفساد، ويقي الأبناء من الضياع في هاوية الزنا، وقالت المطيري لصحيفة السياسة الكويتية في عددهاالصادر يوم السبت 4-6-2011، إن "كويتيين كثيرين يلجأون الى مصاحبة النساء، ويضيعون دينهم ويتخذون البنات خليلات لهم من دون زواج، ما يؤدي الى المعاصي ونقل الأمراض وإنجاب أطفال الزنا، وهذا أمر يحتاج الى معالجة لا تخالف الدين وتؤمن رغبات الرجال، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إحياء نظام الجواري ووضع ضوابط قانونية له"..
وتضيف أن "الجاريات وجدن للوناسة وأن الدين حلّل إمتلاكهن شرط أن يكنّ سبايا غزو دول إسلامية لدول غير إسلامية"!!!..،ومفردة ( الوناسة ) وهي كويتية تعني المتعة والتمتع ،لكنها هنا تأتي بمعنى ( ممارسة الجنس )، وأن تلك الناشطة - التي لم يتم الإشارة الى اي نشاط لها – سوى انها كانت مرشحة لمجلس الأمة الكويتي المنقسم بين سلفيين متشددين من السنّة ذوي اللحى الكثيفة والشيعة ذوي العمائم مع بعض من نساء علمانيات يتم محاربتهن بشتى انواع الحروب النفسية ، قد عرضت نظريتها الذهبية تلك ،ونصحت الرجال الكويتيين من المؤمنين المسلمين ان يستجلبوا (الجاريات ) مثلهن مثل إستجلاب- الخدم – الأن أي الجاري.. ،ولكن عليهم ان يخضعوا لقوانين تمنح الجارية راتب قدره (50 دينار كويتي ) اي حوالي 150 دولار امريكي شهريا مع مبلغ قدره 2000 ديناركويتي (6 الاف دولار ) كل خمسة أعوام ، وعلى الكويتي ان يتخذ الحيطة والحذر من إثارة الغيّرة بين جواريه العديدات وإلا فأن الغيّرة بينهن سوف تنشب وتعكر مزاجه الإيماني امام الله والسنة والصحابة المطهرين ، ولعل ما أتضح لنا حتى الأن لايحتاج الى تعليق ونقاش وحيص وبيص ، فالناشطة نفسها لو دفعت نفس تلك المبالغ لرجل غربي - أبيض من الأقوياء!! – كي يستعبدها جنسيا ًكجارية لمدة نصف ساعة فقط لرفض العرض المارق ، ليس بسبب قبحها وسخافة العرض بل لإنسانيته وتربيته التي ترفض العنصرية وإستعباد البشر وكذلك تأنيب الضمير !!، لكن المفارقة الهائلة هي إن ناشطين استراليون من أجل حقوق الحيوان استطاعوا اليوم السادس من حزيران 2011 من اجبار الحكومة الفيدرالية الأسترالية والمعارضة معا على إيقاف تصدير المواشي الى اكبر بلد اسلامي مستورد وهو اندونيسيا بسبب ما تتعرض له الحيوانات من قسوة وبشاعة اثناء الذبح !!مما يكلف الحكومة عشرات ملايين الدولارات ..، وهنا نرتبك حين نسمع بمفردة ناشط او ناشطين لكن نشطاء الخليج من الأعراب امثال المطيري لهم تميزهم دائما فهم اغنى البشر على الإطلاق ..ويحق لهم ان يفعلوا ما يشاؤون ..!!فقد انحنى اوباما لملك النفط في وقت ما..
وبعد سلوى المطيري (الأنثى) ظهر شيخ سعودي(الذكر) وداعية الى دين الإسلام الحنيف اسمه عدنان الخطيري لينصح المتطرفين الإسلاميين في مصر بان ينتبهوا من سرقة ثورتهم مؤكدا بالبيان الفصيح وهو يشرح صدره لاتباعه " أن تتوحد الأمة تحت راية الأزهر، وألا يكون هناك أحزاب ولا جماعات إسلامية، بل أن تكون أمة موحدة تحت الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مؤكدا أن أهل مصر لديهم فرصة عظيمة لإقامة دولة إسلامية قائلا: "فلا تجعلوا أنفسكم تخرجون منها أصفار الأيدى وتتركونها لآخرين لا يقيمون الدين"..ثورتهم ..وليست ثورة اولئك الشباب الأحرار الليبراليين الذين ناموا على الكارتونات وتغوطوا في علب الصفيح وقتلوا في معركة الجمل الثانية !!..
وهنا نرى العنصرية الدينية واضحة تماما ، بحيث لو رجعنا لأدبيات الحركات التي تم إدانتها كونياً وتاريخياً بالعنصرية والبغضاء مثل الصهيونية والنازية وغيرهما ، لما وجدنا تحريض مباشر ومرتاح وسهل ممتنع قوي ومقوى بالدين مثل دعوة الشيخ الخطيري فهي دعوة لهدم بلد تاريخي عمره الاف السنين ،ودعوة للتطهير العرقي ، ودعوة لسلب حقوق الأخرين ، ودعوة لفرض الدين الواحد ...ودعوة للفتنة الكبرى بين ملايين من المؤمنين ...الخ ،لكن ذلك يجري في السعودية التي تسجن فتاة لأنها تسوق سيارتها وتتهمها بالمروق والعهر وتكلف ناشطات نسويات بادانتها واحتقار فعلتها الشنيعة !!وفي نفس الوقت تسمح على التحريض الطائفي والعرقي والتدخل في حياة الشعوب وتخريب تطلعاتها نحو مستقبل اكثر كرامة ..مثل شيخنا الخطيري الذي رائحته مسك وبترودولار ...
عالم مقلوب..ياسيداتي وسادتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حين تكون الكلمة رصاصة
سعد محمد الموسوي ( 2011 / 6 / 6 - 11:53 )
أحييك ايها الصديق على هذا المقال ،والذي فضحت فيه العهر الديني والبدوي والسياسي وقساوة الانسان الباغي والمارق في زمن الرعب والبترول وعودة اسواق النخاسة


2 - عهر
جمال جاف ( 2011 / 6 / 6 - 14:50 )
كاتب المقال عودنا دائما ان نقرأ له باناة ورويه لا بعجل ووجل نتفحص بتامل ما يدور حولنا ويرغمنا في المشاركه الفعلية . ليست مقالاته صحفية بحت وانما فكريه تدور افكارها حول الحدث اليومي يبحث عن فجوات شتى في الشرق لكي يسده بحلول علمانيه ومنطقيه واريد ان اجدر بالاشارة الى استناده القويم لقانون العقل ونظام الفكر ، واطروحاته في غاية الابداع الفكري تحياتي وتقديري لشخصك ولقلمك الجريء

اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا