الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور الغضبان وإذكاء نار الحوار

علي الشهابي

2004 / 11 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قام الدكتور منير الغضبان، نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في الثمانينات، بكتابة مقالة عنوانها "ديموقراطية الإخوان المسلمين"
يرد فيه على مقالي المعنون "الديموقراطية وديموقراطية الحزب الديني ـ نموذج الإخوان المسلمين". المنشور على موقعكم بتاريخ 8 أيلول 2004 . وهذا ردي المتواضع على مقالته.
* * *
أشكر للدكتور منير محمد الغضبان استجابته للحوار في واحد من أهم المواضيع المطروحة على جدول أعمال الواقع في سوريا، موضوع الديموقراطية. وبخوضه غمار النقاش إنما يساهم في أن تستعيد الساحة السورية ألقها الذي خبا أو كاد. ومع ذلك فإنني أستغرب منه أمرين أراهما شكليين يطرحهما في بداية مقالته ونهايتها:
الأول إنه يأمل مني الاستعداد لتغيير وجهة نظري إن تبين لي خطؤها. أستغرب هذا لأنه عندي بداهة، فأنا لا أهدف إلاّ إلى الحقيقة، ولا أطرح كيقين إلا ما أعتقده يقيناً. وبالتالي فإنني على أهبة الاستعداد لتغيير وجهة نظري فورا،ً إن تبين لي خطؤها، إكراماً لنفسي وليس للآخرين. فهل يعقل أن يشك بعدم استعدادي؟! أخشى ما أخشاه ألاّ يكون هو مستعداً لهذا الأمر، ومع ذلك فهذا شأنه.
الثاني إنه يختم مقالته بالتأكيد على استمرار الحوار، راجياً أن يكون مع أدب الحوار. لا شك في أن رجاءه دليل أدب جم عنده، ولكن كنت أتمنى أن يتحلى بشيء من الروية افتقدها في سياق مقالته التي يقول عني فيها "أما أنت ومن معك الذين تمثلون الديموقراطية الحقة كما تزعم لم نسمع بكم إلا بعد أن دعتكم أمريكا للظهور، فلا تتكلم إلا حين ترى السكين لن تحز رقبتك، والغل لن ينال من يدك..إلخ". فإن كان الدكتور لا يعرفني شخصياً، ولم يكلّف نفسه عناء قراءة ما كتبت مما يتضمن موقفي من الأمركة، فكيف يقول عني ما قال؟! ليس هذا فحسب، بل إنه يضعني أيضاً بين "الذين كانوا نائمين خلال أربعين عاماً لم يسمع لهم صوت واحد بانتقاد النظام أو المساس بتجبره" وبين "من كان يهتف للسلطة، وينساق لها كالغنم ويحييها". أرجو أن يتذكر الدكتور أن الشديد ليس بالصرعة.
على كل حال، سبق وقلت عن هذين الأمرين بأنهما شكليان، مما يعني أنني لم ولن أتوقف عملياً عندهما لأنني مازلت بانتظار المهم في نقاش الدكتور المتمثل بتفنيده لمضمون ما كتبت في مقالتي "لديموقراطية وديموقراطية الحزب الديني ـ نموذج الإخوان المسلمين" و"الديموقراطية وأيديولوجيا الديموقراطية" واللذين أدّعي أنني برهنت فيهما على أن الحزب الديني ديكتاتوري لأنه:
· ضد الحرية الفردية.
· ضد حرية التفكير التي تتجلى بكونه ضد حرية التعبير.
· طائفي ولا يمكن إلا أن يشعل فتيل الحرب الأهلية لأنه لا يمكن إلا أن يحاول إلغاء الطوائف الأخرى بمحاولة إجبارها على الدخول في طائفته عبر محاولة فرضه عليها ممارسة طقوس دينها بطريقة طائفته.
· حزب بهذه المواصفات لا يمكن إلا أن يصير ديكتاتورياً على المستوى السياسي برغم كل تشدقه بالحرية السياسية قبل الوصول إلى السلطة.
هذه هي النقاط التي أدّعي أنني برهنت عليها فيما كتبت، وأرجو أن يحاول الدكتور الغضبان البرهنة على العكس. إن استطاع، فإني له أول الممتنين.
أخيراً أود التنويه إلى أن المقالتين اللتين يزمع الدكتور مناقشتي فيهما جزء من موضوع أشمل وأعم، ثلاث مقالات أخرى تندرج كلها، بغض النظر عن عناوينها الفرعية، تحت عنوان "سوريا إلى أين ـ ورقة عمل". وكلها وزعها مشكوراً موقع كلنا شركاء وتلطّفت بنشرها صحيفة الحوار المتمدن rezgar.com أقول هذا لا لأصعّب مهمة الدكتور الغضبان بل لأيسّرها، طالما أن فهم الخاص عبر العام يصير أعمق، ومن جهة أخرى فإنه يوفر عليّ الكثير من التكرار. ولكن إن كان الدكتور لا يحب قراءتها، أو ليس عنده وقت، فإنني سأكرر بكل سرور.
علي الشهابي
1 تشرين الأول 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت