الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الشعبي والمسار الفلسطيني .. جلسة ثقافية نظّمها المنتدى التنويري

أبو زيد حموضة

2011 / 6 / 7
المجتمع المدني


تقرير ابو زيد حموضة
نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) في ذكرى تاسيس م.ت.ف. 28/5/1964 جلسة ثقافية بعنوان : ( الشباب .. الحراك الشعبي والمسار الفلسطيني ) استضاف فيها كوكبة من نشطاء الحراك الشعبي الشباب الذي حمل على عاتقه انهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية ومتابعة مدى جدية احقاق المصالحة والوحدة الوطنية مستخدما الموقع الاجتماعي " الفيسبوك " كوسيلة اتصال والميدان كأداة ضغط لتحقيق الوحدة.
تحدث في الجلسة الناشطة مّي الوزني ماجستير اساليب تدريس علوم والناشطين من جامعة النجاح الوطنية؛ آلاء بني فضل الطالبة في كلية الصحافة، ووليد تكروري وضياء خويرة من كلية الاقتصاد.
أدار الجلسة الناشط المجتمعي خالد الخندقجي الذي اعتبر المنتدى التنويري مفردة ثقافية فاعلة من مفردات الثقافة الوطنية الفلسطينية لتبنيه قضايا الشباب والوطن ولكونه أول مؤسسة تفسح المجال لشباب الحراك الشعبي للتعبير عن أنفسهم وتلتقي بهم وتشد أزرهم. وأشاد الخندقجي بدور الشباب وحسهم الوطني في الضغط من أجل المصالحة الوطنية التي أول ما غاظت حكومتي الاحتلال وامريكا. واعتبر الخندقجي المصالحة خطوة هامة يجب أن يليها خطوات سريعة اخرى كتشكيل حكومة ائتلافية وانتخابات للمجلس الوطني ومؤسسات م.ت.ف، واطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
أما الشباب فقد نجحوا في ترك بصمتهم في رفض الواقع، ووائموا بين الدراسة والاحتجاج في الخيمة، تحدثوا بلغة الواثق عن دوره السياسي والاجتماعي والاقتصادي كقوة تغيير مستقبلية، تحدثوا دون أن يتلعثموا بكلمة، بكل مسؤولية ووعي وادراك. وقد عبروا عن ذواتهم بموضوعية وتوازن وحنكة مما شد الحضور الذي طالما صفق لهم، المتنوع والحاشد، للسماع لهم باذن صاغية وقلب مفتوح عن تجربتهم المتواضعة في الخيمة التي لم تربُ عن 55 يوما بايامها ولياليها المثيرة من هول الطبيعة، والاشاعات والمؤسسات والاعلام والاحزاب والُسلطة والشخصيات الوطنية والجماهير كما أجمع المتحدثون الذين قسموا مداخلاتهم ضمن أوراق اربع.
فكان المتحدث الاول الصحفية آلاء بني فضل التي تناولت ( دور المرأة في الحراك الشعبي ) التي اعتبرت ماجرى في الدول العربية ،تونس ومصر، محفزا لنا في العمل الذي لم يكن تقليدا لأحد لأن الشارع الفلسطيني منتفضا بطبيعته. أضافت بني فضل كنا ستة من الاناث من مختلف الكليات، لقد انصدمت من قلة عدد المشاركات، لكن كان حضورنا فاعل ومهم، واستطعنا مع الشباب من تقسيم الادوار، فالشباب عليهم تعب السهر ليلا ونحن علينا عبئ التخطيط. ثم تطرقت الى خطورة الاشاعات التي اطلقت جزافا على المشاركين، قائلة: اتهمونا أننا نشارك بأجر 100دولار على اليوم، وبثوا اشاعات حول مشاركتنا ليلا، علما أن ورديتنا كانت لا تتعدى الساعة السادسة مساء، حيث كنا نخطط ليلا في بيوتنا على الانترنت، واستطعنا أن ننجح بما فشلت فيه الفصائل حيث دعونا في يوم الاسير 15 عائلة حضروا جميعا، أمهات واولاد وازواج، وكان الحضور مكثفا وأكثر من النشاط المركزي الذي صرف عليه المبالغ الطائلة ولم يحضره اهل الاسرى، وتطرقت الصحفية الى أهمية الخيمة في انهاء الانقسام و للدور الاجتماعي الوطني التي لعبته الخيمة في اصلاح بعض الشباب بالطرق الايجابية وتخفيف الضغوط الاجتماعية عليهم. وطالبت باحترام البنت الفلسطينية المناضلة وتسهيل مهمتها ومعاملتها كالاخت والام والبنت لأنها شرف المجتمع ورمز تقدمه ورفعته واحترام نضالها المجتمعي والوطني.
المتحدث الثاني الناشط ضياء خويره من أصحاب فكرة الحراك، تحدث عن تبلور الفكرة بأربعة شباب اجتمعنا لانهاء الانقسام، علينا أن نتحرك وان نبذل جهد منظم، واجدين في حراك الشباب العربي ضد غطرسة الحكام العرب مثالا لنا. بدانا في نابلس على الفيسبوك. نزلنا في 15آذار. نادينا الشباب بأعلى الصوت وبذل طاقاتنا بطريقة افضل لخدمة الوطن. 55 يوما بقينا مستمرين. وضعنا برنامج يومي أعطينا صورة جيدة عن الشعب الفلسطيني. ثم اضاف خويرة أقمنا حلقات توعية ثقافية عن تاريخ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية فأطفالنا يتعرضون لغزو ثقافي كاسح، همهم الموضة والازياء فهم يواجهون ماساة . ثم احتفينا بذكرى اجتياح البلد القديمة بمسيرة مشاعل ومهرجان من أجل أسرى الحرية.
ثم تساءل خويره لماذا لم تتدخل الناس، هل حقا الناس كلت واسقطت حقها في القضية، وذّكر بالشعب الفيتنامي والثورات العالمية التي وضعت لنفسها برنامجا وطنيا وتغلبت على الاستعمار والاحتلال وقال نستطيع التحدي بكل الوسائل ولفت الى أهمية التواصل مع الاخر والاستفادة من الايجابيات.
الطالب وليد التكروري كان المتحدث الثالث، حيث تناول الورقة الامنية للحراك الجماهيري، شكر المنتدى لافتا الى أنه المركز الاول الذي استضافنا، قائلا كل المراكز في البداية رفضت أن نجلس في مراكزها، لم نجد حاضنة، وكانت أولى لقاءاتنا في المقاهي، المراكز دكاكين فارغة.. وأضاف بعض الاجهزة الامنية لجات الى القمع الناعم في نابلس والقمع الخشن في رام الله وغزة . وقال لقد كسرنا هاجس الخوف من الاجهزة والمحافظ الذين تقبلوا الوضع بعد اجراء التنسيق. وعرّف القمع الناعم بالتشكيك في الفكرة والابتعاد عنها ويتم ذلك بارسال أحد اصدقاءك للفت نظرك ونصيحتك! والكثير من اصدقاءنا لم يشارك لهاجس الخوف، وكانت قلوبهم معنا ولم يحضروا.
التكروري وجه سهامه ضد الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي قائلا كنا نترجى الاعلام لتغطية بعض نشاطاتنا الناجحة، لكنهم للاسف اتبعوا سياسة التطنيش، وكان الدورالاعلامي خفيف ومتراجع. أما الفصائل لمسنا أنها كانت تحضر لبث افكارها وتتنافس لاحتواءنا. الا أنني اسجل تقصيرا في حضور الكثير من الرموز الوطنية والتشريعية والمجتمعية والمساجين السابقين. واعتبر المتحدث جل هؤلاء فاتحي دكاكين وبائعي كلام. وقال في الخمسين يوم التي قضيناها تحت خيمة الكرامة كانت لنا تجربة مكثفة فهمت الكثير من الامور وتيقنت واكتشفت لماذا ضاعت فلسطين ولم تتحرر، ويمكن في المستقبل سُألف كتابا عن ذلك لغنى التجربة حيث لمست مفهوما للاسف اصبح سائدا ومخالفا لقواعد العمل التطوعي ( لا أقدم شيئ للوطن دون مقابل )
المتحدثة الاخيرة كانت مي الوزني القادمة من السعودية لحرمان عائلتها القدوم لفلسطين لعدم وجود رد شمل . حضرت لفلسطين للدراسة. قالت: الحياة في فلسطين حلم
بادرتنا القول: أنا طالبة ماجستير لكني كنت في الخيمة تلميذة، ووائمت في أيام مكوثنا في الخيمة بين الدراسة والاعتصام وقدمت الامتحان الشامل. وأضافت في اليوم الاول من الاعتصام كنت لم اعرف احد، بعكس مظاهراتنا في الاردن الكل يعرف الكل، ولكني في الخيمة وجدت شباب يتحدثون بطريقة واعية وجديدة ومثقفة، أنا لست مثقفة سياسيا، لكني أفتخر بما تعلمت، لكسرنا حاجز الخوف، والاهم حاجز الصمت، وأفهم ما قمنا به يتبلور ضمن المقاومة السلمية الشعبية، ليس فقط ضد الاحتلال وانما ايضا لتصحيح المسير، وعلينا كجيل جديد أن نبتكر ونخلق اساليب ووسائل جديدة للاحتجاج لأن الحراك والتغيير موجودين في عقل ووجدان كل فلسطيني، فنحن نرفض الانقسام بين قياداتنا الذي انعكس على بيتنا ودواخلنا، نرفض الواقع الموجود، وبهمتنا سنغيره للافضل. سنغيره بالريشة والكلمة والشعر واللوحة والفيسبوك والخطاب كوسائل تواصل مع الشارع ومناطق الوطن، وأضافت لقد رسمنا لوحات، وغنينا أناشيد وطنية، وعبرنا عن حراكنا ورفضنا بمقاومة شعبية بحته التي علينا أن نخوض غمارها ونطورها ونتعلمها واكتساب مهاراتها، وأردفت الموضوع يجب ان يكبر لنكمل المشوار، ولتوسيع الدائرة علينا التواصل مع المؤسسات لتبني قضايا جديدة.

فلسطين المحتلة/ نابلس
5 حزيران 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق


.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا




.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من