الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤساء العشائر العراقية – أراجيح التخلف والنهب والكسل ..

واصف شنون

2011 / 6 / 11
المجتمع المدني


لايجد قارىء لتاريخ العراق الحديث والمعاصر أي مفخرة أو رمزية لفعل انساني وطني خلّاق لرئيس عشيرة عراقية واحد ، حتى أن (ثورة 1920 ) ضد الإنكليز وقيادة العشائر ورجال الدين لها ،كان من مسبباتها ليس اعتقال الإنكليز لشيخ عشيرة فقط ،وعدم احترام الإنكليز لتقاليد العشائر والبلدات والقرى العراقية ، بل تهديد قومندان انكليزي لرجال العشائر بـ(عدم التغوط جهارا ً على الطرقات ) في شوارع إحدى المدن العراقية !!،كذلك ولاءات المغناطيس التي هي الليرة التركية والجنيه الأسترليني ومن يدفع اكثر ،فحينها لم يكن العراق الحالي قد ولد بعد ،وكان بعض ابناء العشائر قد قاموا بسلب ونهب سلاح وحاجيات وملابس المجاهد الكبيرالسيد محمد سعيد الحبوبي اثناء عودته مهزوما من معركة الشعيبة التي تصدى فيها للإحتلال البريطاني عام 1914 ...،وحين وِلدَ العراق كان لهم النصيب الأكبر في اقتطاع الأراضي (الأميرية ) والدخول في مجلسي الأعيان والنواب وفرض الوزراء والوساطات والتعيينات والبعثات ..الخ ،ثم اللّعب َ بين دول الحلفاء ودول المحور بين اعوام 1939 - 1945إبان الحرب العالمية الثانية وحكومات السياسي المحترف نوري سعيد حتى عصر الجمهورية حيث تم تحجيمهم وتحقيرهم أمام الشعب العراقي وإعلان برنامج الإصلاح الزراعي وإعلان شعار الأرض لمن يفلحها .....الخ،ومع تقادم عمر الدولة العراقية المدنية ،تهافتت سلطاتهم الإقطاعية ، حتى الحرب العراقية- الإيرانية ، حيث بدأ قائد الحرب الغبية ،يغرس الفخر العشائري بنفوس الضباط من الشباب وهو ُيقلدهم أوسمة الشجاعة ، فكلما وصل لأحدهم طبطب على كتفيه وهو يسأله (من أين أهلك ) أي من أي عشيرة أنت؟؟؟،ومع إستمرار الحروب المتوالية والعزلة الدولية والحصارات وتراجع المدن والمدنية والدولة برمتها أمام الفوضى الإجتماعية التي يضيع فيها الفرد وتتغرب فيه قيم المجتمع الجمالية ، والتي كانت نتيجة لكل ما ذكر ،فظهر من جديد (رئيس العشيرة ) ليحافظ على (العصبّة) ويدعم الديكتاتور مع صلاحيات واموال كبيرة في الحكم والتحكم بلا دراية ولا معرفة ولا علمية، حيث لا قضاء مستقل محترم ولا دوائر ولامؤسسات رسمية لها هيبة جمومية ،فالرشوة والوساطة والحسب والنسب..وكل ذلك في عراق النفط والخيرات ، وفي 2003 ،وما بعده بقليل اسس بعض من رؤساء العشائرفي البصرة ميناء صغيرا لتهريب النفط الى ايران عبرصهاريج تنقل ثلاثة الاف برميل نفط خام يوميا ..،ونصبوا خيمة يجلس فيها رجل دين معمم يتكفون فيه الشرّ..،حيث بدأ التحالف المشين بينهم وبين رجال الدين الباغين والمزيفين ..من جديد
ومن جديد يظهر رئيس وزراء عراقي مدني ،فاز بأسم قائمة تدعي القانون ، ليرشي رؤساء العشائر بمسدسات وأموال ووعود سرية ، حتى بدأنا بسماع مراتب جديدة في المجتمع العراقي مثل إمراء العشائر ، وأمير ربيعة وأميرتميم ..الخ من إمراء الثريد والقيل والقال والحلول الوسطية والمجاملات الصفيقة وتكبير الحبايات الى كبايات !!، والمالكي بعقيدته الدينية وأيدولوجيته الفكرية يرفض ذلك فهو صاحب (دولة القانون )حسب إطروحته،لكنه إستخدم سلاح العشائر لأن الدولة قد أزيلت عن بكرة أبيها بسبب الإحتلال الأميركي ،فحين يتعرض المواطن العراقي الى مظلمة ولايجد قانوناً يحميه ولا دولة ترعى مصالحه ولا عقد إجتماعي بين حاكم ومحكوم ، ماذ يفعل يلتجأ الى الأب أو العم الكبير أو الخال أو الأخ كبير الأخوة..،وهكذا من جديد نجد الدولة برئاسة السيد المالكي ،بدلاً عن التشديد في إرساء القانون وحماية القضاء والدوائر المدنية في العمل الشرعي الحضاري ، يدفع برجال اميين الى الواجهة من اجل السيطرة على العراقيين، عاطفيا برابطة الدم العائلية والعشائرية ودينيا بالطائفة الشيعية المنكوبة طوال الزمن،خدمة لمصالحه السياسية والنفعية ،وتوجهاته القروأوسطية المتخلفة ،فهو يتصور نفسه الأن مثلما ( علي بن أبي طالب ) وصحابته ،أما أي معارض له فهو(معاوية بن ابي سفيان ) وأتباعه ..وما لم يتخلص من الماضي سوف يعيش أبداً محروماً من الصدق..لذلك فهو يكذب على نفسه وعلى الأخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكل متخلفين
جواد كاظم ( 2011 / 6 / 12 - 21:33 )
تنتقد رؤساء العشائر بالتخلف ....وهل في العراق شيئا صحيحا الكل متخلفين بما فيهم من يدعي الثقافة....بلد لاحل لمشاكله الا باقتلاع من يسكنه...واخلائه... وزرع اخرين محله

اخر الافلام

.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا


.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي




.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة