الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقال.. للعائلات فقط

محمد أبوعبيد

2011 / 6 / 6
المجتمع المدني


يُفيد الأدرينالين في حالات F3 أي Fright, Flight , Fight اي الخوف والهرب والمواجهة, إلا أنه عند العرب يفيد في حالات F4 والرابعة هي "Families Only" أي "للعائلات فقط". فكلما وقعت العينان مكرهتين على هذه العبارة ذائعة الصيت في شرقنا, تحرك الأدرينالين لمواجهة هزلها نظراً لهلاميتها أو معناها "المطيني".

كل العرب في هَمّ هذه العبارة شرق, وهي ليست حصراً على دولة عربية من دون الأخرى, لكن منسوب تطبيقها يختلف من صقع إلى آخر حسب مقياس "المحافَظة المجتمعية" التي تتفاوت أصلاً من مدينة إلى أخرى في القُطر الواحد. ورغم كل المبررات التي يأتي بها معتنقو ديْدن "للعائلات فقط", إلا أنها مبررات باطلة وفقاً لقياس المنطق والموضوعية. فالعبارة ذاتها, كما سلف، لا شكل محدداً لهاً بدليل أن إدارة أحد المطاعم, مثلاً, أو أي مرفق سياحي أو ترفيهي, تحسب أن وجود "أنثى" بين الذكور فهذا "يعوئل" المجموعة, أي يمنحها شكل العائلة الحقيقية, وقد لا تكون أية صلة دم بين أفراد المجموعة التي حصلت من إدارة المطعم على "شرف لقب العائلة".

وفي مقابل هذا المشهد المضحك, يحاول شاب وشقيقه وأبوهما وجدهما أن يؤمّوا المطعم, فلا يُسمح لهم في الدخول لأنه مكان للعائلات. يا للسخف, فأي المشهديْن هو العائلة الحقيقية في المفهوم العائلي!!. يجدر, إذنْ, تغيير العبارة إلى "لا للذكور وحدهم", "نعم للجماعات المختلطة", وحينها سيصطدمون بمناوئي الاختلاط.

يزداد المشهد, مهزلة, أو قتامة, حين يُسمح لإناث عزباوات وحدهن في دخول المكان ولا وجود "لذكر" بينهن يعطيهن سمة العائلة وفقاً للعبارة الهزلية, وهذا يسوق الكلام إلى مقام آخر وهو سوء الظن الاستباقي في مجموعة ذكور وكأنهم وحوش شهوانية كاسرة ستنقض على كل عود أنثوي غض في المكان "المتنازع عليه", علماً أن مجموعة الذكور قد تكون مكونة من متزوجين في مناصب أو في وظائف مرموقة اجتمعوا في استراحة الغداء من أجل إرضاء شهوة المعدة فقط وليس شهوة العينين, فتحرمهم عبارة "للعائلات فقط" من الولوج, بينما ثلاثة شبان برفقة فتاة ينعمون بطيبات المطعم وجَوّه لأنهم "عائلة" حسب مفهوم "العائلة" غير المفهوم.

أحد التبريرات لهذا الحظر الذكوري, هو أن ذكراً, أو أكثر, قد يزعج, ولو بالنظر, أنثى ضمن عائلة حقيقية لا شكلية, الأمر الذي سيزعج العائلة بأكملها. هذا يحصل بالفعل, لكن ليس من العدل أن تؤخذ حالات فردية على أنها عمومية فيذهب الصالح في عزاء الطالح, ويصبح منع الذكور وحدهم من الدخول قانوناً غير عقلاني. فمن الوارد أيضاً أن "تعاكس" فتاة شاباً ضمن عائلته, فليُمْنع, إذنْ, دخول الإناث وحدهن إلى المكان. تلكم هي المعادلة المضحكة: "عالْمة", أي راقصة, مثلاً, هي جواز دخول ذكور إلى مكان مخصص للعائلات حيث وجودها "عوءلهم", بينما يخفق عالِمٌ مرموق في "عوءلة" رفاقه المثقفين من الذكور فلن يدخلوا المكان ولو مرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟


.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح




.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين