الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشارات حول الحلم والرغبة

جنبلاط الغرابي

2011 / 6 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



يحتل الحلم اهمية ومكانة مقدسة عند اغلب الشعوب والمجتمعات,كونه يُعتبر معرفا بما ينطوي عليه المستقبل.فلم يكن الحلم يوما من الايام موضع الاهتمام النفسي او العصبي الا في الاونة الاخيرة.وذلك واضحا من خلال تناول الاحلام وتفسيرها في الكتب القديمة والذي لا يتعدى حدود الرؤية الاجتماعية,او الغيبية الساذجة التي يتبعها افراد القبائل البدائية.ورغم دخول الحلم الحقول العلمية لكنه مايزال عند الكثير يمثل عالما للقاء مع الاموات ونقل رسائلهم الى ذويهم.واعتقد بان عقيدة زيارة ارواح الموتى لاسرهم في ايام محددة كانت نتيجة تطور مفاهيم الاحلام عبر الزمن وتحولها من مظهر خيالي الى واقعي مُكتشف.فنمط الغموض الذي يسير عليه الحلم يسبب القلق لدى الانسان,مما ادى به ان يحاول فهم الحلم بالصورة التي تتناسب مع ذهنيته,فبدل ان يجعل نفسه ذاهبا الى عالم الاموات بحكم وجوده في الواقع على قيد الحياة جعل ارواح الموتى تأتي اليه,اذ ان هذا التفسير اقرب شيئا يمكن التعاطي معه.ومن اهم الامور التي جعلت رؤية الاموات ان تُفسر بهذه الطريقة,غياب مفهوم الرغبة عن دائرة الاستقصاء.حيث ان الانسان لا يستطيع ان يدرك بان رغبة بقاء الاخر تتجسد بطبيعة خاصة داخل الحلم,وقضية فقدانه ايضا,خصوصا وان الذات الانسانية مجموعة من رغبات يتم بواسطتها توليد رغبات لا محدودة.لهذا اجد الكلام مع الموتى في اليقظة واثناء زيارتهم تعبيرا للتغاضي عن صدمة الفقدان التي تظهر في الحلم على شكل لقاء في الاعم الاغلب,وكانها محاولة لرغبة استرجاع المفقود.ومن جهة اخرى,نجد في مثل هذه القضايا المنفذ لتفريغ شحنات الضغط النفسي الناتج عن الفقدان,كما هو الحال في تفسيرنا للبس السواد.ولكن ما ينبغي علينا معرفته,هو,ان الاحلام بالصورة العامة لا تعبر دائما بالضرورة عن رغبات,فهناك شيء يُسمى الحلم المستقبلي الذي نقر بحقيقته التي اثبتت صحتها عبر التجربة,وهناك الحلم المتكرر-اشار اليه يونج واكد على اهميته-كتاب علم النفس التحليلي- الذي يجب ان نعتمد عليه اعتمادا قويا في تحليل المشاكل النفسية التي تقع مع الانسان.وهذا الاخير له خصائص غريبة للغاية,فهو يتعاطى مع الماضي والحاضر والمستقبل في ان واحد,اي انه جهة اخبار عن رغبة تكونت في الماضي,ومازالت موجودة في الحاضر,بالاضافة الى تجسيد النهاية التي ستؤول اليها الرغبة.يضاف الى ذلك ارتباطه دائما مع رغبة مستمرة في التعبير عن الحاجة او الفقدان.واذهب الى ان هذا الارتباط لم يأت عن توافق,كصدفة,وانما بسبب كثرة التنبيهات النفسية التي تدور حول الموضوع المعني.اما من ناحيه تراكيبه الشكلية,ففي الاعم تحمل رموزا بسيطة وجامدة الحركة,وقليلة في عددها,كشخص يقف امامك بنصف وجه,او صورة امرأة بقامة طويلة.قد يكون هذا المسلك الذي ندين به مرفوضا من قبل الماديين العلميين,حيث ان فلسفة الحلم بالنسبة لهم لا تتعدى حدود انعكاس رغبات او مرآة لاحداث يومية,وفي الحقيقة اننا نعتقد ان هذا الموقف المتشدد من قبلهم,ليس سوى رغبة عاطفية,وليس مذهبا علميا,لاننا وجدنا الحلم اشبه بالذاكرة المخزنة بالاحداث سلفا,والتي تتيح لك فرصة لمعرفة ما يدور في اعماق الذات وخارجها,ماضيا وحاضرا ومستقبلا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في