الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الإسلام الحق؟

محمد لفته محل

2011 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصبح إرهاب الجماعات الإسلامية ظاهرة عالمية خطيرة ومارست الأنظمة الإسلامية أبشع أنواع إرهاب الدولة بالقمع والاستبداد والظلم كما في أفغانستان والسودان والسعودية وإيران والعراق ونحن ما زلنا نردد كالببغاء إن (الإسلام الحق)! بريء من هؤلاء الجهلة الذين فسروا الدين على هواهم ومصالحهم وأنهم لم يفهموا الإسلام الحقيقي المبني على التسامح والمحبة والسلام الخ وجميع هذه الردود على الإرهاب هي اللغة ذاتها التي يتحدث بها الإرهابيون الإسلاميين من تجهيل وتكفير الآخر، ترى ما هو (الإسلام الحق) الذي يتحدث عنه هؤلاء؟ ومن هو البطل الذي سيدّعي انه يمثل (الإسلام الحق) فيتبعه الجميع أو تتفق عليه المذاهب؟ ألا تدّعي كل المذاهب الإسلامية إنها الإسلام الحق والباقي باطل أو جهلة، فكفرُ وفرضوا وقتلوا! إن مقولة (الإسلام الحق) تستند إلى قراءة مذهبية أو شخصية للإسلام وهذا ُيبقينا في ذات الحلقة المفرغة التي ندور بها من قرون من تكفير أو تجهيل الآخر. أين المشكلة إذن هل بالنظرية أم بالتطبيق أم كلاهما؟ دائما نوجه النقد للمتطرفين كما أسلفت ونبرئ الإسلام من الخلل؟ وكأن الإسلام شيء والمسلمين شيء آخر أو كأنهما نقيضان؟ وهذا أحد أوجه الخلل في قراءة المشكلة.
إن أي قراءة موضوعية لفكر الجماعات الإسلامية المسلحة يرى أنهم لم ينطلقوا من فراغ وجهل بالدين مطلقا، بل يتسلحون بتفسيرات وأدلة ووقائع تاريخية وأي متصفح لكتبهم ومواقعهم على الانترنيت يلاحظ قوة الحجة لديهم بوضوح، وإلا لما كسبوا هذا العدد من المتعاطفين معهم بالسر أو بالعلن حد التضحية بالمال والنفس، والحديث هنا ليس مناقشتهم دينيا لأنه حديث كما قلت في حلقة مفرغة حتما، وإنما لكشف الجوانب السياسية والاقتصادية والنفسية والإيديولوجية في تفسير الإسلام وفي الإسلام ذاته.
إذا تناولنا الإسلام أولا بحسب السؤال السابق عن المشكلة نرى إن الإسلام هو دين سياسي قائم على مقولات سياسية سلطوية ف(محمد عبد الله) جاء بهذا الدين وفي ذهنه الاستحواذ على السلطة وطوع كل نصوصه القرآنية وأحاديثه في تبرير وخدمة هذه السلطة، فجعل من نفسه حبيب الله والناطق باسمه وإن الله نفسه صلى عليه وسلم! بعدما أكد على انه أمي لإبعاد تهمة تأليفه لهذه القوانين، ولم يسمي ديانته باسمه لنفس السبب، وسمى نفسه خاتم الأنبياء وأفضلهم وأن الإيمان بالله وحده دون محمد كفر! وإن الدنيا خلقت لأجله! وإن العصور التي قبله كانت جاهلية وستكون مشركة إن لم تؤمن برسالته! لأن كل الديانات السابقة قد مهدت لظهوره! ولأن قرنه خير القرون! أي نهاية التاريخ بلغة فلسفية! بحيث يمكن تقسيم التاريخ العربي في تلك الفترة التي هيمن فيها (محمد عبد الله)، بعرب ما قبل الايدولوجيا وعرب ما بعد الايديولوجيا المحمدية، وحاول أن يجعل من هجرته بداية التاريخ كما فعل (يسوع أبن مريم) حين جعل من ميلاده بداية التاريخ! وجعل اسمه في كل الطقوس والأدعية وكل شيء فرضا دينيا! ولم يكتفي ببقاء رسالته بين أتباعه بل قام بالاستحواذ على مكة بالقوة ونصب نفسه حاكما عليها حتى وفاته دون تسليم هذه السلطة أو إنابتها لأي شخص؟ وجعل كل قوانينه مطلقة ومقدرة ومنزلة ومقدسة لإزاحة كل خصومه ومعارضيه وتكفيرهم، ولاستعباد الناس ذهنيا كالقطيع، ومنع الزواج بين غير أتباعه، وجعل دينه هويتهم ألأولى، وميز أتباعه بأزياء وعلامات وأسماء وطقوس وأطعمة خاصة بهم كهوية سياسية، بل وحرم أكل أي لحم ما لم ُيذبح على الطريقة المحمدية!، ونظّم حياتهم وأخلاقهم ومعيشتهم وزواجهم ومعاملاتهم وتفكيرهم وطقوسهم بالتفصيل وفق سياسة الخضوع له مطلقا، بتهديد غرائزهم بالعذاب لو عصوها، وإغرائها بالجنة لو خضعوا لها، التي نقلها مع غيرها من المسيحية واليهودية التي هي بدورها نظريات سياسية للاستبداد، وقد زاوج (محمد عبد الله) بين الديني والقبلي تزاوجا براغماتيا فهو ألغى وأد المرأة لكنه أبقى حقوقها منقوصة كالعبد للرجل (1)، ولقد توقع (محمد عبد الله) بانهيار ديانته بعده أو في زمن ما، فراح يتكلم عن نبوءات عن فساد الناس وظلالهم وانحطاطهم بسبب ابتعادهم عن دينه الذي سيكون هذا الزمن هو نهاية الحياة! وباختصار لقد ألغى (محمد عبد الله) عبادة الأصنام ليحل هو الصنم الأوحد بدلها، أن هذا التضخم النرجسي للأنا لا يمكن أن يكون إلا نكوص نفسي لمرحلة طفولية قبل تناسلية حين يعتقد الطفل أن العالم جزء من جسده ولا شيء مفارق له، وهي من جهة أخرى سد الطريق لكل الخصوم والمعارضين والمنافسين له وبقائه الأوحد المطلق مثل الرب الذي تماهى معه! وقد مارست الأنظمة الإسلامية فيما بعد سياسة (محمد عبد الله) في الحكم بتبرير كل شهواتهم واضطهادهم وقمعهم بالدين، بالنتيجة فالإسلام هو نظرية سياسية للاستبداد بقوانين دينية، لهذا وبعد موت (محمد عبد الله) تصارع الأتباع على السلطة بينهم حتى ظهرت أسلامات داخل الإسلام بعضها ينفي الآخر ويكفرهُ، وهي بمجملها منقسمة بين مذاهب السلطة، ومذاهب الانقلاب، ومذاهب السلطة الظل، وجميعها نظريات سياسية للاستبداد، وكل المؤامرات الكبرى في الإسلام كانت بسبب هذا الانقسام السياسي.
أما إذا انتقلنا المسلمين بحسب الشق الثاني من السؤال نجد إن المواطن ضحية سلطة مستبدة فاسدة لا توفر الحريات والعمل والخدمات، وضحية الفقر والبطالة والأمية والمرض والقمع والانغلاق والتجهيل، وضحية أيديولوجيته الدينية بالوراثة والعادة كهوية سياسية له ترسم له واقعا لاستعباده ذهنيا وجسديا موازيا للواقع العملي يحدد ويقدر ويخطط كل حياته وتفكيره ومستقبله ومعيشته ومعاملاته عنه سلفا مستخدما معه الإغراء بالمكافئة والتهديد بالعقاب، محاولا هذا الفرد أن يحقق ضرورات الواقع وفروض الدين معا في ثنائية التدين والمصالح والضرورة العملية.
ـــــــــــــــــــــ
1ـ المرأة في الإسلام ناقصة عقل ودين وناقصة في الميراث والشهادة في المحاكم، وليس لها الحق في أن تكون قاضية أو حاكمة سياسية أو عالمة دينية، وليس لها الحق في ممارسة حريتها فكرا وإرادة وجسد خارج حدود الرجل الذي يمتلكها!، وهذه النظرة الدونية للمرأة امتداد للفكر القبلي. أي أنه ألغى وأد المرأة الجسدي، وأبقى وأدها المعنوي والإنساني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماقل ... ودل ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 6 / 9 - 18:10 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي محمد لفته وتعلقي ؟
1: ألإسلام كله سئ نظرية كان أم تطبيق ... وتكفي حروب وغزوات الرسول ، ثم حروب الردة والتي قتل فيها 23 ألف إنسان ، وبعدها حروب صفين والجمل والتي راح ضحيتها إيضا أكثر من 20 ألف إنسان ؟
2 : المسيح حسب علمي لم يجعل من ميلاده لابداية للتاريخ ولا نهاية للجغرافية ، فكتابة التاريخ حسب ميلاده قد حدث بعد أكثر من قرنين من صعوده للسماء ، ولا أدري إن كان محمد قد فعلها شخصيا أم لا ؟
3 :إن كانت اليهودية والمسيحية نظريات ، ولكن هذه النظريات لم تدعو أتباعها إلى نشر دينها بالسيف أو دفع الجزية ، ويكفي قول المسيح لحواريه ( إفعلو بالناس ما تحبون أن يفعلوه بكم ، وأحبو أعدائك ، وباركو لاعنيكم ومبغضيكم ) ولا أعتقد أنك غافل عن الكثير من الكلام العذب والسامي والراقي ألذي قاله ؟
4 : أخر الكلام ياعزيزي محمد وبكل محبة أقول ( لاتكن كشمشون علي وعلى أعدائي ) لأن هذا السلوك لن يجديك ، فقول السيد المسيح واضح ( ما ينتفع ألإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) فرجائي أن لاتخسر نفسك لمجرد غرور في فهمك ؟


2 - صباح الخير
حازم الحر ( 2011 / 6 / 12 - 04:42 )
الاخ الكاتب اخوتي القراء والمعلقين
مهما حاول اتباع الاسلام تجميله والتحدث عن قبوله للراي الاخر فقد كشف العالم وبفضل سهولة الوصول للمعلومات زيف اقوالهم وتاكدت حقيقة واحدة ٠ لكي تكون مسلما مخلصا يجب ان تكون كارها ارهابيا ٠ ويسعد صباحكم


3 - حازم الحر
محمد لفته محل ( 2011 / 8 / 11 - 05:27 )
صديقي حازم ياليت الذين يعرفون حقيقة المحمدية لايتركونها، بل فقط يعترفون باخطائها ويحاولوا تعديل وتجاوز واصلاح نصوصها حتى ضمن حقوق الانسان لكنهم للاسف لازالوا يصرون ان قوانين (محمد عبد الله) ازلية خالدة سماوية!!!


4 - اذا كان التمدن كما تدعي فلا تستهزئ بما لاتعي
سليم ( 2011 / 11 / 4 - 20:27 )
ان القول الذي ادرجته عن النبي صلى الله عليه وسلم غيرصحيح بكل تحفض فلم يدع النبي صلى الله عليه وسلم الى عبادة ذاته بل دعى الناس الى عبادة خالقهم ، فلقد بينت السنون ان الحضارة الاسلامية دامت في العالم 15 قرنا وهذا دليل على انها الحق وما كان من التاويلات التي ارديتها في النبوءات التي اخبر بها النبي صلى الله علية وسلم بانها نبوءات حتى يرجع الناس الى الدين الذي تظن انه ابتدعه وهو في الحقيقة من اخبار الله تعالى له بها فكيف يدرك ان هذا الدين سيتعرض لمصائب وتكالب الامم عليه وتعذيب اهله وقتالهم وقتلهم ولكن انظر لما يحارب المسلمون؟ لماذا يضطهدون ؟
لماذا يقتلون ويشردون ؟ لماذا يحاصرون؟ الاجابة سلهة لان سلعة الله غالية لان سلعة الله الجنة. الان ساطرح عليك سؤالا ولكن يجب الاجابة
لماذا لم تخبر العلمانية او التمدن عن احوال الناس بعد الموت ويقولون انه عالم غيبي او ليس لدينا القدرة على فهم هذا الامر وتفسيره
انا اقول لك ان هذه فكرة العلمانية تريد استغلال الناس واستعبادهم لخدمة شهواتهم وكبت الحقوق والسعي في الارض بالفساد تريد جعل الانسان عبدا لها ولا يهمها بعد موته وسل ماهو سبب الوجود وما غايته


5 - الى الاخ سليم
محمد لفته محل ( 2011 / 11 / 5 - 04:32 )
صديقي سليم أنا لا أستهزء ابدا بل انتقد، لماذا لايقبل السلمون الايمان بالله دون محمد عبد الله؟ وفي الاذان والشهادة والطقوس اسم محمدعبد الله ملاصق لاسم الرب؟ كانهما شيء واحد، هكذا دعى محمد الى عبادة ذاته من خلال تماهيه مع الله، ثم كيف يكون دين الله وهو يفضل امة على بقية الامم ويحب شخص على جميع البشر كما ادعى المسيح ابن مريم انه ابن الله! اين العدالة والمساواة في رب عاطفي منحاز لاشخاص وامم بعينها؟ اما تشرد وقتل المسلمون فهو ضد الارهاب فقط اما باقي مسلمو اوربا فانهم جميعا يفضلون البقاء في اوربا على الرجوع الى بلدانهم (الاسلامية) بل يموتون في البحر في بعض الاحيان ليصلوا الى هذا الغرب الذي تدعي انه يقتلهم ويشردهم! اما فرضية الحياة بعد الموت التي تروجها الاديان السياسية فهذه فكرة ليست من اختصاص الدين او العلمانية بل من اختصاص العلم ومن الجميل لو كانت صحيحة لكنها لن تكون كما صورتها هذه الاديان عن فردوس من العاهرات والخمر والغلمان والقصور والفواكه كما كان يعيش هؤلاء الاغنياء، اما نقدك للعلمانية فانها لحسن الحض النظام العالمي السائد.

اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني