الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً ايها العراقيون ، أنا أعلنت لكم حبي و أنتم دعوتم لرجمي

فينوس فائق

2004 / 11 / 8
القضية الكردية


شكراً ايها العراقيون ، أنا أعلنت لكم حبي و أنتم دعوتم لرجمي
و أنا أمطر العراقيين الشرفاء حباً و زهور نرجس من جبال كوردستان
فينوس فايق
شاعرة و صحفية كوردية مقيمة في هولندا

قبل فترة ليست بالطويلة كتبت خاطرة ونشرت على عدد من المواقع الألكترونية ، و تلقيت على إثرها كماً هائلاً من الردود و التعليقات تلفونياً و عن طريق البريد الألكتروني و أيضاً عن طريق الموقع العراقي "عراقيون" بتسجيل التعليقات ألكترونياً في الموقع مباشرة ، و أقول أنها كانت خاطرة و ليس مقالة لأن الخاطرة أقرب إلى القلب من مقالة و أنا قصدت أن أوصل كلاماً من أعماق قلبي إلى العراقيين لا أن أتلو لهم خطاباً سياسياً من خارج قلبي تمليه علي مقتضيات السياسة الدولية ، قصدت أن أحكي للعراقيين عن حلم يراودني منذ آلاف السنين .
على أي الخاطرة كانت تحت عنوان "هل آن الأوان لأفتح لكم قلبي أيها العراقيون ؟ لكم وطنكم و لنا وطننا.." المسألة كانت في غاية البساطة و الشفافية بالنسبة إلي ، و لم أتوقع كل تلك الزوبعة التي حدثت على إثر نشر الخاطرة ، لا أدري لماذا وصل الحال بالكثيرين من المثقفين و المثقفين الكبار أيضاً أن يدعوا إلى رجمي؟ أين كانت كل هذه الشجاعة لرجم إنسانة بسيطة تطالب بحق من حقوقها ، أين كانت دعوات الرجم هذه مكبوتة عندما كان الحديث حامياً عن المجرمين نزار الخزرجي و المدعو علي حسن الكيمياوي و وفيق السامرائي الذين لازالت أيديهم ملوثة بدما الآلاف من أبناء العراق و متهمون بقتل الآلاف من الأبرياء من الشعب العراقي في زمن الطاغية ، والبعثيون الآخرون الذين تسلموا في العراق الجديد مناصب عالية في الحكومة العراقية الجديدة ، لماذا لا ترجمون هؤلاء ، أم أن الشجاعة الكتابية عند البعض تقتصر فقط إزاء إمرأة وقفت بشجاعة لتقول للحق أنه حق و الباطل أنه باطل و فتحت قلبها بشفافية و صرحت بحبها و بصدق لكن كل في وطنه...؟ هل هذا جزاء المحبة عندكم أيها العراقيون؟ هل تقابلون الحب بالحجارة ؟ لا أدري لما كل هذه الحساسية عندما يتكلم كوردي عن حق الشعب الكوردي في أن يطالب بحق كوردستان في قيام دولة كوردية مستقلة ، لعمري أن هؤلاء لم يقرأو في حياتهم كتاباً واحداً ، كمثل ذلك الذي بعث بتعليق على المقال و هو لازال موجوداً على موقع "عراقيون" يقول فيه أن الكورد ضيوف في الأرض التي يسكنون فيها ، لا أدري لما كل تلك الكراهية و نحن نعيش في زمن المفروض بنا ننعم فيه بكل الحريات ، و منها حرية التعبير ، هل يُقبل العراقيون بهذه الطريقة على تجربتهم الجديدة مع الديمقراطية و هم لا يطيقون سماع رأي الآخر ، هل وصل الكره بالعراقيين إلى حد المطالبة برجم إمرأة لأنها تحلم بدولة كوردية مستقلة ؟ إذا كان الرجم هو عقاب لي على أنني أحلم بإستقلال الأمة الكوردية فأهلاً به ، ثم أنا لم أقل "الخلاص" و هناك فرق بين أن أدعو إلى الخلاص و أن أدعو إلى الإستقلال ..
أنا لم أقصد من كتابة الخاطرة إيذاء أحد و لم أكن أهدف إلى المس بمشاعر أحد و لم أكن أعرف أن التعبير الصادق و الحديث الشفاف يجرح و إلا لكتمت خاطرتي كما كان الطاغية يعرف يكتمنا و يكبتنا و كظمت حبي كما كان الطاغية يفعل بنا ..!!
ثم أنني لم أحمل أحدكم وزر ذنب إرتكبه الطاغية في حق الشعب الكوردي ، فقط تخيلت نفسي أجلس أما شعب جميل مثل الشعب العراقي و أفتح له قلبي و أطلب منه العون و المساعدة على تحقيق حلمي.. لكني مددت يدي وقوبلت بالشوك و أعلنت حبي و قوبلت بالحجارة ، شكراً لكم أيها العراقيون ، مع ذلك أقول لكم أن الكوردي معروف منذ الأزل بإنصافه في مثل هذه الأمور و معروف بصدره الواسع لذلك لن أعمم هذه الحالة على الكل و أخص بالذكر أساتذة كبار و عمالقة في عالم الكتابة من أمثال الدكتور منذر الفضل الذي لطالما أقول له و هو إذا يقرأ كلامي هذا يتذكر :أقول له لو قامت دولة كوردية ستكون المرشح الأول للرئاسة من قبلي أو أي منصب كبير لشهامتك و مواقفك الجسورة ، و السادة الكتاب الكبار زهير كاظم عبود ، أحمد رجب رستم ، عدنان جواد طعمة ، ياسين النصيير ، جاسم المطير ، د. عصام الخفاجي ، د. تيسير الآلوسي ، كاظم حبيب ، عدنان حسين ، سلام كويبع العتيبي ، و عبدالإله الصائغ .. و أمثالهم كثيرون جداً .... ممن لهم مواقف عظيمة إزاء القضية الكوردية ، و قد كنت بالمناسبة قد تخليت عن أن أردد عبارة "القضية الكوردية" لأن الكورد في تصوري دخلو مرحلة جديدة من نضالهم من أجل نيل حقوقهم الشرعية و أن هذا النضال أخذ شكلاً و أبعاداً أخرى في زمن ما بعد صدام ، بات نضالاً من أجل كسب الأصدقاء من أجل بناء كوردستان و تحقيق الحلم الكوردي بمساعدة الجيران العرب العراقيين ...
أنا أعرف تماماً أن اللعبة السياسية الأمريكة و الدولية لا تسمح اليوم بقيام دولة كوردية ، لكن الكلام الصريح الخارج من القلب لا يؤذي أحد و لا ندفع عليه ضريبة كما كان يحدث لنا في زمن الطاغية ، فلم أتصور أن الضريبة مازالت موجودة حتى يومنا هذا و هي الرجم بالحجارة ..
أنا لم أمارس السياسة في حياتي لكن خضتها في ضميري و من خلال عملي كصحفية و شاعرة مخلصة لبلدي كوردستان ، و لم أنتمي إلى أي تنظيم سياسي لكنني كنت أعتبر نفسي عضوة في كل التنظيمات السياسية للأحزاب التي تسعى إلى تحقيق الحلم الكوردي لإقامة دولة كوردبة ، و إنتميت بذلك إلى ما أؤمن به في أعماقي و قناعتي ، و لأن السياسة تمارس من خارج القلوب ، لكن الخطابات السياسية تلقى من خارج منطقة المشاعر و الأحاسيس لذلك قصدت أن أضفي على الخاطرة التي كتبتها نفساً أكثر إنسانية لعلني أقترب بذلك من ضمير شعب عانى من قسوة و جبروت دكتاتور و عانى التعذيب و الإضطهاد بأنواعه ، لكن و للأسف الشديد مازال الكثير من العراقيين يعيشون تحت وطئة الكابوس الذي كانو يعيشون فيه في زمن الدكتاتور لذلك تراهم يقيسون المسائل من خارج قلوبهم و بمقاييس هي نفسها التي كان الطاغية يقيس بها معاني حب الوطن و حرية التعبير و الإعتراف بإستقلالية الآخر..
لقد كانت صدمتي كبيرة عندما كنت أقرأ تعليقات القراء في موقع "عراقيون" على خاطرتي و تعليق الكاتب محمد عبد الحسين عليها و عندما علمت أن السيد المحترم حسن الطائي فتح جبه لا هواذة فيها و نصب نفسه حاكماً وحاكمني غيابياً على جرم إسمه حب الوطن و حكم علي بالرجم لأنني فتحت قلبي بشفافية و دعوت إلى صفحة جديدة مع العراقيين و أن نبدأ من جديد لكن كل من داخل وطنه ، فإكتشفت أننا مازلنا لسنا قادرين على أن نفتح قلوبنا بهذه السرعة و السهولة أو أنه مازال الآخر لا يتقبل بتلك الصراحة و الشفافية أو ربما مازال الوقت مبكراً على مثل هذه المحاولات لفتح قلوبنا لبعضنا البعض ،حيث أننا مازلنا نتعامل مع بعضنا البعض بحساسية و حذر و مازلنا نصد آذاننا من أن نسمع رأي الآخرين ، و أن الشفافية في هكذا طروحات لا تجدي نفعاً ، لذلك لا أخفي عليكم أنني اليوم أكثر تمسكاً برايي و بكورديتي و رفضي لأن لأن أكون عراقية و أعلن هذا مرة أخرى و أبقى أصر عليه أبد الدهر.. و إن هذا لن يغير من موقفي و مشاعري إزاء العراقيين الشرفاء الذين يؤيدون هذا الحلم الشرعي في إقامة دولة كوردية مستقلة و أقف لهم إجلالاً و إكباراً و أقول لهم أنا لن أرجمكم بل أمطركم حباً و نرجساً أقطفه لكم من جبال كوردستان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطباء بلا حدود لـ-الحرة-: الوضع الإنساني في الفاشر بالسودان


.. نافذة إنسانية.. تحذيرات أممية من تدهور أوضاع النازحين بمخيما




.. الفقر والإهمال يحرم أبناء النازحين بكردستان العراق من الدراس


.. نتنياهو وبوتين والسعودية..كيف استفادوا من قرار المحكمة الجنا




.. مندوب فلسطين الدائم بالأمم المتحدة: نتوقع مفاجآت من دول مثل