الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نؤسس لنظام تربوي سوري تحليلي تركيبي ناقد ؟؟؟؟

عبد الرحمن تيشوري

2011 / 6 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


متى نؤسّس لنظام تربوي سوري تحليلي تركيبي ناقد
لمواجهة قيم العولمة الوافدة؟
مخطّط البحث
1. أهميّة التربية في الوقت الراهن
2. المذاهب التربوية عبر التاريخ.
3. التربية قديماً و حديثاً.
4. النظام العالمي الحالي يعولم التربية
5. تربية عربية مستقبليه

• عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة العامة
مجاز من المعهد العالي للعلوم السياسية
قسم العلاقات الدوليّة
- مدرس في المعهد الصناعي- طرطوس
- دبلوم دراسات عليا/ في العلاقات
الاقتصادية الدولية عام 2001
- دبلوم تأهيل تربوي عام 2002
- لـه العديد من المقالات المنشورة في الصحف و المجلات السورية

أهميّة التربية في الوقت الراهن

التربية قديمة قِدَمَ الانسان و كلّ انسان يحتاج للتربية صغيراً كان او كبيراً و قضيّة حاجة الانسان للتربية قضيّة دافقة كسطوع الشمس في رابعة النهار لا يختلفان حولها اثنان.
- و من المعروف تاريخيّاً أن الأديان السماويّة اختطت طريقة مخصّصة في التربية لتحديد نسق القيم الأخلاقيّة و السلوك الاجتماعي و الانساني العام.
- و قد تطوّرت التربية و تنوّعت نواحيها و صار لها نظم مختلفة أوجدتها ضرورات التقدّم و احتياجات التلاؤم مع غايات الحياة المقصودة في كلّ عصر.
- و التربية أداة تغيير و هي سلطة تنفيذ و هي سور الأمّة من أجل الخلاص و هي درع الأمّة في كلّ مقاومة يحتاجها الدفاع عن المعاني القوميّة و الأخلاق و المبادئ الانسانيّة.
- و الذي ينظر الى مخرجات التعليم العام في الوطن العربي و في سوريا أيضاً يلاحظ أن أغلب الخرّيجين غير قادرين على تحليل و فهم ما يجري في العالم و بالتالي عدم القدرة على الردّ و التصدّي و تجنيب الأجيال الطالعة لعمليّة الغزو و غسل الدماغ تمارسه أمريكا لإشاعة النموذج الغربي و تصدير القيم الغربيّة النفعيّة الأنانيّة. و المناهج التربوية الثقافية التي يبثّها التلفزيون المدشّش و شبكات الانترنت.
- هذا الزخّ اليومي لملايين الصور و الكلمات يجعل الناشئة عندنا يخضعون لمؤثرات عقلية و ذهنيّة و قيميّة تتعلق جميعها بالنمط التربوي الغربي و أشكال فهم هؤلاء للحياة.
- هذا التدخل السافر في تشكيل عقول شبابنا و نفسياتهم عبر غزو ثقافي تكنولوجي انترنيتي يفرض علينا التفكير في كيفيّة المواجهة و بناء تربية عربية مستقلّة تحافظ على المنظومات التربوية للشباب العربي و يلعب المعلّم الجديد المؤهّل تاهيلاً يناسب للردّ و القيام في المهمّة الموكولـة إليه دوراً كبيراً و هامّاً.


المذاهب التربوية عبر التاريخ

- التربية تغيّر أثوابها باستمرار و هي دائماً بنت العصر الذي تولد فيه و في كلّ عصر للتربية خصوصيات تلوّنها العقائد الاجتماعية و الدينية و السياسيّة.
- فالمدرسة المعرفية تركز على النموّ المعرفي و العقلي و تعتبره أساس النمو و تركّز على الحقائق و محتوى المعارف و المناهج.
- و المدرسة السلوكيّة تركّز على البيئة الطبيعيّة و الاجتماعية و النفسيّة و الحضارية و تعتبر البيئة هي الصانع الرئيسي للنموّ
- و التربية الغربية تترك الفرد حرّاً في الاتصال بكل المظاهر الاجتماعية الهامّة للتنشئة "وسائل الاعلام- نوادي- جمعيات- مسارح..."
- فيما النظريات الاشتراكية وضعت السياسات التربوية بطريقة تضطلع الدولـة فيها بمهام التنشئة المتكاملة للفرد.
- وبشكل عام توجد انواع من التربية: منها التربية الليبرالية و التربية الاشتراكيه و التربية القومية.
- و من أكثر انواع التربية انتشاراً في العالم اليوم هي التربية الداتيه النفعية التي أسّسها و فلسفها و روّج لها الأمريكي جون ديوي و زملاءه. و التي تقول بأن التربية هي الحياة نفسها و يجب أن تفهم المواقف التربويه بما يشبه مواقف الحياة نفسها.

التربية قديماً و حديثاً

التربية عملية اجتماعية في مضمونها و جوهرها و اهدافها و وظيفتها و لايمكن فصلها عن المجتمع و هي تعبّر عن حاجة الأفراد و حاجة المجتمع و هي عمليّة طويلة الأمد واسعة النطاق متشعبة الجوانب متداخلة العناصر تقتضي توفير الشروط اللازمة لنموّ الطفل و الشاب نموّاً صحيحاً سليماً.
صحيحاً من جميع النواحي الجسدية و النفسيّة و المعرفيّة و العقليّة و الأخلاقية و المهارية.
التربية قديماً عند اليونان "مثال":
أفلاطون "427- 347 ق.م".
من اقدم الذين عنوا بمسائل التربية و كتبوا عنها و ناقشوا مشكلاتها و تحدّث عن كيفيّة تربية المواطن الصالح و كيف يصل الفيلسوف الى السلطة.
و قال لن تنجو المدن من الفساد و الشرور الاّ إذا أصبح الملوك فلاسفة أو الفلاسفة ملوك و دعى إلى التخصّص و الحوار و نحن الآن و بعد 2400 عام من افلاطون لم نتعلّم الحوار بعد.
كما شكّلت التربية وتكوين الشباب الشغل الشاغل لأفلاطون. وبرأي افلاطون أن التربية من عمل الدولـة و على الدولـة العادلـة أن تشرف عليها.


التربية في العصور الوسطى
"التربية عند العرب"

كان العرب في العصور الوسطى معلّمي الشعوب و سادة الدنيا و قد اهتمّ فلاسفة العرب بمشكلات التربية و من بين هؤلاء عدد من كبار المربّين أمثال ابن سينا و الغزالي و ابن خلدون و قد تجلّت نظرة العرب للتربية على انّها إعداد للفرد لعمل الدنيا و الآخرة على حدٍّ سواء و سأعرض هنا اهمّ الآراء التربوية للفيلسوف ابن خلدون لأنّها لا تختلف كثيراً عن المذاهب الكبرى في التدريس و التربية اليوم.
• ابن خلدون 1332-1406م.
ابن خلدون امام المؤرّخين و عميد المربّين و الانسان عنده مفكّر اجتماعي خاضع لقوانين الجماعة في علاقته بالآخرين.
- المبادئ التربوية عند ابن خلدون تنحصر في وجوب التدرّج و الإنتقال من المعلوم الى المجهول و من السهل الى الصعب و من الجزئيات الى الكلّيات و من المدرك المحسوس الى المدرك المجرّد و الاستعانة دوماً بالأمثلة الحسيّة.

التربية في العصور الحديثة
"التربية الاوربيّة"

- أخذ الاوربيون من العرب العلوم و الفلسفة و بذور المفاهيم التربوية الجديدة التي تقيم لجسم الانسان و صحّته وزناً و تعطي العقل و العاطفة و حريّة الفكر قيمة و أهميّة كبيرة:
- يعتبر جان جاك روسو (1712-1778م) رسول التربية الاوربية الطبيعية التي تدعو الى المساواة و العودة الى الحياة الطبيعية حيث طالب روسو بجعل التربية طبيعية بعيدة عن تأثير المجتمع الفاسد و مبنيّة على فهم و تلبية حاجات الطفولـة.
- هربرت سبنسر (1820-1903م) هاجم المناهج التربوية التي كانت سائدة في زمنه و أكّد على المفهوم النفسي للتربية عن طريق جعل التربية قائمة على اسس ثابتة من علم نفس الطفل.
- الفيلسوف الأمريكي جون ديوي (1859-1925م) يلخّص لنا المبادئ التي يقوم عليها مفهوم التربية الحديث.
- انّ المدرسة يجب أن تكون مجتمع صغير تدبّ فيه الحياة.
- ان التربية مستمرة و ليست جرعة تعطى مرّة واحدة و إلى الأبد بل هي بحاجة إلى الاستمرار لأن العلم لديه دائماً شيء جديد يوافينا به.
- ان طريقة التدريس الملائمة هي التي تعتمد على الحوار و حلّ المشكلات و التعلّم الذاتي.
- مهمّة التربية إعداد الفرد للحياة في المجتمع.
- و التربية برأيه ليست مجرّد وسيلة للمعرفة بل لتربية المجتمع.
- و حسب ديوني ان المناهج المدرسية يجب أن تواكب التغييرات التي تحصل في الحياة.
فالمنهاج يتغيّر و الأهداف تتغيّر و الطرائق تتغيّر.

النظام العالمي الحالي
يعولم التربية

من الملاحظ منذ دخول القرن الحادي و العشرين و ربّما منذ العقد الأخير من القرن الماضي تجري عمليّة عولمة كلّ شأن اقتصادي واجتماعي وتربوي وثقافي و أخلاقي و في إطار هذه العولمة التي غالبيتها قيم أمريكيّة مطلوب من امّتنا العربيّة و مطلوب من قطرنا الحبيب سوريّا أن نعيد النظر نحن و أشقائنا العرب جميعاً بما لدينا من نماذج و نظريات و طرق و مناهج و نجري عملية تأهيل لها من جديد آخذين بعين الاعتبار ما يدخل و ما ينفذ و ما يعولم لنتخلّص من آثار عمليّة الغزو التي تمارس علينا في الصباح و المساء.
• ميدان التربية من اهم الميادين التي تتأثّر و التي تحتاج لاعادة الفحص النقدي ولإعادة البناء و لإعادة التكوين فالتربية وسيلة التغيير دائماً.

نحو تربية عربية مستقبلية

علينا في الوطن العربي و في سوريا إعادة تحصين الأجيال العربية الطالعة إزاء التراجع العالمي الذي حصل لنماذج الحضارة الاشتراكية و على التربية المستقبلية أن تتصف بالخصائص الرئيسية التالية:
- الانفتاح على ثورات العصر "المعلومات- الاتصالات- التقنية و الاعلام" بشخصيّة ثقافيّة مؤهّلة تحسّ و تتقن التعامل مع ادوات العصر الراهن مؤهّلة اختصاصيّاً و تربوياً و تقنيّاً.
- الاهتمام اكثر بالادارة التربوية التي أصبحت علماً لـه فلسفته و أصولـه و قواعده و أساليبه وطرائقه و ممارساته و التي هي أساس أي تطوير أو تجديد للتعليم و إعادة النظر بواقع الادارة التربوية و عدم تسمية أي مدير إذا لم يكن مؤهّلاً جامعيّاً و تربويّاً و تقنيّاً بدءاً من مرحلة رياض الأطفال و انتهاء بأعلى مراحل التعليم.
- يجب أن تتّصف التربية العربية الحالية و المستقبليّة بالفرديّة و الجماعيّة و التفاعليّة و تؤمّن التفاعل المستمر و التغذية الراجعه.
- يجب أن تتصف التربية بالعملية- الخبرويه- النظريه- التعبيريه- التواصليه- الابتكاريه- التركيبيه- الانتاجيه- الاستكشافيه- التوليديه- الادائية- التعاونيه- التشاركيه- التنوعيه- البدائليه- التأويليه- التساؤليه- النقديه- التقويميه- النواتجيّه- الأخلاقية- التمهنيّه- المنفتحه
- المستقبل ليس واحداً ذا اتّجاه واحد بل هو عبارة عن وجوه ممكنة متعدّدة للمستقبل يظهر فيها إلى حيّز الوجود ما نختاره و نجهد في سبيل تحقيقه.
- إذاً علينا لمواجهة قيم العولمة الوافدة الخطيرة على شبابنا و مستقبلنا أن نؤسّس نظام تربوي جديد يعترف بالتعلّم على أساس الأداء الحقيقي الفعلي المتكرّر فليس المهمّ كيف نعلّم الفرد وأين نعلّمه بل المهمّ ماذا نعلّمه و نوعية اتقانه للتعلّم و حتّى نستطيع ذلك لا بدّ من إعادة النظر برأس العملية التربوية و سرّ نجاحها "المعلّم" بحيث نعرف كيف نختاره و كيف نعدّه و كيف نؤهّله و كيف نرفع مستوى حياته و معيشته حتّى يتفرّغ للتعلم مدى الحياة و للتعلّيم مدى الحياة.
عندئذ نستطيع مواجهة العولمة و تفعيل التنمية و البقاء في القرن الحادي و العشرين بهوية و تجربة

• عبد الرحمن تيشوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيون من غير العرب ينتقدون تعريب التعليم في البلاد


.. حذاء ملك الروك إلفيس بريسلي يباع في مزاد علني • فرانس 24




.. كلمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ساعات من مناظرة جمعته 


.. اتهامات وحوار أشبه بالشجار..بايدن وترامب يسدلان الستار على ا




.. إيران.. بدء عملية فرز الأصوات وتوقعات بجولة ثانية